عيناكِ عبرَ الشارعِ الممتدِّ تَذرعُه بشوقِ الحزينَةْ |
تَتلفَّتان وتهجِسان بعمـقِ لهفتكِ الـدَّؤوبِ الدَّفينـة |
تَتساءَلانِ.. تُصوِّران متاهةَ النفس الطروبِ المهينة |
وحرقتِ سيجاراً وآخرَ.. وانْفعالُكِ لا يُجافي جنونَهْ |
* * * |
وذرعتِ معبرَنا بمقهى.. كلُّ مَنْ في ظلِّه يستزيدُكْ |
أنظارُه الولْهَى تُفتِّشُ بيننا.. وعَتا عتوًّا شرودُكْ |
ماذا يُثيرُكِ؟ بل وعمَّنْ تبحثينَ؟ بموعدٍ لا يريـدُك |
وأَتيتِ تُلقينَ الجمالَ بمستراحٍ لاهبٍ قد يُفيـدُك |
* * * |
وطلبتِ "كُولا"..لم تشربي منها سوَى رشفاتِ طفلٍ خجولِ |
أَشعلتِ سيجاراً وقد أَسلمتِه لنسيم فجرٍ عليل |
وتدورُ عيناكِ المشوقةُ للدُّروبِ كباحثٍ عن دليل |
لَهفيَ على المجهول يَدنو بالثُّلوجِ لثورةِ المستحيلِ |
* * * |
عيناكِ يا حسناءُ أَحْصَتْ كلَّ روَّادِ الطَّريقِ الطَّويلِ |
أَتُرَى أَصوغُ مفاتناً ظلَّتْ تعطِّرُه بوجهٍ جميل؟ |
وتُنوِّعُ الأَملَ الضَّحوكَ بقلب عاشقِها الغرير النبيلِ؟ |
أَمْ أَشرحُ الأَشجانَ تعصُر صدرَكِ الشَّاكي لخُلْف الخليلِ؟ |
* * * |
لا يا ابْنةَ السِّينِ العريقِ.. وثورةٌ في خيمة الفاتناتِ |
شوقي إلى باريس أَشعلَهُ فتونُكِ يا هوَى العاصفات |
وأَراكِ زهرتَها وحلْمَ الشَّاعرِ الصَّادي إلى الزَّاهيات: |
فَلَوَنْتِ عانقْتِ الجوانحَ بالخيال.. سموتِ بالخاطرات!! |
* * * |
أَوَّاه دنيا أَنتِ من حسْنٍ مثيرٍ هادئٍ في تَناغُمْ |
خطواتُكِ السَّكرَى وموجاتُ الحريرِ ونظرةٌ لا تقاوَمْ |
خُصلاتُكِ الذَّهبيَّةُ الحمقاءُ تنثرُ بالسَّنَا.. بالحمائم |
يا ليتَها تُلقي بكفِّي أَو بصدري ذكرياتٍ نَواعِمْ |
* * * |
ويُجيرُكِ القلبُ الوحيدُ من التَّحيُّر والمتاهاتِ حولِكْ |
يا لِلْجمال.. تَغُرُّه الأَشواقُ والأَشواكُ.. هلْ لي بقولِكْ؟ |
ماذا؟ أَضعتِ الإِلفَ؟ خانكِ عابثٌ؟ يا للتَّجنِّي بفنِّك! |
مسكينةٌ!! في عالم المدنيَّةِ الشَّوهاءِ - تاهتْ بحسنِكْ |