شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
564- عبد الله الشماحي
[القاضي عبد الله بن عبد الوهاب الشماحي كان فقيهاً عالمِاً خطيباً شاعراً، وبلغ الشاعر وفاته وهو في "واشنطن" وكان تربطه به زمالة طويلة، وصداقة متينة، فقال يرثيه]:
يا رفاقاً قد آذنوا بالرواحِ؛
صاحبٌ، بعد صاحبٍ، بعد صاحِ
ورفيقٌ مراقبٌ ليس يدري
هل لليل انتظاره من صباحِ؟
هل علمتم بأنَّه سئم الثُّكْلَ، وملَّ النواح إثر النواح!
"زيد" (1) من قبل قد قضى النحب حرّاً
وشهيداً في ثورة الإِصلاحِ.
وأخوه "المطاع" (2) والسيد "الكبسي" (3) ، وكم من حُلاحلٍ جحجاحِ!
قفّ شعري وكدت أصعق لمَّا
قيل لي: قد قضى الأديب "الشماحي"
لا خبالاً، ولا ضلالاً، ولكن
أيقظ النعي غافيات الجراحِ،
فتذكَّرت من مضى من صحابي
رفقاء الأتراح والأفراحِ؛
في زوايا السجون أو في كراسي الحكم، أو في شِعاب درب الكفاحِ.
وهمُو كالنُّجوم لليمن الخضراءِ ما إنْ لِنورِها من ماحي!
* * *
يا رفاقي؛ هلاَّ علمتم بأني
ما سئمت انتظار حتفٍ متحِ؟!
فمدام الحياة قد راق لي منها اغتباقي، ولذَّ منها اصطباحي.
وإذا سكْرُ العيش طاب فحمقٌ
وضلال بأن تكون الصاحي،
ما مللت الحياة والعيش كالريشةِ تحتاش في مهبِّ الرياحِ
بل مللت الرجاء والخوف ما بين غدٍ غامض وأمسِ وقاحِ!
ذكريات اندِحَارِهِ تتمنَّى
لغدٍ أن يكون يوم فلاحِ
* * *
و"الشماحي" قد كان خدن معانٍ
للمعالي، وكان كبش نطاحِ
ولَخَمسٌ من السِّنين قضيناها سَجِينَيْن؛ كَنْزُ ودٍ صُراحِ
قد حُشِرنا في سجن "نافع" من بعد عذاب التعزير و"الدَّرداحِ"
بين "صنعا" وبين "حجَّة" في قافلةٍ زادُها دمُ الأتراحِ؛
* * *
كان لي ذلك الصديق بشوشَ الوجه أوقات الغم والإِنشراحِ
كان ملء الأسماع بالمنطق الفخم وبالشعر والمجون المباحِ،
كان ملء العيون بالمظهر الخلاَّب والوجه الباسم المِمْراح،
كان سلس القياد للحق والعدل، وصعب المراس عند التلاحي
خلق كالنسيم ضمخه الورد وأروي شذاه نفحُ الأقاحِ،
وإذا كدَّر الجحود شذاه
ثار سخطاً كالعاصف المجتاحِ،
* * *
لهف "صنعا" عليه قد كان فيها
عالَماً من بشاشةٍ وسماحِ
فقدت فيه فذ قولٍ وفعلٍ؛
فَهْي تبكي بمدمع سحَّاحِ.
أيّ "صنعا" تُرجى لشعرٍ ونثرٍ
وسماع، ونجدة، ومزاحِ!
وحوارٍ لعالمٍ وأديبٍ،
وفقيهٍ، وملحدٍ، وإباحي؟؟
أي "صنعا" باتَتْ؟ وكيف نوادي الأنس فيها بعد "الأديب الشماحي"؟
واشنطون: 10/3/1406هـ
22 نوفمبر 1985م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :741  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 594 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.