شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
538- مواساة..
[قرأ صاحب الديوان قصيدة للعلاَّمة الشاعر القاضي محمد بن يحيى الإِرياني، يرثي بها زوجته التي توفيت بنوبة قلبية عن عمر ناهز السبعين عاماً، فاهتزَّت عواطفه بالحادث المؤلم والشعر الرائع، فقال مجارياً ومواسياً ومعزِّياً]:
قراتُه؛ فتوالى الدمعُ ينهمرُ
شعراً؛ قوافيه تبكي؛ وهي تنتحرُ!
ترثي الحنانَ الذي كانت بشاشته
"هي الحياة، هي الدنيا، هي العمرُ"؛
إذا تكلَّم.. لا لَغْوٌ، ولا هَذرٌ
وإن تبسَّم زال الهمُّ والكدرُ
شعرٌ، دوافعه موَّارةٌ بلظىً
من المرارة فيها الروح ينصهرُ!
في كلِّ قافية عين مسهدةٌ
أو مهجة بالأسى والحزن تنفطِرُ
كأن ألفاظه بالدمع قد غُمِسَتْ
فكلّ أحرفه بالدمع تنهمِرُ!
شعرٌ إذا رُتلتْ أوزانه انتحبتْ
تنوح؛ تندب؛ لا تبقى ولا تذرُ
شعرٌ من القلبِ في ألفاظه أثرٌ
وفي معانيه من أوجاعه شررُ؛
يرثي شريكةَ عيشٍ في خمائِلِه
كانتْ هي العيشُ والآمال والوطرُ
خمسون عاماً ونيف سافرا وَهُما
بنعمة الحُبِّ لا يضنيهما ضجرُ!
ورحلة العيش إن كان الرفيق بها
مثل الفقيدةِ.. طاب العيشُ والسفرُ!
يا آل "يحيى"؛ وعزّ الدين مفخرةٌ
لكم؛ به نحنُ "حزب الله" نفتخرُ
وأنتم في سبيل الله من ثبتوا
لم يثنهم عنه لا خوفٌ ولا خطرُ؛
مجاهدون إذا ما مسَّهم ضررٌ
تذكَّروا سيرة الآباء.. فادَّكروا؛
من كلِّ ذِي مِرَّةٍ لو أن فطنته
على الورى وزّعَتْ لم يرتبك بشرُ
إن "جُوملوا" شكروا أو صُورعوا صبروا
ويصفحون عن الجاني إذا قدروا
وهم مع الحقِّ قد سيطَتْ دماؤهم
بحُبِّهِ، وتفانوا فيه، وانصهروا!
من ذا أُعزِّي؟ وماذا قد يُقال لهم
شعراً وهم خيرُ من قالوا، ومن شعروا؛
والصَّبر شيمة من عفّوا، ومن كرموا
وجنةُ الخلدِ مأوى للألى صبروا
بروملي: 23 جمادى الآخرة 1402هـ
17 أبريل 1982م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :329  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 568 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.