طَربتُ، لاَ شَغَفاً باللَّهو والطرب |
ولا نزوعاً إلى هَزْل، ولا لعبِ
(1)
،..! |
ولا اشْتياقاً.. إلى ذِكرَى زَمانِ صبا! |
ولا حَنيناً. لِوصْل الأَهْل، والصُّحُبِ،! |
لكن سَمعتُ نِداءً وَالهاً. ضَرِعاً |
تَروي ابتهالاتُهُ مَا حلَّ بالعربِ |
فجُنَّ مِنه جنوني، واشتَوى أَلمي |
وضَلَّ فيه ضلالي، الْتظى غَضَبي.! |
* * * |
أبَعد "ستّين عاماً" في الجهادِ طَمَتْ |
بكلِّ ما جَلَّ، مِنْ هوْل، ومِنْ نُوَبِ
(2)
.. |
لنحفظَ "الدّينَ" في القدْس الشَّريف" بلا |
حَيْفٍ ولا عنْصرٍ باغ، ولا رَيبِ |
نمضي نُوقِّع "صُلْحَا".. كي نعيش.. بلا |
خوف من الجوع، والتشْريد، والعَطبِ |
وَنحنُ "ستّون عاماً" دونَما وَجَل |
خُضنا المكاره، نَرجُو رَاحةَ التَّعبِ
(3)
!! |
لاَ.. لاَ.. بكُلِّ قبور "الأنبياءِ"، ومَنْ |
في "القدس" أقْسِم بالإِسلام.. بالحسَبِ |
بكلِّ مَنْ "هاجروا" عَنْها، وما بَرحوا |
بين "الملاجئ، تحتَ الرُّعب، والكُرَبِ |
مِنْ كل فارس هيجاءٍ، ومحتسب |
لِلموت.. يمشي إليه غير مكْتَئِبِ! |
"قواد معركةٍ، ورَّاد مَهْلَكة! |
أوْتاد ممْلكةٍ، آسادُ محْتربِ.."
(4)
|
تآمر الكَونُ.. "يَوماً مَا".. ليُخرجَهمْ |
مِنَ أرضهم.. دُونَما جرم، ولا سبَبِ! |
فَصَابَروا كلَّ عُدْوانٍ، و"قدسُهُمُ" |
حلْمٌ، يُدَاري ضنَى الأمراضِ، والسَّغَبِ |
هُم في "حِمَى" الأهل في "صَنْعاء" أو "عدنٍ" |
أو في "المدينة أو "بغداد" أو "حَلبِ" |
فكيف يَرْضونَ "صُلحاً" يَطْمسون بِهِ |
حقًّا.. وَيُمحَى "جِهادٌ" خطَّ بالذَّهبِ؟!، |
وبالدِّماء وبالأرواحِ.. يَبْذلها |
رَخيصةً في سبيل الله.. كُلُّ.. أبي..؟! |
وَمُسلمو "السنْدِ" و"الإيران" في لجَب |
من المَشاعر تفدي أشْرفَ العَتبِ |
سيزحفُونَ إذا داعي "الجهاد" دَعا |
لله.. لا لِدَواعِي الثَّأرِ، والسَّلَبِ!! |
"بني العروبة" هبُّوا من مضاجعِكم |
واخْشوا إذا ما غَفَلْتُم سوء منْقَلَبِ! |
لا تَتْركُوا "القدس" لِلأغرابِ، والتمسوا |
نَصْر "العروبة" في"التَّوحيد" والغَلبِ |
فالسَّيف أصْدق أنباءً من الكُتب |
قد قالَها شاعرٌ في سَالِف الحِقَبِ |
وقال شاعر "مصر" قَبْلَ "نَكْسَتِها": |
"على الكتَائِبِ يُبْنَى الملكُ لا الكُتبِ"! |
من ذا نُفاوضُ؟؟ كفُّوا عَنْ مَهازِلكُمْ! |
هَلْ يقْبَلُ الشَّرع تَزْويرات مُغْتصبِ؟ |
الأرض مِلكٌ لنا -حقّاً- توارَثه.! |
ابن لإِبن.. بصكٍّ عنْ أبٍ.. لأبِ.. |
هل في قَوانينكم: طردُ القطين، وأَنْ |
تُعطى مواريثه. نهباً.. لمنتهبِ؟ |
"موسى" يضجُّ غَضوباً من مَزاعِمكمْ |
ومِنْ "تَحاريفِكمْ" بالزّور، والكذبِ! |
وأنْتُمُ مَنْ تَمَنَّى قَتْلَ "ناصِره" |
"عيسى"، وشوَّهتمو التَّاريخ بالرِّيبِ،! |
ما "للنّصارى" تَغاضوا عَنْ مَثالبكمْ |
وأَسْدلُوا دونها الأَعذار كَالحجُبِ! |
"عيسى" حزينٌ عليهم عندما جَنَفوا |
عن شِرعة الحقِّ، والإِحسان، والحدَبِ! |
سيّان، في "الشَّرق" أو في "الغَرب" قد نَصروا |
"صهْيون" بغياً على "الإِسلام" و"العربِ"! |
هَلاَّ اسْتبانوا هُدَى "الإِنجيلِ" وادَّكروا؟ |
أَمْ قَدْ صَبوْا "لخُوار العِجل"، وَ"الصُّلُبِ"؟! |
* * * |
يا قومُ! ذكرى "صَلاح الدين" ما برِحَتْ |
في أرض "حِطّين" تَغْلي بالدَّم السَّربِ! |
إذا تَنَاجتْ بعَدل فهو مَطْلبنا |
وإن تَنَادَتْ بسِلْم الذلِّ.. لَم نُجبِ |
* * * |
تَماوجَ النّيل قَهراً، واغْتَلَى حَنقاً |
لَمَّا تَسامعَ هَمسَ الصلح. عَنْ كَثَبِ! |
صُلح "الحماقة"! و"البتْرول" حين به |
شَحَّتْ نفوس ولم نُنْجِد لَدَى الطَّلبِ؟! |
لا تظلموا "الشعب" إنْ "فَردٌ" تَعَنَّته! |
فمصر مثوى الأباة السّادة النُّجبِ |
"كنانة الله" في الدُّنيا، و"أزْهرُهَا" |
يُدْلي إلى "القُدس" بالقُربَى، وبالقُرَبِ! |
ووحَّدوا "العُرْبَ" بالإِسلام في أُمَمٍ |
شَتى.. مِنَ "السِّند" حتى "المغربِ العرَبي" |
يا "مصر" نَجوايَ في الأحشاءِ يَصْهرهَا |
حبي، وتَحْصُرهَا الأَحْزانُ باللَّهبِ! |
أنتِ التِي كنْتِ تُطْفين اللَّظى حَدَباً |
فلا تكوني لَها "حمَّالَة الحطَبِ"؟ |
أستغْفر الشِّعر فالآسادُ ما فَتِئَتْ |
تجولُ صابرة في غيلكِ الأشِبِ |
لنا صلاتٌ، لنا دِينٌ، لنا لغةٌٌ |
تَحْوي هُموم جميعِ العُرب في نَسَبِ |
لَنا نُبالي صُروفَ الدَّهر إن عبسَتْ |
يوْماً، ولن نتَحاشى الْعيشَ لم يَطِبِ |
لأَنَّنا أمَّةٌ أهْدتْ لعالَمها |
ما يرتجيهِ مِنَ الأدْيان، والكُتبِ |
من "صخرةِ القُدسِ" قَد فاضَتْ ينابعها |
عَلَى البريَّة بالإِيمان، والأَدبِ |