الشاعر آبْ من بعْدِ غياب |
قَد طال يُفتش الأبوابْ! |
الشاعرُ عادْ ومُنَى الأوعادْ |
آمال تجأرُ في كتابْ |
لا تعذلوا إيابهُ وعودته.. |
إذا جثا في أرضِهِ: |
يُقبّلُ الترابْ! |
قَدْ طالما فَندَ غربتَه |
وبعْضُه في بَعْضِهِ |
يبكي على الخَرابْ |
* * * |
الشَّاعِرُ عَادْ مُسَالِما..؟ |
لا نادماً.. وحطم الحِرابْ..! |
آبَ بلا عَتادْ إلاَّ السَّما؛ |
تَرْعَى الحِمَى وتَحمدُ الإِيابْ |
لا تُنكروا عَتَادَهُ |
وعُدَّتهُ.. لأنه بِعِرضة |
قد حَفِظَ.. الجنابْ؛ |
وبجلال الكبر صَانَ جَبْهَتَه |
فشمَخَتْ برفضِهِ: |
أصَالةُ الأحسابْ |
* * * |
الشاعر عَادْ وفَمُ الأوغادْ |
يَهجوه: إذْ يَنْثُر أو يشعرْ |
الشاعرُ آبْ ودَمُ الأصحابْ |
يرجوه أن يغضب أو يثأرْ؛ |
فَلَمْ يُصخْ، وكَبتَ الألمَ.. |
وهَجَرَ القَلم: |
محطِّماً يجأرْ..! |
وعَانَقْ الإِخاء وانسجَمْ، |
وقبَّل العَلَمْ |
رَغْمَ مَنِ استأثَر..! |
* * * |
الشاعرُ آبْ.. بلا ارتيابْ، |
وشافَهَ العذاب والخوف والمنكر! |
آبَ إلى التَّباب في أرضِهِ اليَبَاب |
يدُوسها الأغراب والشانئ الأبتَرْ! |
لأنه لا يَعْرف النَّدمْ.. |
إذا انهزَم.. |
كأنه "الأشتَرْ" |
قَدْ سَف ما يَدْري |
وَمَا يَعْلَمْ.. ولَم يَنَمْ |
وعزَّ واستعبَرْ |
* * * |
وبَرَّ بالأتْراب |
وأَنْشَدَ الأصحاب: |
الشاعر آبْ.. |
آب بلا ارتيابْ: |
وقَبَّل الترابْ |
فانْتعِشي.. يا أجمات الغابْ |