لِمن زئيرٌ دَوى؟ يَسْتَنفِرُ الغَابا |
وَيَسْتَفزّ الذي استخْذى، ومَنْ حَابَى |
عشرون عاماً، وأدغالُ الحِمَى ضَرَعاً؛ |
تخشَى دخيلاً، ودَجالاً، وكذّابا
(1)
|
لأن آسادَها ما بين مُنجحرٍ |
في كهفِه؛ مَيّت الآمال مُرتَابا! |
أو مَنْ تشرد؛ عَنْ يأسٍ، ومن قَلَقٍ! |
أوْ مَنْ.. قد استَبْدلوا عَن غابهم "غابا"! |
والغيلُ. واللَّبواتُ الحُمُر في خَجلٍ؛ |
تُصَابرُ الحزنَ أشكالاً. وأضرابا
(2)
؛ |
لمن زئيرٌ دَوى؟ شبلٌ أفاقَ وقَدْ |
مَلّ السكوت؛ فَحَدَّ الظفْرَ والنابا |
وهَبَّ يَسْتَنهضُ الوادي، ويملؤه |
رُعْباً ليُرهب من ساموه إرهابا.! |
بحُرْمَة الغِيل والشّبل الرَّضيع دعا |
مُسْتَنْجداً لهما: أهلاً، وأصْحابا؛ |
يقولُ: آجامُكم تَبكي مَضاجعكمْ |
أسىً وتَنْدبُ مَنْ ولَّى وما آبا
(3)
|
دَعُوا الألى انجحروا خوفاً؛ ولا تَثِقوا |
بمن مَضى.. ناسياً بَيْتاً. وأترابا! |
نحن الشَّبابُ لَنا أهْل، لنا وَطَنٌ |
وفيهما الموتُ للأحْرارِ قَدْ طابا |
قصيدةُ الحُبِّ للأوْطَانِ ما بَرحَتْ |
تَرْوي البطولات؛ أحقاباً، فأحقابا |
لكنْ إذا شاخ في أوزانها نَغَمٌ.. |
وشذّ ذعراً؛ فقولوا شذَّ إذ شابا!
(4)
|
والمرءُ إن شابَ شبَّ الحرص في دمه |
وهام يسرحُ في الآمال جوّابا
(5)
|
لكن شباب الحمى هم من يؤمّله |
ليومه الشعبُ آبَ الشيخ أو غابا |
لا بارك الله فيمن ظل مضطغناً |
وسامح الله من والي ومن ثابا" |