شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
492- الصدى
الهمزة المضمومة مع الميم
ودونما اختيارْ
ورغم أنف الشاعرِ
يظل وعيهُ
في عشِّه الغريب؛
يُصغي.. لما تهذي به الرياحْ
وما يخالهُ الخيالْ
وقد يلوذُ باليراع؛
فتغنِّي له المآسي لحوناً
وتثورُ الشخوصُ والأسماءُ
* * *
أسماء من ليس لهمْ وطنْ؛
آمالهم على جباهِهم؛
تلوح ضارعَه..!
أشواقهمْ على شفاههمْ
تجأرُ خاشعهْ،!
لكنْ..
وقد قضى "القُضاه"
وحكم القُساه
بأنهمْ ليس لهم وطنْ
حتى الصَّبايا.. والصِّغارْ
فليهطعُوا.. وليخضعُوا.!
ويعيشون تائهين حيارى
حسبُ أطفالهم سرابُ الأماني
في تجاعيد الأمَّهات تناجي
أملاً شارداً.. وتنشدُ لحناً
مُستضاماً.. قيثارهُ الأيماءُ
* * *
ومن رماد النور
يضرعُ "شاعرٌ"
بصوت مظلوم عليمْ
يحصرُ آفاق الضياء
في الأرض والسماء
دعاؤه الرهيبُ.!
ويحشر التاريخ والحكاما
والكُتبَ والأحكام والأقلاما
إلى حضيرة الحسابْ
وساحة العقاب؛
عندها ترجفُ القلوبُ ادِّكاراً
وتمورُ الدنيا.. وتبكي السماءُ
* * *
وتبرز الأسماء
فتسجُدُ النجومُ
وتضرعُ الأرضُ أسى
والناسُ، والوحوشُ
يرتجفون آسفين
ويخشعونَ خائفين؛
من شفرات زاحفين
أحقادُهمْ مَريرهْ
عَتَّقتْ خمرَها المآسي
مُزِجَتْ بالدموع من جَفْن ثكلى
ويتيمٍ، وشاردٍ، وأسيرٍ
شفراتٍ قد أسكرتها الدِّماءُ
ولها في أغمادها غُرماءُ
* * *
هذا.. هو الصَّدى
في صوت شاعر الحياه
بثَّه للرِّفاق يوماً.. فمالوا
عنه.. كبراً، وعزةً، وعنادا!
ليس يُجدي توسُّل أو دُعاءُ؛
حيث لا رحمة.. ولا حُكماء
ومرادُ النفوس؛ حقُّ "التساوي"
لا عبيدٌ، وسادةٌ؛ لا ظغاةٌ؛
و"رعايا"؛ حقوقهم ضائعاتٌ؛
وهُمُ العاملون والعُلماءُ
* * *
رُحماك يا خيالْ
رفقاً بشاعرٍ
يجتر ماضي عُمره
في عشه الغريبْ
يرثي مواكبَ المساء
ويندب الصباحَ إن أضاء
غالطْهُ رحمةً
"جامِلْهُ" حدَبا
فإنَّه سَقِيمْ
وهذه الأوراقُ
يصبغها بِعطرِهِ
بدمعه.. بشعرِهِ
تطلبُ رحمة القدرْ
وخيالات "الغيبِ" تكمنُ فيها،.!
وفدُهَا؛ تاهَ في المفاوز دهراً
كم سَرَابٍ قد خاله وردَ ماءٍ
كم تهاويل نشوةٍ!
كم تهاويم غفوةٍ!
كم بكى كالمفؤود جنحَ الدَّياجي
والضحى، والأصيلُ، وفدٌ ظماءُ
* * *
سيقدحُ الصَّدى صدى
وتبدأ المأساة من جديدْ.!
ويرقصُ الثارُ العنيدْ
"وهكذا"
"وهكذا الدنيا حِذا"
"من فَوق ذِا"..
"ولا فوق ذِا.. لاَ فوق ذِا.."
"لوْما.. الحِذا.."
"تبقى سيورْ" (1)
تلك.. وصيةُ الحياهْ
و"حكمةُ" اليمن؛
قد وعاها آباؤنا القدماءُ
هل تُرى يهتدي بها الفُهماءُ
ويُغني نشيدها الرحماءُ،؟
أم هو الكبرُ؛ أذنُهُ صمَّاءُ؟!
ربِّ رُحماكَ بالفَضيلةِ
لم يبق لها في الحياةِ إلاَّ الذَّماءُ
بروملي: 18 ربيع الثاني 1398هـ
27 مارس 1978م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :348  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 520 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

محمد سعيد عبد المقصود خوجه

[صفحة في تاريخ الوطن: 2006]

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثامن - في مرآة الشعر العربي - قصائد ألقيت في حفل التكريم: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج