ودونما اختيارْ |
ورغم أنف الشاعرِ |
يظل وعيهُ |
في عشِّه الغريب؛ |
يُصغي.. لما تهذي به الرياحْ |
وما يخالهُ الخيالْ |
وقد يلوذُ باليراع؛ |
فتغنِّي له المآسي لحوناً |
وتثورُ الشخوصُ والأسماءُ |
* * * |
أسماء من ليس لهمْ وطنْ؛ |
آمالهم على جباهِهم؛ |
تلوح ضارعَه..! |
أشواقهمْ على شفاههمْ |
تجأرُ خاشعهْ،! |
لكنْ.. |
وقد قضى "القُضاه" |
وحكم القُساه |
بأنهمْ ليس لهم وطنْ |
حتى الصَّبايا.. والصِّغارْ |
فليهطعُوا.. وليخضعُوا.! |
ويعيشون تائهين حيارى |
حسبُ أطفالهم سرابُ الأماني |
في تجاعيد الأمَّهات تناجي |
أملاً شارداً.. وتنشدُ لحناً |
مُستضاماً.. قيثارهُ الأيماءُ |
* * * |
ومن رماد النور |
يضرعُ "شاعرٌ" |
بصوت مظلوم عليمْ |
يحصرُ آفاق الضياء |
في الأرض والسماء |
دعاؤه الرهيبُ.! |
ويحشر التاريخ والحكاما |
والكُتبَ والأحكام والأقلاما |
إلى حضيرة الحسابْ |
وساحة العقاب؛ |
عندها ترجفُ القلوبُ ادِّكاراً |
وتمورُ الدنيا.. وتبكي السماءُ |
* * * |
وتبرز الأسماء |
فتسجُدُ النجومُ |
وتضرعُ الأرضُ أسى |
والناسُ، والوحوشُ |
يرتجفون آسفين |
ويخشعونَ خائفين؛ |
من شفرات زاحفين |
أحقادُهمْ مَريرهْ |
عَتَّقتْ خمرَها المآسي |
مُزِجَتْ بالدموع من جَفْن ثكلى |
ويتيمٍ، وشاردٍ، وأسيرٍ |
شفراتٍ قد أسكرتها الدِّماءُ |
ولها في أغمادها غُرماءُ |
* * * |
هذا.. هو الصَّدى |
في صوت شاعر الحياه |
بثَّه للرِّفاق يوماً.. فمالوا |
عنه.. كبراً، وعزةً، وعنادا! |
ليس يُجدي توسُّل أو دُعاءُ؛ |
حيث لا رحمة.. ولا حُكماء |
ومرادُ النفوس؛ حقُّ "التساوي" |
لا عبيدٌ، وسادةٌ؛ لا ظغاةٌ؛ |
و"رعايا"؛ حقوقهم ضائعاتٌ؛ |
وهُمُ العاملون والعُلماءُ |
* * * |
رُحماك يا خيالْ |
رفقاً بشاعرٍ |
يجتر ماضي عُمره |
في عشه الغريبْ |
يرثي مواكبَ المساء |
ويندب الصباحَ إن أضاء |
غالطْهُ رحمةً |
"جامِلْهُ" حدَبا |
فإنَّه سَقِيمْ |
وهذه الأوراقُ |
يصبغها بِعطرِهِ |
بدمعه.. بشعرِهِ |
تطلبُ رحمة القدرْ |
وخيالات "الغيبِ" تكمنُ فيها،.! |
وفدُهَا؛ تاهَ في المفاوز دهراً |
كم سَرَابٍ قد خاله وردَ ماءٍ |
كم تهاويل نشوةٍ! |
كم تهاويم غفوةٍ! |
كم بكى كالمفؤود جنحَ الدَّياجي |
والضحى، والأصيلُ، وفدٌ ظماءُ |
* * * |
سيقدحُ الصَّدى صدى |
وتبدأ المأساة من جديدْ.! |
ويرقصُ الثارُ العنيدْ |
"وهكذا" |
"وهكذا الدنيا حِذا" |
"من فَوق ذِا".. |
"ولا فوق ذِا.. لاَ فوق ذِا.." |
"لوْما.. الحِذا.." |
"تبقى سيورْ"
(1)
|
تلك.. وصيةُ الحياهْ |
و"حكمةُ" اليمن؛ |
قد وعاها آباؤنا القدماءُ |
هل تُرى يهتدي بها الفُهماءُ |
ويُغني نشيدها الرحماءُ،؟ |
أم هو الكبرُ؛ أذنُهُ صمَّاءُ؟! |
ربِّ رُحماكَ بالفَضيلةِ |
لم يبق لها في الحياةِ إلاَّ الذَّماءُ |