(صنعاء) تجأرُ بالشكوى و (بغـدان |
وجُلّق) المجـد في هـمٍّ و (تطـوانُ) |
وفي (الخليج) وفي (نجدٍ) تثـورُ رؤى |
(للقدس) تبكي لها (مصر) و (لبنانُ) |
من أجل وحدتنـا فلننـسَ أنفسنـا |
ولننسَ ما كان -في يومٍ- ومن كانوا |
(قضية العرب) أغلى؛ وهي قد ظهرتْ |
لها (جنودٌ)، وأنصـار، لـها شـانُ |
فلننسَ (عشرين عاماً) كلها انسلختْ |
من عمرنا، وهي عدوان وخسـرانُ |
ولنبنِ تاريخنا بالعلمِ (تقْنيةً) |
بها نصون الـذي آباؤنـا صانـوا |
* * * |
(نودّع) اليومَ في (باريس) خير فـتى |
قد زانه خُلُقٌ عالٍ وإيمانُ |
وقد عرفناه فـذّاً، مخلصـاً، لبقـاً |
و (كاسياً) بالمعالي، وهو (عريـانُ)! |
تستوعبُ الأحرفُ اللائي ينسّقُهـا |
في قوله.. كـلَّ ما يهـواه إنسـانُ |
العدل يشرح فيها كلَّ ما طَمحَـتْ |
له القوانـين؛ أو أوحـاهُ رحْمـانُ |
ونحن قومٌ لنا ماضٍ مآثره |
تروي محامدها كتبٌ، و (أديـانُ)..! |
(شرائع) الحق في أصقاعنـا ولـدتْ |
وبثها في الورى وحيٌ وتبيانُ |
ومن مرابعنا (الأديانُ) قد زحفـت |
فاختارها الناس، يونانٌ و (رومـانُ) |
هذا هو (العالم الأسمـى) مشاعرنـا |
وعلمنا فيه؛ لا زورٌ وطغيانُ |
يا أيها اللبقُ الخرِّيـت دمـت لنـا |
تصدّ عنا الأعـادي حيثمـا كانـوا |
باللفظِ، بالمنطق السامـي، بأسئلـة |
بحكمةٍ: أصلها فهمٌ وعرفانُ |
تمثِّل "الأمة الكبرى" "بمصـر" وفـي |
"دمشق" لا فرق "سيناء" و "جولانُ" |
"العرب" يجمعهم في عهـد محنتـهم |
في مثل قلبك (إنجيـل) و (قـرآنُ) |
* * * |
أنا ابن (صنعاء)، في أفيـاء عزتهـا |
كم تاه من (تبع)؛ كم عز سلطـانُ |
لكنني اليـوم لا (عنـوان) أذكـره |
(القدس) للعرب؛ كل العرب عنوانُ |
قل للذي سيماري فيهمـو شرسـاً |
وللألى قـد أعانونـا، ومـا مانـوا |
بأننا في الغـد الباقـي سنحضـر في |
مجالس العدل إنصافـاً لمـن هانـوا |
وليس من أجل (سينا) وهي في كبد الْـ |
أوطان يهفو لهـا قلـب ووجـدانُ |
لكن لأجل الأُلى في القدس، قد رقدوا |
كم من عظيم له في القدس جثمـانُ |
مُواطنُ (الروس) و (الألمان) حُـق له |
بأن يُشاد له في (القـدس) بنيـانُ!؟ |
وصاحب (القدس) يحيا تائهاً تَعِسـاً |
له (الملاجئ) أرمـاسٌ وأوطـانُ..! |
أين (الحقوق)؟ التي هم يحتفون بهـا |
ودمعُ (إنسانها) بالظلـم هَتَّـانُ..!؟ |
إن كان لا أمـل للحـقِّ ننصـرُهُ |
بالقولِ؛ فالسيف يُنضى وهو غضبانُ |
سيفٌ يؤازره (علمٌ)، يُقنِّنهُ |
فهمٌ، وخبرة قدْراتٍ، وإيمانُ |
* * * |
(وداعْ) لفظةُ حبٍّ لا أُرجّعها |
إلا إذا انبجسَتْ بالدمع أجفانْ |
(وداعْ) تبكي حروف الدمع أحرفها |
فيها، وتشـرقُ أشـواقٌ وأحـزانُ |
لي من (وداعات) أحبابي منائـحُ في |
قلبي؛ وفي كتبي شعرٌ وألحانُ |