شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
 
231- عندما يثور الحكام!
أَعْلِنوهـا؛ حربـاً علـى "الشَّعـبِ" يَـا حكَّامـه المصْلحِـين.. يا أَبْـرارُ!
أَعْلِنوها؛ حرباً عليهِ فقد
ضَلَّ و "خَانَ" المُواطِنون، وجاوروا،
أَعْلِنوها عليه. فهو سخيفٌ ليسَ يَرْعَى المعروفَ، ليس يغارُ!
وبَنُوهُ لاَ يَفْهَمونَ؛ تَسَاوَى النَّاسُ، والزَّاحِفَات، والأبقارُ!
كُنْتُم قـد "خَلَقْتـمُ" النَّـاسَ، يومـاً "سَاعَـة الصّفـر" دونَ أن يُسْتَشـاروا
وجميعُ المواطنينَ يَغطّون نياماً؛ وكُلهمْ.. "أَصْفَارُ"
وَوَضَعتُم رؤوسكُم "فوقَ أيديكمْ"! فأنْتُمْ حُكّامه.. "الثُوّارُ"!
فاهْتِكوا كلَّ حُرمةٍ ليس
تعْطي لكُمـو "مالَهـا"؛ ولا تَنْهـارُ
أَنتمُ قد "خَلَقْتمُ" الشَّعبَ؛ فالشعْب لكمْ؛ لا حِوار، لا اختيارُ
ذلكَ الحاكمُ "القديم" لَقَدْ كَانَ وحيداً؛ فَحُكْمه قَهّارُ
ولهذا "ثُرْتمْ" فلا حَقّ في الظُّلْم لِفَرْدٍ؛ فإِن جناهُ الكثارُ
فَهُوَ عِزٌّ، ورَحْمةٌ وهُوَ عَدْلٌ وفِدَاءٌ، ونِعمةٌ وازْدِهَارُ!
اعملوا ما شِئتـمْ فأنتـمْ "كِثـارُ"؛
لا تَخَافوا.. فأنتمُ "الأَحرارُ"
لا تَثُورُ الشّعوبُ إلاّ على "الفَرْدِ"؛ وأنتمْ جماعةٌ أبرارُ
واطْمئِنّوا؛ فالشَّعب جد بَليدٍ
لا تخافوا "رأياً" بهِ يسْتثارُ
لَيْس تَحْتَ الرَّمادِ نارٌ؛ وهَلْ تَحيا بغَير المُجمجمين (1) النّارُ؟
قَد توارَى "الْمُجَمْجِمونَ"؛ فَهُمْ أَلْغاز مُسْتَضْعفينَ؛ هُمْ أسرارُ
لا رمادٌ لهمْ؛ ولا نارُ. إلاَّ الجوعُ تُذْكي أَحْقَادَهُ الأَفكارُ
وهي ما تزعمونها مِثْلما كانَ يقولُ الْمُسلّط الأَمّارُ
كلماتُ المخرّبين
وأَوهامُ سُكَارى
أو بِدْعَةٌ
أوْ "هُدارُ" (2) !
ثم دار الزّمانُ دورتَه الثَّكْلى،وماتَ الدُّجى وشبَّ النهارُ
فإذا بالكلام صَوتٌ يُدَوِّي
منهُ في الأُفقِ راعدٌ جبَّارُ
وإذا بالأَنين في الكوخ تهْوي
تَحتَه الشَّامخَاتُ والأسوارُ
وإذا بالأَفْكارِ تعْصِفُ والأَحـقادُ تَعْوي، والجوعُ قَتْلٌ وثارُ
* * *
"أسفي أنَّـني" لِصَحْبِـيَ أَخْلَصْـتُ
ضميري… وحِسُّهُ مَوَّارُ!.
فإذا بي أُقْصىَ ولا ذنب إلاَّ
النّصحُ فيهِ الإِشفاقُ والإِيثارُ
باريس: 25 ربيع الثاني 1393هـ
27 مايو 1973م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :322  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 259 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.