أَعْلِنوهـا؛ حربـاً علـى "الشَّعـبِ" يَـا حكَّامـه المصْلحِـين.. يا أَبْـرارُ! |
أَعْلِنوها؛ حرباً عليهِ فقد |
ضَلَّ و "خَانَ" المُواطِنون، وجاوروا، |
أَعْلِنوها عليه. فهو سخيفٌ ليسَ يَرْعَى المعروفَ، ليس يغارُ! |
وبَنُوهُ لاَ يَفْهَمونَ؛ تَسَاوَى النَّاسُ، والزَّاحِفَات، والأبقارُ! |
كُنْتُم قـد "خَلَقْتـمُ" النَّـاسَ، يومـاً "سَاعَـة الصّفـر" دونَ أن يُسْتَشـاروا |
وجميعُ المواطنينَ يَغطّون نياماً؛ وكُلهمْ.. "أَصْفَارُ" |
وَوَضَعتُم رؤوسكُم "فوقَ أيديكمْ"! فأنْتُمْ حُكّامه.. "الثُوّارُ"! |
فاهْتِكوا كلَّ حُرمةٍ ليس |
تعْطي لكُمـو "مالَهـا"؛ ولا تَنْهـارُ |
أَنتمُ قد "خَلَقْتمُ" الشَّعبَ؛ فالشعْب لكمْ؛ لا حِوار، لا اختيارُ |
ذلكَ الحاكمُ "القديم" لَقَدْ كَانَ وحيداً؛ فَحُكْمه قَهّارُ |
ولهذا "ثُرْتمْ" فلا حَقّ في الظُّلْم لِفَرْدٍ؛ فإِن جناهُ الكثارُ |
فَهُوَ عِزٌّ، ورَحْمةٌ وهُوَ عَدْلٌ وفِدَاءٌ، ونِعمةٌ وازْدِهَارُ! |
اعملوا ما شِئتـمْ فأنتـمْ "كِثـارُ"؛ |
لا تَخَافوا.. فأنتمُ "الأَحرارُ" |
لا تَثُورُ الشّعوبُ إلاّ على "الفَرْدِ"؛ وأنتمْ جماعةٌ أبرارُ |
واطْمئِنّوا؛ فالشَّعب جد بَليدٍ |
لا تخافوا "رأياً" بهِ يسْتثارُ |
لَيْس تَحْتَ الرَّمادِ نارٌ؛ وهَلْ تَحيا بغَير المُجمجمين
(1)
النّارُ؟ |
قَد توارَى "الْمُجَمْجِمونَ"؛ فَهُمْ أَلْغاز مُسْتَضْعفينَ؛ هُمْ أسرارُ |
لا رمادٌ لهمْ؛ ولا نارُ. إلاَّ الجوعُ تُذْكي أَحْقَادَهُ الأَفكارُ |
وهي ما تزعمونها مِثْلما كانَ يقولُ الْمُسلّط الأَمّارُ |
كلماتُ المخرّبين |
وأَوهامُ سُكَارى |
أو بِدْعَةٌ |
أوْ "هُدارُ"
(2)
! |
ثم دار الزّمانُ دورتَه الثَّكْلى،وماتَ الدُّجى وشبَّ النهارُ |
فإذا بالكلام صَوتٌ يُدَوِّي |
منهُ في الأُفقِ راعدٌ جبَّارُ |
وإذا بالأَنين في الكوخ تهْوي |
تَحتَه الشَّامخَاتُ والأسوارُ |
وإذا بالأَفْكارِ تعْصِفُ والأَحـقادُ تَعْوي، والجوعُ قَتْلٌ وثارُ |
* * * |
"أسفي أنَّـني" لِصَحْبِـيَ أَخْلَصْـتُ |
ضميري… وحِسُّهُ مَوَّارُ!. |
فإذا بي أُقْصىَ ولا ذنب إلاَّ |
النّصحُ فيهِ الإِشفاقُ والإِيثارُ |