شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
بعد أن ألقى الأستاذ كنعان الخطيب كلمته تحدث المحتفي الأستاذ عبد المقصود خوجه مرحباً بكريمين حضرا الأمسية، فقال:
- من دواعي سرورنا أن يكون بين ضيوفنا الكرام هذه الأمسية دولة الدكتور عبد العزيز حجازي رئيس وزراء مصر سابقاً، كما أنه من بين الضيوف الأكارم معالي السيد أحمد محمد الشامي وزير خارجية اليمن سابقاً... فأهلاً وسهلاً بكم جميعاً... يبدو أن بعض الإِخوان لديهم أسئلة... وأظن أن الأخ محمد سعيد طيب هو صاحب السؤال الأول...
 
يلقي الأستاذ محمد سعيد طيب سؤاله موجِّهاً إلى المحتفى به قائلاً:
- إن السيد أحمد أشار إشارة عابرة وسريعة إلى أن مجلة "الرياض" الشهرية المعروفة في ذلك الوقت جرى إيقافها بسبب أو بآخر. وقد مرَّ على الموضوع مروراً سريعاً... وهو موضوع لو قسناه زمنياً بوثائق وزارة الخارجية البريطانية مثلاً نجده قد مضى عليه أكثر من ربع قرن... ومن حقنا كمواطنين ومحبين للسيد أحمد أن نعرف الجانب المباح من الأسباب التي دعت إلى إيقاف المجلة لا سيما أن هذه القضية قد مضت عليها عشرات السنين... إن تلك الأحداث لا تخص السيد أحمد عبيد شخصياً وإنما تخص المجتمع ككل... وتمضي الأحداث ويمضي الرجال... وتبقى التطلعات للعلم والتاريخ.
- من حقنا أن نعلم. ومن واجب السيد أحمد أن يقول لنا الحقيقة أو طرفاً منها. فما هي الحقيقة؟
 
فيجيب السيد أحمد على ذلك بقوله:
- الحقيقة هي أن مجلة "الرياض" كانت مصورة. وكان صدورها في جدة من مؤسسة الطباعة والصحافة والنشر وذلك عام 1374هـ تقريباً، وقد كان هناك اعتراض على التصوير في الصحف بشكل عام، وأنتم تذكرون أن الصور ذات الروح التي كانت تنشر بالصحف حينئذٍ كانت تنشر مبتورة غير كاملة إذ لا بد أن يفصل منها شيء.
- وبعد عام تقريباً من قيامنا بنشر مجلة "الرياض" المصورة، وكنت إبّانها غائباً في مصر، أُشرف على إخراج مجلة "صرخة العرب" تلقّى الأخ مدني بن حمد وكيلي في مؤسسة الطباعة والصحافة والنشر بجدة أمراً هاتفياً يقول: مجلتكم مصورة. فأوقفوها، فتوقَّفت عن الصدور.
 
ويسأل الأستاذ حسن قزاز قائلاً:
- إن مؤسسة الطباعة والصحافة والنشر التي أسَّستموها إنما كانت تهدف إلى أن تحتوي مطبوعات الحكومة أليس كذلك؟
فيرد السيد أحمد عبيد بقوله:
- نعم، لقد أُنشئت لتحتوي على مطبوعات الدولة، فاحتوتها مطبوعات الدولة.
 
ويعاود السيد محمد سعيد طيب الحديث، فيسأل قائلاً:
- هل للسيد أحمد عبيد أن يحدثنا عن تجربته الصحفية ومشواره مع الكلمة.. ورحلته مع "رأي من الشعب"؟
السيد أحمد عبيد:
- التجربة التي خرجت بها من مشواري الصحفي هو أن النضال بالقلم والجهاد بالكلمة. لا بد لهما من عقيدة راسخة أولاً وثبات ثانياً وقبول التضحية عند اللازم ثالثاً أي: أن يتحمَّل المسؤولية كاملة حتى يستطيع أن يؤدي واجبه على أحسن وجه.
- والصحفي المناضل بقلمه يجب أن يكون مخلصاً صادقاً، ليس له انتماءات سرية يخجل منها أو يخافها في العلانية. إن من يجاهد بالكلمة ويناضل بالقلم عليه أولاً أن يقف على أرض صلبة بيضاء ويواجه قدره راضياً به، ومن اختار فليحسن الاختيار. ولا اختيار أشرف من الوفاء بالعهد. واللزمة بولي الأمر واعتناق (الرأي والرأي الآخر) إنهما أصح طرق الوفاء وأقوى سبل الالتقاء ووحدة المصير، مهما كانت المصاعب وأثقال الحياة.. والحقيقة التي يجب أن أقولها في هذه الأمسية الكريمة... هي أنني تعرضت لكثير من المصاعب وثقيلٍ من المواقف ولكنني مضيت مع "رأي من الشعب" أكتبه كل يوم، وأحتمل في سبيله ما يجب أن يحتمله كل صاحب رأي.
- وإذا كان للتاريخ حق الكلمة عليَّ في هذا الشأن، فإنني أقول: إنني لو كنت في ظل حاكم غير فيصل... لكنت اليوم في قبري أو سجني، ولكنني ها أنا ذا بينكم أتحدَّث ومكرَّم ولله الحمد.
 
ويعلق هنا الدكتور عبد الله مناع بقوله:
- نريد تفصيل ما أوجزت.
فيتدخل الأستاذ حسن قزاز ليسأل السيد أحمد عبيد قائلاً:
- إن الدكتور عبد الله يقصد بعبارته السؤال التالي:
- هل كان موقفك مع الملك فيصل أو مع المسؤولين الآخرين مبنياً على أساس ما تكتبه، ومن منطوق ما تكتبه، ومن مفهوم ما تكتبه، أو مما يقال في ما لم تقله ولم تكتبه؟ هذا السؤال مهم جداً... لأني مررت بنفس هذا الدور.
فيجيب السيد أحمد عبيد:
- الواقع هذا سؤال ذو شقَّين، وهو سؤال مهم. ولا شك أن التاريخ سيسجِّله... فأنا أعلم ما كتبته، ولا أعلم ما كتبه عني الناس. وأعرف ما تحدثت به ولا أعرف ما تحدث به عني الآخرون... والله وحده هو الذي يعلم السر وأخفى... كل ما عرفته أنني وصلت في كتاباتي إلى مرحلة حوكمت عليها فيما لم أكن أقصده. ولا خطر لي على بال... وعقيدتي هي أن يكون شفيع الكاتب في خطئه إخلاصه في كلمته... المهم أن يعتنق (الحقيقة) وأن يكتب ما يؤمن أنه حق وصادق ومفيد.
فيثير الأستاذ حسن قزاز سؤالاً آخر:
- هل وصلت إلى نتيجة ارتحت لها شخصياً من جراء ذلك؟
فيجيب المحتفى به:
- لقد قلت لك منذ دقيقة أنني عندما قابلت الملك فيصل أسكنه الله الجنة، قلت: ربما أنني مغضوب عليه، فقد أكون أخطأت فقال: لو أخطأت لقوَّمناك، ولكنك أخطأت في التوقيت فكل شيء يتقدم عن ميعاده يضر، وكل شيء يتأخر عن وقته لا ينفع فقلت له: أستغفر الرب وأبوء بالذنب، فقال: عفا الله عما سلف وانتهت المشكلة.
 
وهنا يستثير المحتفى به الدكتور عبد الله مناع قائلاً:
- مرحباً يا دكتور أراك تتحفز ماذا لديك من الأسئلة؟
ويبادر الدكتور عبد الله مناع إلى اغتنام الفرصة، فيتقدم بالسؤال التالي قائلاً:
- سؤال موجَّه للسيد أحمد عبيد: إذا اعتبرنا مجلة "صرخة العرب" تجربة رائدة في الصحافة المهاجرة كما قال الأستاذ السيد هاشم زواوي، نود أن نعرف أكثر وبتفصيل موسَّع عن تجربة إصدار مجلة "صرخة العرب" في مصر، كيف استطعت أن تصدرها؟ كيف استمرت؟ وكيف بدأت الفكرة ثم كيف انتهت هذه المجلة؟ وما هي أسباب النهاية؟
وبعد الاستثارة من السيد أحمد للدكتور المناع جاء رده عليه بقوله:
- الفكرة منها أن أخرج بالصحافة السعودية إلى ما وراء الحدود، وكان المجال الطبيعي الأول الذي يجب أن أخوضه هو مصر. ومصر في البداية رحَّبت واحتضنت الفكرة، وصدر العدد الأول. ومنذ العدد الأول سألني الاخوان مؤسسا جريدة "أخبار اليوم" مصطفى أمين وعلي أمين عدة أسئلة منها:
- من أنت؟ أعربي أنت أم غير عربي؟ والمجلة عربية سعودية؟ وإلى من تنتسب؟ وما هو اتجاه المجلة؟ فالفكرة السائدة في عالمنا العربي أن كل صحيفة لها انتساب. ولم يتبيَّنوا انتساب مجلة "صرخة العرب". والجواب كان بسيطاً كبساطة الهدف الذي من أجله صدرت المجلة:
- إن صدروها في مصر كان مغامرةً فردية وكنت أهدف من وراء ذلك إلى أن أجعل الصحافة السعودية قادرة على أن تتخطّى الحدود، وتقف في المجال الدولي، على قدم المساواة مع مثيلاتها في العالم، وأن تكون لكل العرب وحسب العرب أن لهم قضية، وأن واجب كل عربي أن يخدمها بما يستطيع... وكان في تخطيطي أن تكون مجلة "صرخة العرب" الخطوة الأولى في القاهرة، ثم أتبعها بأخرى في (لبنان)، وهكذا في كل بلد عربي أستطيع إصدار مجلة أو صحيفة فيه. تلك كانت مني نظرية، والنظرية دائماً قد تكون شيئاً والتطبيق شيء آخر... ففي مصر كانت هناك (ثورة) ومنطق (الثورة) أن تحتوي على كل شيء. فحال ذلك دون أن تستمر مجلة "صرخة العرب" فأوقفتها بعد عام من إصدار العدد الأول، ورجعت إلى وطني... ومن واجبي هنا أن أذكر أن مجلة "صرخة العرب" وهي تمثل مجهوداً فردياً مني، استنفدت ما أعددته لها من مال، وبدأت (الديون) تأخذ طريقها على عاتقي، لولا الله ثم الملك فيصل الذي زار مصر واطَّلع على الموقف وأعانني عليه، ثم اصطحبني معه في طائرته الخاصة إلى الرياض، وأصلح موقفي مع الملك سعود - رحمه الله - الذي كان غاضباً لإِصدار مجلة "صرخة العرب" في القاهرة بدون إذن.
- وأعتقد كما قال الملك فيصل أن كل شيء يتقدم على وقته يضر وكل شيء يتأخر عن وقته لا ينفع.
- ومن الذكريات التي يجب أن تسجل للتاريخ أنني عندما كنت أكتب يومياً "رأي من الشعب" في جريدة الندوة و "صراع المبادئ" في جريدة البلاد... سألني الكثير هذا السؤال؟ ليس في بلادنا من يعرف الشيوعية ولا نعلم أن أحداً يكتب عنها. فلماذا تكتب أنت عن الشيوعية؟
- لكنني لم أُعط جواباً لهذه الأسئلة ولزمت الصمت.
 
وسئل المحتفى به عن الفترة الزمنية التي ظل يوالي فيها كتاباته تحت عنوان "رأي من الشعب" في جريدة الندوة و "صراع المبادئ" في جريدة البلاد.
فيجيب السيد أحمد عبيد بقوله:
- لقد استمر كل من "رأي من الشعب" و "صراع المبادئ" فترة زمنية لا تقل عن اثني عشر عاماً، لكنهما، ينقطعان عند هبوب العاصفة.
 
ويسأل معالي الشيخ أحمد محمد الشامي قائلاً:
- هل تنوون أن تخرجوا هذه المقالات في كتاب مسجَّل يطَّلع عليه القرّاء ويلمون بأحداث فترة من تاريخنا العربي بصفة عامة وتاريخ الجزيرة العربية بصفة خاصة.
فيجيب السيد أحمد عبيد قائلاً:
- الكتاب موجود وجاهز، وعلى وشك أن يطبع وينتظر الفرصة المناسبة. وعندما أعلن أحمد عبيد عن وجود مسودة لكتابه "رأي من الشعب" طلب الأستاذ محمد سعيد طيب أن يتفضل بإعطائه لتهامة لتقوم بنشره وتوزيعه، فوعد بذلك على أن يكمل معه كتابه "صراع المبادئ" ليصدر الكتابان معاً.
ويتقدم الأستاذ حسن قزاز بسؤال يشارك فيه دولة الدكتور عبد العزيز حجازي قائلاً:
- ما هو الجديد في صحافتنا المحلية إذا قُورنتْ بالماضي؟ أو بمعنى آخر ما هو الجديد في صحف اليوم مقارنةً بالصحف الماضية؟
فيجيب السيد أحمد عبيد بقوله:
- الواقع أن صحافة اليوم قد تكاملت لها عناصر كثيرة، مثل عناصر الإِخراج والتبويب والفكر وأصبح يكتب بها عمالقة الكتاب وازداد عدد الصفحات وتعددت المقالات مما اضطرهم إلى دراسة مواضيع معينة كلها علمية، وترك أبواب السياسة جانباً، وفي رأيي الخاص أعتقد أنَّ لهم العذر فالوقت شائك.
ويسأل دولة الدكتور عبد العزيز حجازي قائلاً:
- هل هذا هروب من الواقع؟
- إن الأجيال الحاضرة والقادمة تتطلَّع إلى أن تعايش ظروف المجتمع أكثر من أن تقرأ. وصحف اليوم كما نرى مليئة بعدد من المقالات العلمية التي يجب أن يكون موقعها مجلاَّت التخصص، والسؤال هنا هو: هل دور الصحافة اليومية أن تملأ صفحاتها بالموضوعات العلمية المتخصصة لا سيما أن القرّاء يتطلَّعون إلى مَنْ يعبِّر عنهم؟ وأنا لي رأي خاص في صحافة اليوم ربما أقوله فيما بعد.
فيغتنم السيد أحمد عبيد تلك البادرة ويقول له:
- قله يا سيدي وأرحني.
 
و يحاول السيد أحمد عبيد التظاهر بعدم استيعابه للسؤال أو عدم فهمه بالأصح، فيكرر له بالصورة التالية:
- إن دولة الدكتور عبد العزيز حجازي يسأل: لماذا تهتم صحافة اليوم بالمواضيع العلمية دون أن تعالج المشاكل التي تعيشها المجتمعات والتي تقتضي الحلول العاجلة؟
و هنا يجيب السيد أحمد عبيد قائلاً:
- كان الأجدى والأنفع حقاً، أن نستمع إلى رأي المسؤولين عن الصحافة الذين يقومون بها حالياً، وينهضون بمسؤولياتها فأنا أسأل الدكتور مناع، وصالح جمال، وحامد مطاوع وأمثالهم فهم الذين يزاولون عمل الصحافة في الوقت الحاضر... أعتقد أن عدد الصحف أصبح (وافراً) لا بأس به وأصبحت الجرائد اليومية ذات صفحات كثيرة وإخراج جيِّد.
- وخلاصة الكلام أن صحافة اليوم في حاجة إلى تجديد وإلى فكر جديد... وفي مقدور رؤساء التحرير أن يجتمعوا ويقرروا فكرة جديدة على واقع ما يستنتجونه من آراء فكرية.
ويعلِّق الأستاذ محمد حسين زيدان على ما قاله السيد أحمد عبيد بقوله:
- أولاً: الأمور واضحة وكما سمعت أكثر إيضاحاً.. إن صحافة اليوم تعبأ بالكم أكثر مما تعبأ بالكيف، وهذا الكلام أظن أنني نشرته من قبل، أنا شخصياً لعلي أحن إلى صحافة الأفراد أكثر من حنيني إلى صحافة المؤسسات... فالمؤسسات اسم ولكن الفاعلية لشخص واحد هو رئيس التحرير أو مدير المؤسسة... فالكم قد كثر والكيف قد قلَّ. أنا أذكر ولعل ما بيني وبين حسن قزاز قد يجعل شهادتي مقبولة جداً... لأنها ليست شهادة محاباة... فالمحاباة منفية بيني وبينه فالمشادة التي كانت بيني وبينه تقتضي ألاَّ أكون معه بل أكون عليه... ولكن الحق يجب أن يُقال... كان حسن قزاز يعبأ بالخبر ويعبأ بالتعقيب أكثر. والدكتور مناع قد كان بيني وبينه مشادة وهو يمتاز بتلك الخصلة وهي اهتمامه بالخبر ويعمل بروح المشادة. ولعله يثير الزوابع ليحرك الحوافز. ويحرك أشياء كثيرة. لا أنتقص بذلك رؤساء التحرير الآخرين، لا. ولكن في بعض طبائعهم الهدوء... ولا أقول أنهم مثلي من طُلاَّب السلامة.
ويضيف السيد أحمد عبيد إلى ما سبق أن قاله عن الصحافة ما يلي:
- الصحافة بدون نقد نزيه بَنَّاء ليست صحافة.
- والصحيفة بدون حرية التعبير ليست رسالة.
- فالصحافة تعبير عن حاجات المجتمع.
- وحرية التعبير تجسيد لتطلعات إنسانها في الحياة.
- والصحفي عندما يتحول إلى موظف: يفقد حياة الكلمة، ويخسر روح العطاء وَيَتَحَوَّلُ القلم في يده إلى خشبة جافة خرساء.
 
أحد الحضور لم يفصح عن اسمه سأل المحتفى به قائلاً:
- يا سيد أحمد أنت رائد من رواد التعليم العالي في المملكة العربية السعودية. ولا ينكر أحد مشاركتك في إنشاء جامعة الملك عبد العزيز الأهلية. كيف ترى هذه الجامعة الآن؟ هل لامست طموحاتك وأنت تشارك في وضع اللبنات الأولى في تأسيسها؟
الجواب:
- سؤالٌ يحتاج إلى تأمل كثير، ومعلوماتي الآن عن الجامعة قليلة، ولكن الذي حققته الجامعة يعتبر إنجازاً، فالمعروف أننا ابتدأنا الجامعة بمائة وأربعين طالباً وطالبة... والآن أصبحت تضم ما يقارب سبعة عشر ألفاً من الطلاب والطالبات... هذه قفزة كبيرة رائعة ما كان لها أن تتم لولا الله سبحانه وتعالى، ثم تدعيم الدولة لها (مالياً) ولا سيما في قسم (الفتيات)، فقد كانت هناك مشكلة أثارتها رئاسة تعليم البنات. وطلبت من الملك فيصل - رحمه الله - إلحاقهن بها، واستمر الجدل بيننا إلى أن انتهى الوضع على ما هو عليه الآن، لقد كانت الجامعة مجهَّزة منذ البداية بوسائل التعليم الحديث من مباني وتلفازات مغلقة وتخطيط علمي محافظ مقنع قويم.
 
ويتوجَّه عندئذ الدكتور عباس طاشقندي بسؤاله إلى السيد أحمد عبيد، قائلاً:
- أستاذنا أحمد عبيد... نحن نعتز بأنك رائد. ولا شك أننا تأثرنا بأسلوبك وجرأتك، فكيف كانت صلة القراء بك؟ وهل كانت تلك الصلة تعطيك حافزاً على مواصلة الكتابة، وتحقيق القفزات، أو تبدي لك خواطر ما كانت تخطر في تفكيرك، أو تطالبك بالكتابة فيما لم تكن قد فكَّرت فيه؟
الجواب:
- لم تكن للقراء صلة بي بالمعنى الذي شرحت... وصلتي بقرائي كانت مشاعراً وعواطفاً، وآراء تتفق أحياناً وتختلف أحياناً أخرى... إلاَّ مرة واحدة منحت نفسي فيها إجازة سافرت فيها إلى الخارج فتوقف (رأي من الشعب) وعندما عدت إلى الوطن وجدت بريداً من القراء يطلبون مني الاستمرار في الكتابة، وأن أواصل ما انقطع بغياب (رأي من الشعب) فاستأنفت الكتابة من جديد، موضحاً أن الكتابة ليست (غاية) وإنما هي وسيلة قد تحمل في أعطافها من الخطأ، بقدر ما فيها من الصواب. وطلبت من قراء (رأي من الشعب) استبعاد ما فيه من خطأ، وتقرير ما فيه من صواب، والتقدم بمطالبهم التي يمثلها (رأي من الشعب) في كتاب مكتوب، إلى ولاة الأمر. فاعتبرت الدولة ذلك مني.. دعوة إلى التجمع، وعملاً ضد الكيان، وحاكمتني بهذه التهمة كما سبق أن أوضحت.
 
ثم يطلب الأستاذ حسن قزاز من دولة الدكتور عبد العزيز حجازي أن يتحدث عن ذكرياته عن الصحافة قائلاً:
- معالي الأستاذ عبد العزيز حجازي أحد رؤساء وزارة مصر السابقين معنا في هذه القاعة. حبذا لو أعطانا نبذة عن مقالبه مع الصحافة، ومقالب الصحفيين معه، ورأيه في الصحافة المصرية ولو بشكل مختصر.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :770  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 61 من 126
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج