شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
205- رسالـة منظومـة (1)
[إلى الأستاذ أحمد محمد نعمان]:
من رسولي إليكَ يا "نعمانُ"
يا رفيقاً شعارُه الإِحسان!
كنت لي مرشداً حصيفاً
فهل عندكَ يُرجى للتَّائِهين الأمانْ؟
لم أجدْ مهرباً من الغدر إلاَّ
أنتَ.. يا مَن هو الصَّفا والحنانُ!
فرَّقَتْنا الأوهام دهراً وها قَدْ
جمعتْنا الأهدافُ والأشجان.
* * *
لستُ أنسى ونحن من ثلث قرنٍ
في المآسي وفي العلا أقرانُ
و "الزُّبيري" يسمو ويسرح
في آفاقه! وهو شاعرٌ فنَّان
وأنا في محاولات بياني
أقْتَفِيهِ.. وأين منّي البيانُ؟
وأخونا "زيد" يصول كلَيْثٍ
والزعيم "المقلَّدُ" "النعمانُ"
تلك أسماؤنا شعارات مجدٍ
تتباهى بذكرها الأوطان
وإذا بي من بعد في صَفِّ قومٍ
مسَّني منهمُ الأذى والهوانُ
أسرفوا في المنى يزيِّنها "الفِعلى"
أو "الْمَفْعلى"، أو "الفَعَلانُ"!
والبهاليلُ في "المساجدِ" غرثى
و "فلانٌ" من ضِمنهِم، و "فلان"!
وإذا أنت بعدُ ضِمنَ أناسٍ
يتولاَّهُمُ حَقودٌ جبانُ
فتناجَتْ أرواحنا فتداعتْ
لقواها الأسوار والقضبانُ!
ضمن "سلك" "الأثير" قد جمعتنا
كلمات يسمو بها الإِنسانُ
قصةُ "البيتِ" و "النجاةُ" و "سِجْنٌ"
و "قيودٌ" وما أتى "رمضانُ"!
قلتَ لي: صرتُ في بلادي غريباً
أسرتاي.. "الألمانُ" و "الطليانُ"؟
لم تَعد لي ولا "لمثلي" "صنعاءُ"
كاد أن "يَستخف" بي "ذبحانُ"
لا الرفاق الرفاق ممن ألفناهم
قديماً.. ولا الزمان الزمان
فاجأتنا "الأحداثُ" ممن ظَننَّا
أنَّهم مثل قولهم "إخوان"
قلتُ: كيف الخلاص؟ قلتَ بصبرٍ
وجهادٍ يحثُّه الإِيمانُ
إن يوماً في الغيب!
يجتمع الأحرار فيه
على حقوقٍ تُصانُ
سوف يأتي
والظلمُ دونَ نصيرٍ
ويطيحُ العدوانُ، والبهتانُ
فإذا بي وحدي
مع الخوف والإِشفاق
والكونُ ثائرٌ غضبانُ
وعتادي مشاعري
وسلاحي كلماتي
وعدتي القرآنُ
وجنودي المشردونَ الحيارى
ورفاقي الآلامُ والأحزانُ
هكذا.. والطريق يبدو طويلاً
تتعاوى في دَربه الذِئبانُ
ليس يدري ما في فؤادي سوى الله
وصحب لعهدهم ما خانوا
منهمُ من قضَى شهيداً، ومنهم
قلَّةٌ في انتظار أمرٍ يُحَانُ!
وإذا بالأخ "الزبيري" يقضي
"مُسْتقِلاً" شعارهُ "الفُرقانُ"
لم يكن وحده يُرادُ ولكن
مَعَهُ "الإِريانيّ" و "النُّعمانُ"!
رُعبُ قتلِ "الصديقِ"
قد "أذهل" "الجاني"!
فولَّى
وهو الذليلُ، الجبانُ!
وإذا "بالنعمان" في "السجن" قهراً
والأسارى الإِخوان والأقران
وإذا "بالويلات" تكتسح الأحياء
والأفق كله نيرانُ
و "اليمانون" في المفاوز صرعى
تتهادى أشلاءها العقبانُ
وإذا "إسرائيل" تعلنُ "حرباً"
وعلى "العُرب" يزحف العدوانُ
وإذا في "الخرطوم"
يجتمعُ "القوم"
وكلٌّ يزوغُ منه اللسانُ
لا يُبالون
"الروح".. يبقى مريضاً
إن تعافى
لزورِهمْ "جثمانُ"
ما "فلسطين" عندهُمْ غير "بحثٍ"
و "نقاش" يدارُ، أو"مهرجان"!
تتبارى فيه "الخطابات"
و "الأموالُ"
و "الثَّائرون" و "التِّيجان"!
"محنة" العُرب أن من ثار فيهم
و "تولَّى".. أضحى هو "السُّلطانُ"!
وإذا بي.. وأنتَ في أرض "لبنان"
ولا "رِقْبةٌ" ولا سجّانُ!
نبحثُ "الأمر" مخلصين
لأنا قد فهمنا
وسادنا العرفانُ
لا نُبالي "الأسماء" مهما تفانى
في رضاها "الأشباهُ" و"الفتيانُ"
نرفض الجاهَ و"المناصب" والمالَ
ولا يستذلّنا "الصولجان"!
نحن لله والعباد.. عبيدٌ
همُّنا العدل، والهدى والأمانُ
لا نُبالي "عمروٌ" يسود ولا "زيدٌ"
ولا "عدنانُ" ولا "قحطانُ"
هَمّنا أن يكون للشَّعب رأيٌ
واختيارٌ، وحكمه القرآن!
لا اغتصابٌ للحكم بل بانتخابٍ
يتولى "تَقْنِينَهُ" "برلمانُ"
وسنبقى للعدل و "العلم" ندعو
نهجُنا "الاستقلال" و "الاتزانُ"
سمرست، بريطانيا: 8 رجب 1388هـ
9 أكتوبر 1968م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :318  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 230 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .