كيف استجبتَ إلى السَّرابْ وحِدْت عن نهج الصَّوابْ؟ |
كيف اضمَحلَّتْ فيك آمالُ الزمالةِ والطِّلابْ؟ |
والحقّ والخلق الكريم، وكل أحلام الشبابْ |
بل كيفَ عُدْتَ؛ وفي جبينكَ وصمةُ المتملِّقينْ؟ |
ووسام من ضلوا السبيل وأنكروا الحق المبينْ |
ويراعكَ المسْعُورْ يَرْعُفُ بالثبورْ |
ولسانك المذعورْ ينفثُ بالفجورْ |
والزُّورْ.. يا من كنتَ لي أملاً ونورْ |
كيف استجبتَ إلى الشرورْ؟ |
كيفَ استنمْتَ إلى الغرورْ؟ |
* * * |
هَلاَّ ذكرتَ وأنتَ في فَخِّ المصائِب كالسَّجينْ |
تبكي حياتُك فيك بَلْوى بائسينْ مُشَرَّدينْ |
ورعيتُ فيك أمانةً لرفيق آمالٍ ودينْ |
ماذا دهاك فَصِرْتَ تنفثُ بالشتائم والسّبابْ؟ |
وأنا الذي عنه اسْتَقَيْتَ الصدق والقول الصوابْ |
يا خنجر الغدر الظَّلومْ.. |
لو عاد -مولاك- العظيم |
لبكى.. وقال: أهكذا يُجْزى الكريم..؟ |
أنكَرْتَهُ وهو الذي |
في عُنْقِه آمال كل الخالدينْ |
لولاه ما وضُحَ السَّبيل، ولا زها نور اليقينْ. |
ألأنهم قَد ساومُوكَ على السرابْ؟ |
ألأنَّهم باعوا عَمارَكَ بالخرابْ؟ |
لا.. لا.. لقَدْ أبْعَدْت.. عن نهج الصوابْ. |
فاخفض جبينك، وارتعِشْ، ندماً وتُبْ قبل التبابْ. |
وارع الأخوة والزمالة، والأُبوةَ والجهادْ |
وصُنِ الودادَ ولا تَعِثْ حمقاً بأسباب الودادْ. |