كان في عشّه هَزاراً يغنِّي |
بأناشيد حُبه وهواه |
هادي النفس، واجم القلب لا همٌّ |
مثارٌ، ولا أسى يخشاه |
كل ما في الوجود حُبٌّ وآمالٌ |
وشعرٌ يشجي الوجود غناه |
آه. والآه لا تفيد ولا تجدي |
.. وهل ينفع الشقيّ بكاه |
ما دهاه؟ لا لا.. دعوه لقد |
حارَ فلا تسألوه عما دهاه |
كم سؤال يذكي الجوانح آلاماً |
وتطغى على القلوب لظاه |
* * * |
قدرٌ، أو مصيبةٌ أو شقاءٌ |
ليس يدري ماذا دهاه فهاما |
ليس في وسعه الكلام.. ومن |
كان مصاباً لا يستطيع الكلاما |
كل ما في لسانه أنه زاغ عن |
الأهل خشيةً أن يُضاما |
نظر العشَّ فازدراه مع الذلّ |
... وولَّى عنه يجوب الظلاما |
يشربُ القيظ روحه في المفازات |
ويقتات الهول والآلاما |
وفؤاد الأبيّ ينبو عن الضيمِ |
.. ولا تأسر الحياة الهماما |
* * * |
رام شيئاً، فلم يساعده دهرٌ |
لم يساعد من قبله عبقريا |
فاجتوى كل نعمةٍ، وارتمى بيـ |
ـن الأعاصير والخطوب فتيا |
ينشد المبتغى غريباً عن الأهل |
.. فهل يا ترى يصادف شيَّا؟ |
هل يفوز الغريب يوماً بما يهوى |
وإن لم يجد نصيراً قويّا؟ |
تلك أمنيَّةٌ يجيش بها القلب |
ويحيا بها طروباً رضيا |
شيمةُ الطفل يستكين إلى الوهم |
لينسى به الوجود الشقيا |