شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
19- نشيد المهاجر
[يذكر الشاعر في هذه القصيدة هجرته إلى (عدن) مع السيد زيد الموشكي والتحاقهما بالأستاذين أحمد محمد نعمان ومحمد محمود الزبيري في شهر جمادى الآخرة عام 1363هـ/ مايو 1944م، ولم تنشر كاملة في ديوانه "النفس الأول"]:
غريبٌ يجوبُ القفرَ، والليلُ سادرُ
ولا هادياً إلاَّ النجومُ الزواهرُ
وفي قلبه ممَّا يُكنُّ معاركٌ
نوازع يطغى شرُّها وخواطرُ
ومن حوله الأخطار تسري رهيبة
تطارحه أوهامه، وتحاورُ
وتنثر أشواك الأسى في طريقه
فيا ويحه.. كم يتقي، ويحاذرُ
ألا أيها الساري إلى أيّ وِجْهَةٍ
وأيِّ بلادٍ نحوها أنت سائرُ؟
لقد عركتك النائبات وأنت في
شباب الهوى والقلب بالحبِّ عامرُ (1)
ومثلكَ في دنيا الصبابة والمنى
يقارف فيها حظّه، ويعاقِرُ
وقِرنك بالأحلام هيمان مغرمٌ،
وأنت بأعباء الحقائقِ عاثرُ
يؤُزُّكَ قلبٌ في قرارةِ حِسِّه
طموحٌ إلى المجد المؤثّل طائرُ
* * *
ألا أيُّها السَّاري ترفَّق: فما السُّرى
بمجْدٍ إذا ما القلب كسلان خائرُ
فما المرءُ إلاَّ بالفؤاد مغامرُ،
وما هو إلاَّ بالفؤاد مخاطِرُ؛
إذا كنتَ جباراً فحظك مُسعدٌ،
واسمُكَ مرهوبٌ، ونجمكَ زاهرُ
سريتَ، وفارقتَ الأحبةَ والدُّجى
رهيبٌ، وأنواء الخطوب ثوائرُ
"كأن نجوم اللَّيل أعين نقمةٍ
تطل؛ وفيها للأماني مقابرُ"
تزوغ من الأرصاد عن كل مسلكٍ
إلى طرقٍ لا يحتذيها مسافرُ
لتَرتاد مأوى، أو لتنشد ملجئاً
من الخوف والظلم الذي لا يُصابَرُ
وشعبك في وادي الرزايا يسوقه
إلى الموت راعٍ مستبدٌ وجائرُ
تنزَّه باسم الدين عن كل شبهةٍ
وما هو باسم الدين إلاَّ متاجرُ
يقول لهم: هذا حرامٌ، ومنكرٌ،
ويفعله سرّاً، وحيناً يجاهرُ!
* * *
وجامَلَهُ فيما يريد منافقٌ
ووغدٌ، ودجّالٌ، وخبٌّ، وفاجر
"عصابة بغي" سوف تلقى حسابها
إذا ارتبكت يوم النشور البصائر
إذا قال "يحيى" كلمةً هلَّلوا لها؛
وقالوا "صوابٌ" ما يقول وسايروا
هم الشرُّ في أفعالهم، وصفاتهم،
وإن دلَّسوا، أو غالطوا، أو تظاهروا
"مطهّرهم" يَسْطُو "كلُطْفِيِّ" مكرِهم
و"عَمريّهم" يحميهموا ويؤازرُ
ولم يرقبوا في الشعب إلاًّ، ولا سَمَتْ
بهم همّةٌ، أو رأفةٌ، أو مشاعرُ
* * *
فسرْ في سبيل الشعب حرّاً مجاهداً
وهاجرْ؛ فأنصار الفضيلة هاجروا
ولا تخشَ أحداث الزمان وبطشها
فما فاز إلاَّ الألمعيّ المغامرُ
* * *
بلادي: هذي أكبدٌ ومشاعرٌ
تؤجّ؛ وهذي أنفسٌ وضمائرُ
وهبناكِ أرواحاً علينا عزيزةً
تفَدّيك يوم الروع؛ والله ناصرُ
عدن: 6/6/1363هـ
28/5/1944م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :341  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 41 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج