شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
10- تحية عام 1363هـ
[كان عام 1362م عاماً مشؤوماً فتكت فيه الأمراض بالمواطنين اليمنيين، وأضر القحط بالبلاد، فما إن تقلَّص ظله حتى بادر الشاعر يشيعه، ويهنِّئ الإِمام أحمد بالعام الجديد سنة 1363هـ، قبل ارتقائه العرش]:
قُمْ شاعر المجد، في أعلى منابره
وعَزِّزِ الدين واهتف باسم ناصرِهِ
وأرسل الشعر آياتٍ مفصَّلَةً
كأنَّها الوحي أو من فيض ماطِرِهِ
واقْدَحْ شعورَك وانْشر من أَشِعَّتِه
على الوجود ليُجْلى من دياجِرِهِ
حَلّقْ بأجواء آفاق الخيال تَجِدْ
بنات عَبقَر تلهو في مَقَاصِرِهِ
وصُغ معانيك من أزهار جنتِهِ
وسرِّح الفكر في باهي مناظِرِهِ
وافحص عن الدرّ في أصفى معادِنِه
وانْقُدْ قوافيك من أغلى متاجِرِهِ
وانظم قصيدةَ مجدٍ شعَّ جوهرها
كأنها الحسْنُ، أو من فنّ ساحِرِهِ
وزفها لوليِّ العهدِ مالكنا
تحيَّةً نُحِتَتْ من قلب شاعِرِهِ
تحيةً بقدوم العام مُشْعِرةً
بكل بشرٍ دفينٍ في ضمائِرِهِ
* * *
عامٌ أطلَّ على الدنيا وليس لَه
هادٍ سواك إلى دنيا بشائِرِهِ
فكلّ شهرٍ إلى لقياكَ في شغفٍ
وكلّ يومٍ تجلّى في خواطِرِهِ
وكل ساعاته ترنو إليك كما
يرنو المحبُّ إلى حِبٍّ بناظِرِهِ
كأنَّما كل قوسٍ من أهلته
إشارةٌ لك تحكي سعدَ طائِرِهِ
كأنَّما كل نجم في دياجره
رَمْزٌ إلى أملٍ يَسْري بخاطِرِهِ
كأنما هو طفلٌ طائشٌ جذلٌ
وأنتَ حافظُه من كل ضائِرِهِ
فكن له يا "وليَّ العهدِ" منتبهاً
كيْ لا يكون شقيّاً مثل غابِرِهِ
فكم أراق دموعاً من محاجرنا
وكم أسال دماءً من خناجِرِهِ
وكم أثار الرزايا من عواصِفِهِ
وكم رمى بالمنايا من مقادِرِهِ
وكم أذابَ نفوساً في مرابعنا
وكم هوى بالبرايا في حفائِرِهِ
عامٌ مضى بعد أنْ كلَّت نواظرنا
وعُذِّبتْ بالمآسي في مناظِرِهِ
كأنَّه عاصف طمَّتْ عجاجُتُهُ
على البلاد فبادَتْ تَحتَ قاهِرِهِ
كأنما هو قصَّابٌ ومديتُهُ
مشحوذةٌ وهو عاتٍ في مجازرِهِ
لولا أياديكَ فلَّتْ غضب أزمته
وقلّمتْ كلَّ شرٍّ من أظافرِهِ
لكان ما هو أنكى من مصائِبِهِ
وكان ما هو أدهى من مناكِرِهِ
* * *
مولاي، مجدك بحرٌ من زواخره
نشفي الأوام، ونَغْنَى من جواهِرِهِ
وحدٌ سيفك سورٌ للبلاد إذا
تحَشَّد الرعب نَستَوقي بعامِرِهِ
وفيض جودك غيثٌ وابلٌ فإذا
ما أجدب الغيث نَستغني بماطِرِهِ
لولاك ما شُيِّدَت للشعب مكرمةٌ
ولا أُقيم بناءٌ من مفاخِرِهِ
ولا تبَلَّج في آفاق عزته
نجمٌ، ولا فاض خيرٌ في حواضِرِهِ
ولا ترفْرف في أجوائه عَلَمٌ
ولا تكوّن فوج من عساكِرِهِ
* * *
كم شاعرٍ يتغنَّى بالهوى ثملٍ
كأنَّما هو طير في حضائِرِهِ
يهيم في صحراء اللهو ليس له
هَمٌّ سوى أن يغني في قياثِرِهِ
وشاعرٍ مثقلٍ بالهم مرتبكٍ
كأنما هو مَيتٌ في مقابِرِهِ
يرى بكل مكانٍ ما يُنَغِّصُهُ
كأنه خائبٌ في سجن آسِرِهِ
يُعَشْعش الحزْن فتَّاكاً بمهجتِهِ
ويعبث الهمّ وخزاً في ضمائِرِهِ
وشاعر يبعث الأنَّاتِ صاخبة
كأنها جَمرات في حناجِرِهِ
كأنه عاشق سالت حشاشته
من الحنين نشيداً في مزاهِرِهِ
ينوح بالشعر والآلام تعصف في
فؤاده، وتنزَّى في مشاعِرِهِ
سخريةُ الدهر من قوم حياتهم
كأنَّما هي شوكٌ في نواظِرِهِ
وأنتَ يا زينةَ الدنيا وبهجتها
كهفٌ لكل حزين القلب حائِرِهِ
تعز: 1363هـ/ 1944م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :361  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 32 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.