شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
4- الصَّدى
[إلى أخي عبد الوهاب الشامي]:
يا مَن لقلب ذابلاتٍ مُناه
كم ذا يقاسي من صـروف الحيـاهْ؟
قلبٌ معنّىً سرمديُّ الأسى
تَصَرَّمتْ آماله في هواهْ
قلبٌ شجيٌّ قد سقاه النَّوى
كأساً من الهم بعيداً مداهْ
محترق الآهات تكوي الحشا
وتلسَعُ الروح، وتشوي الشفاهْ؟
يا من لهُ..؟ والنَّار مشبوبةٌ
تؤُجّ؛ والحُبُّ جحيمٌ جواهُ؟
يا من لهُ..؟ أوّاه لا مشفقٌ
رقّ، ولا قلب رحيم رثاهْ.
يا من لـه..؟ ليـسَ سـوى نغمـةٍ
حيَّتْ فأحيَتْ في فؤادي سناهْ
نشيدُ حُبٍّ مائجٍ بالهوى
يرشف منه الروح أحلى مُناهْ
من عبقريٍّ أنجبتْهُ العُلا
فطاولَ الشُّمَّ بذوخاً عُلاهْ
حرّ براه الله أمثولةً
للشعْرِ، واستخلصَهُ، واصطفاهْ
لا يعرف الشرُّ إلى قلبه
دَرْباً، ولا يفهم معنى السّفاهْ
مقولهُ يحسده عزمُه
ووِدُّه أصدق منه وفاهْ
من سادةٍ ما حضروا محفلاً
إلاَّ انحنَتْ – شكراً – عزيز الجبـاهْ
من شاعرٍ فَحْلٍ، ومن قائدٍ
فذٍّ، ومن داعيةٍ للإِلهْ
يُفاخر الشعب بهمْ دائماً
ويَنْتَضيهم لخطوب الحياهْ
* * *
أخي، لقد نـال "نشيـد النـوى"
من مهجتي ما لم يَنلهُ سواهْ
هَلَّ عليه كمذاب الندى
كالحُبّ، كالسحْرِ، كخمر الشفاهْ
فهاك شعري باكياً مثلُه
- هيهات: لَن يسبق صوتاً صـداهْ
تعز: 1361هـ/ 1942م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :444  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 26 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور عبد الكريم محمود الخطيب

له أكثر من ثلاثين مؤلفاً، في التاريخ والأدب والقصة.