شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عريف الحفل: سؤال من الأستاذ أشرف السيد سالم، يقول:
هل التنسيق الثقافي التقليدي بالمملكة منتج للتطرف والإرهاب، تركيا ليس فيها مذهب ولا تجارب ومع ذلك أصابها الإرهاب، المغرب ليس فيها هيئة أمر بالمعروف ونهي عن المنكر وأسبانيا ليس بها حلقات تحفيظ فلماذا أصابها الإرهاب؟ هذا تساؤل للنقاش لا لمجادلة معاليكم لأنني أتفق مع طرحكم..
 
معالي الأستاذ الدكتور محمود سفر: أنا لم أذكر كلمة الإرهاب في كتابي ولا في تعليقي، أنا تكلمت عن التطرف الديني، الغلو، الشدة، التشنج، ردود الأفعال القاسية، أنا قلت في كتابي قبل أحداث سبتمبر عانينا في هذا المجتمع وبعد أحداث سبتمبر عانينا في هذا المجتمع من التشدد ومن الغلو في كل قضية من القضايا المعاصرة التي يتعرّض لها مجتمعنا تجد من يتصدى لهذا، التطرف بصفة عامة لا يعني بالضرورة الإرهاب والتطرف، قد يقود التطرف إلى الإرهاب، وقد يصبح الإرهاب تطرفاً في ذاته. لكن حديثنا عن الإرهاب بدعة أمريكية بعد أحداث سبتمبر تبنيناها نحن جميعاً، كما قال الشيخ الجوزو وبدأنا ندافع نحن عن أنفسنا بأننا لسنا إرهابيين، قضية الإرهاب معروضة على الأمم المتحدة منذ سنوات طويلة جداً قبل أحداث سبتمبر وعقدت مؤتمرات في الأمم المتحدة لتعريف الإرهاب، من الإرهابي؟ هل هو من يدافع عن دينه وعرضه ووطنه وتراثه هل يعتبر إرهابياً؟ هذه نقطة الافتراق بيننا وبينهم، كثير من دول العالم والأمم المتحدة لم تصل إلى الآن إلى تعريف محدد للإرهاب بسبب وقفة العرب والمسلمين والآخرين المدافعين عن حقوقهم وقفة صلبة تجاه التعريف الغربي للإرهاب، فالحديث عن التطرف غير الحديث عن الإرهاب، وضرب أمثلة بتركيا وأسبانيا، هذه قضية انتشرت الآن بعد أحداث سبتمبر ويتكلمون عن خلايا وعن أمور كثيرة، لكن نهاية المطاف أنهم يحملوننا نحن وزر كل هذه الأمور دون تفريق، بدون موضوعية، بدون دقة علمية، بدون تمييز، بدون علم، بدون معرفة، بدون واقعية، وبدلاً من أن نتصدى لهذا ونتكلم عنه ظللنا ندافع وندافع، علينا أن ننظر في داخلنا هذا هو الذي أدعو إليه، أنظر حولك، أنظر في ذاتك، كونك تنظر في ذاتك هذا لا يعني أن بك خللاً أو أنك معوج، لكن على الأقل أن تتوثق من النظرة الداخلية لذاتك لتدرك إذا كنت معوجاً أو بك خلل أو سليماً، النتيجة تقررها أنت فيما بعد، بعد أن تتوثق من أنك ستواجه نفسك بصدق وبشفافية وبشجاعة وبموضوعية، لكن ما أسهل أننا ندافع، أضعنا أوقاتاً طويلة في الدفاع، هذه هي النقطة الرئيسية التي أحاول التركيز عليها، وهذا هو المنطلق الرئيسي لكتاب "الإسلام وأمريكا وأحداث سبتمبر".
عريف الحفل: الأسئلة كثيرة وقد انتصف الليل، وسوف نطرح السؤال الأخير على معاليه، أما الأسئلة التي لم يتم طرحها فسوف تعطى لمعالي الدكتور ليتولى الإجابة عنها ثم تنشر كاملة في سلسلة الاثنينية إن شاء الله، سؤال من الدكتور يوسف العارف يقول:
مسكين هذا التعليم الذي تتحدثون عنه وتطالبون بإصلاحه وتتناسون أننا جميعاً من مخرجات هذا التعليم المتهم، يا سادتي إذا كان الكلام في هذه المسألة حلاً لأي أحد فنرجو أن يقترح البديل وآلية الإصلاح ويتقدم الصفوف.
 
معالي الأستاذ الدكتور محمود سفر: مرة أخرى أنا أحذر نفسي والآخرين من الغلو في مدح الذات بأن كل شيء عندنا طيب وتربيتنا طيبة وتعليمنا طيب ونحن تخرجنا من هذا المسلك، هذا أمر غير محمود وعواقبه ليست سهلة وليست صحيحة وليست سليمة، فالمطلوب أن تنظر فيما يحتويه برنامجك ومنهجك وخططك الدراسية إن وجدتها سليمة وصحيحة حباً وكرامة إن وجدت فيها اعوجاجاً واجه نفسك وأصلحها، وأنا لم أتحدث عن التعليم بمطلقه تحدثت عن التربية الدينية والخطاب الديني وهذه جزئية من التعليم ككل، فالتربية الدينية والخطاب الديني وضعتهما أمامي للمحاسبة لأنه برز في هذا البلد نتيجة لهذه التربية الدينية وهذا الخطاب الديني هذا النوع من فكر التكفير، الفكر الخطير الموجود والذي تبناه بعض الشباب، وما زال بعض القلّة من علمائنا يعتقد فيه، هؤلاء الشباب لم يهبطوا علينا من السماء، هؤلاء تخرّجوا من هذا الفكر، من هذه التربية، من هذا الخطاب الديني، وهذا الغلو وهذا التشدد الديني، علينا أن نكون صريحين، علينا أن نكون واضحين، لا وقت للمجاملات في هذه الأمور، عندما بدأت -وأرجو ألا يكون فيما أقول حديثٌ عن الذات- عندما بدأت أنشر سلسلة المقالات في عكاظ جاءني إنسان أقدره وأجله وله مكانته الكبيرة في نفسي وقال لي يا أخي أنت لم تجامل أحداً، فقلت له بالله عليك بعد هذا الذي حصل والمصيبة التي نراها نحن ضد الإسلام والمسلمين وبلدنا هل تريدني أن أجامل!! أين تقوى الله في قلوبنا؟ وأجامل في ماذا؟ أجامل في ديني؟ أجامل في المصيبة التي حدثت لنا نتيجة لاتهام الخمسة عشر شاباً سعودياً، فلم يجبني، فالقضية ليست قضية أننا نمدح التعليم ونحن تخرجنا منه، وكلنا تخرجنا من هذا التعليم لكن أنا أطرح سؤالاً معاكساً، من أين تبنى هؤلاء الشباب هذا الفكر، ألم يتخرجوا من مدارسنا؟ ألم يستمعوا إلى خطابنا الديني، ألم يكونوا نبت هذا البلد؟ أم استعرناهم من بلد خارجي وأرسلناهم إلى مانهاتن وأرسلناهم إلى وزارة الدفاع ليفجروها مع غيرهم لأن هؤلاء موجودون عندنا، وما زال بعضهم موجودين عندنا ومن لديه شك في نفسه فليعد حساباته، ما زالت هناك مجموعة من الشباب تعتقد في هذا الفكر، ما زال هناك قلّة من علماء هذا البلد ما زالت تعتقد في هذا الفكر، فإن كنا صادقين مع الله أولاً ثم محافظين لعقيدتنا وديننا نحمي وطننا وديننا علينا أن نعترف بهذا، علينا أن نبحث عن هذا، علينا أن نبحث عن الأسباب التي أدت إلى هذا. هذه هي الأسباب بمنتهى الصراحة والوضوح.
الأسئلة التي لم يتسع وقت الأمسية للإجابة عنها فتكرم معاليه مشكوراً بالإجابة عنها كتابة:
سؤال من الأستاذ محمد حبيب علوي:
الدين الإسلامي مستمد تعاليمه من أوامر سماوية، ولا يخضع لما ترعبه النفس البشرية، وإنما فيما يخص كل من لا يدين بهذا الدين، فكيف يتسنى لنا إخضاع هذه التعاليم الإلهية لما ترغبه النفس البشرية وإرضاء من كفر بهذا الدين:
 
الأستاذ معالي الدكتور محمود سفر: في الدين الإسلامي هنالك ثوابت وما عرف من الدين بالضرورة، هذه لا يمكن الاجتهاد فيها أو التلاعب بها بما ترغب النفس البشرية فيه بأهوائها، أما غير ذلك فلا أظن أن المؤهلين من حملة العلم والعقلاء القادرين لا يستطيعون إلا أن يمارسوا حق البحث والاجتهاد في كل شأن من شؤون الحياة في المعاملات، منطلقين في هذا من القاعدة المعروفة والمشهورة التي تقول فيما معناه: أن كل العبادات محرّمة إلا ما أحلّه الله منها، وكل المعاملات حلال إلا ما حرّم الله.
سؤال من الأستاذ محمود حسن زيني:
ألا ترون في الربط بين رأي المفكّر الأمريكي صموئيل هينتجتون في نظائره في صراع الحضارات وبين رأي المفكر الأمريكي الآخر فرانسيس فوكوياما في كتابه نهاية التاريخ أن القاسم المشترك بينها وبين غيرها من المفكّرين الأمريكيين الغربيين ما جاء في كتاب حياة محمد أو الإسلام للقسيس الأمريكي جورج بوش الجد الذي كان رئيساً لكنسية نيويورك والمدرس للاهوت اليهودي..
 
معالي الأستاذ الدكتور محمود سفر: لقد قرأت ما كتبه صموئيل وما كتبه فرانسيس فوكوياما، وكل منهما كانت له منطلقاته ومبرراته فيما طرح من أفكار حتى وإن اتفقا في الهدف. ما نشر مؤخراً عن العثور على كتاب ألفه القسيس جورج بوش (جد الرئيس الحالي والسابق للولايات المتحدة الأمريكية) قرأته وأسعى للحصول على الكتاب، وحتى يحدث ذلك فلن أتمكن من عقد مقارنة بين هؤلاء المفكّرين الأمريكيين المعاصرين وجورج بوش الجد.
سؤال من الأستاذ مصطفى فؤاد رضا:
المدارس الفقهية العديدة التي تم إخمادها وإقصاؤها سابقاً هل آن الأوان لها بأن تعود لأداء دورها السابق في إحداث التوازن الفقهي في المجتمع؟ ومتى يكون ذلك؟
 
معالي الأستاذ الدكتور محمود سفر: منذ أن أغلق باب الاجتهاد -بدون منطق أو سبب جوهري- برزت نتيجة ذلك أحادية الفكر الديني وبعدت أو أبعدت المدارس الفقهية الأخرى، التوازن مطلوب ومدارس الفكر الديني الأخرى فيما لا يتناقض أو يتصادم مع ثوابت الدين وما عرف من الدين بالضرورة، أصبح مطلباً ملحاً.
سؤال من الأستاذ عبد المجيد الزهراء:
ابتداءً فأنا لا أفهم في السياسة ولكني أستحضر مقولة لبعض الفقهاء وهي أن من بلغه الإسلام بصورة مشوّهة فهو بحكم من لم يصله الإسلام أصلاً، ألا ترون أن العبء كبير وكبير جداً على الأمة أفراداً وجماعات لتبديل الصورة؟
 
معالي الأستاذ الدكتور محمود سفر: لا شك أن تصحيح الصورة عن الإسلام مسؤولية كل فرد قادر من خلال ما يملك من علم وثقافة، ومن خلال التصرفات والسلوك لإعطاء النموذج الحقيقي والسليم عن الإسلام وقيمه ومبادئه وما يدعو له من محبة وتسامح ووسطية..
سؤال من الأستاذ عبد الرزاق الغامدي:
هذا السؤال هاجس يؤرقني ويؤرق الكثيرين ولا سيما أن سكان الوطن يتضاعفون بعد فترة ليست بالبعيدة وماذا بعد النفط؟ هل هناك خطط إحلالها بعد نفاد المخزون من النفط كالصناعة مثلاً محل النفط؟
 
معالي الأستاذ الدكتور محمود سفر: أنا أشاركك القلق على مستقبل الأجيال، ماذا سوف تترك له من ثروات وطنية في غياب عدم العمل الجاد والمبرمج والمنظم والعملي لتنوّع الاقتصاد الوطني في الوقت الذي نجد فيه الغرب يحثّ الخطى في البحث عن بدائل عن النفط ماذا يعني هذا؟ يعني ببساطة أننا يجب أن نكون في سباق مع المستقبل لنكسب الرهان عليه، السابق بين تنوّع اقتصادنا الوطني، وبحث الغرب عن بدائل لمصدر ثروتنا، والله المستعان.
سؤال من الأستاذ الخليوي:
ركّزت كثيراً على تطوير المناهج هل تعتقد أن الحوار مع الآخر وعدم التفريق بين المواطنين في الوظائف والمسائل العرقية أيضاً مهمة؟
 
معالي الأستاذ الدكتور محمود سفر: كل هذه الأمور تتساوى عندي من حيث الأهمية، إن أردنا لوطننا التقدم والتطور فلا نستطيع أن نفرّق بينها من حيث الأولوية أو الأهمية وتحقيق التوازن ودوام الاستقرار.
سؤال من الأستاذ خالد الأصور باحث (إعلامي):
قمتم منذ سنوات بإعداد دراسة عن أوضاع الطلاب السعوديين المبتعثين للدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية، وكان ذلك قبل أحداث سبتمبر.. ولكن بعد هذه الأحداث كيف ترون أوضاعهم الحالية، وكيف نواجه محاولات سد المنافذ أمام الدارسين العرب والمسلمين لاستيعاب العلوم الحديثة في المجالات التقنية الدقيقة وخاصة في الجامعات والمعاهد العلمية في أمريكا وأوروبا..
 
معالي الأستاذ الدكتور محمود سفر: لنا أن نعمل في اتجاهين، الأول هو الاعتماد على الذات بتطوير جامعاتنا وتحديث برامجها والعناية بالبرامج التقنية، والاتجاه الثاني هو أن نتجاوب مع المتطلبات الأمنية التي فرضتها بعض الدول للمحافظة على سلامتها بعد أحداث سبتمبر ومن أبرز هذه الدول أمريكا وأوروبا حتى يتمكّن الطلاب من تحصيل العلم المتطور من منابعه..
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :677  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 149 من 235
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.