شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( الحوار مع المحتفى به ))
عريف الحفل: إذاً نبدأ بطرح الأسئلة, هذا سؤال من الأخ عبد الحميد الدرهلي يقول:
نحن العرب لا نريد أن نُصدِّق أن نجم روسيا قد أَفِلْ, وحيث إن أمريكا تجول وتصول بمفردها في هذا الزمن للهيمنة على العالم وتتجيَّر بدون رادع, لذا هل تنتعش روسيا لتُعيد لذاتها القوة الضاربة والهيبة التي كانت عليها في السابق ولو بتشكيل تحالف صيني وهندي وروسي لوقف الغطرسة الأمريكية عند حدها, هل يتحقق للعالم هذا الأمل؟
 
البروفيسور أليكسي فاسيليف: هذا السؤال طيب ومهم جداً, لكن الجواب الكامل لمثل هذا السؤال يتطلب محاضرة أو محاضرتين وكل محاضرة تتطلب ساعتين, ولكنني أحاول أن أجيبكم بطريقة قصيرة, طبعاً في الجيل الذي أمامنا لا أفكر أن روسيا تستطيع أن تعود إلى المكانة العالمية التي كان فيها الاتحاد السوفييتي, ويمكن هذا لسوء الحظ بالنسبة للعرب, رغم أن الشعوب كانت في خنادق مختلفة من الحرب الباردة, توازن القوى سمح للبلدان العربية أن طلبت دوراً أكثر استقلالاً من الوقت عندما يكون القطب واحداً والقوة المهيمنة واحدة, ولكن لحسن الحظ روسيا في الوقت الحاضر تركِّز على نفسها لحل مشاكلها, رغم التدخل المستمر من القوى الخارجية, وفي هذا التركيز على نفسها تحتاج قبل كل شيء إلى تعاون مع العالم الواسع في العالم العربي خصوصاً في الميادين الاقتصادية, وطبعاً كما قلت هذا للمصالح القومية من الجانبين, بالنسبة لحل المشاكل, عندي التفاؤل الحذر, أنا غير متشائم طبعاً ولكني في تفاؤل حذر لماذا؟ السنوات الأخيرة كان فيها الاستقرار لحد بعيد في روسيا رغم ما أنتم تقرؤون وترون في شاشة التلفزيون من الإعلام الغربي, ونمو روسيا في السنوات الأخيرة كان الثاني في الدنيا بعد النمو الصيني, في السنة الأخيرة كانت نسبة النمو الاقتصادي ستة ونصف بالمائة, في السنة التي قبل ذلك كان سبعة سبعة ونصف في المائة, وهذا ليس سيئاً, في السنة كان ثمانية ونصف ليس سيئاً, لماذا أقول ليس سيئاً؟ لأنه جزء من هذا كان بسبب ارتفاع أسعار البترول, وهذا ليس الجهد الحقيقي, ولا بأس بها, وإذاً هنالك تفاؤل حذر.
بالنسبة للتحالف بين الصين والهند وروسيا إنني لا أؤمن في الوقت الحاضر في التحالف, المشاركة نعم, التعاون في الميادين المختلفة الاقتصادية والسياسية وحتى العسكرية نعم, ولكن لا تحالف.. لا تريد كما أنا أعرف القيادة الروسية تكوين أي تحالفات عسكرية وشبه عسكرية مع أي دولة أخرى, ولكن الارتفاع في التعاون نعم, وفي الوقت الحاضر لما نتكلم عن القطب الواحد في الدنيا هذا شيء مؤقت, اليوم يوجد هذا لا أقول بعد سنة سيتغير, ولكن بعد عشر أو خمس عشرة سنة تقريباً أعتقد مائة في المائة, لأن الصين ترتفع وبعد خمس عشرة سنة اقتصادياً ليس لإنتاج لفرد واحد لكن اقتصادياً تكون تساوي لأمريكا, خصوصاً مع الجاليات الصينية في هونغ كونغ وأندونيسيا وتايلاند تطور هناك قبل كل شيء تطور للجاليات الصينية, والهند بعد ذلك بعد ثلاثين سنة طبعاً تكون دولة عظمى, إذاً أنا لا أؤمن للعالم قطب واحد, التعددية للأقطاب المختلفة, في نفس الوقت البشرية كلها غنية بتعددية الحضارات, ولذلك فكرة الحوار بين الحضارات مهم جداً, ولأنني موجود هنا لا أريد أن أتدخل في شؤون السعودية وعلى السعودية التي فيها مكة والمدينة أن تلعب دوراً مهماً في حوار الحضارات, وهذا يكون مفيداً للمصالح العالم الإسلامي والعالم العربي والمملكة السعودية نفسها.
الشيخ عبد المقصود خوجه: سيدي الضيف هناك أسئلة تفوق العشرين سؤالاً, فلذلك لكم إما التوسع وتكون الإجابة عن أسئلة بسيطة. أو الاختصار فتستطيعون أن تجيبوا بذلك عن أكثر الأسئلة ولكم الخيار.
البروفيسور أليكسي فاسيليف: طيب.. أحاول الاختصار.
عريف الحفل: نُحيل الميكروفون للسيدات الفاضلات تفضلن.
الدكتورة أميرة قشقري: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, أولاً شكري الجزيل لسعادة الأستاذ الشيخ عبد المقصود خوجه على إتاحة هذه الفرصة الفريدة لنا للقاء البروفيسور فاسيليف, وأعتقد أن هناك أملاً كبيراً في أن تكون هذه المناسبة هي خطوة أولى لمد جسور التواصل مع معهد الدراسات الإفريقية والعربية الذي يرأسه سعادة الضيف, كذلك في الحقيقة لا أملك إلا أن أُبدي إعجابي بتمكن الضيف من اللغة العربية وكذلك بالأستاذ القنصل أمير باشا في الحقيقة هذا ما يدهشنا نحن الحضور عادة من العرب بأن هناك من غير العرب من المتمكنين من اللغة العربية بهذه الكفاءة ولا شك فاللغة هي مفتاح التواصل بين الثقافات.
لدي ثلاثة أسئلة للضيف البروفيسور, باعتبارك بروفيسور فاسيليف مستشار بوزارة الخارجية.
سؤالي الأول: هل ممكن أن تحدثنا عن السياسة الخارجية لروسيا بعد انهيار الاتحاد السوفييتي؟ أقصد هل هناك تراجع (السياسة الخارجية الروسية) هل هناك تراجع للديمقراطية؟ هل هناك تغير بالنسبة للعالم العربي؟
سؤالي الثاني: بالنسبة لكتابك المهم "تاريخ العربية السعودية" هل كانت الأيديولوجية والتوجه الذي كتبته تحت التأثير سبباً في منع الكتاب في السعودية؟ هل ما زال الكتاب ممنوعاً وكيف يمكن أن أحصل على نسخة منه؟
وسؤالي الأخير باختصار: هل لديك خطة لنشر الوثائق الروسية السعودية, طبعاً المعلومات الأرشيفية وما إلى ذلك؟ شكراً جزيلاً.
 
الشيخ عبد المقصود خوجه: أحب أن أوضح يا سيدتي الدكتورة سمحنا هذه المرة بمداخلتك, ولكن نحن في دور الأسئلة, فأرجو أن نبتعد عن المقدمات والمداخلات كلية وأن نطرح سؤالاً واحداً حتى نتمكن من طرح بقية الأسئلة. أرجو أن ندخل في الموضوع رأساً. شاكراً وللضيف الكريم أن يختار من بين الأسئلة الثلاثة السؤال الذي يريد.
البروفيسور أليكسي فاسيليف: آخر سؤال..
الشيخ عبد المقصود خوجه: يا سيدتي الدكتورة إطرحي السؤال الأخير إذا تفضلتي.. يا دكتورة أميرة.
الدكتورة أميرة قشقري: السؤال الأخير.. أنا سأختار السؤال يا أستاذ عبد المقصود.. أعتقد أن السؤال المهم بالنسبة لي هو سؤال الكتاب.. هل الكتاب ما زال ممنوعاً بحسب معرفتي أن الكتاب غير متواجد في السعودية, فهل ما زال ممنوعاً وكيف نحصل عليه؟ أنا بحسب بحثي بحثت وطلبت الكتاب حتى من مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات ولم أجده.
 
الشيخ عبد المقصود خوجه: هذا السؤال لا يُوجَّه للضيف.. هذا السؤال يوجه لنا إذا سمحتِ.. لكن توجهي السؤال المختص بالضيف.
الدكتورة أميرة قشقري: السؤال الثاني هو السياسة الخارجية الروسية.
 
الشيخ عبد المقصود خوجه: هـذا سؤال كبير يا سيدتي الدكتـورة. اختاري السؤال الأخير إذا سمحتِ..
البروفيسور أليكسي فاسيليف: الأرشيفات الروسية في بعض الوثائق ليست كثيرة ولكن من الممكن لنا أن ننتهز هذه الفرصة وقد بدأ واحد اسمه ابن تركي أعتقد, نشر الوثائق عن اليوميات والتقارير لسفير أو ممثل الاتحاد السوفييتي في الثلاثينات, وبعد هذا كانت مرحلة فوق ثلاثين سنة أو أكثر من ذلك لم تكن العلاقات بين بلدينا, ولكن ليس هناك شيء سوى أرشيفات ولكن في أرشيفات روسية من القرن التاسع عشر فيه شيء مهم ومن الممكن أن ننشر هذا.
عريف الحفل: سؤال من الأخ عبد المجيد الزهراء يقول:
لكل كتاب قصة, ما قصة اهتمامكم المبكر بتاريخ العربية السعودية والذي دعاكم لكتابة الكتاب المشار إليه؟
 
البروفيسور أليكسي فاسيليف: أعتقد أني ذكرت ذلك أثناء حديثي الأول أو المداخلة الأولى عن هذا السؤال.
عريف الحفل: سؤال من الدكتور أنور عشقي يقول:
ما رأيكم في المقولة التي تقول "العظيم في الأمة ظاهرة من ظواهر التخلف"؟
 
البروفيسور أليكسي فاسيليف: هذا رأي, ومن الممكن في رأي آخر, يعني التخلف, في ناس زعماء لا أفهم أكثر من ذلك.
عريف الحفل: أحيل الميكروفون للسيدات. تفضلن.
الكاتبة سعاد عثمان: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, السؤال للضيف, لماذا لا تُفكر الصحف الروسية كالـ "البرافدا" وغيرها في إصدار نُسخ مترجمة باللغة العربية لمد جسور التواصل بين الثقافات كما فعلت "النيوز ويك" الأمريكية؟
 
البروفيسور أليكسي فاسيليف: قبل كل شيء جريدة "البرافدا" شبه ميتة الآن, يعني ليس هناك فائدة من جريدة "البرافدا" هي الآن توزيعها صغير جداً, وبالنسبة لبعض الصحف باللغة الروسية حتى في المعهد عندي, نحن ننشر.. المعهد عندي ينشر سنوياً خمسة وعشرين كتاباً, والمعهد الاستشراقي الأكبر من معهدي ينشر سنوياً بين خمسين وستين كتاباً, ولذلك بعض هذه الكتب مكرسة للحضارات والثقافات لبلدان آسيا وأفريقيا وبينها البلدان العربية ولكن باللغة الروسية.
عريف الحفل: سؤال من الأخ أحمد عايل فقيهي يقول:
في كتابك "العربية السعودية" قدمت دراسة مبكرة عن التلاقي الديني والسـياسي وقراءة
طبقية للتركيبة الاجتماعية للحالة السعودية, كيف يرى د. فاسيليف هذه الحالة السعودية اليوم؟
 
البروفيسور أليكسي فاسيليف: سؤالك بالنسبة لي صعب, بكل صراحة بعض الشيء أنا شخصياً في مرحلة كباحث في مرحلة النقد النفسي وفي مرحلة الدراسة الأعمق لعوامل تركيب المجتمع, ومن ناحية حضارية أظن الاهتمام أكثر في الوقت الحاضر من الناحية الطبقية, ومن الممكن الخلط بين الاثنين ولكن كيف؟ أنا شخصياً في مرحلة التفكير في هذا الموضوع.
عريف الحفل: نُحيل الميكروفون إلى السيدات, تفضلن.
الأستاذة مشاعل: هل توجد معاهد ومؤسسات في روسيا لنشر التراث العربي, علماً بأن كما قلتم تتوافر الكتب والمجلات العربية في الشارع العربي؟ وجزاكم الله خيراً.
 
البروفيسور أليكسي فاسيليف: نعم توجد مؤسسات تهتم بالتراث العربي, خصوصاً تراث العصور القديمة أكثر من المعاصرة, نحن نهتم أيضاً بتراث العصور المعاصرة, والمؤسسة الرئيسية مثلاً لكلية الاستشراق توجد في جامعة موسكو وكثير من الجامعات الأخرى, ولكن بالتخصص في التراث العربي القديم من القرون الوسطى, ثم هذه المخطوطات تخصص للفرع في سان بطرس برج "لينغراد" سابقاً في تخصص في المخطوطات والتراث الإسلامي والعربي من زمن الحروب ضد المنغوليين إلى آخر هذا, وهؤلاء ينشرون سنوياً بعض الدراسات الخاصة بهذه الموضوعات.
عريف الحفل: الأخ محمد بشير الدرة يقول:
في نظركم هل كان المستشرقون الروس منصفين في دراسة الحضارة الإسلامية والتاريخ الإسلامي, أم كانت تحكمهم النزعة التي سيطرت على معظم المستشرقين الغربيين بانتقاص الحضارة الإسلامية؟ وهل أثَّر الجوار المعادي للدولة العثمانية المسلمة لروسيا إلى موقف متحيز ضد الحضارة الإسلامية؟
 
البروفيسور أليكسي فاسيليف: أظن أنني إلى حد ما أجبت عن هذا السؤال, ولكنني أريد أن أجيب لهذا, عندما نتكلم عن مدرسة الاستعراب والاستشراق مثلاً كان في سان بطرس برج اشتراك للشيخ (الطنطاوي) المصري الذي وصل إلى روسيا في منتصف القرن التاسع عشر, هذه فكرة, والفكرة الأخرى على الساحة الواسعة كانت روسيا منذ تاريخها وحتى اليوم كان التعايش بين الحضارتين المسيحي الأرثوذكسي والإسلامي فيها منذ أكثر من ألف سنة, وعلى شواطىء الفولغا وصل الإسلام قبل وصول المسيحية إلى الدولة الروسية الأولى في كييف, وبعد هذا خلال هذه السنوات الطويلة كان بين الحضارتين النزاعات والخلافات وفي نفس الوقت التعايش, ليس التعايش فحسب ولكن كذلك التداخل أو الاختلاط بينها, وكما قلت خصوصاً ابتداءً من نهاية القرن الثامن عشر وبعد هذا بعد زمن قيصر أصبحت علوم الاستشراق قائمة كما قلت لكم رغم كل النزاعات بالإمبراطورية العثمانية كان فيها احترام الإسلام والدين الإسلامي.
عريف الحفل: شكراً. جزاكم الله خيراً, سؤال من المدرس ناصر عبد الهادي المصري يقول:
ما هي الجهود المبذولة من أصدقائنا الروس من مفكرين وأدباء حول الأدب العربي بشكل خاص, وقضايا العالم العربي بشكل عام؟
 
البروفيسور أليكسي فاسيليف: القضايا العربية بشكل عام هذا الاهتمام لا يزال كبيراً في الوقت الحاضر, وفي المراكز المختلفة نشتغل بهذه القضايا كما قلت في أكاديمية العلوم في معهد الدراسات الأفريقية والعربية في معهد الاستشراق, وفي نفس الوقت في معهد الدراسات الاقتصادية العالمية وفيها قسم لدراسات الشرق الأوسط, وفي معهد الدراسات الأمريكية وفيها أيضاً قسم لدراسات الشرق الأوسط, وفي جامعات في جامعة موسكو في جامعة الصداقة, في جامعة سان بطرس برج وفي كازان وروستوف, توجد المؤسسات والمراكز أما الأدب العربي وطبعاً يوجد اهتمام به.. نُشِر منذ سنة تقريباً مجلدان عن تاريخ الأدب المصري المعاصر ولكنني كما قلت الظروف المالية للعلوم الاجتماعية والدراسات الاجتماعية في روسيا في الوقت الحاضر تتحسن ولكن بعد مرحلة الأزمات.
عريف الحفل: سؤال من الأخ قاسم هاشم حسين باحث في تاريخ مدينة جدة يقول:
أدعوكم لتبني مشروع نشر وثائق السفارة الروسية في جدة, فهل لديكم معلومات وتصور معين عن هذه الوثائق؟
 
البروفيسور أليكسي فاسيليف: أنا أعرف عن هذه الوثائق قبل كل شيء ليست كثيرة ولكن في نفس الوقت نُشِرتَ باللغة العربية اليوميات والتقارير من قِبَل "جيراكوف" الذي كان هنا سفيراً للاتحاد السوفييتي في الثلاثينيات, بعد حكيموف.
عريف الحفل: سؤال من الأخ علي محمد الشهري يقول:
هل كانت البروستريكا الفكر المُحفِّز لفكر العولمة, ما دور الدول النامية في الظفر بنصيب يسير من الكعكة؟
 
البروفيسور أليكسي فاسيليف: الدول النامية في عقد العولمة أيضاً هذا السؤال يتطلب محاضرات ومحاضرات, إن كتابي الأخير أو الكتابين لم يكونا عن العالم العربي, كان لي كتاب مع اثنين من زملائي اسمه "خصخصة في العالم العربي وروسيا وآسيا الوسطى الدراسة المقارنة" والكتاب الأخير كان اسمه "أفريقيا يتيمة العولمة" وباختصار ما هي مشكلة أفريقيا؟ نمرة واحد: المشكلة أن القفز كان منذ خمسين سنة من المجتمع الذي كان من المجتمع التقليدي إلى المجتمع الصناعي, وفي الوقت الحاضر أصبح هذا أصعب بكثير بسبب التزام القفز من المجتمع التقليدي إلى المجتمع المعلوماتي وهذا الشيء صعب جداً خصوصاً للبلدان الأفريقية, هذه نمرة واحد, نمرة اثنين: رغم كل الإعلانات عن المساعدات الغربية للقارة الأفريقية وفقاً للإحصائيات التي قمنا فيها بالمعهد فإن النهب للشعوب الأفريقية يستمر, وتحويل الثروات والمال من القارة الأفريقية للبلدان المتطورة أكثر من الاستثمارات والمساعدات الغربية في هذه القارة, وهذه كارثة اسمها دراما للقارة الأفريقية.
عريف الحفل: الأخ غياث عبد الباقي يقول:
نلاحظ كثافة الدراسات الاستشراقية حول القضايا العربية والإسلامية المتنوعة في الغرب, بينما في المقابل نجدها قليلة في روسيا, ما تفسير ذلك وهل هناك عوائق؟
 
البروفيسور أليكسي فاسيليف: عوائق.. أنا أخاف أن الأخ لا يقرأ باللغة روسية, في دراسات عن الاستعراب في دراسات عن الاستشراق, طبعاً كلنا نريد أن نتعمق ونتحسن في هذا ولكن في الدراسات موجودة.
عريف الحفل: الأستاذ عبد الوهاب أبو زنادة يقول:
اطلعنا على ما وصلنا من الروائع الأدبية الروسية المعربة لكبار الأدباء من أمثال جوركي وبوشكين وديستوفسكي وترغنيف غير أننا لم نجد في أعمال هؤلاء ما يشير إلى أحوال ومعاناة المجتمعات في الجمهوريات السوفيتية سابقاً إلا ضمن إشارات عابرة باستثناء ما نشره إلكسندر سولجي نتسين في روايته العظيمة "جناح السرطان" هل توافقون على أن هذه هي السمة الغالبة في الآداب الروسية؟
 
البروفيسور أليكسي فاسيليف: قبل كل شيء اسمحوا لي أن لا أوافق على هذا الرأي, أنا من الممكن أعطيكم اسم واحد "شنجيزاتماتف" وهو مترجم إلى العربية وهو طبعاً كتب بالروسية ومن أعظم الكتّاب من قرقستان ومعروف الأديب العظيم ومترجم إلى العربية وأرجو من الأخ أن يقرأ له باللغة العربية ما نُشر.
عريف الحفل: سؤال من الأخ عجلان أحمد الشهري يقول:
سعادتكم مفكر من الشرق يتفاعل مع أحداث الماضي ومع أحداث عصرنا برؤية مستقلة وقراءة محايدة, هل ترون أن ما يعيشه عالمنا اليوم من أحداث منذ الحادي عشر من سبتمبر حتى الآن متطابق مع وجهة النظر الأمريكية المعلنة؟ وإذا لم يكن ذلك كذلك فما هي الحقيقة من وجهة نظركم المحايدة ولاسيما أن هناك من يزعم بأن كل ما حدث من أحداث متتابعة ما هو إلا مُعَدّ سلفاً يتوافق مع تطلعات اليهود والسياسة الأمريكية تجاه العالم أجمع؟
 
البروفيسور أليكسي فاسيليف: عندكم كل سؤال يتطلب محاضرة, وأحياناً الأسئلة حساسة مثل هذا السؤال, أريد أن أقول لكم رأيي هو ليس صديقي ولكن إنسان يعرفني شخصياً هو مستشرق اسمه "شبرشين" ولكنه كان رئيس المخابرات السوفياتية في العالم كله, وهو مستشرق خصوصاً بإيران والهند, وهو قال لي بعد أحداث 11 سبتمبر أنه باعتقاده لا يمكن تنظيم مثل هذه الغارات أو العمليات الإرهابية من الكهوف الأفغانية, لا يمكن بالإطلاق وطبعاً شيئاً من الاشتراك يمكن, ولكن وراء هذه العمليات برأيه هو توجد القوى السياسية الأخرى.
عريف الحفل: الأستاذ محمد محمود ولد محمد أحمد يقول:
إذا كان هيجل قد جعل الديالكتيك يمشي على رأسه وكارل ماركس عرَّفنا بديالكتيك يمشي على قدميه, فأين يقف الدكتور في دراساته التاريخية من هذين المنهجين؟
 
البروفيسور أليكسي فاسيليف: أنا أظن أنني أجبت عن هذا السؤال, كلنا بالإرادة أو من غير إرادة نتطور ونُغَير في حياتنا, نغير في بعض أسلوب الحياة, وفي نفس الوقت في طريقة التفكير والتعليق للتاريخ, برأيي أنا لا أطلب منكم الموافقة على هذا, النظرية الماركسية لعبت دوراً مهماً في تطور مفهوم التاريخ, ولكنها ولدت هذه النظرية منذ قرن ونصف, والبشرية تتغير, والمفكرون يتغيرون وإذاً شيئاً من الماركسية بقيت وشيئاً ذهبت إلى الفضاء.
عريف الحفل: الأخ منصور سيد أكرم يقول:
من مِنَ الأدباء الروس الذين حصلوا على جائزة نوبل؟
 
البروفيسور أليكسي فاسيليف: من الأدباء الروس, سأقول لكم جوركي كان أولاً بعد ذلك بونن الأديب الممتاز الروسي ولكنه هاجر, بعد ذلك طبسترناك وبعد ذلك أظن شاعر يهودي نسيت اسمه "سوزونلسين" "وشولوخف", وأيها الأخوة أنا أشك في الحياد الكامل حتى في جائزة نوبل أنا أشك في هذا, باختيار مثلاً شاعر أنا نسيت اسمه ليس سيئاً، الروسي الذي هاجر من الاتحاد السوفييتي بسبب خلافه مع النظام هناك بعد ذلك نال جائزة نوبل, هل كان من الممكن المقارنة مثل الشاعر "هسينين" والشاعر لورمنتف, والشاعر "اتواردوسكي" بالنسبة لي مستواه أصغر ولكنه حصل على جائزة نوبل.
عريف الحفل: سؤال من الأخ بدر الروقي من جريدة "البلاد" يقول:
ما هي النقطة التي يعتبرها البروفيسور نقطة صعبة في كتابه, ما هو الإشكال الذي وجده في إنجاز الكتاب؟
 
البروفيسور أليكسي فاسيليف: نقطة صعبة, لم أفهم السؤال, كل شيء صعب عندما يريد الواحد أن يكون مخلصاً يجب أن يتعمق ويدرس.
عريف الحفل: يمام أبو زنادة طالبة بكلية الآداب تقول:
يعتبر الروائي ميخائيل شولوخوف الذي حاز على جائزة نوبل للآداب عام 65 الأديب السوفييتي الوحيد الذي يتحدَّر من أصول قوقازية, فبماذا تفسرون ندرة مشاركة الأدباء السوفييت المنتمين للجمهوريات السوفييتية الآسيوية في الأعمال المنشورة باللغة الروسية؟
 
البروفيسور أليكسي فاسيليف: شولوخوف لم يكن من الأصول القوقازية أبداً, هو كان من "كوزاكس" الروس المسلحين, الفلاحين المسلحين, الفلاحين المسلحين الروس "كوزاكس", ولكن طبعاً الاشتراك للأدباء مثل "حمزاتوف" من داغستان أو "اباتشريزي" من جورجيا, أو كثير من الأرمنيين ومثل "طناوييه" من طاجكستان والآخرين اشتركوا في تكوين الأدب الروسي أيام الاتحاد السوفييتي, والترجمة كانت واسعة جداً لعرض الأدباء من الجمهوريات الأخرى للرأي العام الروسي, للمثقفين الروس في الوقت الحاضر هذه الحركة تقريباً ميتة.
عريف الحفل: الأخ خالد علي الحسين يقول:
بعض الأدباء العرب عاشوا في روسيا مثل الأديب والصحفي والشاعر عبد الرحمن الخميسي الذي توفي في روسيا, والشاعر نجيب سرور, هل لكم معهم أي ذكريات؟
 
البروفيسور أليكسي فاسيليف: خميسي؟ ليست عندي أي معلومات عنه, أنا أعرف أن ابنته لا تزال تعيش في روسيا وأعتقد أنها عملت في الصحافة, ليس عندي معلومات دقيقة.
عريف الحفل: الأخ أشرف السيد سالم يقول:
بعد أن تخطت روسيا الحقبة الشيوعية هل تتوقعون لها أن تعاود إنجاب عبقريات إبداعية مثل تولستوي وكورساكوف وديستوفسكي وبوشكين؟ أم أن غياب العمالقة عن ميادين الإبداع الثقافي هو ظاهرة عالمية؟
 
البروفيسور أليكسي فاسيليف: أنا أشك في هذا.. السبب ليس النظام الشيوعي والسبب ممكن نحن نعيشه, العالم كله نعيشه في الوقت عندما لا تكون هنالك أسماء عبقرية, هل من الممكن أنتم أن تسموا في الوقت الحاضر بكل مدعي الحريات في الولايات المتحدة أديباً مثل همنجواي؟ لا يوجد هناك أحد, أنا تكلمت مع الفرنساويين من هو أحسن أديب في فرنسا لم يستطيعوا أن يسموا واحداً, وفي بريطانيا ليس عندهم الآن من هم في القمة, أنا لا أعرف يمكن أنتم تعرفون, في مرحلة من هذه المراحل لازم ننتظر أيضاً جيلاً جديداً لولادة مثل هؤلاء العظماء.
عريف الحفل: الأخ محمد الفيفي يقول:
فيما لو توجه الباحثون إلى العاصمة الروسية بحثاً عن الثقافة والمصادر والوثائق إلى آخره, هل سوف يجد منكم ومن طلابكم ومن متخصصي الدراسات العربية الصدر الرحب للتعاون معه وإرشاده خاصة أنه يجهل الكثير من الوثائق والمصادر وكيفية الوصول إليها؟
 
البروفيسور أليكسي فاسيليف: قبل كل شيء للباحث يجب أن يعرف اللغة الروسية, كيف يشتغل بالوثائق الإنجليزية من غير أن يعرف اللغة الإنجليزية, هذه نمرة واحد, نمرة اثنين: نحن نتعاون مع البلدان المختلفة في الأبحاث, نمرة ثلاثة: مع الأسف الإذن للعمل في الأرشيفات الروسية ما زال صعباً, التقاليد السوفييتية تموت أحياناً التقاليد الإيجابية والتقاليد السلبية, هذه التقاليد السلبية تموت بصعوبة, أنا طلبت من اثنين من تلاميذي الاستماع للأرشيفات بوزارات الخارجية السوفييتية كان مطلوب شهراً كاملاً للإذن لهم, يعني مع كل حبي لبلادي لما طلبت الإذن للأرشيفات الأمريكية كانت الموافقة خلال عشر دقائق, ولكن في روسيا مع الأسف الحكاية ما تزال صعبة.
 
الشيخ عبد المقصود خوجه: سيدي الكريم شكراً على الإجابات الجميلة والإضاءات الكريمة التي أتحفتنا بها هذه الأمسية, وبودنا أن نطرح الأسئلة وهي كثيرة, وربما من الأمسيات القليلة التي وردتني فيها أسئلة بهذا العداد, ولكن تعودنا أن الأسئلة التي لا نستطيع طرحها أن نقدمها لكم لتقوموا مشكورين بالإجابة عنها, فتنشر بالتالي في كتاب فعاليات الاثنينية لهذه الأمسية, شاكراً لكم باسم الحضور وباسمي على ما تفضلتم به علينا في هذه الأمسية, من فضل علمي ومعلومات كثيرة أضفتموها على ما كنا نتطلع أن نستمع إليه منكم, وشكراً مرة أخرى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
البروفيسور أليكسي فاسيليف: اسمح لي بجملتين أخيرتين اسمحوا لي أن أشكركم من صميم القلب عن هذه المناسبة.. المناسبة بدعوة من معالي الشيخ عبد المقصود خوجه وبسبب دراساتي لتاريخ المملكة العربية السعودية أني أظن أنني هنا بين عائلتي أو بين الأصدقاء والأخوة, وجزء من قلبي هنا, ولذلك أشكركم من صميم القلب مرة أخرى.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :934  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 131 من 235
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.