شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الدكتور عبد الله منّاع ))
(ممكن آخذ دقيقة من الوقت الفائض من الدكتورة)؟
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته, أسعد الله مساءكم جميعاً, الحقيقة إنني في وسط مفاجأة كبرى, بوجود هذا الضيف العظيم البروفيسور أليكسي فاسيليف, حقيقة أنني لست كاتب تاريخ, ولكنني عاشق للتاريخ, وعندما أجد كتاباً تاريخياً يأخذني إلى حيث أريد, بحيث إني أدع كل ما بيدي وأذهب معه من صفحة إلى صفحة ومن فصل إلى فصل دون أن أفيق إلا بعد مرور ثلاث أو أربع ساعات, أنا أرحِّب في هذه الليلة برجل يجيئنا من بلد الكاتب العظيم (ديستوفسكي) من بلد الكاتب الأعظم (ليو تولوستوي) من بلد المفكر الإنساني الكبير (مكسيم جوركي) حقيقة أنني أكاد أحسد نفسي وأحسد الاثنينية على هذه الاستضافة وعلى هذه الليلة الاستثنائية فعلاً, البروفيسور أليكسي فاسيليف قبل أن ألقاه هذه الليلة التقيت به في كتابه واسمه بين يدي "فصول من تاريخ العربية السعودية" يقول لي في الترجمة الشخصية للدكتور البروفيسور أليكسي فاسيليف إنه "تاريخ العربية السعودية", ويؤكد هذا الكلام الأخ الصديق محمد سعيد طيب, لكن ربما كان الكتاب الذي بين يدي مأخوذاً من هذا الكتاب.. ولذلك سُمِّيَ "فصول من تاريخ العربية السعودية" وسواء كان تاريخ العربية السعودية أو كان فصولاً من هذا التاريخ, فقد كان الكتاب أكثر من مفاجأة, لم أصدق وأنا أقرأه وقد قرأته منذ ما يزيد على عشر سنوات أو ربما أكثر, لم أصدق أنني أقرأ تاريخ العربية السعودية, لمؤلف ولكاتب من الاتحاد السوفيتي, كان كتابه ولا يزال صادقاً حتى إنني كنت أعتقد أن البروفيسور كان يحضر جانباً من ذلك التاريخ, أو كان يعايشه.. يعاصره, كان كتابه جريئاً, وعظيماً, صحيح أن التاريخ يكتبه الأقوياء ولذلك ضاعت الحقيقة دائماً, لكن كتاب فاسيليف كتبه الباحثون القارئون الذين لا يرضون بالسهل واليسير, كتاب "تاريخ العربية السعودية" أو "فصول من تاريخ العربية السعودية" كتاب فريد في كله, وعظيم في كله.
قُدِّرَ لي أن أقرأ كُتباً تاريخية أخرى عن الجزيرة العربية, وللعلم نحن لم نكتب تاريخنا, لكن الذين كتبوا تاريخنا هم الذين قدموا إلينا من خارج أرضنا, فهذا جون فيلبي أو عبد الله فيلبي وهذا الشيخ الزركلي وهذا أمين الريحاني هؤلاء وحتى روبرت ليسي هؤلاء كلهم قدموا إلى الجزيرة العربية وما كانوا من أبنائها, وكان من المؤسف أن لا نجد تاريخنا ولا نتعرف عليه إلا من خلال كتبهم, ولكن يبقى كتاب فاسيليف متميزاً, صحيح أن فيلبي كان عاصر المرحلة التي كان فيها الملك عبد العزيز يؤسس لحكم المملكة العربية السعودية منذ عام 1917 وما بعد, لكن مع ذلك يبقى فاسيليف أكثر صدقاً وأكثر موضوعية, كتاب فاسيليف الذي لا أظن أن كثيرين قد قرؤوه من قبل ولكنني أرجو أن يُتاح في هذه الأيام لقراءته وجوده في المكتبات حتى يستطيع أن يقرأه الناس.
يبقى سؤال أوجهه للبروفيسور أليكسي فاسيليف عن سقوط الاتحاد السوفييتي، نعم سقط الاتحاد السوفييتي في أوائل التسعينات ربما لم يكن مدهشاً ذلك السقوط لأبناء الاتحاد السوفييتي في الداخل, ممن كانوا يعايشون الواقع وما يجري فيه, لكن ذلك السقوط كان مروِّعاً ومدوياً بالنسبة لمن هم خارج الاتحاد السوفييتي, ولا نريد أن نلقي التُهم على أيٍ من قادة الاتحاد السوفييتي سواء كان السكرتير السابع هو السبب فيما حدث, ولكننا وقد كان بعضنا فرحاً لهذا السقوط سعيداً بزوال الاتحاد السوفييتي الماركسي الشيوعي الملحد, وخلاص العالم من هذا الإلحاد, ولكن أولئك الذين فرحوا في ذات يوم هم أول من يبكي على الاتحاد السوفييتي هذا اليوم, هل نعتذر عن مواقفنا المناهضة السابقة؟ لا أدري, شكراً للبروفيسور أليكسي فاسيليف, وشكراً للشيخ عبد المقصود خوجه الذي مكَّننا هذه الليلة من هذا اللقاء الفريد وهذه اللحظة التاريخية فعلاً في هذه الاثنينية, والسلام عليكم.
 
عريف الحفل: ينتقل الميكروفون مرة أخرى إلى السيدات الفاضلات حيث ستتحدث سعادة الأستاذة منى مراد الصحفية ورئيسة ملاحق الأسرة في جريدة "البلاد" ومجلة "أقرأ".
 
طباعة

تعليق

 القراءات :570  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 126 من 235
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور عبد الله بن أحمد الفيفي

الشاعر والأديب والناقد, عضو مجلس الشورى، الأستاذ بجامعة الملك سعود، له أكثر من 14 مؤلفاً في الشعر والنقد والأدب.