شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( الحوار مع المحتفى به ))
عريف الحفل: الآن سنقرأ الأسئلة على سعادة ضيفنا الكبير. بالتناوب سؤال لنا وسؤال للسيدات. سؤال من الشريف محمد علي الحسني يقول:
وصفت مفكري العرب في تناولهم لمفهوم الديمقراطية في أحد أبحاثك بأنهم كالأعمى الذي يصف الفيل. هل ما زالوا على ذلك الوصف أم جد جديد؟
 
الأستاذ الدكتور محمد الرميحي: من المشكلات التي يعاني منها أي كاتب عربي هناك التصنيف بسرعة عندما تكتب وتبدأ في الكتابة تصنَّف بشكل أو بآخر، ولكني أعتقد أن الديمقراطية تحتاج إلى أن نفكر فيها تفكيراً أعمق. فالديمقراطية ليست صناديق انتخاب أو مشروعات انتخابية إنما هي بها دفعة، وتصلح أن نستخدمها الآن، وهي أن الوسائل يجب أن تتسق مع الأهداف. لهذا السبب فأنا أرى أن الديمقراطية اليوم تتمثّل في الشجاعة الأدبية، وليست شجاعة حمل السلاح، ونحن نحتاج إلى هذا ونحتاج أن نناقش في هذا الأمر، إنما التجربة الديمقراطية العربية مخيبة للآمال مع الأسف الشديد. بل لها في بعض البلدان أسماء كبيرة: البلد الفلاني يسمونه الديمقراطية الشعبية، لا هي ديمقراطية ولا هي شعبية، مع الأسف.
عريف الحفل: نحيل الميكروفون للسيدات الفاضلات. تفضلن.
الأستاذة ذكرى حاج حسين: شاعرة وأستاذة في القانون بسوريا: الحضور الكرام، الضيف الكريم، أسعد الله أوقاتكم بكل خير ومحبة. سعادة الدكتور الرميحي، لطالما كانت المرأة العربية في الخندق الأخير من معركة الحضارة أو التقدم، أو هكذا حُدِّد لها. وباعتبارك علماً من أعلام الصحافة والثقافة، كيف ترون واقع المرأة العربية وكيف تقرؤون مستقبلها وتأثيرها في الساحة الثقافية كإعلامية عربية عموماً وسعودية خصوصاً؟
 
الأستاذ الدكتور محمد الرميحي: شكراً سيدتي الكريمة. رأيي في هذا الموضوع منشور ومكتوب وربما أيضاً الزميلة التي تحدثت عن افتتاحية "حوار العرب" ذكرت فيها موضوع المرأة. والحقيقة أن التعبير صعب، ولكن أقول إني أخجل من معاملتنا للمرأة في هذا العصر، في القرن الحادي والعشرين، ليس لدي كلام كثير أقوله ولكني أعتقد أن المرأة العربية -كما ذُكر في تقارير كثيرة- غير ممكنة، ومع الأسف الشديد ما زالت كذلك لسبب اجتماعي أو اقتصادي، حتى في المناطق التي قررت فيها الدولة أن يكون هناك انتخابات نجد أن المرأة ليس لها حظ. سألت إحدى زميلاتنا الفاضلات من الممثلات في الديمقراطيات في اليمن، قلت لها لم نسمع لك صوتاً. قالت إنها لا تستطيع أن تتكلم في هذا الجو الرجالي الكبير. فهنا أيضاً حاجز اجتماعي كبير نحتاج جميعاً أن نتعاون على كسره.
عريف الحفل: سؤال مـن الأخ خالد الأصور، باحث بمركز الدراسات والمعلومات بجريدة عكاظ يقول:
في كتابكم الموسوم بـ (سقوط الأوهام) ذكرتم ما نصه إن الوطن العربي لا يشكو بحال من الأحوال من قلة الموارد ولكنه يشكو من سوء إدارتها، وباعتباركم أستاذاً لعلم الاجتماع السياسي ما هي أبرز المجالات التي تعاني من سوء الإدارة في عالمنا العربي وما ظاهرها وكيفية التغلب عليها؟
 
الأستاذ الدكتور محمد الرميحي: هذا الأمر كُتب عنه كثيراً ودُرس دراسة واسعة، وأصبحت هناك قناعة لدى الاقتصاديين والاجتماعيين بأن القضية ليست توافر المال، بل هي توافر الإدارة. ما هي ظواهر ذلك؟ سأقول لك ظاهرة واحدة فقط وعليك أن تقيس: إذا أردت أن تصدر جريدة غداً في لندن، فكم خطوة ستأخذ؟ أنا أصدرت جريدة في لندن في يوم واحد. عندما تريد أن تصدر جريدة في مكان ما في أي عاصمة عربية، فيمكن أن تأخذ سنتين أو ثلاث أو أربع أو خمس سنوات. ولندع هذا، إذا أردت أن تنشئ مصنعاً لخياطة القمصان، كم من شخص يجب أن يوقّع على هذه الورقة؟ وعندما تذهب إلى أستراليا تحصل على الترخيص في يوم واحد. وشكراً.
عريف الحفل: ننقل الميكروفون إلى السيدات الفاضلات.
سؤال من الأستاذة خزيمة العطاس:
ذكرت يا دكتور، أن الجيل العربي أو نحن عموماً ما زلنا نتعلم بنظام التلقين. في رأيك كيف نحرر الجيل العربي من آلية التلقين حتى يستطيع التعبير عن ذاته وبالتالي نخلق صورة جديدة للجيل القادم؟
 
الأستاذ الدكتور محمد الرميحي: المؤسف أن التلقين ليس موجوداً فقط في المدارس ولكنه موجود أيضاً في وسائل الإعلام المختلفة، ربما في ثقافتنا العربية بشكل عام لم نحترم التعددية والرأي والرأي الآخر. انظري إلى وسائل الإعلام -أي منها- وتصويت شعبنا العربي حولها، تجدينهم يصوتون مع الشخص الأعلى صوتاً وليس الأكثر استنارة: فإذن المشكلة في ثقافتنا العربية، طريقة التعامل معها، وقد كتبت كثيراً من النقد في هذا الموضوع وأرجو أن نصل إلى مرحلة نتعرّف فيها على أن الحقيقة غير موجودة، يعني أن الحقيقة الموجودة في الاجتماع والسياسة هي حقيقة نسبية. وأن الحقيقة النسبية المؤقتة نصل إليها بالحوار.
عريف الحفل: الأستاذ عبد الحميد الدرهلي، مدير عام وزارة التخطيط سابقاً يقول:
مسؤولية من هذه الحالة السيئة السائدة في الوطن العربي أي ضياع فلسطين وتدمير العراق وكراهية الدين الإسـلامي، هل يعود السبب إلى التحالف الأمريكي - اليهودي وتفشي التذمر
المتمثل في الإرهاب أم غياب الديمقراطية، متى يستقيم الحال وما المطلوب عمله؟
 
الأستاذ الدكتور محمد الرميحي: ليست هناك حلول جاهزة لهذا الموضوع، وأنا ممن يعتقدون بأننا في ثقافتنا دائماً نتهم الآخر. وأضرب المقال الآتي: عندما تسأل أحدهم: لماذا تأخرت؟ يقول إن القطار فاتني. أو أن الطائرة أقلعت قبله. إذا سألت إنجليزياً نفس السؤال يجيب: I missed the train أي أنا الذي فوّتت القطار. لما تسأل ابنك في المدرسة عن سبب رسوبه في الحساب يرد بأن المدرس لا يفهم في الحساب. وأنا في الواقع لست مع لوم الآخر. علينا أن نبدأ بأنفسنا.
عريف الحفل: ينتقل الميكروفون إلى السيدات.
سؤال من الأخوات يستفسرن عن مجلة "حوار العرب"، لماذا لا توجد في الأسواق؟
 
الأستاذ الدكتور محمد الرميحي: مجلة "حوار العرب" صدرت منذ فترة قصيرة عن مؤسسة أهلية كما تعلمين. الشيخ عبد المقصود أحد زملائنا وإخواننا في مجلس الأمناء، وعلى عكس ما قالت زميلتك في البداية بأنها صور ملوّنة، فليست هناك صور في المجلة، فهذه ليست مجلة العربي. بالعكس، فتقديري -وقد أكون هنا شاهداً غير دقيق، ولكن أحب أن أسمع رأي زملائي الذين قرؤوا العدد أو الأعداد- أنها مجلة تحاول أن تقدّم شيئاً جديداً، على الأقل من كتب عنها من الجادين هي تحاول أن تقدم شيئاً جديداً، وهي توزّع من خلال مؤسسة التوزيع التي توزّع في الشرق الأوسط، وربما لقلّتها فنحن نطبع لسبب اقتصادي ومالي 5000 نسخة فقط ونحتفظ بألف نسخة للمستقبل كأي عمل صحفي. والشيخ عبد المقصود هو الذي أصر أن يكون سعرها أيضاً مناسباً للقرّاء، فنبيعها بحوالي دولارين تقريباً. وبسبب هذا الرخص الذي أقترحه الشيخ عبد المقصود خوجه فهي تنفد من الأسواق بسرعة. وأدعو جميع إخواننا إلى المساهمة فيها، وهناك عنوان إلكتروني عليها، كما أن عنوانها الإلكتروني موجود أيضاً على موقع مؤسسة الفكر العربي في بيروت. وعلى ذكر بيروت أضم صوتي إلى صوت شيخنا الجليل عبد المقصود خوجه بتأبين المرحوم رئيس الوزراء رفيق الحريري الذي كان أحد الأعضاء المهمين في دفع هذه المؤسسة إلى الوجود بوجود سمو الأمير خالد الفيصل.
عريف الحفل: الأخ علي الخليفة يقول:
في ظل الوضع الإعلامي العربي الراهن ما هي رؤيتك؟ هل يطغى طابع الجدل العقيم على الحوار المثمر؟
الأستاذ الدكتور محمد الرميحي: من المؤسف أن هناك إشكالية أسجلها عن موضوع الإعلام العربي، وهي أن هناك حرية نسبية للوصول إلى الوسيلة ولكن لا توجد حرية لامتلاك الوسيلة. وبالتالي اليوم لا يستطيع أحد أن يبدأ جريدة، في حين أنك في أي بلد آخر تستطيع أن تبدأ الجريدة بسهولة، وهنا أقصد كل وسائل إعلام. ولذلك يذهب الناس إلى الإنترنت لأن التواصل عبر هذه الوسيلة أسرع وأقوى بالنسبة للجيل الجديد. وهناك مقولة جميلة أتمثلها دائماً مؤداها أن الصحفي العربي ـ بشكل عام طبعاً ليس كلهم؟ هو تلميذ يتحول إلى أستاذ كل يوم، فيكتب ويصدر تعليماته للآخرين في حين أنه لم يقم بواجبه الدراسي أي تقديم الأفكار الرئيسية.
عريف الحفل: الميكروفون لدى السيدات. تفضلن:
سؤال من الأستاذة خزيمة العطاس:
باعتبارك رئيس تحرير، هل تعتبر نفسك رئيس تحرير ناجحاً وكيف يمكن أن يكون رئيس التحرير ناجحاً؟
 
الأستاذ الدكتور محمد الرميحي: أنا في الواقع لا أستطيع أن أحكم ما إذا كنت ناجحاً أم لا، لأن هذا حكم ذاتي، ولكن أعتقد أن من شروط النجاح العمل بشكل جماعي والتنظيم في أي مؤسسة كانت. أنا واحد من حزمة مجموعة. كنا في "العربي" سبعة أشخاص، واليوم وللأسباب الاقتصادية التي ذكرتها نحن أربعة أشخاص فقط في "حوار العرب"، غير أن هذا لا يعني التجويد، إذ يمكن أن أجوّد في المستقبل، ولكن الإجابة عن هذا السؤال هي العمل الجماعي.
عريف الحفل: سؤال من السيد محمد الوظاف، مؤرخ وأديب، يقول:
نرجو الإفادة عن عودة أرشيف مجلة العربي المباركة التي أدخلت الثقافة العربية لكل بيت، هل عاد أرشيفها حقاً من بغداد بعد أن نهبه نظام صدام من ضمن ما نهبه من ممتلكات الكويت؟
 
الأستاذ الدكتور محمد الرميحي: مع الأسف لم يعد الأرشيف، ولم يؤخذ أيضاً بشكل منظم، بعض الوثائق أُخذت بشكل منظّم، أيضاً ما هو موجود في المتحف الإسلامي أخذ بشكل منظّم وعاد بشكل منظم. في ديسمبر 1990 ويناير 1991م حصلت قضيتان في الكويت، الأولى هبوط درجة الحرارة كما يحدث دائماً في الشتاء، والقضية الثانية هي انقطاع الكهرباء، فقام الجنود العراقيون المساكين بتدفئة أنفسهم بأرشيف مجلة "العربي".
عريف الحفل: سؤال من الأستاذة سعاد عثمان (كاتبة):
بعدما أعطيتنا وأثريتنا فكرياً كثيراً، ماذا تتمنى أن تكون أو ماذا لم تكنه حتى الآن؟
الأستاذ الدكتور محمد الرميحي: ما هذا السؤال الصعب يا سيدتي؟ أنا لن أقول الكلمة التي تؤدي بي إلى السجن.
عريف الحفل: سؤال من الأخ أحمد عايل فقيهي يقول:
كيف يمكن تفسير الفجوة بين صانعي القرار والمفكر العربي وهل هناك أزمة فكر أم أزمة رؤية سياسية في الوطن العربي وما العلم؟
 
الأستاذ الدكتور محمد الرميحي: أعتقد أن لدينا تجربتين قد ذكرتهما بسرعة: تجربة إخواننا في السودان وتجربة إخواننا في العراق. في السودان حاولت الحكومات السودانية المتعاقبة في الثلاثين سنة الماضية على الأقل أن تهرب إلى الأمام، ولكنهم وجدوا في نهاية المطاف أنه لا مفر من قبول التعددية. ما يحدث في السودان الآن تجربة مهمة، وأرجو أن نقتنع جميعاً بأننا لا نستطيع أن ننفي الآخر. نفي الآخر وهم طال، فسوف يأتي الآخر لنفيك من جديد. الاعتراف بأن هناك تعددية في المجتمع والاعتراف بقيمة الإنسان والاعتراف بأنه يجب أن يكون هناك توافق في المجتمع لأن الثمن الذي دفعناه حتى الآن نتيجة عدم الاعتراف بالآخر في الوطن هو ثمن غالٍ جداً، وأنا أرجو وأتمنى ألا يمر أحد مجتمعاتنا على الأقل في الخليج بهذا النوع من الأثمان. دفع ثمن غالٍ في بعض المناطق العربية وفي بعض الدول المجاورة وهو ثمن لا يقدّر بقيمة.
عريف الحفل: سؤال من الدكتورة أميرة قشقري:
بعد هذه السنوات الطويلة من الكتابة وقراءة الواقع والمستقبل، هل وصلت أحياناً إلى اليأس، وأين تجد التفاؤل والأمل في الواقع العربي؟
 
الأستاذ الدكتور محمد الرميحي: أنا عندما ألتقي بطلابي وطالباتي في جامعة الكويت أشعر بالتفاؤل، هناك جيل واعٍ، وأعتقد أنه من الخطأ أن نقع في قضية التشاؤم لأنه لو فعلنا لسدت الأمور أمامنا. بالتأكيد هناك جيل جديد وبالتأكيد هناك وعي وهناك خطوات كثيرة تقام الآن. نحن عادة نذكر السلبيات وهذا جيد حتى نتجاوزها، ولكن هناك أيضاً إيجابيات في مجتمعاتنا العربية بشكل عام. لا بد أن نعترف بأنها موجودة والحمد لله.
عريف الحفل: الكاتب الصحفي الأخ أشرف السيد سالم يقول:
بينما تسود العالم توجهات الحرية والتعددية والحوار نجد عالمنا العربي مستهدفاً يستدرجه الإجرام المجنون نحو المزيد من الاستئصال والإقصاء والاستقطاب والقمع، والكويت رائدة الحرية الفكرية والتنوير الثقافي في المنطقة قدمت نموذجاً متحضراً للتعايش بين التيارات والأطياف يسعد كل مثقف عربي فهل ترون هذا النموذج مهدداً؟
 
الأستاذ الدكتور محمد الرميحي: هناك شيء اسمه السيرورة في علم الاجتماع وهو ألا تقف عند الإنجازات التي حققتها. فإذا وقفت يسبقك الآخرون. لذلك نقدي على الوضع في الكويت -وقد كتبته أكثر من مرة- هو أننا مع الأسف توقفنا في نفس المكان، بينما هناك مجتمعات تطوّرت أكثر، وربما تراجعنا في بعض الأوقات، وهذا حديث طويل، ولكنني أعتقد بأن هذا عمل يجب أن يتم بدأب وبسيرورة متسعة. فأي مجتمع يتوقف لينظر إلى الماضي، وأنا أشبهه بسائق السيارة الذي يقود السيارة وينظر فقط إلى المرآة العاكسة، لا بد أن يقوم بصدمة أمامه. لذلك علينا أن ننظر إلى الأمام كثيراً والمرآة العاكسة بين وقت وآخر.
عريف الحفل: سؤال من الدكتورة ليلى زعزوع:
كيف ترى وأنت أستاذ جامعي التعليم الجامعي خلال العشر سنوات القادمة في دول الخليج العربي؟
 
الأستاذ الدكتور محمد الرميحي: يجب أن نقوم بخطوتين مهمتين في التعليم الجامعي، ذلك أن التعليم الجامعي يعتمد على قضيتين وهما المعرفة والمهارات، إذا لم نقدم لطلابنا وطالباتنا معرفة ومهارات في نفس الوقت سوف نفتقد قيمة التعليم. ثانياً، لا بد أن يكون للجامعة مرجعية للتقييم أو التقويم، مرجعية لتقويم الأستاذ، مرجعية لتقويم المخرَج والمنتَج منها، ومرجعية أيضاً لتقويم النظام. وهذا الأمر لا يحصل في كثير من جامعاتنا العربية، وفي كثير من التخصصات. وأنا أرى أن هذا التقويم ينبغي أن يتم من خلال مؤسسات دولية معترف بها حتى نعرف على وجه اليقين أين موقعنا في هذا الأمر. وكل الدراسات التي دخلنا فيها في منافسة كعرب في إطار التعليم نجد أنفسنا في ما يسمى في الجدول أقل من الوسط أو قريب من نهاية الجدول. مع الأسف الشديد هذا هو الواقع.
عريف الحفل: الدكتور يوسف حسن العارف يقول:
ما هو الأثر الذي تركه المثقف والمفكر العربي في أمته التي لا تزال تجني الثمار تأخراً وتخلفاً وتقهقراً فلم نلحق بالأمم المتقدمة ولا بالركب العالمي، وأين يكمن الخلل في المثقف الكاتب أم في القارئ المتلقي؟
 
الأستاذ الدكتور محمد الرميحي: أرى أن الأسئلة بدأت تصعب. وأنا أفهم بأننا سوف نتناول العشاء بعد قليل. هذا واحد من الأسئلة الصعبة في الحقيقة، ولا أدعي المعرفة والقدرة على الإجابة عنه. لكن لدي اجتهاد إذا أردت سيدي الكريم، وهو أننا في مرحلة انتقالية شديدة العواصف، وإذا لم يُهيأ لنا من أولياء أمورنا ومن قادتنا الثقافيين هذا الرشد وهذا البعد سوف نصطدم بالتأكيد بما لا نريد. ذكرت موقف الـ G 8 أي الدول الثماني قبل أشهر قليلة وكانت هناك قائمة من المطالبات وهي مطالبات يعتقدون أنها يجب أن تتم في منطقتنا على رأسها الإصلاح الاقتصادي، ويعتقدون أن الإصلاح الاقتصادي سوف يشكّل طبقة وسطى مستقلة، بعد ذلك تطالب بالإصلاح السياسي. هذه وجهة نظرهم. تجربة العراق مهمة يجب أن نلحظها بعين مراقبة، إنما باختصار أنا أرى أن العواصف قد هبت علينا ويمكن أن تضرب في أي مكان. اليوم قتل الشهيد رئيس الوزراء. وقد قلت للسيد عبد المقصود منذ قليل وهو صديقه إني رأيت مجموعة من العاملين معه قبل أقل من شهر في بيروت وقلت لهم إني أعتقد أن هذا البلد مقبل على اضطرابات شديدة، والحديث يطول، ولكن ما حدث اليوم في لبنان موجَّه لنا كما هو ما حدث في 11 سبتمبر سنة 2001م كان موجهاً لنا.
عريف الحفل: سؤال من الدكتورة ليلى زعزوع:
ما هي مرئياتكم أو منظوركم في رؤاكم الفكرية والسياسية للخليج بعد ربع قرن من الآن؟
 
الأستاذ الدكتور محمد الرميحي: هذا سؤال أيضاً صعب. الخليج مرتبط بأسعار النفط. فلو قدّرنا أن أسعار النفط تدهورت لفترة طويلة ستكون بعض مدننا مثل مدن الملح، سوف نهجرها، هذه طبيعة الأمور. ولا أريد أن أقول إننا غير قادرين على الاستمرار. وقد ألّفت كتاباً عنونته بـ "الخليج ليس نفطاً" إنما وقتها كنا قادرين على الإنتاج من خلال البحر والزراعة إلى آخره، ولكن لدي شعور بأن الفرص الذهبية تفلت من أيدينا، لم نقم باستثمار حقيقي في المعرفة. وإذا أردنا أن نستمر على هذا المستوى من العيش لا بد أن نستثمر في المعرفة. لدي رقم قديم ولكني دائماً ما أستشهد به، وقد لا يعجب البعض: إسرائيل، هذه الدولة الصغيرة، صدّرت سنة 1999م -وهو رقم نُشر في مركز الدراسات الاستراتيجية بالأهرام، ليس رقمي أنا- صدّرت إلى العالم تقنية تكنولوجية وفي قلبها تكنولوجيا المعلومات بـ 72 مليار دولار، أكثر من دخل أكبر بلد عربي ثلاث أو أربع مرات. اشترت منها الهند والصين. هذه معرفة وعلم، فإذا لم ندخل نحن هذا المجال في حقيقة الأمر لن نستثمر استثماراً حقيقياً، وكل الأرقام التي اطلعت عليها في الاستثمار في المعرفة بشكل عام أرقام متواضعة جداً.
عريف الحفل: سؤال من الدكتور علي العمري يقول:
أنتم ومعكم بقية الكتّاب والمثقفين في الوطن العربي ممن يصنع الرأي العام، أيهما أحق بالتركيز والاهتمام في توجيه الرأي العام "الإنسان" كمحور في مسيرة الإصلاح والتطوير، أيهما أحق: الإنسان بحاجاته الأساسية وحقوقه أم تحقيق أهداف الأيديولوجية السياسية التي تعنى بها كتابات الكثيرين من مفكرينا وكتّابنا على مستوى الوطن العربي؟
 
الأستاذ الدكتور محمد الرميحي: في السنوات الأخيرة صدرت كتباً اسمها نهايات الإيديولوجيات، ونهاية التاريخ ونهاية الجغرافيا وبالتالي لم تعد هنالك أيديولوجيا مقنعة، إنما هنالك آليات، موضوع الديمقراطية آلية، والديمقراطية في الولايات المتحدة الأميركية تختلف عنها في بريطانيا تختلف عنها في السويد، إنما هذه الآليات نحن نحتاج إليها، كثير من الناس كتبوا حتمية الحل الاشتراكي وحتمية الحل الديمقراطي، أنا إلى الآن لدي قناعة إلى أن يغير أحد رأيي بأن هناك حتمية الحل الديمقراطي، الأيديولوجية لم تصبح مهمة إلى هذه الدرجة بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وهي مضادة للعلم، أن تؤمن بمجموعة من القضايا لا تتغير هو مضاد للعلم.
عريف الحفل: الأستاذ والأديب والكاتب حسين الغريبي يقول:
نشيد "أمجاد يا عرب أمجاد" قادنا إلى هزيمة مفزعة أسميناها "النكسة" وحين صاغت العقول النابهة نشيد "من ستمائة مليون من كل عشيرة ولون" توحدت الأمة وتحقق النصر، هل توافق سعادتكم على هذه النظرة التشاؤمية نحو الخطاب القومي؟ وكيف نفعّل إيجابياته لتدعيم الخطاب الإسلامي؟
 
الأستاذ الدكتور محمد الرميحي: أنا كتبت نقداً كثيراً عن الخطاب القومي، أنا أعتقد أن الخطاب القومي كما تبناه كثير من المفكرين العرب هو خطاب فاشستي ومنفر، لأنك بمجرد أن تعتقد أنك أفضل من الآخرين تكون قد وقعت في المشكلة، أي مجتمع يعتقد أنه أفضل من الآخرين يقع في مشكلة. نحن لم ندرس النكسة، وأنا أسميها "هزيمة" ولدي رأي ربما لا يعجب البعض وهو أننا انهزمنا أكثر من مرة، والفرق بيننا وبين اليابان أنهم اعترفوا بالهزيمة وبدءوا من جديد ونحن لم نعترف بالهزيمة وكلما دخلنا حرباً قلنا نحن انتصرنا في الحرب، مع الاعتذار لكل من يقول هذا الكلام فأنا لا أعتقد بصحته فالحرب هي حرب حضارية، إنما أنا من المؤمنين بأن في هذه الأمة مكوّن قومي لا يجب أن يسود وأن يطفح ولكنه أحد المكوّنات هو المكوّن الإسلامي وأنا من الداعين إلى ما يعرف اليوم بالإسلام الحضاري إنما ما نراه اليوم من تلبيس في الجماعات المتطرفة باللباس الإسلامي قلت أنا قبل قليل بأنه سياسة وله مصادره في أربعة أو خمسة كتب في كتاب "أبو الأعلى المودوي" من الناس الذين كتبوا في الصراع الكبير أيام الصراع البريطاني في الهند وظهور التجربة الباكستانية، ثم بعد ذلك كتب المرحوم سيد قطب ثم انتهينا بكتاب يسمى "الفريضة الغائبة" لعبد السلام فرج الذي حدث كما نعلم، هذه نتيفات من تراث واسع، واحد من أساتذتنا كان يقول اللعبة لعبة ابتزاز من النصوص ونحن نعرف عندما كنا في المدارس إذا قلت فويل للمصلين (الماعون:4) وكأنك تمنع الآخرين من الصلاة، ولا تكمل الذين هم عن صلاتهم ساهون (الماعون: 5) فالتراث واسع والاقتطاف منها بجهل يؤدي بنا إلى التهلكة.
عريف الحفل: الأخ غياث عبد الباقي يقول:
الوطن العربي من الماء إلى الماء ومن المغرب الشقيق إلى البحرين الشقيقة يمتلك عناصر القوة العديدة التي جاءت في مقالتكم القديمة التي يتحدث عنها معالي الدكتور سهيل قاضي، ومع توافر هذه العناصر للقوة "الوطن العربي والأمة العربية تعيش في هوان ويفرض عليها ما يفرض من الخارج" فما أسباب هذا الهوان وهذا الضعف وتلك المذلة؟
 
الأستاذ الدكتور محمد الرميحي: عملت مقابلة مع الأستاذ عمرو موسى منذ أشهر قليلة ونشرناها في مجلة "حوار العرب" وبعد أن انتهت وأغلقنا الميكروفونات، قال لي عمرو موسى أنا أتمنى من ربنا أن الرئيس جمال عبد الناصر يجيء مرة ثانية يحيى عشان نشوف العرب شكلهم إيه، حتى يبطلوا عروبة! فما أريد أن أقول إني مؤمن الآن بأن إصلاح الجزء أهم من إصلاح الكل، فإذا انتظرنا أن المغرب تصلح حتى نصلح أنفسنا وإذا انتظرنا أن الجزائر تصلح حتى نصلح أنفسنا أنا أعتقد هذا خطأ علينا أن نصلح الجزء ومن الجزء سوف يصلح المجموع، حتى الإصلاح الذي ذكر في الأشهر القليلة القادمة تحدثوا عن الإصلاح ثم ذهبوا إلى اجتماع العربية وقالوا نصلح الجامعة العربية، ماذا نصلح في الجامعة العربية!! فأنا أعتقد أن إصلاح الجزء أفضل من إصلاح الكل وهو متعذر.
عريف الحفل: الأستاذ عبد الحكيم خيران يقول:
يرى جورد سنتيني أن الثقافة تقع على طرفي نقيض، إن كانت رفيعة فهي قليلة الانتشار وإن كانت عامة فهي قليلة القيمة باعتباركم مثقفاً عربياً أين تموقعون الثقافة العربية، ولا سيما في ظل أزمة الكتاب وانحسار دور المثقف العربي.
 
الأستاذ الدكتور محمد الرميحي: صحيح أنا أتفق مع هذا القول إن الكتاب العربي قليل ومحاصر أيضاً نحن نتكلم في طبقة محدودة جداً من الناس، تقرير التنمية العربية يقول إن حوالي ثلاثمائة مليون من البشر من المحيط إلى الخليج نصف هذا العدد لا يقرأ ولا يكتب، ومقولة لأحد الناشرين اللبنانيين وهو أحد أصدقائنا يكتب على كل كتاب ينشره: بأن نصف الكتب التي تطبع لا تُشترى، ونصف الكتب التي تشتري لا تقرأ، ونصف الكتب التي تقرأ لا تفهم.
عريف الحفل: سعادة الأستاذ إحسان صالح طيب يقول:
ما هو أثر السياسات العربية على مسيرة النخب الاجتماعية والاقتصادية في الوطن العربي، وما رأيك في ما أشيع مؤخراً مقولة "التنمية" وهم صنعته منظمات الأمم المتحدة؟
 
الأستاذ الدكتور محمد الرميحي: أنا أحترم وجهات النظر المختلفة لكن التنمية ضرورة حياتية لنا جميعاً، والسياسات العربية نعرف أننا دخلنا في حروب باردة بيننا وبين بعضنا والمعروف أنه قتل من العرب في الحروب الأهلية أكثر بكثير مما قتل من العرب بأيدي الأعداء، خلال الثلاثين أو الأربعين سنة الماضية نحن دخلنا في كثير من المعضلات، وأنا أتمثل بهذه الفكرة بأنه لو صورنا الخلاف والاتفاق بين الدول العربية في شريط سينمائي وعملناها بعجالة لما تعرفنا أي يد تصافح الأخرى وأي يد تصفع الأخرى.
عريف الحفل: الأخ سالم الشهري يقول:
بالرغم من أن الإرهاب منبوذ ممقوت بجميع صوره إلا أن السؤال هل الإرهاب هو الذي ألب بعض الدول الكبرى على بعض الدول العربية والإسلامية أم أن لتلك الدول أهدافاً ومآرب أخرى اتخذت من قضايا الإرهاب وسائل لتحقيق تلك المآرب والأهداف.
 
الدكتور محمد الرميحي: لا أعرف إجابة دقيقة عن السؤال ولكن الغرب بصورة عامة سواء اتفقنا أم لم نتفق مع وجهة نظره، الغرب يريد قضيتين أساسيتين وسمعتها في كثير من المنتديات، يريد من منطقتنا تدفق النفط بأسعار السوق الدولية ويريد أمنهم هم، ويعتقد أن أمنهم لن يتحقق في إطار فشل التنمية لدينا وهو ما له مظاهر أحدها وأهمها الهجرة العربية وقدمت دراسة في إحدى الجامعات العربية الكبرى للطلاب الذين سينتهون من المرحلة التعليمية فكانت أول رغبة لهم هي الهجرة ونحن نعلم أن هنالك قوارب تسقط في البحر المتوسط ويموت الناس فيها، فالهجرة العربية إلى أوروبا الغربية قضية مرعبة وترعبهم، وسمعتم أيضاً عن أن مجموعة من القوانين في بلد مثل بريطانيا وفرنسا عن الحد من الهجرة. فهم يعتقدون أن فشل التنمية لدينا والفشل السياسي والاجتماعي هو الذي يسبب هذا الاحتقان الشديد الذي يجعل من هؤلاء المتطرفين يذهبون إليهم هناك ويقعدون في بلادهم، ونحن نعرف من الدراسات الاجتماعية أن حتى لو فئة قليلة من الناس في أي بلد تقوم بعمليات إرهابية تقعد المجتمع وتسبب احتقاناً كبيراً في المجتمع لهذا السبب هم يرون بأن تطوير مجتمعاتنا سياسياً واجتماعياً وثقافياً يقلّل من تلك الظاهرة ويقضي عليها..
عريف الحفل: الأخ مشعل الحارثي من مجلة اليمامة يقول:
هل توافقون على أن الاهتمام بالدراسات والبحوث التي تتناول قضايا التخلف والتنمية في العالم الإسلامي لم تحظ بالقدر الكافي من الدول الإسلامية في حين أن مراكز البحوث الغربية المهتمة بدراسة قضايا الأمة الإسلامية تسعى إلى بلورة مناهج للتنمية لا تعتني بالجوانب الروحية والفكرية والتاريخية للأمة الإسلامية وإنما تهدف إلى إسقاط الفكر الإسلامي وتصدير أفكارهم وتجاربهم إلى دول المنطقة.
 
الأستاذ الدكتور محمد الرميحي: أنا أعتقد بأننا في هذه الأمسية لم ندقق في المفاهيم عندما أتكلم عن العالم الإسلامي عن أي دولة نتكلم عن ماليزيا التي خطت خطوات متقدمة كما نعرف، وكان الدافع الرئيسي لتقدمها هو التعليم إنما هناك الكثير من الأسباب التي تدعو الغرب أن يقوم بدراستنا بشكل أفضل أولاً وفرة المال بالنسبة للمؤسسات، ثانياً علو سقف الحريات، فلو توافر لدينا المال فإن الحريات ستبقى لا تسمح بأن نقترب من الخطوط الحمراء لسبب سياسي أو اجتماعي أو ديني فلذلك نقصر نحن في هذا العلم بشكل عام في هذه المنطقة أنا قرأت دراسة لأحد الأساتذة الباكستانيين في الفترة الأخيرة بأن العالم الإسلامي يخصص مبلغاً ضئيلاً جداً من المال للبحث العلمي وهذه واحدة من المشكلات دولنا العربية بشكل عام لم تصل إلى فهم عام بأهمية البحث العلمي في حياتنا الذي يقلّل الكثير من المشكلات ما زلنا نتناول الأمر بطريقة إن غداً لناظره لقريب.
عريف الحفل: الأخ عبد الرزاق الغامدي يقول:
كنا ننتظر مقالاتك في مجلة العربي على أحر من الجمر ليتك تستمر في مجلة حوار العرب بنفس الجرأة، سؤالي ماذا ترى في المناهج الدراسية اليوم هل هي مناسبة للعصر، أم تحتاج إلى إعادة نظر..
 
الدكتور محمد الرميحي: لمست جرحاً ونحن الليلة ليلة مصارحة، أنا عندما توليت مسؤولية العربي وأعتقد أنني يجب أن أقول هنا كلاماً واضحاً، أنا لم يتحدث معي خلال السبعة عشر عاماً التي قضيتها في مجلة العربي أي أحد من المسؤولين الكويتيين عن ما أنشره أو ما لم أنشره، وهذه قضية يجب النظر إليها، ولكنني كنت أيضاً كنت أراقب الأمر مني أنا.. ثانياً: عندما جئت إلى مجلة العربي كتبت كان رئيس التحرير المرحوم أحمد زكي رئيس التحرير الثاني المرحوم أحمد بهاء الدين وأنا كنت رئيس التحرير الثالث وعندما تحوّل التحرير إلى زميل ثالث شطب الثلاثة أسماء الأولى، هذا على طريقة ما درسناه عن الفراعنة، كلما أتى فرعون شطب أسماء الفراعنة قبله، ووضع اسمه فقط، ففي ظاهرة عربية مع الأسف لا تعترف بالآخر، لذلك أقول رداً على السؤال لو طلب مني أن أكتب لكتبت ولكن لم يطلب مني!
عريف الحفل: المهندس عبد العزيز الكريدا رئيس مجموعة الأرقم للاستشارات يقول:
العمل الإرهابي يمر ببساطة بمرحلتين هما التخطيط والتنفيذ، طبعاً من يقوم بالتخطيط هم أصحاب الرؤى والفكر والتجربة والخبرة الكبيرة، بينما من يقوم بالتنفيذ هم أبناؤنا وفلذات أكبادنا، ثروتنا وأملنا ورجال المستقبل، هم شريحة من الشباب ممن تتراوح أعمارهم بين 17 - 27 سنة وهؤلاء أغلبهم في المرحلة الجامعية، ماذا تعتقد على الجامعات والكليات وكذا باقي المؤسسات الاجتماعية عمله لاستيعاب هذه الشريحة؟
 
الأستاذ الدكتور محمد الرميحي: أشكرك على هذا السؤال ولكني أعتقد أن الدوائر ليست اثنتين فقط ولكنهم ثلاث أيضاً فهنالك الممولون والمخططون والمتعاطفون، في جو عام يرفض هذه المجموعات، ما أنصح به هو أن نقرأ جميعاً إذا توافر لنا الوقت كتاب الأخ الكريم منتصر الزيات الذي صدر مؤخراً في القاهرة حول الجماعات الإسلامية وكيف يكون التنظيم وبأي طريق وكيف يعزل هذا الشاب عن محيطه إلى درجة أنه ينفي والده ووالدته وأنا لا أعتقد أن التطرف سوف يذهب قريباً من مجتمعنا إلا بحلول موازية حلول اقتصادية وسياسية.
عريف الحفل: السائل الدكتور محمد نديم كاتب وناقد يقول:
ما هو تقييمكم للتجربة الديمقراطية في الكويت؟
 
الأستاذ الدكتور محمد الرميحي: التجربة الديمقراطية ناقصة ما زالت المرأة لم تمكن, وهناك مشاكل في الدوائر الانتخابية يطول بحثها لكن أنا كتبت ونشرت على العلن نقدي للتجربة ومع الأسف الشديد لم تتطور هناك ضغوط من المجتمع المدني في الكويت ولكنها تحتاج إلى تطوير مع الاعتذار لصديقي القنصل الكويتي هنا..
عريف الحفل: الأستاذ أشرف السيد سالم أشرف طالب علوم سياسية يقول:
تم مؤخراً تصنيف أفضل 500 جامعة في العالم ولا توجد بينها جامعة عربية ولا إسلامية واحدة نرجو التعليق..
 
الأستاذ الدكتور محمد الرميحي: أنا ذكرت الرد على زميلتنا قبل قليل وقلت ليس لدينا مرجعية في تقييم وتقويم الجامعات وهذه قضية يعرفها المختصون، الآن في البلدان المتقدمة أولاً الأب أو الأم تريد أن تدخل ابنها الجامعة تسأل عن تقويم وتقييم الجامعة، ليس لدينا مرجعية بهذا الأمر نحن نبني جامعات ثم نخرّج من نخرّج وندفع بهم إلى العمل الحكومي وتصبح هنالك بطالة مقنعة أو بطالة سافرة، التعليم مفتاح مهم وأساسي وكل المصلحين العرب تحدثوا عنه من مالك بن نبي إلى الكثيرين ومع ذلك فموضوع التعليم ليس هماً اجتماعياً حتى الآن.
عريف الحفل: السؤال الأخير من الأخ محمد بن ساند يقول:
من استشارك للمستقبل هل أنت متفائل لما بعد هذه العواصف أرجو إعطاءنا استقراءك للمستقبل وما دورنا في تحسين هذا المستقبل..
 
الأستاذ الدكتور محمد الرميحي: الإشكالية التي أواجهها ويواجهها أمثالي بأن هناك الكثير من القضايا لا يستطيع أحدنا أن يتحدث عنها الآن ولكني أقول إن الأمور تتغير على الأقل في منطقتنا كما رصدتها أنا، وذكرت قصة وجودي في طهران وما حدث بعد 12 شهراً من ذلك اليوم، وأعتقد إذا لم نقم بخطوات ربما يحدث لنا مثل ما حدث في ذلك البلد القريب، ولكنني أعتقد أننا علينا أن نتقدم بالحلول وأن نسرع فيها، في الخليج اليوم في تجارب وذكرت أنني سأنشر حول تجربة الانتخابات في الرياض وقلت بأننا شاهدنا صناديق الانتخاب في الكويت وفي قطر وفي عمان وفي البحرين ولكن صناديق الانتخاب في الرياض وفي المملكة السعودية لها طعم آخر بأن هذا البلد إذا حدث فيه هذا التطور الذي أرجوه محباً وصادقاً بالتأكيد سوف تقدم تجربة جميلة ومتميزة وأرجو أن نعاون أهل الحكمة والرأي في هذا البلد ونقوم بتلك الخطوة بتؤدة وبثبات..
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :620  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 77 من 235
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

زمن لصباح القلب

[( شعر ): 1998]

أحاسيس اللظى

[الجزء الثاني: تداعيات الغزو العراقي الغادر: 1990]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج