شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن سلمان بن عبد العزيز ))
بسم الله الرحمن الرحيم، في الواقع جاءني اتصال يوم أمس من أحـد صحفيي جريدة عكـاظ -وهي كالعادة سبّاقة للأخبار، وتحب أن تنقل أخبارك للآخرين- وسألني عن موضوع حديثك، وما هي الموضوعات أو الأفكار التي تريد أن تطرحها. وقد فاجأني هذا السؤال، إذ لم يكن لدي أي تصور لأي موضوع أريد طرحه أو التحدث فيه لأني في الواقع لما شرفني الشيخ عبد المقصود بهذه الدعوة وأبو محمد سعيد صديق للوالد وبالتالي أعتبره في مقام الوالد، وشعرت أني آت إلى بيتي وذويّي وأهلي، فلم يكن ببالي أي موضوع محدّد للنقاش، وفضلت أن أستمع إلى ما سيطرح وأحاول أن أجيب بقدر الإمكان. وأنا سعيد جداً بفكرة "الاثنينية" لأن فكرتها امتداد لثورة معروفة في كثير من المدن العربية وهي الصالون الأدبي، وقبل فترة اتصل بي رئيس تحرير جريدة الشرق الأوسط، وأخبرني بأن لديه أفكاراً لتغيير بعض الكتّاب وتطوير بعض الأمور، فسوف أبدأ بالاتصال ببعض الكتّاب، وطرح فكرة استكتاب الكاتب الكبير أنيس منصور في جريدة الشرق الأوسط ككاتب عمود يومي. للمعرفة فقط، نحن كإدارة في المجموعة نعطي خطوطاً عريضة لسياسة التحرير سواء في النواحي السياسية أو الأخلاقية أو الثقافية، وطبعاً نفرض قيوداً مالية عليهم، ولكن لا نتدخل في تفاصيل التحرير من يكتب ومن يستكتب ومن يلغى، فهذه الأمور خاضعة لتقدير رئيس التحرير لأنه في النهاية هو المسؤول عن أداء المطبوعة، والمبدأ المعروف أنه لا بد أن تتساوى المسؤولية بالصلاحيات. لا يمكن أن أسحب صلاحيات من شخص وأطالبه بعمل. فإذا أردته أن يكون مسؤولاً عن هذا العمل، فلا بد أن أعطيه صلاحية توازي هذه المسؤولية. فعلى بركة الله أنتم أدرى بهذا الشأن، وأكيد أن الأستاذ أنيس اسم كبير ومعروف، ولكني شخصياً لا أقرأ لأنيس منصور وما نشأت في جيل كان يتابع بعض الكتّاب العرب. فجيلنا في الواقع قد نما على متابعة الصحف السعودية، لم نكن نتابع الإعلام المصري أو اللبناني، عكس الستينات والسبعينات (من القرن الماضي) حيث كان الجميع شغوفاً ومهتماً بما يكتب في الصحافة المصرية واللبنانية، وأعتقد أيضاً أنه في السبعينات كان الكثير من السعوديين مهتمين بما يكتب في الصحافة الكويتية. وفي الفترة التي بدأت أقرأ فيها في سن الخامسة عشرة أو السادسة عشرة، كنت أقرأ فقط الشرق الأوسط كصحيفة دولية والصحف السعودية الأخرى، فلا أعرف أنيس منصور، وكنت أحب أن أعرف عنه أكثر لأنه سوف يكون الآن كاتباً يومياً في الشرق الأوسط. فقيل لي إن أحسن كتاب لأنيس منصور هو "في صالون العقاد كانت لنا أيام"، فبحثت عن الكتاب لكني وجدت أنه نفد. وبالصدفة زميلنا الأخ مشاري الذايدي المتواجد معنا اليوم كان في الكويت. وهناك يمكن أن نجد مكتبات تتوافر فيها كتب نفدت من السوق السعودية. فاتصلت بالأخ مشاري وطلبت منه إن أسعفه وقته أن يبحث لي عن هذا الكتاب. وبالفعل أحضر لي الكتاب فبدأت أقرأ الأجزاء الأولى، والواقع أنه شدني وصف أنيس منصور لعباس محمود العقاد. وصفه بأنه كان يدخل الصالون "بالبيجامة" و "الشبشب" ومرتدياً الروب والطاقية، فأنا لما جئت اليوم أتمنى ألا يجيئنا أبو سعيد لابساً مثل عباس محمود العقاد (يضحك). فوجدت أبو سعيد بأناقته المعهودة وشبابه الدائم كالعادة، ولكن وجدت في هذه الأمسية وهذه الاثنينية ما يجسد هذا التقليد العربي الذي كاد ينقرض ولكن نجده الآن متمثلاً في أبهى صوره في بيت الشيخ عبد المقصود. فله ألف شكر، وأتمنى إن شاء الله أن أشارك مستقبلاً في هذه الأمسية كمتحدث أو معقب أو حتى كأحد الحضور بدون دعوة. في الواقع أترك المجال لأي أسئلة أو استفسارات قبل أن أحدد موضوعاً بعينه.
سعادة الشيخ عبد المقصود خوجه: نحن عادة نحب من الضيف أن يحدثنا عن مشوار حياته أو على الأقل يعطينا الطرح الذي يتمنى أن يقدمه من خلال العمل الذي يتبوأه. فنرجو من سموّك في دقائق في الوقت الذي تراه وبالشكل الذي تراه إذا رأيت ذلك مناسباً أن تعطونا فكرة للطرح الذي تفكرون فيه بالنسبة لهذا الجهاز الإعلامي الكبير الذي يصدر هذه الإصدارات القيّمة التي تعتبر أكبر الإصدارات في عالمنا العربي.
صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن سلمان: نعم. في الواقع علاقتي مع الصحافة بدأت وأنا في المتوسطة بحديث صحفي وحيد، وكانت هناك مجلة سنوية للمدرسة فطُلب مني أن أجري حواراً مع معالي الدكتور محمد عبده يماني عندما كان وزيراً للإعلام، وذهبت إلى مكتب الدكتور محمد، كان كريماً كعادته، وأعطاني أكثر من ساعة مع أني كنت طفلاً صغيراً لا يتجاوز الرابعة عشرة، وعدت بالحديث وكان حديثاً فاشلاً جداً لدرجة أنه لم ينشر ولم أكلف بأي أعمال لمجلة المدرسة، فانتهت علاقتي بالصحافة منذ تلك الفترة. ولم أفكر قطّ في العودة لها ولم يتجاوز اهتمامي الصحفي قراءة الصحف قراءة عامة، وكنت أقرأ قدر الإمكان المقالات وصفحات الرأي وليس الأخبار. لم تكن تشدني الأخبار، كانت تشدني أكثر المقالات الصحفية، ولكن كان لي أصدقاء كثيرون يعملون في المجال الصحفي سواء في لندن أو في الرياض أو في جدة. عندما ذهبت إلى الدراسة ما بعد البكالوريوس العليا كنت في بريطانيا، وكنت أعمل بحث الدكتوراه، اتصل بي المغفور له أخي الأمير أحمد وطلب مني أن أبدأ في العمل معه بالمجموعة السعودية في لندن وقال لي طالما أنت موجود في لندن لماذا لا تعمل على الأقل يوماً أو يومين في الأسبوع يتسنى لك فهم العمل وتساعدني فيه قليلاً. ولكن في الحقيقة لم يستهوني هذا العمل قطّ أولاً، وثانياً اعتذرت لسبب آخر وهو أنني كنت فعلاً حريصاً أن أنهي أطروحة الدكتوراه في الوقت المحدد لا أتأخر أكثر من اللزوم، وأعتقد أن الانشغال بعمل آخر سوف يطيل الفترة الدراسية. السبب الثالث الذي لم أخبره به -رحمة الله عليه- وهو أني لا أحب أن أعمل عملاً يومياً مع شخص أحبه وأعتبره صديقاً قريباً جداً أكثر من الآخرين فاعتذرت لأن الاحتكاك اليومي دائماً ما يولّد مشكلات، وأنا أحب أن أبتعد قدر الإمكان عن العمل مع شخص كلما زادت محبته حاولت أن أبتعد عنه في العمل اليومي. فقبل هذا العذر، كان توجهي أكاديمياً فعلاً. مثلاً الأخ زهير ذكّرني بأشياء وبأفكار كنت أقولها، كلام نسيته ربما الآن تغيرت من ذلك الوقت. فكان اهتمامي منصباً على العمل الأكاديمي، ثم عدت إلى الرياض ومارست العمل كأستاذ مساعد في قسم العلوم السياسية. طلب مني الأمير أحمد -رحمه الله- مرة ثانية أن أعمل معه في المجموعة ما دامت في الرياض فليس هناك عذر. واعتذرت ولم يكن أمامي في الواقع إلا سبب وحيد وهو أني لا أحب العمل مع شخص قريب مني جداً. شاءت الأقدار أن يتوفى الأمير أحمد -رحمه الله- وطلب مني الإخوان في مجلس إدارة المجموعة السعودية أن أتولى هذه المهمة وتشرفت بهذا الطلب ولبيته على الفور، وأذكر أنه قبل أيام من تعييني رسمياً في المجموعة السعودية في هذا المنصب، التقيت عند الوالد بالدكتور غازي القصيبي، وعرّفه بالموضوع، وكان الدكتور غازي في ذلك اليوم يؤدي القسم لتوليه منصب وزير المياه فاجأني الدكتور غازي بقوله: أنت تفهم في الصحافة مثلما أنا أفهم في المياه. كان هذا وصفاً دقيقاً من الدكتور غازي المعروف بتواضعه لأنه يتمتع بمهارة وقدرة إدارية قديمة لا يمكن أن أشبه نفسي به أبداً، ولكن كان فعلاً عملاً جديداً ونمطاً مختلفاً جداً في التفكير الذي لا بد أن أتأقلم معه. كانت المهمة أكثر سهولة مما تخيلت، فقد توقعت أن أصادف صعوبة كبرى، لكن وجدت المهمة سهلة لسببين: أولاً وجود مجلس إدارة قوي جداً، ومساعد لأي شخص يوضع في هذا المكان، وهو خليط من أهل الخبرة في المجال المهني، وأهل الخبرة والدراية في المجال المالي والإداري، فعلى الفور شكلنا لجنة تنفيذية لمجلس الإدارة لتعمل بشكل مستمر، لأن من الصعوبة بمكان أن يجتمع مجلس الإدارة مرة أو مرتين في الشهر، فكان المجلس يخول صلاحيات للجنة التنفيذية لتؤدي هذه المهمة على الأقل لمدة سنة، فكانت هناك إدارة جماعية للمجموعة في تلك الفترة، فلم أكن أود أن أصدر قرارات لا أدرك أبعادها، فانضم إلى المجلس السيد محمد علي حافظ، الصديق العزيز الذي نعتز بجهوده هو وأخيه الأخ هشام في بناء هذا الصرح، والأخ عبد الله باحمدان الموجود معنا هنا، والأخ عبد الرحمن الرويثة أيضاً نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة دلّة البركة، بالإضافة إلى الأخ سعد الحريري. وكانوا خير عون في تلك الفترة أي في البداية ووجدت منهم كل المساعدة ولم أستغرق وقتاً كبيراً في اتخاذ إجراءات أعتقد أنها وضعت المجموعة السعودية على المسار الصحيح، وإن شاء الله سوف يتم طرح بعض أسهمها وإدراجها في سوق المال لتكون شركة مساهمة عامة في وقت قريب.
 
عريف الحفل: قبل أن نبدأ في طرح الأسئلة على سموّك الكريم، نشير إلى أنه وردتنا مداخلة من الأستاذ سهم الدعجاني مدير مركز حمد الجاسر الثقافي بالرياض، عنونها بـ "نعم بيت الصحافة".
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :917  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 63 من 235
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.