شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة معالي الدكتور محمد عبده يماني ))
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم، ونصلي ونسلم على سيدنا محمد خير من تعلم وأصدق من علم عن الله عزّ وجلّ. وبعد:
فأقدم اعتذاري لوصولي متأخراً فقد كنت في اجتماع اضطررت للخروج منه ووعدتهم بالعودة، وهو اجتماع جمعية أصدقاء القلب الخيرية لعلاج مرض القلب فأرجو المعذرة، وأرجو المعذرة من أخي الصديق الأستاذ عبد المقصود خوجه وأخي معالي الدكتور الأستاذ ناصر الصالح، وأنا إنما حضرت الليلة لأرحب به، وفي الوقت نفسه لأشارك في تكريم هذا الرجل الذي يجلس على نفس الكرسي الذي جلست عليه في يوم من الأيام.
وكانت لي قصة عجيبة يوم كنت مديراً للجامعة وكنت مدير جامعة أم القرى ولم تكن جامعة بعد وإنما كانت فرعاً لجامعة الملك عبد العزيز، وفي أول يوم طُلب مني أن أذهب، ذهبت إلى هناك وجلست على مكتبي الذي يجلس عليه أخي الدكتور ناصر اليوم وكان معي أحد الحضور الآن وهو معالي الأخ الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان، والأخ الدكتور عبد العزيز خوجه. ولاحظ ارتباكي في اللحظات الأولى وسألني عبد العزيز خوجه لماذا يبدو عليك الارتباك قلت يا صديقي هذا مركز خطير وليس بالمركز السهل وهنا في مكة المكرمة قلت له إن العلماء كانوا إذا قاموا بإدارة الحلقات في مكة المكرمة في المسجد الحرام أو ما حوله من مساجد, لا يجلس الفرد منهم حتى يتوضأ احتراماً للعلم بهذا المكان فكيف لي وأنا أقوم برعاية ورئاسة هذه الجامعة والمسؤولية عظيمة بلا شك، ذلك أن إدارة جامعة أم القرى تختلف عن إدارة أي جامعة أخرى خصوصاً أنها في أم القرى في بلد إسلامي، هذا البلد الطيب الطاهر، من هذا المكان الذي شعّ فيه نور الإسلام هنا، وفي هذا المكان أراد الله أن يولد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وأن يدعو إلى الله على بصيرة من هذا المكان.
فهذا الحرم الآمن ليس بمكان عادي وهذا ارتباكي يا أخي، وكان الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان يرأس كلية الشريعة، والدكتور عبد العزيز خوجه يرأس كلية التربية، وكانت هذه الكلية كلية الشريعة نواة لأول تعليم جامعي في المملكة بل في الجزيرة العربية بكاملها، سبقنا أيَّ كلية في الخليج، أو في اليمن، أو في شمال الجزيرة وعرضها، فقد بدأت كلية الشريعة كنواة جامعية، ولهذا فرحت برئاسة الدكتور ناصر لما عرفت عنه من تواضع وحسن إدارة ووفاء للرجال والنسوة الذين يعملون معه، وهذه اللحظات التي أشارك فيها في تكريمه تذكرني الهيبة التي شعرت بها وأنا أنظر من مكاني في الجامعة إلى غار حراء هذا الجبل الذي تنزلت فيه وعلى رسوله الآيات الأولى. هذه الآيات إقرأ، اقرأ باسم ربك الذي خلق (العلق: 1). هذه الآيات تأخذ بيد الأمة بأن التعليم هو الطريق لهذه الأمة, أي أن التعليم هو الطريق، التعليم أساس لحياة هذه الأمة، فكيف بمن يرأس جامعة كهذه ويتحسب لأبعاد هذه المسؤولية، وقد كرمني الله مرة أخرى بأن أعلن أنا في مكة بإنشاء جامعة أم القرى يوم طلب مني الملك خالد رحمه الله أن أقوم بإعلان هذه الجامعة بعد أن أقترح منهم صفوة من أهل مكة ومنهم الأستاذ الشاعر علي أبو العلا ـ فقمت إلى المنصّة مرة أخرى أنظر إلى الملك خالد والذي قال قم فأعلن أننا نريد أن ننشئ جامعة في أم القرى وأن نضيف إليها كليات وتضم الكليات، وفرحت بهذا الأمر فقد كان شرف عظيم لي أن أشارك في هذا اللقاء، ولهذا يا دكتور عندما أرحب بك في هذه الليلة أتذكر الرجال، الذين وقفوا معنا أولئك الصفوة، ممن حضروا معنا الليلة أمثال أخي الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان، أو الدكتور عبد العزيز خوجه، الذي هاتفني يرجو أن أسوق تحياته وسلامه لهذا المجلس، أو تلك المجموعة من السيدات اللاتي ساهمن معنا منذ اللحظات الأولى في صمت وصبر وصدق وإيمان مثال السيدة نجلاء الشيبي، والسيدة فائقة بدر، والسيدة إصلاح. ومجموعة منهن قدن حركة تعليم المرأة في الكليات الموجودة في القسم النسائي.
هنا نشعر بأن البدايات طيبة وصادقة، وفق الله هذه المسيرة حتى وصلت إلى ما وصلت إليه هذا اليوم، ولهذا يا دكتور نرحب بك ونخبرك بأننا على استعداد لأن نكون معك ونسأل الله أن يعينك على حمل هذا العبء الثقيل وأنت ترأس جامعة أم القرى في مكة المكرمة والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
عريف الحفل: أحيل الميكرفون إلى سعادة الدكتورة في جامعة الملك عبد العزيز الدكتورة ليلى زعزوع.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :706  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 27 من 235
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.