شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الدكتور عبد المحسن القحطاني ))
بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد..
فما عسايَ أن أقوله بعد كلماتٍ أو كلمتين استمعتم إليها.. وهي طويلة جاءت على كثير من حياة الدكتور نور الدين صمود المحتفى به، أقول لكم أيها الأخوة والأخوات.. إن الدكتور نور الدين صمود أديب طلَُعي وعصامي ألمعي، من الذين يجثون على الركب ويلازمون الشيخ، وتلك العصامية رأيتموها أيها الأخوة الأكارم من سيرته الذاتية، فظل يتلقف وأقول يتلقف العلم في كل مشاربه ولم يكتف بمنزلة من منازله، وها هو بعد أن شارف على الستين عاماً ينال شهادة الدكتوراه، أليست هذه عصامية؟ وقد قرأته قبل ثلاثين عاماً حينما كان مهموماً بالإيقاع وموسيقى الشعر، وصدقوني أنني قرأته ناقداً بعشرين سنة قبل أن أسمعه شاعراً، ولا أعرف سبب ذلك ولكنني سآتي على مواقف أو مفاصل في حياته، فالمفصل الأول: هو اهتمامه بالإيقاع الشعري الموسيقي ومحاولة تبسيطه للناشئة، ظل يأتي بأمثلة جديدة يفقهها ويعرفها الشباب، ولكنه لم يكتفِ بذلك بل أورد محاولات تجديدية للشعر، وأخذ يحاكمها ويناقشها وليس أدل على ذلك من أنه قد تصدى لمقولة قالت بها نازك الملائكة والدكتور عبده بدوي حينما قالت قصيدة في بنت عبده بدوي ثم أرجعهم إلى شعر قيل على هذا النمط؛ لأنهما كانا يظنان أن ذلك وزنٌ جديد، وإذا به يتولى صفي الدين الحِلِّي وقد تمنيت عليه أن يفعل ما فعله مع نازك الملائكة وعبده بدوي.. إذ أن قصيدة صفي الدين الحلي من بحر الرجز، ولعله يعود إلى ذلك؛ لأن الخليل بن أحمد الفراهيدي كما تعرفون عقلية رياضية فذة حينما وضع الدوائر وضع ما لم يُقَل، ووضع بحوراً مهملة، قال للشعراء قولوا عليها شعراً إذا أردتم.. فهي مساحات موسيقية تتيح ذلك.
أما الموقف الثاني أو المفصل الثاني في حياته فهو: تصديه للنقد، وقد عقد حواراً جميلاً بين الشاعر والناقد، وافتتحها بمقولة البحتري الذي قال: "لا يعرف الشعر إلا من دفع إلى مضايقه"، ثم لم يكتفِ بقول شاعر، بل أورد قولاً للجاحظ، وكما تعرفون جميعاً أن الجاحظ قال: طلبت علم الشعر عند الأصمعي فلم أجد إلا غريباً، ورجعت إلى الأخفش فلم أجده يحسن إلا الإعراب، ثم طفقت - واسمحوا لي في العبارة إذا تغيرت لكنها الفكرة لأن النص ليس موجوداً معي- ثم طفقت لأبي عبيدة فلم أجده يعرف إلا الأخبار والرواة، ولكني وجدت معرفة الشعر عند الكُتَّاب كالحسن بن وهب ومحمد بن عبد الملك الزيات، ثم عَلَّق تعليقاً جميلاً في الهامش وتمنيت أن يكون في المتن، حينما قال: إن هؤلاء علماء جديرون باختصاصاتهم الضيقة، إذاً هذا هو المفصل الثاني الذي عقده بين النقد وبين الشعر، ثم جاء إلى هاجس ظل يسيطر على الأمة العربية في قرونها المتأخرة وهي الزخارف العربية، ويقصد به الزخرفة اللفظية، لأنهم بدءوا يضعون أشكالاً هندسية للشعر يقرأ طردياً أو عكسياً أو من اليمين، أو من الشمال، ثم أورد بيتاً:
مودته تدوم لكل هولٍ
وهل كلّّ مودته تدوم
 
بحيث أنه قال يقرأ طرداً وعكساً، وهذه زخرفة، لعب، ألفاظ، أكثر من كونها إبداعاً شعرياً، ولكنه ظل مهموما بهذا الهاجس.. بهاجس الإيقاع، حتى أنه طالب أن يُدرَّس الإيقاع الشعري في معهد الفنون الجميلة، قلت هذه الكُليمات احتفاءً بالدكتور نور الدين صمود الذي عرفته فعلاً قبل عشرين عاماً، وربما أن تكون المصادفة أنني ومع الأستاذ عباس غزاوي عرفناه في سنة واحدة، لكن الفرق أنه رحل.. أتى إلينا أما الأستاذ عباس فقد رحل إليه.. ودمتم سالمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
عريف الحفل: وللشاعر حمزة إبراهيم فودة كلمة بهذه المناسبة.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :553  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 173 من 197
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء العاشر - شهادات الضيوف والمحبين: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج