الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

> > > > كلمة سعادة الأستاذ الدكتور محمود حسن زيني.

(( كلمة سعادة الأستاذ الدكتور محمود حسن زيني ))

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين والمرسلين سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد ابن عبد الله وعلى آله الطيبين وعلى صحابته الغر الميامين.

أيها الأخوة والأخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وبعد..

في هذه الأمسية الطيبة المباركة التي نحتفي فيها مع رائد الاثنينية الشيخ عبد المقصود خوجه بِعَلَمٍ من أعلام المسلمين، هو أنموذج رائع فريد في عصرنا الحاضر الذي تقلب في ظروف صعبة ونحت وبحث عن العلم بأظافره، معالي الأستاذ الدكتور عبد الحليم سويدان ما كان لي أن أقول ما ليس لي به علم بعلمك الكبير، وأنت أستاذ عظيم في علم الحيوان والطب البيطري والنبات، هذا العَلَم يجرنا إلى أو يستحثنا أن نتذكر علماء المسلمين الأوائل الذين كانوا لا يعرفون التخصص بل ينطلقون في العِلْمِ في شتى الجوانب، علم الحيوان (زيولوجي) علم حديث عرفه الغرب، لكن العرب والمسلمين عرفوه منذ مئات السنين، بل إن شعراء العربية عرفوا هذا العلم وألَّفوا فيه، علم الحيوان من منا لا يذكر الطرفة ابن العبد هذا الذي خلَّفَ لنا في معلقته أو في سِمطه وأُفَضِّل هذا علماً غزيراً في علم الحيوان، فلقد شَرَّحَ الناقة ووقف عند كل جزيئة فيها، وأعطانا صورة صادقة عن الشعراء العلماء، وكذلك كان لبيد وكذلك كان غيره، وعلم الحيوان الذي استحدث في الجامعات الغربية شقَّ المسلمون والعرب طريقهم فيه وأسسوا لغيرهم فيه.

والمقدرة اللغوية الهائلة عند علَمِنا الذي نحتفي به معالي الأستاذ الدكتور عبد الحليم سويدان مكنته في أن يتنقل بين هذه العلوم بين علم الحيوان الخاص وبين الطب البيطري ثم إلى النبات، وعرفتم من سيرته رحلته الطويلة في هذه العقود التسعة التي نفخر بها، ونهنئه ونبارك له، ونسأل الله أن يمد في عمره ليكون منبراً ومناراً لشبابنا يهتدون بهديه.

أتمنى - وهذه مداخلة مني له - أنه بعلمه الغزير في علم الحيوان أن يربط بين هذا العلم الحديث وبين الموروثات العربية، لأن عالِماً آخر في جامعة أم درمان متخصص في علم الحيوان، لكنه ألَّف كتابين عن الحيوان من الشعر العربي وربط العلمين معاً ليبين تراث العرب والمسلمين في هذا المضمار، وأتمنى على هذا العلم الكبير وهو العضو البارز في مجمع اللغة العربية بدمشق الفيحاء أن يُنشئ من الباحثين في المجمع وفي الجامعة، وقد أنشأ قسم الحيوان في جامعة دمشق أن ينشئ فريقاًً من هؤلاء يربطون بين العلوم الحديثة وبين تراث العرب، لأن الدكتور حسن مصطفى حسن أستاذ في هذا المجال أخرج كتابين وما زلنا بحاجة ماسة لنُعرِّفَ هذا الجيل عن مكنونات التراث الشعري العربي العريق الذي نقرأ فيه، ونظن أن الشعراء كانوا ممن انطبقت عليهم الآية الكريمة والشُّعراءُ يَتَّبِعُهُمُ الغَاوُونَ (الشعراء, الآية: 224) لكن كان فيهم من هم علماء سجلوا لنا ورسموا لنا طبيعة الجزيرة العربية بجبالها وحيوانها ونباتها حتى إن المقدسي في القرن السابع الهجري ألَّفَ كتاباً في هذا عن النبات والحيوان والجماد، وهي مخطوطة أشرفتُ في جامعة "أم القرى" على تحقيقها وقد ربطها بالشعر العربي القديم، أكرر تهنئتي وفرحتي معكم في احتفائنا بهذا العلم والأنموذج البارز من علماء المسلمين بارك الله فيه وفي جهوده وشكر الله لكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عريف الحفل: السادة والسيدات الحقيقة وردت إلى إدارة الاثنينية رسالتان أو كلمتان لصديقين فاضلين لمعالي ضيفنا، الأولى من الأستاذ العميد محمد وليد الجلاد من هيئة الموسوعة العربية بدمشق، ويتحدث فيها عن عبد الحليم سويدان يوم كان رئيساً لقسم العلوم التطبيقية في هيئة الموسوعة العربية بدمشق.

الشيخ عبد المقصود خوجه: لي مداخلة صغيرة، الحقيقة الكلمات طويلة وكل التقدير وبالاتفاق مع ضيفنا الكبير نجتزئ هاتين الكلمتين، واعداً كالمتبع أن ننشرها بالكامل في فاعليات الاثنينية إن شاء الله.