شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( الحوار مع المحتفى به ))
عريف الحفل: السادة والسيدات، نبدأ بقراءة الأسئلة التي وردتنا من السادة الحضور، سؤال من الأستاذ علي مدهش، (هذا السؤال موجه للأستاذ عباس) يقول:
مجتمع الوفرة أنتج أستاذاً كبيراً وفناناً شاملاً ليس في مجال الإعلام الذي برز دوره في صناعة الأجيال فحسب، وإنما كان أستاذنا الفذ القدير عباس غزاوي ازدحمت مواهبه بالفن والسياسة والكتابة الصحفية والاحتراف القانوني في مجال المحاماة، ولا يُنسى دوره في تأسيس أكاديمية الملك فهد في بون عندما كان سفيراً هناك، سؤالي هو: كيف كان وقع ما حدث للأكاديمية بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر واتهامها بزعم تفريخ الإرهاب في نفس أستاذنا، وهل أستاذنا ضحية التهمة بانتهاء عمله الدبلوماسي؟ هذا سؤال، السؤال الآخر: أين يقع جهاد صالح بين بابا عباس وبابا طاهر؟ وما هي ملابسات اختيار هذا الاسم عندما كنتم مديراً للإذاعة السعودية؟
الأستاذ عباس فائق غزاوي: شكراً للصحفي الشاب الشيخ علي مدهش الذي يدهشنا دائماً بملاحظاته القيِّمة وكلماته الدقيقة، لا أريد أن أطيل رغم أن عندي الكثير، أريد أن أشكره على السؤال، وأما عن أكاديمية الملك فهد في بون، فلله الحمد قامت ومستمرة صرحاً شامخاً يرفع كلمة الله، ويمثل جسراً من جسور الحوار البناء بين الشرق والغرب، ومهما قيل عنها أو سيقال سوف لا يؤثر في هذا الكيان الذي وجد ليبقى. أريد أن أصحح نقطة صغيرة، أنا تركت عملي متقاعداً من برلين، بعد أيام قليلة من 11 سبتمبر، ولله الحمد كانت صدفة طيبة، فكل العرب وكل المسلمين الذين عاشوا 11 سبتمبر في الغرب تألموا وتألمنا نحن الذين تركناهم أيضاً، ولكن من حُسن الطالع أنني تركت ألمانيا وتركت أوروبا بعد أيام قليلة من 11 سبتمبر، فليس هنالك علاقة بين نهاية العمل وما حدث للأكاديمية، ما حدث للأكاديمية حدث خلال السنة الماضية، وأنا تركت ألمانيا من سنتين وشهور.
النقطة الثانية التي أثارها.. يدهشني الأستاذ علي مرة أخرى باسم جهاد صالح، الجهاد وصف جيد وصالح جيد، ولكن لا أعرف من هو، لا أعرف من هو جهاد صالح، ويا ليت أن تتفضل علينا بالإيضاح فربما يساعدنا إخواننا "النجوم الإعلامية" التي هي هنا هذا المساء بتذكر جهاد صالح أنا آسف، فذاكرتي لا بأس بها رغم السن.. لكن الله أعلم..
الشيخ عبد المقصود خوجه: الأستاذ علي مدهش تتفضل إذا عندك إضاءة.
الأستاذ فائق عباس غزاوي: دائماًً الأستاذ علي مدهش عنده إضاءات.. على كل حال في هذه الأثناء ريثما يتفضل الأخ علي، فاتني أن أذكر في حديثي في البداية، نادي جدة الأدبي الثقافي والنوادي الأدبية المختلفة في أنحاء المملكة وروادها ممن لا أذكر أسماءهم ولكنني أعرف أفضالهم، وفي مقدمة هؤلاء الرواد: الأستاذ الكبير عبد الفتاح أبو مدين، والذي أرجو أن أُذكِّره أننا من أتباع حرفة الأدب، وأن يدعونا في أمثال هذه المناسبات الطيبة.
الأستاذ علي مدهش: بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، عليه أفضل الصلاة والسلام.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أولاً: أنا لأول مرة في حياتي أقترب من منصة من هذا النوع، أنا نصي الدائم هو برأس قلمي، ولذلك أول ما يطيب لي في هذه المناسبة وفي هذه الأمسية أن أحيي أستاذنا القدير صاحب هذه الاثنينية التي دعتنا ووحدتنا ووضعتنا في حضن الأدب أيضاًُ، في نفس الوقت أنا دائماً أبتعد عن هذه الملتقيات بشيء من هذا القبيل، ولذلك حتى الملتقيات ملتقى النص الأدبي وغيره من الملتقيات أنستنا،.. لكن هذه المناسبة وأنا فوجئت حتى أن يكون المكرَّم في هذه الليلة هو أستاذنا القدير سعادة الأستاذ عباس غزاوي، أنا لم أُدع.. ولم يذكر اسم الأستاذ عباس.. في بطاقة الدعوة التي وجهت لي، ولذلك أنا فوجئت بهذه المناسبة أن أكون أمام هذا الرجل العملاق حقيقة ، ولذلك عندما قلت أنه فنان شامل لم أعرف في حياتي ولا في حياة هذا الوطن فناناً شاملاً بدأ بهذا الشمول، إلا وكان الأستاذ عباس غزاوي.
بدأ كرجل إعلامي اهتم بالنشء منذ الصغر بما كان يُعرف باسم "بابا عباس"، وكان استديو الإذاعة هو مربعنا الذي نذهب إليه ونحن طلبة في المدرسة، وفي يوم من الأيام وكان الأستاذ بدر كريِّم الذي يحضر بيننا هو من فتح الباب أو مجال الدعوة.. وعرَّفنا طريق الإذاعة عن طريق زيارته لمدرسة الفلاح، وبالتالي التقى بمجموعة من الطلبة الصغار وأجرى معهم لقاءات كانت هي فاتحة الطريق لهذا الأستديو.
المهم في الأمر أنني من خلال تاريخي الصحفي ومن خلال متابعتي لمسيرة الإذاعة كان الأستاذ عباس غزاوي مدير عام الإذاعة وبالتالي كان أول انفتاح على الطرب العربي من خلال لبنان، وفي هذه الفترة بالذات طبعاً في عهد الملك فيصل -الله يرحمه- كان الأستاذ بابا طاهر -الله يرحمه- قريبا جداً من عتبة ومن مكتب الأستاذ عباس غزاوي، ولذلك توحدت بينهما الرؤية الموسيقية والرؤية الشعرية والرؤية الإعلامية، فَقُدِّم في هذا الإطار اسم كان دائماً يتردد من خلال الألحان التي قُدمت لفنانات ومطربات ومطربين، من ضمنهم كانت نزهة يونس أفتكر يعني، فطبعاً كان يتردد اسم جهاد.. هيام يونس.. فكان اسم جهاد صالح لا نعرف من هو جهاد صالح وإنما من خلال المتابعة أو شيء من هذا عرفنا أن له علاقة خاصة بأستاذنا الذي نريده أن يوضح لنا أو يعطينا إضاءة عن من هو جهاد صالح وأين موقعه بالذات بين بابا عباس وبابا طاهر؟ وشكراً.
الأستاذ عباس فائق غزاوي: أنا عاجز عن شكر الأستاذ علي مدهش على ما قاله مما لا أستحقه، ولكني أرجو أن أكون وزملائي الذين يجمعنا هذا الملتقى اليوم نستحق هذا الوصف.. لأننا نسعى لأن نستحقه، لا أريد أن أتوقف قليلاً عند الأستاذ جهاد صالح، أسعد الله مساءه أو صباحه ولا أدري أين هو؟ ولا أدري من هو؟ ولكن سنترك الأمر إلى جلسة أخرى إن شاء الله.
الشيخ عبد المقصود خوجه: هذا معناه كما قال بابا عباس أن المسّاحات اشتغلت، لكن للشهادة وأنا أزامل الأستاذ.. بابا عباس فعلاً القضية واضحة أمامنا جميعاً، ونحن رفقاء درب، القضية غير محتاجة لأي تذكّر لأننا لا نعلم عن هذا الاسم، وحتى أنا عندما قرأت السؤال فكرت أن المقصود به جِهَادٌ صالح.
الأستاذ عباس غزاوي: هذا صحيح. بدر كريِّم، ممكن يتفضل.
الأستاذ بدر كريِّم: باختصار شديد أستطيع أن أؤكد أمامكم أن جهاد صالح هو الأستاذ طاهر زمخشري، لقد قال لي هذا في حلقة من حلقات ضيف الليلة وهو الذي لحن أغنية "أسرع من البوينغ" لهيام يونس، شكراً.
عريف الحفل: هذا السؤال الحقيقة موجه للشيخ عبد المقصود من الدكتور محمود عمار، يقول:
هذه هي المرة الأولى التي أحضر فيها "الاثنينية"، نأمل إعطاءنا فكرة عن تاريخ تأسيسها وأهدافها وأنواع الحاضرين وموضوعاتها.
الشيخ عبد المقصود خوجه: بدأت الاثنينية سنة 1403هـ أي منذ 22 عاماً، وهي في مجملها كلمة شكر وتقدير لروادنا الأوائل، وبعد ذلك اتسعت الدائرة وشملت من يستحق من تكريم، من أدبائنا وأعلامنا في العالم العربي والإسلامي، وأحب أن أشير إلى نقطة هامة جداً، ليست هناك أولوية أو أسبقية في التكريم، فالأمور تسير وفقاً لمجريات الحياة وما تتفق وظروف الأساتذة المكرمين، وأنني عندما بدأت الاثنينية تواصلاً في الحقيقة مع ما كان والدي -رحمة الله عليه- يقيمه في اليوم الثاني من عيد الأضحى المبارك في مِنَى لتكريم كبار الأدباء من الحجاج ومن الليالي الباذخة التي ألمحها كرؤى وأحلام، فبعد أن استقرت بي الحياة بهذا الثغر الجميل جدة، وأنا ابن الأرض الطيبة مكة المكرمة، فرأيت أن أكمل هذه المسيرة، وبدأت بعلمنا ورائدنا الكبير الأستاذ عبد القدوس الأنصاري - رحمة الله عليه- ولا أعرف بعد هذا أين وكيف ومتى بدأت وسأنتهي؟ لقد سارت الأمور في الحقيقة بفضل وكرم من شرفونا بتكريمهم ومن شاركوا بكلماتهم، ومن أثروا الحوار بمداخلاتهم، وبكل حتى من حضر، فالاثنينية بدأت بحضور هؤلاء الرجال وهي منهم ولهم وبهم كما أردد دائماً، وأصدقكم القول أنهم ليسوا إلا سبباً من الأسباب في استمراريتها، ويعود الفضل إلى أهل الفضل.
وقد أخرجتها من ثوبي لتكون أمانة بعد أن أعلنت منذ شهرين تقريباً لتكون مؤسسة لها كيانها المستقل لمجلس إدارتها وبدأنا الخطوة الأولى، بإرسال استبيان إلى كل من ارتاد هذا المنتدى، ومن أكره الأشياء إلى نفسي عندما أسمع أنني "صاحب الاثنينية"، "الاثنينية" ليس لها صاحب، أنتم أصحابها، وهذه الدارة هي دارتكم جميعاً، وفي هذا الاستبيان أحب أن أقول في هذه الأمسية توضيحاً مهماً أنني أعفيت نفسي بإصرار عن رئاسة مجلس إدارتها فعلياً أو شرفياً، وقد اتهمت برسائل جوابية بالأصح على هذا الاستبيان بأنني تقهقرت وتخليت عن دوري، وأنا أعلن اليوم أنني لن أتخلى عن هذا الدور، إيجابياً ومادياً ودعماً، وهذه الخطوة الأولى تكون إن شاء الله لها وقفيتها التي ستصرف عليها وطالما هناك عرق ينبض في حياتي فأنا إن شاء الله مواصل لهذه المسيرة الخيرة، لأنني أعتبر كل الأمسيات التي تعقد في أي موقع كان في هذه الأرض الحبيبة ما هي إ لا واحة من واحات الظل الوارف للثقافة والعلم والمعرفة.
أشكر للسائل السؤال، وأحب أن أضيف رحمة على زميل لنا كان له موقعه المميز، الأستاذ حمزة بوقري، أول وكيل لوزارة الإعلام، قد سقط سهواً بالتأكيد، ولكن لم يسقط من ذاكرة التاريخ ولا من ذاكرتنا.
"الاثنينية" ليس لها دعوة، أحب أضيف، فلي جملة عامية أستعملها دائماً: كل من يشرفنا يكرمنا، وهي ذات نسب مع أصحاب الكلمة، أبوابها مشرعة يسعدها أن ترحب بكل من يتعامل مع الكلمة، لكم الشكر والتقدير..
عريف الحفل: تكملة السؤال.. أهدافها وأنواع الحاضرين؟
الشيخ عبد المقصود خوجه: أهدافها: أوضحت.. تكريم الرجال، في حياتهم، لماذا نكرمهم بعد أن يُدفنوا؟ لماذا لا يكرموا وهم حضور، بالإضافة إلى ذلك هناك أمر هام، هي ليست فقط مجرد تكريم، ومجرد تمثيلية أو تفالية أو سموها ما شئتم، بل هي في الحقيقة توثيق من فيه من يُكرَّم، لأننا نسمع سيرته، ونسمع من زملائه.. من أقرانه.. من تلامذته.. ربما من أساتذته مواقف لم تذكر وقد لا تذكر، فهذا التوثيق نحن عشنا في مطبات كثيرة لأساتذتنا نختلف عليهم حتى اليوم، أين ولِد؟ أين تعلم؟ كيف بدأ؟ ما هي محطات حياته المهمة؟ فبعد طبع فعاليات الاثنينية التي أصبحت الحمد لله الآن تواكب مسيرتها سنة بسنة بحيث أن الفعاليات التي تمت العام الفائت طٌبعت وتُوزع في هذه السنة، أستطيع أن أقول ربما في عصرنا الحاضر لا تشكل تلك الأهمية ولكن إنني على يقين في المستقبل ستكون موسوعة لهؤلاء الرواد بالإضافة المتواضعة التي قدمتها، وللتاريخ حكمه أتركه لكم.
عريف الحفل: الدكتور عصام خوقير، يقول:
أشرت يا سعادة السفير أنت ومضيفنا الكريم أبو محمد سعيد، أشرتم إلى ضرورة عدم تهميش النصف الآخر من المجتمع وتلك قضية جوهرية ولكن ما هي الآلية لنقل هذه الأمنية من شاطئ الأمنية إلى مرفأ الواقع؟ وإذا كل لبيب بالإشارة يفهم، أذكر قول الشاعر المصري المرحوم علي الجارم، حين ناشد قاسم أمين قائلاً:
إن أردت الظباء تمرح في السهل
فطهـر أكنافـه من ذئابـه
 
عريف الحفل: وقول الشاعر:
ومن رعى غنماً في أرضٍ مسبعة
ونام عنها تولى رعيها الأسد
 
الأستاذ عباس فائق غزاوي: في الواقع لو سمحت لي هناك الكثير مما يمكن أن يقوله الإنسان عن النصف الآخر، يكفي أنه نصفنا ولا نستطيع أن نهمشه، بناتنا.. أمهاتنا.. أخواتنا.. زوجاتنا، فهذا النصف الآخر لا ينتظر منا أن ننصفه هو يعرف طريقه، ونحن نحاول كمواطنين، كآباء، بدورنا الخاص في المجتمع، أننا نحاول أن نساعده ليحصل على إنصافه، وأعتقد أن المرأة السعودية ولله الحمد وصلت إلى مستوى.. يجعلنا نطمئن إلى أن المستقبل أفضل بكثير وأكثر إشراقاً.. وأترك الكلمة لأستاذنا.
الشيخ عبد المقصود خوجه: أنا أردد ما تفضلت به، المرأة صاحبة قضية، يعني نحن طالبنا في ورقتنا الأولى سنة 1990م قبل خمسة عشر عاماً، لما يجب أن تحصل عليه المرأة من حقوق تتفق وشريعتنا السمحاء، ولكن سؤالي الملح والدائم خلال خمس عشرة سنة لم نسمع صوتاً يقدم إلى المسؤول، والمسؤول غير أرِق وغير منزعج إذا تلقى هذه المطالبة، ولكن صاحب الحق إذا أضاع حقه فقد تمر عليه أعوام وأعوام ولا ينال حقه، نحن ندعو السيدات كما قال الأستاذ عباس غزاوي وقد وصلن ولله الحمد إلى مستوى يؤهلهن تأهيلاً كاملاً ليكُنَّ على مستوى أخواتهن في العالم العربي والإسلامي، أن يطالبن بحقوقهن بالطرق المشروعة، وسيجدن منا كل المساعدة والمساندة لأن هذا هو الدور الطبيعي لنا، ولكن نريد أن نسمع صوتهن وتتضح للآخرين قضيتهن، أنا قلت في كلمتي أن الصحابيات الجليلات في صدر الإسلام عندما كانت المرأة تواكب في جحافل الرجال في الجهاد والحروب هل كانت هذه المرأة لا تؤدي دورها كالرجل؟ وهي تضمد جراحه، وتعمل على خدمته وعلى إطعامه، هل في تلك الأحاديث الصحيحة التي رُويت وفيها الكثير من الأسماء الجليلة من صحابيات وهن يتحدثن إلى رسول الله ويحدثهن وإلى الخلفاء الراشدين وإلى التابعين، هل ذلك كان بما نفعله اليوم ونتعامل فيه مع النصف الآخر؟ من المؤكد ومن المؤسف لا. نحن نطالب بحقوق المرأة ضمن الإطار الصحيح، وضمن الإطار المشروع، ولنا في تلك المجموعة من الصحابيات المثل الأعلى، ولمن له أن يقول قولاًَ فليقله بيننا كتاب الله وسنة رسوله، هذا ما لدي.
عريف الحفل: سؤال من معالي إبراهيم علي الوزير، يقول:
هل هناك تنسيق بالنسبة لما هو إعلام قطري، وصلة ذلك بالإعلام في كل البلدان العربية مع تسليط الأضواء على الإيجابيات والسلبيات وتقديم دراسات مفيدة عن ذلك كله وعن كل تطور وكل جديد، كذلك بالنسبة للدول الإسلامية وللعالم كله، إضافات علمية شاملة.
الأستاذ عباس فائق غزاوي: سؤال الوزير الشاعر العالِم سؤال كبير، أضن عليه من الإجابة الآن في هذه العجالة وقد تأخر المساء، لذلك ألتمس أن تكون الإجابة عليه في اثنينية أخرى وفي مقام آخر، الواقع أن حال الإعلام العربي باختصار.. لا يسر، إعلام وللأسف الشديد سيئ إلى أبعد حدود السوء، تعرفون ما تبثه القنوات الفضائية في العالم العربي، وما ترسله من سموم إلى الناشئة والكبار، وكلما ظهرت فضائية غلبت أختها، فنحن في محنة في هذا الزمان، كثير من الآباء والأمهات لجأن إليّ يسألنني كيف نواجه هذا المد؟ بناتنا الصغيرات أولادنا تسمم أفكارهم ما يرون، وللأسف الشديد لم يكن لدي جواب، فعالمنا الآن.. العالم العربي والإعلام العربي أصبح إذا صح التعبير واعذروني إذا أخطأت عالم تفاهة، وهو ليس بالشيء الذي يحترم عقل الإنسان، فكره، يحترم الصبي الصبية، الشاب الشابة، الأم، الكهل، لا يوجد شيء من ذلك للأسف الشديد، والأجواء مفتوحة على مصراعيها، الكل يقول ما يريد ويعرض ما يريد، ولا نستطيع أن نجيب الآن، فالظاهرة سيئة أولاً وآخراً، ولا أستطيع أن أقول أن ليس لها حلول لا بد أن هنالك حلول، ولكنه ليس حلاً فردياً أو حل مجموعة صغيرة.
عريف الحفل: سؤال من الأخ عبد العزيز السبيل، يقول:
أستاذي الإعلامي القدير عباس غزاوي، يلفني الحبور وتسربلني البهجة وأنا أراقب بكل ود وجوه أساتذتنا الذين أحاطونا بكل رعاية إعلامية أبوية، حيث أنني من الذين وقفت بهم قافلة الحياة في محطة الإذاعة لمدة أربع سنوات، فإنني آمل أن يُضم إلى هذا الملتقى أولئك الذين عبروا الممر الإعلامي ولم يتوقفوا عنده.
الأستاذ عباس فائق غزاوي: جيد.. على كل حال مرة أخرى هذا الحفل بالفعل بالإضافة إلى أفضال النوادي الأدبية وقراءة النص الأدبي وعطر الأدب الذي يفوح حولنا هو للإعلاميين أيضاً، جميع من حضروا من زملائنا القدامى والجدد مشكورين، هذا اللقاء لهم وهذا التكريم لهم، نحن نحظى برؤيتهم ونسعد بهذه الرؤية، ولذلك فإنني لن أنادي بأسمائهم سوف نجتمع مرة أخرى كما وعدنا وأرجو أن تكون الاستجابة أكثر مما هي اليوم، صحيح أن هنالك استجابة جيدة نشكرهم عليها، لكن سنُكرم كل فرد من أفراد هذه الأسرة الإعلامية قديماً وجديداً، والحمد لله أنها إلى حد كبير قد برئت من أمراض الإعلام العربي في عالمنا العربي.. شكراً.
عريف الحفل: من الأخ محمد جميل الذيابي، يقول:
خبراتكم الإعلامية طويلة وجديرة بالاحترام، أين أنتم من هيئة الصحفيين التي ولدت حديثاً في المملكة؟ لماذا لا تشاركون فيها ولو بالأفكار والمقترحات؟ خصوصا ًوهي تشهد حالة تضارب وشد وجذب بين بعض الإعلاميين الكبار والصغار، ثم هل عملية عزوفكم عنها وغيركم دليل على عدم رضاكم عليها؟ أم ماذا؟
الأستاذ عباس فائق غزاوي: إنني أقرأ عنها في الصحف فقط، ومشكلة الدبلوماسي الذي عاش خارج بلاده سنوات طويلة أنه أصبح يعتبر ضيفاً في بلاده، هذا يؤلمني في كثير من الأحيان، وقد عدت وأريد فعلاً أن أكون مشاركاً في كل نشاط وكل عمل من شأنه إفادة بلادنا وإفادة الأفكار التي عملنا لها طوال حياتنا فآمل أن يكون ذلك سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
عريف الحفل: سؤال من سعادة الدكتور الأديب الكبير حسن الهويمل، يقول:
هذا اللقاء تَلَبَّس بالسِّيَر الذاتية وشدنا إلى ذكريات جميلة، أرجو من رجل المبادرات الوجيه عبد المقصود أن يتبنى مشروع "الإعلاميون يتحدثون"، ليكون سلسلة من الذكريات الإعلامية لكي لا تموت بموتهم.
الشيخ عبد المقصود خوجه: الشكر الجميل لأستاذنا الدكتور الهويمل، الفكرة أكثر من جميلة، وليسمح لي أن تكون من خلال اجتماع الإعلاميين، وأنا بهذه المناسبة أرجو من أخي وصديق عمري الأستاذ عباس غزاوي أن تتم بيننا في هذه الأمسية توأمة ولنعمل سوياً وأنا رفيق دربه، وأنا ابن من أبناء الأعلام صحيح أنني تركته رسمياً منذ ما يزيد من أربعين عاما، فأنا منكم ومن خلال هذه التوأمة كما كان للاثنينية رافد وهو الكتب التي صدرت عن الاثنينية، لماذا لا يكون هناك رافد آخر للمشاركة معكم؟ ويرأس هذا أستاذنا الإعلامي الكبير عباس غزاوي، وأنا أقف مساندا لهذا الدور حفظاً لتاريخ جزء من هذه الأمة.
الأستاذ عباس فائق غزاوي: كلمة تعليق قصيرة.. أنا أحيي كثيراً مبادرات الأستاذ عبد المقصود خوجه، وقد قلت أنه ظاهرة ضوئية حضارية، يقتبس الفكرة ويصطادها ويُفَعِّلُها، ونحن سعداء بهذه المبادرة من أخي أبو محمد سعيد، ولا شك كما قلت أنا في كلمتي الافتتاحية أن هذه المبادرة مبادرة اللقاء الإعلامي يجب أن تطور وتتبلور، والحمد لله هذا نوع من البلورة لجهادنا وتاريخنا الإعلامي، حبذا لو نحتفظ به ونتوسع فيه لما فيه خير المسيرة التي نسيرها جميعاً.. شكراً.
الشيخ عبد المقصود خوجه: هل لي أن أضيف؟ لئلا ينتهي اجتماعنا هذا بدون تفعيل، فعلى ضفاف هذا الاجتماع المبارك إن شاء الله أترك لأخي وزميلي الأستاذ عباس غزاوي أن يختار لجنة لتضع برنامجاً لمسيرة أو للمسيرة الإعلامية في لقاءاتها التي إذا أذنتم لي ألا تكون سنوية، ولا حتى فصلية.. فلتكن في البدء فصلية، ولكن إن شاء الله لتكون في مسيرتها شهرية حتى يكون تلاحمنا وتكون لقاءاتنا أكبر وأهم وأشمل، وعطاءاتها مثمرة أكثر، أضيف كلمة أثرت في نفسي كثيراً.. كلمة زميلي الأستاذ عباس غزاوي، هؤلاء الأعلام الأفذاذ الذين يقضون أعمارهم غرباء عن ديارهم، يعودون غرباء أيضاً إلى وطنهم، والله إنها مشقة على النفس يضيع الشباب وتضيع الكهولة، إنني أدعو صاحب السمو الملكي وزير الخارجية -وقد عرفت من الكثير من السفراء الحالة النفسية التي يعيشونها بإحباطات بعد عودتهم إلى وطنهم، بابا عباس ظاهرة وله الكثير من المحبين، لكن هناك أشخاص من عملوا بجهد وجهاد كبير، وعادوا إلى أوطانهم غرباء انحسرت عنهم الأضواء، أصيبوا بإحباطات لا أول ولا آخر لها، عشت مع بعضهم- فأدعوه لتأسيس نادي يضم المتقاعدين من الدبلوماسيين وهذا أمر متفق ومتعارف عليه في كثير من الدول الحضارية، هذا حقهم وهذا من أقل الحقوق، وأرجو أن يستجيب سموه، وسأسعى إليه بهذه الفكرة، عسى أن يستجيب لها، وأعتقد أنه من أهل العزم وهو ابن الفيصل، وإن شاء الله اسألوا لي التوفيق في أن أوصل هذه الرسالة وأوفق بأن آخذ موافقته عليها.
عريف الحفل: السيد عبد الله فدعق، يقول:
جميلة هي الأصوات التي كنت أسمعها في الإذاعة والتلفاز وكم كنت أتمنى رؤية أصحابها وأسأل الله الرحمة لمن سبق، والبقاء بعافية لمن بقي، وأخص دعواتي بالشفاء الأستاذ ماجد الشبل، مزج الأستاذ القدير حسين العسكري بين مهام الداعية والإعلامي، وإذا صح الانتساب للدعوة فإنني أتطلع إلى أخواني وأحبائي الإعلاميين والمثقفين إلى العمل سوياً لتحصين شباب هذه الأمة من كل مستورد، كما ألمح إلى ذلك الشيخ عبد المقصود خوجه، شكراً مرة أخرى للداعيين الكريمين -حفظهم الله جميعاً- يقول: أيضاً هناك رجاء أو لي رجاء في أن أسمع الأستاذ حسن حلمي الذي جاء ذكره كثيراًُ فقد رأيته وهو يذرف دموعاً صادقة وهو يستمع للمتحدثين، أيضاً كذلك يقول: السيدات المستمعات أليس لهن نصيب مداخلة أو مشاركة، فهن كما ذكرتم سيدي حماة مجتمعنا وحصنه؟
الشيخ عبد المقصود خوجه: أنا أعلن أننا ولله الحمد حصلنا على موافقة مشاركة السيدات في الاثنينية، وإن شاء الله سيكون لهن مدخل من الناحية الشمالية للمنزل وقاعة فوق قاعة الاثنينية، وستكون في البدء عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة ونحن الآن في دور ترتيب هذا الأمر لحين إن شاء الله أن تقيم الاثنينية دارتها، ولديها مجلس إدارة خاص بها، أنا إن شاء الله أحب أعلن في هذه الليلة أننا قد اخترنا الأرض، وإن شاء الله سنقوم في هذا الموسم وفي هذه السنة بإذن الرحمن بتأسيس مجلس الإدارة وعبر هذا المجلس ستأخذ الاثنينية كمبنى طريقها وسيكون للمرأة دورها المفعل، كنت أتمنى الليلة أن يكون هذا الأمر قد انتهى كدائرة تلفزيونية مغلقة، هنَّ الليلة يروننا، ويرون هذا الحفل ولكن مع الأسف ليس لدينا الواسطة التقنية ليصل صوتهن إلينا، ولكن إن شاء الله من الموسم القادم نحن نعمل على تأسيس ذلك في هذه الدارة، وليس ذلك بالبعيد، وإن شاء الله سنسعد بمشاركتهن، فقد كانت في الحقيقة تجربة أنا أود أن أشير الليلة إلى نقطة مهمة جداً التي قام بها النادي الأدبي الثقافي في جدة، وهو الدور الرائد بمشاركة المرأة لأول مرة في تاريخ المملكة العربية السعودية، قد كان لهذا الدور في الحقيقة إضاءات بعضها كان يأخذ بألبابنا، تواجداً وحضوراً وعمقاً في الثقافة، وطرحاً لواقع ما يعانيه المجتمع، وكنا نرى أن هناك تفوق ولم يأخذ بنا الأمر كثيراً وجدنا أن السيدة سواء كانت مدرسة أو طالبة هي أكثر جدية من الرجل أو من الشاب الذي لديه الكثير من الوقت يضيعه مع زملائه مع أتراحه وأفراحه، بينما المرأة في هذا المجمع المغلق مع الأسف ليس لديها إذا كانت طالبة علم إلا كتابها، ومن هنا جديتها كانت أكبر وأوثق، ومع الأسف انحسر هذا الضوء الذي نسأل الله سبحانه وتعالى أن مشاركتهن اليوم في ملتقى النص أن يعود للنادي الأدبي ونرى سيداتنا المصونات من طالبات قبل أستاذات يشاركن معنا، شكراً لكم.
الشيخ عبد المقصود خوجه: أين الأستاذ حسن حلمي؟؟
الأستاذ عباس فائق غزاوي: ما رأيك يا أبو علي؟ أسمعنا كلمتين..
 
(( مداخلة سعادة الأستاذ حسن حلمي " أبو علي" ))
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
شكراً جزيلاً للأستاذ عباس غزاوي يجملنا العمر كله، والأستاذ عبد المقصود خوجه، تحياتي لهم جميعاً على هذا الاجتماع الحلو الذي جمعونا فيه هذه الليلة السعيدة، وأرجو أن نستمر في هذه الاجتماعات إن شاء الله حسب ما أوضحوا لنا، ونحن فدائيون مهندسون مجهولون كما يقولون خلف الميكروفون، فتحياتي وسلامي للجميع، ولدي أربعة زملاء يحزنني كثيراً أنهم لم يكونوا معنا الليلة، وذهبنا ألمانيا سويةً ونحن أربعة أنفار، زين العايش وأمين الجمال وحسن طراد وحسن حلمي، الثلاثة -الله يرحمهم- وأنا في طريقي سألحقهم ماذا يعني؟ كلنا رايحين رايحين، -فالله يرحمهم جميعاً- قضينا سنة زمن في ألمانيا تعلمنا فيها اللغة الألمانية ولو أنها كانت صعبة جداً، أظن الأستاذ عباس أخذ منها شوية، يعني هم يقولون عن أنفسهم أن اللغة الألمانية شديدة جداً، فيعطيك فـي الكتاب جملـة لا يعطيـك "Article" حقها، ضع "الإيرتيكل"، يجب أن تقول "إيش بِن"، هذه "البِن" لاصقة بنا، وبعدين "دو" يعني زميل تقول له: "دو" يقول لك: لا ضع لها "البِست"، "إيش بِن أون دوبِست"، أنا أدري دخلنا في الألمانية يقول لي أمين الجمال الله يرحمه: أظن من هنا عندما نعود سيأخذوننا إلى الطائف، نعم كل ساعة نخرج النوتة أقول له ترى هذه فيها "إن" هذه فيها "دو" هذه فيها "بست" وهذا في الكتاب لم يأتِ، أعطني جملة مفيدة "إيش بِن" مضبوطة؟ "أوف دوم دش" طيب لماذا أضع لها "دِش" يعنـي يجـب تضع "Article" في كل شيء والله ضيعت الألمانية سنين عنها.
عموماً نشكركم جميعاً ونقول الله يوفقنا ويوفقكم لما فيه صالح الجميع، وشكراً جزيلاً والسلام عليكم ورحمة الله..
 
الشيخ عبد المقصود خوجه: أبو علي أعدتنا إلى ذكريات جميلة الله يعطيك الصحة والعافية ويمد في عمرك، وما طرحه أستاذنا الدكتور الهويمل من التوثيق للإعلاميين هذا لم ينس بالتأكيد الدور للرجال الذين كانوا من وراء الإعلاميين، الإعلام ليس الوجوه التي تسمعونها أو ترونها إنما وراءهم رجال وجحافل كثيرة من مهندسين ومنتجين ومخرجين وإلى ما هنالك، وهو شيء لا يخفى عليكم، فإن شاء الله إذا بدأنا في هذا التوثيق لا بد أن نأتي على ذكر هؤلاء الأوائل.
نبدأ كما يقول أبو علي من جبل هندي، وكثيرون الآن لا يعرفون ماذا يعني جبل هندي، أول إذاعة انطلقت من مكة المكرمة كانت من جبل هندي، هذا يُعَد تاريخياً، لكن نحن نعرفه جبل هندي، هذا يا سيدي معروف ارجع لتاريخ مكة وتجد ذلك، وأنا عشت هذا العصر وأحب أن أقول لك الأستاذ عباس غزاوي بدأ الإذاعة وهذا تاريخ منسي، أيام الأستاذ إبراهيم فودة كان مديراً عاماً للإذاعة والصحافة والنشر، وكنا نلتقي وهو طالب وكان من تلك الأيام يمارس حبه الأول الميكروفون، وأحب أن أقول أن الأستاذ عباس ترى تخرج وهو موظف أحد المتحدثين: عفواً.. الأستاذ عبد الله الجفري أين؟ الأستاذ عبد الله الجفري في الحقيقة هو سيدنا "أبو زين" دائماً كان لا يحرمنا من وجوده، لكن لا تنسوا اليوم الأربعاء وهناك الكثير منا يلتفت إلى عائلته.... البارحة كان خارج البيت، جائز أيضاً يخاف من أم زين، فنحن لا نعرف ما وضعه؟ لكن أعدكم إن شاء الله في الأيام القادمة سترون وجوه أخرى، وإن شاء الله يتم التواصل دائماً.
فأهلاً وسهلاً ومرحباً بكم كإعلاميين وكمتعاملين مع الكلمة وكرجال نادي جدة الأدبي والثقافي، ومن تشرفنا من جميع النوادي في المملكة العربية السعودية بمدنها وهم أهل وبيننا نسب وهو نسب الكلمة، لكم التقدير ولأخي عباس غزاوي الذي أعطانا هذه الفرصة ليتلاحم هذا اللقاء، أكبر الشكر وأعظمه.
 
الأستاذ مصطفى عطار: يا أخ أبا سعيد إذا تسمح لي أتكلم عن موضوع جبل هندي عندما تكلمت عن الإذاعة فقد كان الجبل أيضا مقراً للمعهد العلمي السعودي ومدرسة تحضير البعثات والإذاعة جاءت بعد تحضير البعثات.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :732  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 88 من 197
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور زاهي حواس

وزير الآثار المصري الأسبق الذي ألف 741 مقالة علمية باللغات المختلفة عن الآثار المصرية بالإضافة إلى تأليف ثلاثين كتاباً عن آثار مصر واكتشافاته الأثرية بالعديد من اللغات.