شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الأستاذ الدكتور حسن الوراكلي ))
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.
معالي الأستاذ عبد الهادي بوطالب المحتفى به.. حضرات السادة..
حقيقةً حينما طُلِبَ مني أن أُلقي كلمة في هذه المناسبة الكريمة السعيدة وددت لو أنني كان أتيح لي من الوقت ما أدبج فيه كلمة، والعادة عندي في مثل هذه المواقف أن أحتفي بكلامي موشياً ومنمقاً ومودعاً إياه دفق العاطفة وذوب الشعور وإنهما ليفيضان هذه الليلة وأنا أسمع إلى هذه الكلمات التي سمعتم في حق معلم رائد على غير مستوى من مستويات التعليم والتربية والتوجيه والإرشاد في الجناح الغربي من العالم الإسلامي، لكن لا بأس أن أوجز القول وهو المطلوب إيجازاً في هذه اللحظات، ودعوني أسترجع ذكرياتي وأعود بنفسي إلى ما قبل نحو خمسة عقود وأنا طالب علمٍ على مقعد الدرس في المرحلة الإعدادية ويقع أو أقع في جملة ما أقع عليه من عناوين الكتب يومئذٍ كتاب "وزير غرناطة" لسان الدين الخطيب، تأليف عبد الهادي بوطالب، فَأُكِّب عليه إكباباً لعلني لا أستطيع الآن أن أؤكد الرواية ولكنها لا تعدو سويعات انسرقتُ فيه إنسراقاً إلى الكتاب الذي ملأ عليَّ لحظتئذٍ سمعي وبصري وفؤادي وأقبلت فيه في الكتاب على رجلين، أولهما بطل هذا العمل الأدبي، الذي هو لسان الدين بن الخطيب، وثانيهما: كاتب هذا العمل الأستاذ عبد الهادي بوطالب وأعترف للأستاذ عبد الهادي بوطالب هذه الليلة على رؤوس الأشهاد وقد مضت بي السنون أعكف على الدرس التراثي والعلمي والأدبي الأندلسي قارئاً ومؤلفاً ومحققاً ومترجماً ومشرفاً على رسائل وأطاريح الماجستير والدكتوراه في الجامعات المغربية والمشرقية، أعترف له على رؤوس الأشهاد بأن كتابه "وزير غرناطة لسان الدين الخطيب" مع أنه كتاب إبداع وأدب، كان هو بوابتي إلى تراث الأندلس الذي دخلته وعكفت في محرابه، أُعنى بتراثه كما قلتُ تحقيقاً ودرساً وتأليفاً وتدريساً إلى آخره.
ثم أحب أن أحيي في إشارات عابرة في شخصية الدكتور الأستاذ العالم الباحث الأستاذ عبد الهادي بوطالب جملة صور ارتسمت في ذهني، صورة العالم، وأنتم حين تكرمون وحين يُكرِّم الأستاذ المفضال عبد المقصود خوجه هذه الليلة شخصية عبد الهادي بوطالب، فإنما هو يكرم فيه مؤسسة علمية أصيلة أنبتت على مدى العصور المتوالية الأعداد الكبيرة التي لا تُحصى من العلماء العالمين العاملين، ويكرم فيه كذلك رائداً من رواد السلفية في جناح الإسلام والعروبة في قاصية بلاد العرب المغرب الأقصى، ويكرم فيه ونكرم معه ونسعد بذلك في شخصية الأستاذ عبد الهادي بوطالب أيضاً رائداً من رواد الوطنية التي أبلى فيها البلاء الحسن، ثم نكرم فيه كذلك رجلاً قام على قيادة عمل إسلامي ثقافي تربوي نذر له نفسه وجهده وحياته سنين عدداً، حينما وليَّ رئاسة المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم، هل يحتاج هذا هو السؤال الذي أُنهي به المداخلة التي أعد أني سأدعو لصياغتها على النحو الذي أُريد هل يحتاج الأستاذ عبد الهادي بوطالب منا إلى شهادة في هذه الليلة؟ إن أعماله التي سمعتم عناوينها والتي قرأ بعضكم محتوياتها شاهدة له على ذلك، لكن لا بد من رفع الصوت بهذه الشهادة وإبلاغها وتبليغها، لكن أيضاً ثمة شهادة أخرى أحب أن أختم بها هذه الكلمة وهي شهادة لهذه الاثنينية.. شهادة لهذه الاثنينية بما فسحت بما كرمت من رجالات العلم والفكر، والثقافة هنا في المملكة وفي أقطار عربية مختلفة، ولكن الشهادة التي أحب أن انوه بها هي التي تتعلق بما فسحت له هذه الاثنينية من مجال لتعريف الأخوة الأماثل الأفاضل في هذا البلد الكريم بأشقائهم من رجالات العلم والثقافة والفكر الرواد والذين على طريقهم وبهم يهتدون، تحية أخرى لأستاذنا عبد الهادي بوطالب ولكم جميعاً والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
عريف الحفل: ونختم هذه الكلمات المباركات بمداخلة مع مدير عام التعليم بالمنطقة الشرقية سابقاً، عميد كلية الباحة الأهلية وعضو مجلس المنطقة لسعادة الدكتور سعيد بن عطية أبو عالي فليتفضل.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :586  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 73 من 197
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج