شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الأستاذ عبد المحسن حليت ))
بسم الله.. الحمد لله.. والصلاة والسلام على الذي قال فيه ربه وإنك لعلى خُلقٍ عظيم، والذي قال فيه شاعره:
وأجمل منك لم تر قط عيني
وأفضل منك لم تلد النساءُ
خُلِقت مبرأً من كل عيب
كأنك قد خُلِقت كما تشاءُ
 
أعدكم بأن تكون كلمتي قصيرة لأنني لا أحب أن أقول للقمر في حضوره نورك باهر، وللغابة عصافيرك بريئة، وللبحر أسماكك ملونة، ولا أرى من الضروري أن أهنئ ضيف الليلة بهذا التكريم، والسبب بسيط للغاية، فحين بنى كافور الأخشيدي قصراً جديداً له طلب من أبي الطيب المتنبي أن يقول فيه شعراً، فقال:
إنما التهنئات للأكفاءِ
ولمن يدَّني من البُعداءِ
وأنا منك لا يُهنئُ عضو
بالمسرات سائر الأعضاء
 
لا أريد أن أطيل لكي لا أقول عن أخي عاصم كل ما أعرف، فلو فعلتُ لاتهمت من قِِبَلِ الجميع بالغلو، ولبدا لكم الأمر أنني أتحدث عن رجل كله محاسن ومناقب، كما يفعل بعض الشعراء والكُتّاب الذين تخصصوا في صناعة الأصنام والأوثان، ولكن أقصى ما أستطيع أن أقوله عن هذا الرجل القريب إلى نفسي قرب الجفن من العين، والنبض من القلب، أنه نشأ في بيت لم يكن يدخله الخُلُق السيئ، أو السلوك المشين، وكل الذين تخرجوا من هذا البيت وعاصمٌ أحدهم تخرجوا بعد أن درسوا وحفظوا ومارسوا المنهج الذي كان يُدرِّسه أستاذ البيت، والذي لم يتعودوا أن يسمعوا من هذا الأستاذ محاضرات في التربية والسلوك القويم، بل كانوا يدرسونه سلوكاً ويدرسون تعامله مع الناس، وهو السلوك الذي جعل الشيخ حمدان علي عمدة على قلوب الناس قبل أن يكون عمدة محلة أو حارة، ومن تلك المدرسة تخرج ضيف الليلة حاملاً شهاداته في السلوك والأدب والحياة، كان والده العمدة أكبر مشجعٍ لمنتخب الضعفاء والبسطاء، وهكذا صار عاصم، فالذين يعرفونه يدركون أنه رجل منحاز دائماً للبسطاء، وللذين غرُبَت عنهم الشمس وما عاد ضوء القمر يمر على شبابيكهم، فهو معهم وكأنه منهم يدافع عنهم وعن حقوقهم، وأهم ما في تلك الميزة لديه أنه لا يُشعِر أحداً منهم بأي فارق بينه وبينهم، حتى في أحاديثه معهم يبدو كأنه منهم، فلا ترى أي ملمح لشهادة الدكتوراه ولا أي طيف من طيوف الأكاديمية، ولا العبارات التي تخرج من عباءة الكاتب فيه.
لا أظن أن أحداً ممن يعرفون ضيف الليلة يختلف على نقائه، ولا على تعصبه للحق ووفائه لمن يعرف في زمن أصبح فيه الوفاء بُحيرة لا تعترف بها الخرائط ولا المخططات، ولا يصل إليها الماء ولا الكهرباء حتى ولو كانت منحة لذوي الدخل غير المحدود.
أشكر لكم هذا الحضور لتكريم صديقي وأخي الدكتور عاصم، وأشكر للشيخ عبد المقصود هذا الكرم الذي لا ينتهي، وشكراً.. والسلام عليكم..
 
عريف الحفل: بين يدي الحقيقة إضاءة من فضيلة الشيخ خادم كتاب الله الشيخ محمد علي الصابوني، بعث بها وهو بجواري وأنا أتشرف بالجلوس إلى جواره يقول فيها:
في هذه الأمسية الكريمة يلتقي رجالات الأدب، على مائدة الأدب، لتكريم شيخ الأدب الدكتور عاصم حمدان عصمه الله مما هبط إليه بعض أدعياء الأدب في موائد الهبوط الجنسي، والنفاق السياسي، الذي قتل الأمة وأرداها إلى بؤرة الهلاك والفساد.
وله أمل ولكن إن شاء الله سنؤجله عندما نفتح باب الحوار يقول: آمل من أخينا الدكتور عاصم حمدان أن يحدثنا عن حقيقة الأدب وعن الصورة المثالية للأديب الفاضل الصادق. سنكرر إن شاء الله سؤال فضيلته ولكن بعد أن نفتح الحوار..
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :563  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 32 من 197
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.