شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الأستاذ عبد الحميد الدرهلي ))
بسم الله الرحمن الرحيم، أخوتي الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. لعل من نافذة القول أن نؤكد على العلم، ودوره في بناء الأمم والشعوب، لأن هذا التأكيد هو أمر بدهي، بات معروفاً للقاصي والداني، ويبقى المعلم هو حامل رسالة العلم، قيمة حضارية مميزة، ومؤشراً بارزاً على العطاء الإنساني المتميز، إنطلاقاً من ذلك الدور الذي أشرنا إليه وهو بناء الأمم والشعوب، ويبقى المعلم كذلك هو حامل معول يهدم به الجهل والجهالة، وحامل مشعل يضيء به دروب الأجيال وصولاً إلى الهدف المنشود، وهو العلم الذي يبني بيوتاً لا عماد لها والقضاء على الجهل الذي يهدم بيوت العز والكرم.
للمعلم يومه، ولكن له الدهر كله، فهو باقٍ في نفسه، وباقٍ في تلامذته، وباقٍ في ذلك الأثر الخالد الذي يتركه في مجتمعه وأمته والإنسانية كلها، ذلك الأثر المتمثل في تحويل شكل المجتمع، ونهجه من الجهالة إلى العلم، ومن التخلف إلى التقدم، ومن الظلام إلى النور.. بإذن الله، وهو دور لا شك بارز وعظيم ويستحق التقدير والوفاء، وما يوم المعلم إلا بعض ذلك التقدير وجانب من ذلك الوفاء.
في يوم المعلم نقف وقفة إجلال وإكبار لأولئك الذين يصلون الليل بالنهار من أجل أداء رسالتهم للأجيال القادمة، في النهار يشرحون الدروس، ويقربونها إلى فهم الطلاب ومداركهم، وفي الليل تحضير وإعداد وتصحيح أوراق، والاستعداد لفترة العمل اليوم التالي، إنه إذاً ارتباط نفسي وعملي دائم بين المعلم وطلابه، وهو كذلك اهتمام مطلق بنتائج ذلك العمل وأثره، وهي كذلك أبوة من نوع خاص يرى فيها المعلم أن نجاح طلابه هو كنجاح أبنائه، كلهم يهمه أمرهم، وكلهم يتعامل معهم بالكلمة القادرة على الوصول إلى الذهن، وكلهم يفرح حين ينجحون، وحين يكبرون وحين يأخذون دورهم في خدمة الوطن.
من هنا كان التقدير للمعلم، نابعاً من ارتباط إنساني غزير بالقيم الإنسانية المطلقة، وتعامل يومي جاد مع المستقبل المتمثل بأولئك الذين يتلقون العلم لينقلوه إلى غيرهم، ولعل هذا التقدير المفترض هو الذي حفز الشاعر الكبير أحمد شوقي في مقالة عن المعلم:
قم للمعلم وَفِهِ التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا
 
أما ما يريده المعلم في المقام الأول فهو نجاح رسالته، ونجاح تلك الرسالة يتمثل في نجاح من يتلقون تلك الرسالة، ورؤية الوطن والأمة والإنسانية كلها، وقد سعدت بثمار ما قدمه من علم ومعرفة، أما تقدير المعلم في يومه وفي غير يومه فهو نابع من الاعتراف بدوره، والتفاعل مع ذلك الدور بجد واجتهاد، واهتماماً وصولاً إلى النجاح المنشود، الذي هو المؤشر البارز على نجاح المعلم، والذي هو يبعث السعادة والرضا في قلبه ويجعله راضياً عن نفسه، فخوراً برسالته مؤمناً بدوره، في بناء الأمم والشعوب، ومبروك للمعلم يومه وعيده,
على كل حال أشكركم شكراً جزيلاً، وأرجو أن أشكر كذلك الأخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه، وقد اشتركت في جميع أمسيات الاثنينية من عشرين سنة إلى هذا اليوم، ولكم جميعاً شكري وتقديري.
 
عريف الحفل: شكراً للأستاذ عبد الحميد الدرهلي على هذه الكلمة، وأعطي الكلمة لمدير التعليم السابق في العاصمة المقدسة الأستاذ مصطفى عطار، وأرجو أن يختصر.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :839  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 134 من 147
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

أحاسيس اللظى

[الجزء الأول: خميس الكويت الدامي: 1990]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج