شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الدكتور يوسف العارف ))
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
الشكر لله أولاً ثم لصاحب هذه الدار، لصاحب هذه "الاثنينية" الذي يحتفي بالمبدعين والرواد، وهذه الليلة لم يحتفِ فقط بالأستاذ الحميدان ولكنه احتفى بالمتحدث إليكم فقد وفر مجموعة من الكتب بين أيديكم، أرجو أن تنال رضاكم كما نالت رضا شيخنا عبد المقصود خوجه.
في ليلة من ليالي نادي جدة الأدبي احتفينا بالمبدع الأديب إبراهيم الناصر الحميدان، يومها شاركت في الاحتفاء وقلت: أننا أمام علم بارز من أعلام السرد في بلادنا، وأنه يحتاج إلى أكثر من جلسة احتفاء، وقد نال من ذلك بعض ما يستحق في التنشيط السياحي في الطائف وفي نادي أبها الأدبي، وفي نادي جدة الأدبي، وفي هذه الليلة يتوجه الشيخ عبد المقصود واثنينيتنا الرائعة بهذا التكريم الذي يستحقه، وقلت ليلة إذ أن الاحتفاء الحقيقي لهذا العلم هو تدارس إنتاجه ونقده والحوار مع نصوصه وتجلياتها وأستأذنه الآن كما أستأذن سعادة الشيخ في أن أمارس شيئاً من النقد النصوصي مع إحدى مجموعاته القصصية، المجموع بعنوان "نجمتان للمساء" وهذا العنوان نفسه لقصة داخل المجموعة وهي القصة الثانية حسب فهرس المحتوى، التساؤل المطروح هنا: لماذا تحول عنوان قصة واحدة بين عشرين نصاً سردياً إلى عنوان للمجموعة كلها، والإجابة: لا بد أنه يحمل مضامين ورؤى ودلالات تتسرى في جميع القصص، ولهذه الأهمية اختاره الأديب عنواناً للمجموعة.
في هذه القصة نلحظ اهتمام القاص بالمجتمع وتحولاته، والبُنى التغييرية التي تعصف بالمجتمعات، فتحيلها من كائن تقليدي إلى كائن عصري، من مجتمع سكوني إلى مجتمع متحرك، وهذا الملمح نجده في كل تجارب الأديب إبراهيم الناصر السردية، في هذه القصة النجمتان لهما دلالة البعد والضوء والكشف، والمساء له دلالة الظلام والتأخر والانغلاق، في ضوء هذه الدلالات تتحرك شخوص القصة وأحداثها، البطل همّام مأزوم يعيش في واقع قروي بحري، بيوته طينية أهله يعملون في البحر واستخراج اللؤلؤ والتجارة مع الأقطار المجاورة، لكنهم منغلقون, نساؤهم لا يخرجون من البيوت إلا العجائز منهن، أما البنات فلا يخرجن إلا لبيوت الأزواج أو إلى القبور، قرية تعيش في ظل الخرافات والأساطير والحكايات العجيبة، كيف تتغير هذه القرية؟ يأتي الجار البيطري من بيئة مختلفة، من ثقافة مغايرة، نساء هذه الثقافة لا يحتجبن عن الغرباء، ابنتهم تبدو كالبدر وشعرها الحريري يتماوج فوق رأسها يلحظها البطل همّام فيبدأ في التساؤلات، من هي صاحبة الإكليل الحريري؟ لماذا لا تحتجب نساؤهم عند رؤية الأغراب؟ ثم ينهي القصة بهذا القول: وهكذا كرّس وقته لترقب نجمتين إحداهما على الأرض قريبة منه والأخرى في السماء، النجمة السماوية بعيدة ضوئها يشع، النجمة الأرضية جميلة وضوئها يشع، أما المساء فخوف وظلام.
إن وجود نجمة من أسرة البيطري التي تمثل الثقافة الوافدة الجديدة القادرة على التغيير ستزيل الظلام والخوف وتغير من الواقع الاجتماعي، فيما سماه علماء الاجتماع الحراك الاجتماعي. أعتقد أن الرسالة التي توصلها هذه القصة هي مأزق المجتمع وتحولاته التي يعيشها الأديب إبراهيم الناصر الحميدان.
هذه قراءة متواضعة لأحد نصوص إبراهيم الناصر الحميدان، قد تصلح أن تكون بداية للكشف عن عوالم الحميدان السردية نتركها للمتخصصين من النقاد والدارسين.
شكراً للمحتفي سعادة الشيخ عبد المقصود خوجه، وشكراً للمحتفى به سعادة الأديب إبراهيم الناصر الحميدان، وشكراً لكم على الإنصات والاستماع، والحمد لله رب العالمين..
عريف الحفل: ونحن إذ نشكر أصحاب المعالي والسعادة، الذين أتحفونا بهذه الكلمات، ندعوكم أيها الأخوة الحضور إلى إثراء هذه الأمسية، بمشاركتكم وأسئلتكم التي نرجو أن توافونا بها لكي يتم طرحها على المحتفى به. الكلمة الآن لسعادة الأستاذ إبراهيم الناصر الحميدان.. المحتفى به.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :475  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 65 من 147
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج