شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الأستاذ أحمد الدويحي ))
مساء الخير، لست أعرف من أين أبدأ؟ وقد استفضنا نحن كُتّاب السرد ونقاده في ليلة جميلة، لنحتفي برائد الرواية والسرد في بلادنا، لست أعرف من أين أبدأ؟ وقد تناول الزملاء جوانب متعددة من حياة ونتاج رائدنا الأستاذ إبراهيم الناصر، وحقيقةً لم أحسب بأن أكون الليلة بينكم في هذا الحشد البهي، وفوجئت بأبوة الأستاذ إبراهيم الناصر لأكون أحد المتحدثين من أصدقائه وزملائه فله وللداعي الأستاذ عبد المقصود خوجه كل الشكر والتقدير، وهما يتيحان لي فرصة رؤية هذه الوجوه الطيبة.
 
والواقع بأن معرفتي بالأستاذ إبراهيم تعود إلى قبل سنوات عديدة، كنت قد وجدت رواياته ونصوصه القصصية مثل: "أمهاتنا والنضال" و "ثقب في رداء الليل" و "غدير البنات" و "سفينة الموتى" صدفة في مكتبة دائرة حكومة كنت أمين مكتبة بها في ذلك الوقت، وبين حروف وروايات الأستاذ إبراهيم رأيت شيئاً حميماً في ذلك الوقت، عرفت أحياء مدينتي كالملز والرياض والشميسي وغيرها من أحياء مدينة الرياض، وشعرت بشيء جديد يتخلّق في داخلي، يوازي عالم رائد الرواية العربية الأستاذ نجيب محفوظ، في اهتمامه بالأمكنة كالحسين والجمّالية وبين القصرين، ولكني في تلك الأيام البعيدة كنت قد دفنت في نفسي غضباً وسوالاً مراً على الأستاذ إبراهيم الناصر الحميدان، لم يذبل بمرور الأيام والسنين، وحينما حان الوقت وجدتني أتبرعم على صفحات جريدة "الرياض" فطرحت ذلك السؤال دون مواراة أو مداورة، والسؤال: لماذا نخرج بأبطال روايتنا المحلية إلى خارج الحدود، ولم يكن إلا سؤالاً ساذجاً أملته فورة الشباب وقلة التجربة وفي الليل وجدته يهاتفني بعطف وهو لم يكن يعرفني من قبل، وفي المساء وجدت شاباً نحيلاً طويلاً خجولاً يقف أمامي وبين يديه تلك الروايات التي لم تكن في مكتبتي بعد، ولم يكن غير ابني، ومرت الأيام لأجد الأستاذ إبراهيم وجهاً لوجه معي في نادي القصة وقد صرت له زميلاً أحسب نفسي صنوه، وهنا تعددت وتنوعت وجوه علاقتي بالأستاذ، عرفت عن قرب حرقة الإبداع، عرفت أشياء كثيرة، تتعدى أسماء الشوارع والمدن، عرفت أنه مر من هنا قبلي في الحياة والإبداع، عرفت أن غضبي للحظة بسبب سفر البطل إلى خارج الحدود كان قد أغضبه العمر كله، عرفت وعرفت أشياء كثيرة تبقى في ذمة التاريخ الأدبي للفعل السردي في بلادنا، وعرفت كما قال الزميل الأستاذ محمود تراوري أن روايته تلك التي حاكمته بسبب هجرة بطلها إلى الشمال وقد قرأتها صدفة حينما وضعها قبلي بأنها لا زالت ممنوعة قراءتها على شباب هذا الوطن منذ أكثر من أربعين عاماً، رأيت كيف يضحي بصحته ووقته ليكون رائداً حقيقياً للأجيال السردية التالية، وهم جيل منتدى السرد في الرياض وكيف يمتص معاناتهم الطويلة مع المؤسسة الثقافية قبل أن يستقر بنا المقام في نادي الرياض الأدبي.
 
أيها السادة واليوم إذ نحتفي معكم الليلة بتكريم هذا الرجل، كنت أريد أن أقول أشياء كثيرة أريد أن يعطوه الحب كل ما أمكن، كنت أريد أن أقول الكثير لولا خجلي من قامة إبداعية شامخة وخوفي من لومه لي فيما بعد.. أيها السادة جزيل الشكر لكم جمعياً، والشكر لصاحب المبادرة الجميلة الأستاذ عبد المقصود خوجه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
 
عريف الحفل: الكلمة الأخيرة لسعادة الدكتور يوسف العارف مدير إدارة الثقافة والمكتبات بتعليم جدة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :449  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 64 من 147
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج