شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الدكتور عبد الله مناع ))
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأسعد الله مساءكم.
أود أولاً أن أعترض على هذا التحديد الذي جرى حول التوقيت في هذه الليلة، فإذا كانت هذه الليلة هي آخر ليلة من ليالي الاثنينية، فيصح أن يطول بنا الوقت لأكثر مما يجب وبأكثر مما تعودنا عليه حتى نعطي الفرصة للمتحدثين وحتى نعطي أنفسنا فرصة للاستماع لأستاذنا إبراهيم البليهي فلديه الكثير، وفي قلبه الكثير، وفي عقله الكثير، هذه فاتحة الكلام ولكن الأهم من هذا أنني كدت أكاد أكون ضحية زهد الأستاذ البليهي التي تحدث عنها الأستاذ عبد الرحمن المعمر، فهو فعلاً رجل زاهد في الأضواء، لدرجة أنني لم أكن أعلم بأن هناك كاتباً عظيماً اسمه إبراهيم البليهي حتى جاءت مناسبة غريبة وجديرة بالتذكر، وإن كانت هي في مقام الذات، ولكن اعذروني فسأتحدث بصراحة وصدق، فاجأني الأستاذ إبراهيم البليهي ولم أكن أعلم بمقال طويل عن عبد الله مناع في جريدة الرياض، في وقت كان ذكر عبد الله مناع يعتبر مقارفة لشيء من الذنب أو شيئاً مما هو أكبر، فكتب الأستاذ مقالاً طويلاً وعظيماً وجميلاً أنا في حل من أن أذكر تفاصيله، وقد لفت انتباهي لهذا المقال شيخنا وصديقنا الأستاذ الكبير الأستاذ الشيخ عبد العزيز السالم، قرأت المقال فوجدت نمطاً من الشجاعة لم أعهده من قبل بين كتّابنا، ثم الأمر الآخر أنني التقيت بعد ذلك بالأستاذ إبراهيم البليهي في أمسية تحت مسمى ورشة عمل في نادي جدة الثقافي، كان الموضوع هو "الثقافة الموروثة" قبل اللقاء المسائي التقينا حول الظهيرة وسمعنا واستمعنا للأستاذ إبراهيم البليهي، حقيقة أنه أعجبني إلى أبعد الحدود، فاستعجلت حتى جاء المساء وكنت من بين الحاضرين وكنت في مقدمتهم، ثم جئنا إلى هذه الأمسية فلم يعلمني الشيخ عبد المقصود خوجه بأن ضيف الاثنينية لهذه الليلة هو الأستاذ إبراهيم البليهي، ولكنني كنت أقرأ صحيفة الجزيرة يوم أمس فإذا بها تشير إلى أن الأستاذ إبراهيم البليهي سيكون ضيف اثنينية الليلة، كان الوقت قصيراً لم يمكنّي من كتابة شيء، ولكن كنت على ثقة بأن ما في عقلي من تقدير له، وما في قلبي من محبة له، تكفيني لكتابة عشرات الصفحات لو أنني جلست أكتب، وتكفيني عشرات الساعات لو أنني بدأت أتحدث، فالأستاذ إبراهيم البليهي نغمة فريدة، ونغمة عظيمة، ونغمة جميلة، أهم ما يميز فيها هو ذلك النمط الفريد من الشجاعة وذلك النمط الفريد من الجد والنقاء والشجاعة، في البحث والجد والصدق في الكتابة.
 
كتابه "النبع الذي لا ينضب" ومشروعه "بنية التخلف" مثالان جديران بالتأمل، الأستاذ إبراهيم البليهي مفاجأته الكبرى أنه موظف عتيد، ثلاثون عاماً وظيفة، ممكن أكثر ربما أقل ربما، ولكن هذه الوظيفة لم تلتهم الأستاذ إبراهيم البليهي، لم تأكله، لم تخلفه رماداً بل ظل هكذا إبراهيم البليهي عندما يكتب فيقرأ، وعندما يكتب يكتب تلك العبارة الجميلة، وهو بهذا يشبه أستاذنا العواد الذي قال عنه عبد الوهاب آشي "إنه لا يفكر كيف يكتب إنما يفكر في ما يكتب" الأستاذ البليهي نمط فريد من بين أقلام كتابنا، وفي بلادنا يكتب الناس كثيراً، ولدينا عشرات الكتّاب، ولكن القليل منهم الذي عندما تقرأه تفهم ماذا يريد أن يقول، وقد قال الأستاذ إبراهيم كثيراً، وكتب كثيراً، وقدم أفكاراً جميلة ناضجة.
 
في التراث الثقافي الفرنسي الكاتب الفرنسي ألبرت كامو سأل ذات مرة الزعيم الفرنسي المعروف شارل ديجول قال له "كيف لكاتب فرنسي أن يخدم فرنسا؟ كان السؤال جميلاً وكانت الإجابة أجمل: من يكتب جيداً يخدم فرنسا، أستاذ إبراهيم البليهي كتب جيداً فخدم بلده وخدم الفكر وخدم الثقافة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
عريف الحفل: الكلمة الآن لسعادة الأستاذ محمد سعيد طيب.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :527  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 141 من 145
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج