فهارس الكتب عناوين الكتب محتويات الكتب أسماء المؤلفين الكل          البحث   

مكتبة الاثنينية
الرئيسية > سلسلة الاثنينية > الجزء التاسع عشر (سلسلة الاثنينية) > حفل تكريم معالي المهندس رائف يوسف محمود نجم (اثنينية - 249) > حوار مع المحتفى به.
عريف الحفل: إذاً الأسئلة التي وردتنا من السادة الحضور، هذا سؤال من الأخ أحمد مجد مكي، يقول: هل يصح إطلاق اسم بني إسرائيل على اليهود المحتلين الأرض المباركة؟ وهل تسمى دولتهم دولة إسرائيل؟ المهندس رائف نجم: الواقع إن بني إسرائيل المذكورين في القرآن الكريم هم ليسوا اليهود الموجودين على الكرة الأرضية اليوم، اليهود الموجودون على الكرة الأرضية اليوم هم جاءوا من الخزر ومن حول المنطقة وبعضهم جرمانيون وبعضهم عرب وبعضهم أثيوبيون وبعضهم تاميل من الحبشة، هم من فئات مختلفة، بعضهم أصفر وأحمر وأسود، هؤلاء لا ينتمون إلى بني إسرائيل بِصِلَة. عريف الحفل: هذا سؤال من الأخ عادل شرع، يقول: هل ترون من خلال دراستكم المتواصلة عن المسجد الأقصى أن شارون يمكن أن يُقدِم على هدم المسجد الأقصى؟ المهندس رائف نجم: شارون مقتنع بنظرية "جابوتينسكي" التي سماها جابوتينسكي الحائط الحديدي، The Iron Wall، ولكن هو يختلف بالتسمية بعض الشيء، وشارون يريد أن يُنصِّب نفسه ملكاً على إسرائيل حسب البروتوكول رقم (24) الذي وضعه حكماء بني إسرائيل الذين يسمونه حكماء وهم أغبياء بني إسرائيل، فآخر بروتوكول ينص على تنصيب ملك على بني إسرائيل، وشارون يريد أن يُنصِّب نفسه ملكاً، وملك لا يأتي إلا إذا هدم الأقصى وبنى الهيكل، هذا هو مراده. عريف الحفل: سؤال من الأستاذ محمد علي دولة، يقول: هل لكم أن تعطونا فكرة عن المسجد المرواني الموجود في رقعة المسجد الأقصى المبارك؟ المهندس رائف نجم: المسجد المرواني يحتاج إلى محاضرة كاملـة، ولكن سأختصر بدقيقتين، أصله روماني، ومن الناحية المادية هو جزء من السور الشرقي والجنوبي، يقع بالزاوية يبن السور الشرقي والجنوبي تحت الأرض، وكان عبارة عن بركة كبيرة مساحتها 3850 متراً مربعاً وبارتفاع حوالي 10 أمتار، لتجمع المياه من المنطقة المحيطة وتصب في هذه البركة لتسقي الرومان، ولكن حَوَّله إلى مسجد مروان بن عبد الملك، وبعد ذلك جاء الصليبيون وجعلوه إسطبلات لفرسانهم، فجاء صلاح الدين الأيوبي وأقفل الأبواب وبقي مقفلاً إلى سنة 1990م حيث حُوِّل إلى مسجد مرة ثانية، وهو الآن رجع إلى مسجد. هذا باختصار شديد. عريف الحفل: السائل الأخ محمد بشير الدرة، يقول: كثرت في الآونة الأخيرة الاستنتاجات بخصوص الأحداث المتلاحقة، فمنهم من ربط أو استنتج أن ما حدث في نيويورك يمكن أن يستنبط من آية معينة في سورة معينة. أي في سورة التوبة، وهذا أمر انتشر وذاع، ولكن السؤال: أن الاستنتاجات قد تمادت كثيراً لدرجة التنبؤ بأحداث مستقبلية لما يخص الصراع الإسلامي من جهة والصليبي اليهودي من جهة، فقرأنا استنتاجاً خطيراً يتنبأ عن ترديد موعد لنهاية إسرائيل وموعد آخر لغرق الجيش الأمريكي وموعد ثالث يحدد نهاية أمريكا، فأرجو من ضيفنا إبداء رأيه. المهندس رائف نجم: لا يجوز للمسلمين أن ينجرفوا خلف هذه الادعاءات وخلف هذه التفسيرات، لأنه كذب المنجمون ولو صدقوا، هذه الآية (التوبة) أنا قرأت الآية رقم 110 أظن، يعني إذا حصل تشابه بين كلمة بالقرآن وما حصل لا يجوز أن نستند إلى ذلك، نحن أمة إسلامية لنا منهج نتبعه، منهج الله ورسول الله، وكل ما عدا ذلك لا نوافق عليه، هناك من يقول: أن نهاية إسرائيل في سنة 2022 أي بعد عشرين، وهناك من يقول: 2024، وهناك من يفسر تفسيرات كثيرة بعضها من كتاب "الجفر" لعلي بن أبي طالب -كرَّم الله وجهه-، أنا لم أطَّلع عليه لأنه غير موجود في الأسواق كتاب "الجفر"، فيقولون في كتاب "الجفر" مذكور عن الأحداث التي حصلت في أمريكا وجاء نص في الكتاب يقول: بأنه سينزل شخص من بني شيبة من السماء ومن بين الغيوم وينزل بالنار فوق الأمريك.. الأمريك، علي بن أبي طالب -كرَّم الله وجهه- لم يكن يعرف باسم الأمريك ولا الأمريكان، هذا كله كلام لا نثق به والمسلم لا يجوز أن ينجرف خلفه. عريف الحفل: الأخ غياث الشريقي، يقول: تناقلت الأنباء منذ فترة وتحدث فضيلة الشيخ عكرمة صبري عن مكائد اليهود وقيامهم على فترات متعددة في الشهور الماضية بحفر مجموعة من الأنفاق والدهاليز تحت أبنية مساجد قبة الصخرة والأقصى، تمهيداً لهدم الأقصى المبارك وإقامة المعبد اليهودي، فما هي الحقيقة ونسأل الله أن يرد كيد اليهود لنحورهم؟ المهندس رائف نجم: الحفريات كما قلت (55) حفرية منها تحت المسجد الأقصى وأخطرها النفق الغربي أي النفق الذي يوازي الحائط الغربي، بطول 500 متر، نطرح منهم طول حائط البراق 47 متراً، يبقى تقريباً 450 متراً ثم أوصلوه بقناة رومانية قديمة اكتشفها قبلهم كورَّاد تشيك الألماني في القرن الثامن عشر، ووصلت حتى اصطدموا ببركتين في دير راهبات صهيون، موجودتين إلى الآن بركتين رومانيتين، ومملوءتين بالمياه الباردة، هذا النفق يسير في داخل آثار أموية إسلامية، أقواس ومع ذلك يدعون بأن هذا النفق هو نفق يهودي، وهو أمام الحائط الغربي الذي هو جزء من الهيكل، هذا كله كلام كذب وبهتان وأباطيل، جميع الأحجار الموجودة في هذا النفق أحجار كبيرة تشبه أحجار حائط البراق، وتشبه أحجار آثار كثيرة في القدس، منها أثر بجانب كنيسة القيامة نفسه نوع الحجر، وهناك أثر بجانب فندق الملك داود خارج البلدة القديمة، وهناك أثر في مقبرة هيرودية، وهناك أثر في فُورَم روماني، وهناك أثر أيضاً في نفق تحت الأقصى كلها أحجار متشابهة هندسية، هل كان الهيكل يغطي جميع هذه المنطقة؟ عشر كيلو متر مربع لا يمكن، الهيكل كان خشباً حسب ما تقول التوراة، خشب وأُحرِق، والتوراة أصلاً مُزوَّرة، يعني أكبر إثبات على أن هذه التوراة بين أيديهم هي مزورة أن ما نزل على موسى عليه السلام هو وصايا عشر وكانت مكتوبة على أحجار، كم كان يستطيع النبي موسى عليه السلام أن يحمل من الحجارة عشرة.. عشرين.. ثلاثين حجراً، وكل حجر صفحة، إذاً التوراة لا يجوز أن تزيد على ثلاثين صفحة، مع أن التوراة الموجودة بين أيدينا اليوم 1166 صفحة، 1166 صفحة، هذه كلها تزوير وتلفيق. تفضل. عريف الحفل: معالي المفكر الكبير الأستاذ إبراهيم علي الوزير يسأل قائلاً: هل هناك مرجع دقيق للجهاد الفلسطيني المقدس منذ عام 1948م حتى عام 2000 ميلادية عن عدد الشهداء من الأطفال والنساء والرجال، وكم بيتاً هُدِم وكم قرى ومدناً دُمِّرت على ساكنيها، والمساحات التي أُبيدت أشجارها ومزروعاتها وثمارها، وتدمير سيارات الإسعاف، وتجريد المستشفيات من العلاجات، وسرقة كل أسواق فلسطين، وكذلك تحطيم أيدي الشباب والأطفال وأقدامهم، كذلك ألبومات الصور عن كل تلك الفضائح؟ المهندس رائف نجم: الواقع أننا نحن العرب والمسلمين مقصرون في حق القدس والقضية الفلسطينية بكاملها، لا يوجد توثيق كامل لهذه القضية أبداً قطعياً، حتى إن القدس القديمة لم توثق من قبل ويجري توثيقها الآن، فنحن مقصرون، هناك أفـراد معدودون... عمل فردي يوثقون الشهـداء وعدد الجرحى والأبنية التي هُدمت إلى آخره، ولكن ليس توثيقاً كاملاً مع الأسف. عريف الحفل: هذا سؤال كما كتب محبكم الدكتور محمد بشير حداد، الحقيقة السؤال طويل ولكن سأختصره. ما هو الكتاب الذي تُرشحونه للأجيال الصاعدة المتحمسة للتعرف إلى صراعنا مع اليهود في فلسطين ويتسم بالشمول والموضوعية والبساطة بكل اللغات العالمية الرئيسية؟ المهندس رائف نجم: لا يوجد كتاب مترجم إلى كل اللغات العالمية لا يوجد، يعني أكثر كتاب مترجم إلى ثلاث لغات أو أربع على الأكثر، إنما في اللغة العربية هناك كتب كثيرة.. يعني مئات من الكتب حول فلسطين وكل كتاب يختص بناحية معينة، هناك كتب تاريخية وهناك كتب جغرافية وهناك كتب سياسية، أما كتاب واحد يشتمل على كل هذه الأمور.. كل هذه المحاور مع الأسف لا يوجد، أنا لدي أبحاث يعني وضعت مئات من الأبحاث وكل بحث له صفة مخصصة، وأسعى إن شاء الله إلى تجميعها في موسوعة تكون شاملة من 14 فصلاً وتشمل جميع الأمور التي ذكرت، إنما كتاب واحد لا يوجد. الشيخ عبد المقصود خوجه: لي مداخلة صغيرة، أظن أنكم تعلمون عنها معالي الدكتور، أن الأستاذة الدكتورة سلمى الجيوسي تسعى إلى وضع موسوعة عن القدس وقطعت شوطاً طويلاً، وإذا الله سبحانه وتعالى وفقها وأخرجت هذه الموسوعة قد تكون شاملة، أعتقد ذلك. المهندس رائف نجم: أنا ما أحببت أن أذكر الموسوعة الفلسطينية التي وُضِعت برئاسة زريق، لأني لا أتوقع أن يقوم زريق بوضع موسوعة تحافظ على الحق العربي والإسلامي، وفيها مغالطات كثيرة أهمها أن المسجد الأقصى بني على أساسات الهيكل، هذا الكلام موجود في الموسوعة الفلسطينية التي صدرت، ويجري تنقيحها الآن، وأنا أُشارك في تنقيحها وكتبت تصحيحاً لكثير من الأمور فيها ولكنها لم تصدر للآن، أعتقد إذا صدرت منقحة فهي شاملة إن شاء الله. عريف الحفل: سؤال من الأستاذ حسين عاتق الغريبي، يقول: حبذا لو تفضل معاليكم بإعطائنا لمحة موجزة عن بيت الشرق في القدس، ولماذا لم يتردد ذكره كثيراً بعد وفاة الحسيني -يرحمه الله- المهندس رائف نجم: -رحمة الله عليه- بيت الشرق هو مبنى جميل جداً من الناحية المعمارية، أثري، عمره حوالي مائة عام، جميل جداً، موجود في الناحية الشرقية من القدس، أنا لا أحب أن أقول القدس الشرقية والقدس الغربية، القدس واحدة، قدسنا قدس واحد، نقول الجانب الشرقي منها والجانب الغربي منها، وليس قدسين القدس الشرقية والقدس الغربية كما يقول الإعلام، هذا خطأ جم، كأننا نعترف بأن القدس الغربية ملك اليهود والقدس الشرقية فقط ملك العرب، هكذا يَدّعُون. بيت الشرق هو عبارة عن مكان كان يجتمع فيه فيصل الحسيني بجميع الوفود التي تأتي لإثبات سياسي أكثر من أي إثبات آخر، فيه بعض الكتب، فيه بعض المراجع وبعض النصوص، طبعاً عندما أقفلوه اليهود صادروا بعض محتوياته، والآن لا يجتمع فيه أحد أبداً. عريف الحفل: الأخ عدنان درويش، يقول: ما تفسير كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله في ظل اليأس العربي والإسلامي الراهن؟ المهندس رائف نجم: طبعاً هم اليهود مع الرومان كذلك، أفسدوا في القصر الإمبراطوري الروماني فجاء هدريان وطيطوس هدموا لهم الهيكل وأزالوا آثاره، ولأنهم يفسدون لا يستطيعون أن يعيشوا بين أي شعب من الشعوب إلا بالإفساد، في أوروبا الشرقية عاشوا مدة طويلة وأفسدوا، طردوهم إلى أوروبا الغربية.. هناك أفسدوا.. نشأت الصهيونية بالبداية للتخلص منهم، الصهيونية في البداية نشأت للتخلص منهم، يريدوا أن يخلصوا من اليهود من أوروبا ومن أمريكا ويعطوهم فلسطين حتى يخلصوا منهم، لأنهم كانوا يتعاملون بالربا في أوروبا فأراد الأوروبيين أن يخلصوا منهم، فهم جماعة لا يمكن أن يعيشوا إلا بالفساد وكما وصفهم الله سبحانه وتعالى: فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ، أيضاً ينقضون المواثيق ولا يمكن أن يحترموا أي أسس وأي اتفاقيات، لا يمكن أن يتجمعوا بعضهم مع بعض إلا بإيهام يهود العالم بأنهم معرضون للقتل... فلذلك يتجمعون، عندما جاءوا إلى فلسطين في سنة ثمانية وأربعين لم يتورعوا في ضرب قنابل في بغداد وفي مصر وفي شمال إفريقيا حتى يوهموا اليهود هناك بأن العرب يريدون منهم أن يهربوا إلى فلسطين، والحقيقة أنهم كانوا يريدونهم أن يتجمعوا في فلسطين لكي ينشئوا دولة إسرائيل. والآن شارون يسعى إلى إيقاد الحرب، شيء مؤكد جداً أنه يسعى ويريد من أي دولة عربية أن تبادر بذلك حتى يشن الحرب على كل من حوله، ولكن كل الدول العربية حوله تعرف هذه الحقيقة عنه وكلهم صامتون ساكتون رغم أن الله سبحانه وتعالى يأمرنا بأن نقضي على هذه الفئة، لكن الله أعلم متى سيأتي الوعد الثاني الذي ليس له فساد ثالث هو فساد ثاني وليس له ثالث على يد أُناس وصفهم الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ. عريف الحفل: الأخ سعيد أبو هادي، يقول: نجمة داود الموجودة في منتصف علم الدولة العبرية يظن الكثيرون أنها ترجع للنبي داود، بينما هي لأحد ملوكهم، أرجو من الضيف توضيح ذلك. المهندس رائف نجم: نجمة داود السداسية هي لا تمت بصلة إلى داود أبداً قطعياً، الأمويون الذين بدءوا في إنشاء العمارة الإسلامية استعملوها في أبنيتهم، ومن يذهب إلى المسجد الأموي في دمشق وينظر إلى يمين المحراب وإلى شمال المحراب يجد ثلاثة نجوم سداسية على اليمين وثلاثة نجوم سداسية على الشمال تماماً كما هي موجودة على العلم الإسرائيلي.. تماماً، مثلثين متقاطعين، فهذه النجمة هي زخرفة إسلامية وكانت موجودة في كل الزخارف الإسلامية القديمة. ولا يجوز أن نبتعد عنها ونقول لأنها نجمة داود، ليست نجمته، هم يسرقون تراث غيرهم، اليهود ليس لهم تراث البتة أبداً قطعياً وليس لهم قومية، اليهودية هي دين، دين فاسد، إنما القومية يدعى بها أناس لهم تراث ولهم كيان كالقومية العربية، أما اليهود فليس لهم أي تراث لا معماري، ولا تراثي، ولا زخرفي، ولا أي شيء من هذه الأشكال. عريف الحفل: الدكتور غازي زين عوض الله، رئيس قسم الإعلام بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، يقول: كيف ترون من وجهة نظركم حالة القدس المأساوية التي يداس فيها أو تداس فيها حرمات المسجد الأقصى، والعرب والمسلمون يتفرجون مكتوفي الأيدي دون أن يدافعوا عن قبلتهم الأولى، ألم يكن ذلك وصمة عار في جبين أمتنا العربية والإسلامية؟. المهندس رائف نجم: سيسجل ذلك التاريخ بأحرف سوداء، لكل من يتخلى عن تحرير القدس، نحن في هذه الآونة... هذا الوقت ليس بأسوأ من الوقت الذي كانت عليه الأمة الإسلامية في زمن الصليبيين، في زمن الصليبيين دخلوا المسجد الأقصى وداسوا على حرمات المسلمين وقتلوا سبعين ألفاً، وحَوَّلوا الأقصى وقبة الصخرة إلى كنيستين، هذا لم يحصل الآن، كان الوضع أسوأ من الآن، ولكن الزنكيين والأيوبيين وضعوا برنامجاً واستراتيجية من ثلاث مراحل: المرحلة الأولى: للتوعية والتثقيف، كما نفعل اليوم نحن وكانت في زمن عماد الدين زنكي. والمرحلة الثانية: كانت للإعداد في زمن نور الدين زنكي الذي أعد منبر صلاح الدين أيضاً مع السلاح والجيش. والمرحلة الثالثة: للتحريض في زمن صلاح الدين الأيوبي. من ثلاث مراحل، ولذلك على جميع زعماء هذه الأمة والمسؤولين أن يضعوا استراتيجية، إذا كان هذا الوقت غير مريح ولا يمكن أن نسترد أرضنا السليب بالقوة التي نملكها فلا بد من وضع برنامج ونعمل بخطين متوازيين، خط سياسي وخط إعدادي، انتهت مرحلة الإعداد.. مرحلة التثقيف والتوعية كلنا نعرف القضية وكلنا دارسون، نحن لا نتكلم لتوعية أنفسنا... نريد من الإعلام العربي والإسلامي أن ينشر هذه الحقائق في الغرب، لأن الشارع الغربي والأمريكي لا يدري الحقيقة، جهلة... جهلة، وأولهم رئيس أمريكا جاهل لا يدري الحقيقة، يتكلم بشيء وينفذون شيئاً آخر.. لا يدري، هذا واجب الإعلام، نريد إعلاماً قوياً لا تكفي قناة واحدة ولا اثنتين ولا عشرة، نريد إعلاماً يتغلب على الإعلام الصهيوني، ويخترق الإعلام الصهيوني في عقر داره. عريف الحفل: الأخ عبد الرحمن الأنصاري، له ثلاثة أسئلة سنختار سؤالاً واحداً، يقول: ما هو تفسيركم للآية الكريمة المتعلقة بالبشارة للمؤمنين بدخول المؤمنين المسجد كما دخلوه أول مرة، ومن هم المقصودون بقوله تعالى: عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ؟ المهندس رائف نجم: عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ، وصفهم الله سبحانه وتعالى بالقرآن: وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَمًا وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا... إلى آخر الآيات، من يقول بأن المرة الأولى بالإفساد كانت على زمن نبوخذ نَصّر فهو يجهل القرآن، لأن نبوخذ نَصّر ليس من عباد الله، ولم يكن يسجد لله، ولا يمكن للمرة الأولى أن تكون على يد ناس غير مسلمين، إذاً المرة الأولى كانت في زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والمرة الثانية هي التي نعيشها الآن، والذي دخل المسجد أول مرة هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه، والمرة الثانية سيدخلها المسلمون الذين يتصفون بنفس أوصاف المسلمين الأوائل، الذين دخلوا المسجد أول مرة في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، والله أعلم. عريف الحفل: الأخ هشام محمد حسنين، يقول: هل توافقونني الرأي أن كل ما حدث في رام الله من احتجاز رئيس السلطة الفلسطينية "ياسر عرفات" لم يكن سوى سيناريو للقضاء على أبرز ناشطي حركة كتائب القسام وناشطي الإنتفاضة، ثم استكمال السيناريو بخروج "عرفات" لاستكمال دوره في القضاء على البقية الباقية؟ المهندس رائف نجم: أنا لا أؤمن بالمخطط الذي وضعته السلطة منذ سنة 1990م، وكان ذلك سبب استقالتي من الوزارة، كنت وزيراً للأوقاف واستقلت واحتججت للملك وللحكومة في ذلك الوقت، وقلت أن الدخول في هذه المفاوضات هو عبارة عن دخول في نفق مظلم له باب للدخول وليس له باب للخروج، فياسر عرفات دخل في نفق مظلم له باب للدخول وليس له باب للخروج، هذا أوصفه بهذا الوصف، والذي يحصل في رام الله طلب شارون من عرفات في مرات عديدة إثر كل حادثة من حوادث التفجير التي كان يقوم بها الاستشهاديون في القدس وغير القدس، كان يقول له شارون عليك أن توقف هذه المجازر التي تقوم بها في أُناس أبرياء عُزَّل من السلاح في إسرائيل، فعندما شعر شارون بأنه لا يستطيع عرفات أن يقوم بذلك قال له اجلس ونمثل.. نجري تمثيلية نحاصرك في قصرك في رام الله ونقوم بالمهمة، وقام شارون بالمهمة والآن بعد أن انتهت المهمة أفرجوا عن عرفـات، أنا أعتقد أنها لعبة.. أعتقد أنها لعبة. عريف الحفل: سؤال من الدكتور يوسف العارف، يقول: مرحباً بك في جدة وفي جزيرة العرب، لعلَّك قرأت ما كتبه كمال الصليبي عن التوراة جاءت من جزيرة العرب فما كتبه فراس السواح رداً على تلك المقولات، ما رأيك في هذه المسألة وقد تعمقت في دراسة الفكر اليهودي وعلاقته بفلسطين والقدس؟ المهندس رائف نجم: أنا قرأت ما كتبه كمال الصليبي وردَّدَ عنه كثيرون من الكُتّاب منهم في الأردن الشيخ عبد العزيز الخياط وزكي الغول وغيرهم.. وفي الخارج أيضاً، ويسترشدون بآيات من القرآن الكريم يقولون: إن مملكة سليمان كانت في جنوبي السعودية قرب مملكة سبأ حيث كانت بلقيس ويستشهدون بالآيات التي جاءت في سورة النمل، وادي النمل يقولوا في اليمن، وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا، يعني الأرض التي باركنا فيها إما إلى القدس وإما إلى مكة، إما إلى فلسطين وإما إلى الحجاز، إذاً الريح عندما.. إلى الأرض ترسل إلى الأرض إذاً سليمان لم يكن في الأرض المباركة، كان في أرض أخرى، هذا ما يستشهدون به، لكن ما أقوله أنه لا مانع من موسى عليه السلام وبنو إسرائيل الذين جاءوا معه.. الذين اخترقوا البحر الأحمر شرقاً فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِينَ في آية الشعراء، الآية رقم ستين في سورة الشعراء فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِينَ، أي نحو الشرق، أحد التفاسير نحو الشرق، وأحد التفاسير عندما أشرقت الشمس، إذا أخذنا التفسير الأول نحو الشرق، يعني نحو البحر الأحمر وهو الذي ضربه بعصاه، وخرج إلى الشاطئ الشرقي يعني إلى جنوب السعودية، هذا لا يمنع أن يستمر في السير شمالاً، ويدخل أريحا لأنه دخل أريحا دخل فلسطين يوشع من أريحا، أما موسى عليه السلام فبقي في الأردن على جبل "نِبُّو" لم يدخل فلسطين، توفي على جبل "نِبُّو". إذاً قصة الصليبي التي تستند على هذه الآيات ليست مائة في المائة حقيقية ويجب أن نعتمد عليها، لا مانع من أن يكون موسى عليه السلام وصل إلى الأردن ودخل يوشع القدس مع بني إسرائيل في ذلك الوقت، ولكن الهيكل لم يبنَ في تلك البقعة، الهيكل عبارة عن خيمة، خيمة العهد، كان داود عليه السلام لديه التابوت العهد الموجود فيه الوصايا وأراد أن يضعه في خيمة.. يحافظ عليه فبنى خيمة، خيمة العهد، ويسمونها هيكل، الهيكل ليس بناءً ضخماً كما يدعون، الهيكل كان عبارة عن خيمة ثم بنوا معبداً من الخشب، معبد غير الخيمة، يعني الوصايا العشر كانت في الخيمة، أما المعبد الذي يسمونه هيكل لم يكن لحفظ الوصايا فيه، كان عبارة عن معبد من الخشب وأُحرق، وفي التوراة نصوص كثيرة تدل على أن الهيكل كان من الخشب، لأن الرب يقول لداود أنت لن تبني لي الهيكل بل سيبنيه ابنك سليمان من بعدك، ثم حضّر داود الخشب بكميات كبيرة من صيدا وصور، خشب الأرز، وفي نص آخر بنى سليمان الهيكل من خشب السرو، كيف حولت التوراة الخشب الأرز إلى سرو لا أدري، هذه من المتناقضات الموجودة، إنما أنا سقتها لكم لأبين بأن التوراة تقول إن الهيكل كان من الخشب وليس من البُنى، أما المحفوظ فيه العهد (تابوت العهد) فهو كان خيمة، فإذاً قصة كمال الصليبي يرددونها لكن أنا لا أقول بأنه يجب أن نؤمن بها مائة بالمائة. الشيخ عبد المقصود خوجه: آسف جداً، لا أقول حجب وإنما عدم طرح أسئلة عامة وموجودة في الكتب، ودعوني أعلن الأسماء حتى لا أُتهم بحجب تلك الأسئلة، الأسئلة للدكتورين علي العمري والدكتور عبد اللطيف الهاشمي.. الزملاء الأساتذة عبد المجيد الزهراء، نور محمد، حيفان حمزة، عبد الرزاق الغامدي، عبد الله عبد الجبار، عبد الوهاب الشافع. أشكر لهم طرح الأسئلة وإنما هي أسئلة عامة، تود من الضيف أن يسرد أموراً موجودة في بطون الكتب وليست هناك رؤية خاصة يطرحها بشأنها، والوقت كما تعلمون أيضاً قد تأخر، وإنني أرجو مكرراً وشاكراً لو تتفضلون بالحضور مبكراً حتى نعطي للضيف فرصة أكبر للاستفاضة في الإجابة عن الأسئلة المطروحة منكم وأكون شاكراً لو تفضلتم بهذا الفضل على الاثنينية، فالاثنينية اثنينيتكم ولننعم بمحاورة الضيف بأكبر قدر ممكن. شكراً لسعادة.. معالي ضيفنا الكريم ولكم، وأترك الكلمة لزميلي ليكمل الحفل.
طباعة تعليق  القراءات :782  التعليقات :0
صفحة 119 من 145

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان

هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع
	تسجيلات كاملة
	مقتطفات لتسجيلات مختارة
	لا أؤيد
النتائج