شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الأستاذ أحمد سالم باعطب ))
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد..
فإن خير تحية يحيي بها المسلم إخوته المسلمين تحية الإسلام فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لن أزعم بأنني شاعر ولكنني أتذوق الشعر وأحبه من الأعماق، وإذا قلت شيئاً من هذا الشعر فليس معناه أنني قد تعلقت بهذا الشعر تعلقاً كبيراً، وهذه القصيدة التي سألقيها الآن إنما هي تعبير عما يجول بخاطري من أحداث تدور فيها الأمة العربية والإسلامية، فجعلت القصيدة مقطعين: المقطع الأول: يدور حول القدس، والمقطع الثاني: حديث شيخ فلسطيني، أما المقطع الأول فأقول فيه:
يـا قـدس أنـت شهيد مـا فعـل اليهـود
قتلوا الرضيع ومزَّقوا جسد الوليد
ولطالما نزعوا صبياً يافعاً
عن أمه الثكلى ووالده الشهيد
وتسابقت للتضحيات لداته
مبرورةَ الإقدام صادقة العهود
سنظل نهتف لانتفاضتنا اصمدي
تاريخنا الموعود يكتب من جديد
يا قدسُ أمسُكِ زاخرٌ بطيوبه
يروي فضائله سجل حروبه
والمسجد الأقصى طلائع فجره
تُهدي السلام إلى خيار شعوبه
والموقدون لظى الحجارة أقسموا
أن يوقظوا التاريخ قبل غروبه
ولتشهد الأيام موكب نصرنا
والنور في أفق الحمى ودروبه
يا قدس عالمنا تمزق ظله
هــل تشرق الأيام عـن فجـر جديـد؟
كلماتنا عقمت وضلت نهجها
وتساقطت حُمراً مخضبة النشيد
في كل ثانية يعمق جرحنا حزن
ويغربُ عن مسيرتنا شهيد
هتف الصغار أكفُّنا فيها لنا عُدَدٌ
تُحقق في المسيرة ما نريد
 
هذه هي التوجهات إلى القدس وهذا حديث شيخ فلسطيني يقول:
مَزِّقي تاريخَ يومي مَزِّقي
يا رؤى أمسي المُضيء المُشرقِ
واغسلي بالنَّارِ من ذاكرتي
شبحاً عنهُ بإحساسي بَقِي
تلعنُ الأيامُ لي سيرتهُ
وصمةٌ تصفعُ وجهَ المشرق
أنا يا أمسي بِما حَمَّلتَني
أَحسِنُ البَذلَ وأحمي بيرقي
قَمَّطَتْني جارةٌ كانت لنا
بخمارٍ عربيِّ الخُلقِ
كَحَّلَتْ عيني شجوناً وشجى
وسقتني بيديها أَرقِي
ثم ألقتني لأحضانِ الأسى
فأنا اليومَ ربيبُ القلق
أنا يا أمسي بقايا حفنةٍ
من نِفايات حشاً محترقِ
أنا رَجْعٌ لترانيم ارتوت
من فقاعاتِ هوىً مختلق
أنا ليلٌ ضاعَ في لُجَّتهِ
نشوة الفجر وسحرِ الألق
ورعَى اليأسُ على ساحِله
ذلَّةَ النفس وحُمَّى الفَرَق
أنا رسمٌ سَخِرَ الناس به
غارقٌ بين دموعِ الشفق
في جبيني سِمَةٌ شاحِبَةٌ
لضياعي ظِلُّها في مفرقي
ساعدي شاخت به قوته
وفمي يلعق زيف المنطق
بعت للسفاح أمجاد أبي
وتنازلت له عن بندقي
ليس لي في الروضِ طير صادح
يطرب النفس ولا ظل يقي
في فجاجِ الوهنِ غاصت قدمي
ومن الخلْف سرى منطلقي
والثعابين التي كم سكرت
من دمائي باركت لي خلقي
أتراني ويدي مغلولةٌ
فوق هام النجم يوماً نلتقي؟
* * *
سألتني الشمس همساً عندما
أبصرت شرخاً للبلى في فيلقي
ما لأعلامك لم تشرق سنى؟
ما لها في جبهتي لم تخفق؟
قلت سيل جارف مغترب
داهم القريةَ عند الغسق
أشعل الأحزان في أحداقنا
فإذا أهلي سبايا الغرق
وإذا أحلامنا مذبوحةٌ
بين جدرانِ الهوان المطبق
وغدونا قِصَّةً تعصُرنا
فرحةُ القالي ورُحْمى المُشفِقِ
أتُرى المجدُ غداً يجمعُنا
وخُطانا في الهُدَى لم تلتق؟
ورؤانا في سِجِلاَّتِ المَدى
دامياتٌ بسهامِ الفَرَق
ضَجَّتِ الأرض وقد روَّعها
في جلابيبي صَدِيدُ المَلَقِ
حَطَّمَتْ كأسِي على ناصيتي
ثم صاحتْ ويْلَهُ من أحمق
أنا لم ألد أعجوبة في صدرها
حشرجات اليائس المختنق
تنضحُ الأدرانُ من أثوابِها
غصةَ الناظرِ والمستنشق
يَكْتَسي حلَّتها مسكنةً
يستقي مشربَها من نزق
إنَّ أبنائي الألى أرضعتُهُمْ
من شَذَا بدرٍ ونورِ الخندق
هم مصابيحي إذا الليلُ سَجَا
ودُروعي في البلاءِ المحدق
كُلُّ شهمٍ كانً صوتاً مرعباً
يا بلادي بِخطى النصر ثِقي
سجلي الإِصرارَ منِّي قسماً
وخُذي إنْ شئتِ مِنّي موثقي
سوفَ أبني بجهادي قلعةً
وسأروي تُربها من عرقي
وَمضَوْا للمجدِ غُرّاً أُنُفاً
في طريقٍ عاطرٍ مُؤتَلِقِ
من ينابيعي تهادَى ضَوْؤُهُ
في شموخٍ وارتَوى من عَبَقي
ثم عاثَ الشرُّ في أحفادِهِم
ورَمَى كُلَّ شَقِيٍّ بِشَقِي
نَصَبُوا للَّئلِ منِّي شَرَكاً
يا تُرَى مِنْ أَي صَوْبٍ أَتقي؟
خِنْجرُ المأساةِ في خَاصِرتِي
ويدُ النكرانِ تَلْوي عنقي
والصراصيرُ لِضَعْفي أصبحتْ
تمتطي ظَهري وتغزو أُفُقِي
والوَنَى يَقْتاتُ من قافِلَتي
والأسى ينسابُ مَلءَ الطُّرق
والتماسيحُ التي روضتُها
أغرقَتْ لِي في الدياجي زورقي
عرفَت أني معِين ناضب
وصناديدي دُمىً من ورق
يا رؤى أمسي المُضيءِ المشرِق
مَزِّقي تاريخَ يومي مَزِّقي
واغسلي بالنَّارِ من ذاكرتي
شبحاً عنهُ بإحساسي بقي
تلعنُ الأيامُ لي سيرتَهُ
وصمةٌ تصفعُ وجهَ المشرق
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عريف الحفل: ختام هذه الكلمات وهذه الأبيات التي استمعنا إليها، هذه رسالة وردت لسكرتارية الاثنينية من الأستاذة الدكتورة سلمى الخضراء الجيوسي تقول فيها:
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :600  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 116 من 145
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج