شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الشيخ عبد المقصود خوجه: في الحقيقة الأسئلة أكثر من كثير، بعض الأسئلة تفضلتم بالإجابة عليها أثناء حديثكم والبعض الآخر اشترك بين بعض الأخوة، فالكلمة الآن لزميلي ليقدم هذه الأسئلة فأرجو أن تتفضلوا بالاختصار.
عريف الحفل: سعادة الدكتور تحدثتم عن الشفاعة، هذه الحقيقة ستة أسئلة نذكر أسماء: المهندس المحامي هاني إبراهيم زهران، فهمي حسنين، صالح بوقري، الأخ محمد علي موزة، والأخ عصام غلُّوش يسألوا.
عن الشفاعة هل تريدون أن تضيفوا؟
 
الدكتور مصطفى محمود: لا طبعاً كلمة الشفاعة ومعناها هذه وحدها مسألة خطيرة طبعاً، ثم إن النطق في هذا الموضوع مليء بالمحاذير ويثير خلافات، أثار خلافات في القاهرة رهيبة.. رهيبة، فطبعاً المسلمون مختلفون بما يكفي، يجب على الشخص أن يحسب حساب هذه الأشياء، ففي مسألة الشفاعة بالذات هي مؤكدة لا شك فيها لكن معناها ماذا؟ هذه هي القضية، ما معناها؟ نحن نفهما بمعنى الوسائط والمحاباة والخواطر كالتي تحصل في هذه الدنيا.. والتدخل، أن الله يحكم فشخص يتدخل يناقش الله في حكمه نفهما هكذا، إنما ليس معناها هكذا، الشفاعة ليس معناها الواسطة والمحاباة والخواطر وأن الله يفتح المجال حتى يتدخل أحد في أحكامه لا يحصل هذا أبداً لأن القرآن صريح في هذا الجزء، عندما يقول مثلاً: وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ، خلاص انتهى الموضوع، قُل لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ، فإذاً الله لا يُناقَش، لا يمكن أن يُناقَش، لماذا؟ لأن الله عنده علم لا يمكن أن يتوازى مع علم أي شخص يناقشه.
والله سبحانه وتعالى هو الوحيد العالِم بغيب القلوب بباطن القلب وشواغله، ولذلك هو أعدل ما يكون في الحكم على (البني آدم)، لأنه لو شخص ارتكب جريمة مثلاً يجب أن تعرف ماذا في قلب هذا الشخص، ربما يكون عنده أعذار أو حالة قهرية دفعته، فهذا الحكم العادل يحتاج إلى العلم بالقلوب ولا أحد عنده علم القلوب إلا رب القلوب لذلك قال: وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ، وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ، ليست آية واحدة بل آيات.. بحيث أنه ليس هناك مجال أن تضع أمام الله أحداً كيف؟ لأن ليس هناك أعلم بغيب قلبك إلا هو فهو أعدل من يحكم عليك، فالمسألة أننا لسنا ضد الشفاعة نحن نريد فقط أن نفهم الشفاعة، في الأول نفهم هذه تحتاج عادة إلى أيام تفكير في معنى الشفاعة، قُلْ يقول للنبي: قُل لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً فهي هنا كلمة الشفاعة ومعناها في بداية الموضوع كله نحن نفهمها خطأ أنها تدخل في أحكام الله وتوسل.. (هذا غلبان والله يا ربي مشِّي حاله) أمور كهذه كما نفعلها في الدنيا أبداً ليس هناك كلام من هذا يحدث أبداً، أبداً لا يوجد أحد يتدخل في أمر الله أبداً، أمر الله نهائي.
 
إنما هنا الشفاعة لها معانٍ أخرى، وهي يجب أن تبدأ الدراسة في البداية حتى نرى ما معنى الشفاعة، إنما الشفاعة مؤكدة وبعد ذلك آية صريحة يقول للنبي: قُل لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً، ولكن لمن؟ قال لله، لماذا؟ لأنه لا يوجد عالِم بالغيب إلا هو وخصوصاً غيب القلوب وبالتالي الحكم على أن هذا المجرم سلباً أو إيجاباً، لا يوجد سوى الله العالم بقلبه وعالِم بدوافعه وهو الذي سيكون حاكماً عادلاً عدلاً نهائياً، فهذه المسألة يعني.. لماذا؟ أعود وأقول أيضاً شيء مهم جداً أن الشفاعة من أمور الآخرة، والآخرة غيب، فعلى مهلنا قليلاً في هذا الجزء لأن هذا دخول في غيب وليس من حقنا لا أنا ولا غيري، فخطوة.. خطوة لأننا لسنا أهلاً لهذه الحكاية، وبالتالي المسألة تحتاج إلى تروٍ شديد، أولاً: تحتاج إلى رحابة من المستمع وثانياً: تقوى من المفكر، لأنه يدخل في موضوع لا يعرفه، الآخرة غيب.. غيب حقيقي لا نستطيع أن ندخل في هذا (المولد) ونحن لا نعلم شيئاً أبداً.
 
فالمسألة تحتمل الكثير لذلك تثير خلافات وخلافات لا تنتهي، وفي النهاية لا يوجد أي طرف يستطيع القول أنا صح وأنت خطأ، لأنها آخرة والآخرة غيب فهي على المهل فكل الحكاية في الأول نحاول نفهم ما معنى الشفاعة، وأنها مختلفة عن الفهم المحدود بأنها تدخل، لأنه مثلاً عندما يقول لك عن الملائكة والأنبياء: وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى، إذاً لا بد أولاً أن يرضى هو، في الأول الله سبحانه وتعالى يرضى، إنما تأتي تقتحم هكذا لا يمكن، وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى ولذلك فإن الله في البداية سيسبقهم في القول لا يصح أن تسبق الله أبداً، إنه العليم، فالملائكة كلهم في حالة لا يستطيعون فيها أن ينطقوا، لاَ يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ، قال هذا الكلام عن من؟ قال عن الأنبياء وعن الملائكة لاَ يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ، فينتظروا حتى يروا الله ماذا سيقول عندها من الممكن أن يقولوا نعم والله نحن رأينا هذا الرجل (غلبان) لقد عمل أعمال جيدة مثلاً، أنا لا أعلم ماذا سيقولون لكن في النهاية لا بد أن الكل ينظر هكذا لا ينطق لاَ يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ.
 
هذا الكلام على الأنبياء والصديقين فهذه المسألة كلها، بدليل أن عيسى في القرآن توسط من أجل قومه إن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ.. لم يستطع أن يقول "الْغَفُورُ الرَّحِيمُ"، قال فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ، خوفه.. أنظر خوف عيسى، لماذا إذاً الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ يعني أنت مستغني عنهم ولا أنت ستضرك ذنوبهم ولا تنفعك حسناتهم فاختار اسماً خطيراً جداً، هذا ذكاء وتقوى من عيسى، إن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ.. لم يقل الغفور الرحيم، وإلا سيبقى إلزام ويكون قد فهم خطأ، لم يقل هذه، قال: فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ يعني مستغني، فالمسالة خطيرة وهذا نبي، ولذلك فعندما رد الله عليه لم يسأل فيه أبداً ماذا قال؟: هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ يعني أنا ليست لي مصلحة، أنت ترد المسألة لمصلحتي لا أنا ليست لي مصلحة هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ إذاً هذا الذي سيحدد الموضوع كله، هل الله سيقلب النظام ويضع الكاذبين مكان الصادقين؟ محال.
 
فالمسألة كلها.. الحكاية كبيرة جداً أكبر مني وأكبر من القارئ ولا نستعجل في الاتهام، لماذا؟ لأن الآخرة غيب وفيها كل أعماق الغيب وأسئلة كبرى، أشياء رهيبة الآخرة هذه، فعلى مهلكم وأنا خطوة.. أقول خطوة للأمام وأعود عشر خطوات لا أرجع خطوة واحدة!، أتقدم بقدمي للأمام قليلاً وأعود وأجري ثانيةً، لأن هذا الموضوع لا أستطيع أن أحسم فيه أبداً وكل ما في الأمر أني حاولت أن أفهم معنى الشفاعة، إنما هذا موضوع لا ينتهي ويحتاج إلى دراسات ويحتاج إلى إخلاص شديد جداً ويحتاج تجرداً شديداً جداً، لأن هذا الموضوع غيب ليس من الممكن أن نقول فيه كلمة أخيرة أبداً، إلا في الآخرة عندما نرى المشهد نفسه كيف سيكون شكله، سيكون مرعباً طبعاً، يعني أنظر الرد على عيسى كيف شكله هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ما شأني أنا ليس لي مصلحة، إنما ما أسويه كيف أسوي بين صادق وبين كاذب؟ يقول ابن الله وليس ابن الله.. وصليب ومش صليب ليس ممكناً أنا قلت، وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ. بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ إلى آخره، فيعني المسألة لا تحتمل أن تكلمني هكذا يا عيسى، لا ينفع هذا، أنا عندي قانون كل هذا الكلام الذي قلته أن الصادق هو الذي يمر، هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ أنظر الموازين التي عند الله كم هي، شيء رهيب فهكذا الآخرة يا إخواني مرعبة جداً وعلى المهل وأنا لا أدعي إطلاقاً.. يعني شيء في هذه الحكاية أن كل ما في الأمر أنني حاولت أن أفهم، وأنا أعترف بأني لا أستطيع أن أقول رأياً نهائياً، لأني كيف أتكلم في غيب كيف أتكلم عن غيب؟ محال، نعم غيره.
عريف الحفل: سؤال من الأخ عبد الحميد الدرهلي يقول:
قال الله تعالى: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ندعوه بحرارة فلا يستجيب لينقذ أمة الإسلام من الضيم والذل والظلم، هل رب العزة والجلالة غاضب على الأمة الإسلامية التي هي خير أمة أخرجت للناس؟
 
الدكتور مصطفى محمود: لا.. لا هي طبعاً الأمة الإسلامية هي المقصرة أولاً واضح جداً عندما تقارن الأمة الإسلامية بالأمة الغربية الناس الذين يخترعون الطائرات وموبايلات.. صواريخ كل هذه الاختراعات من أين ظهرت؟ ظهرت من الغرب، لماذا؟ هل العقل هنا في الشرق ينقصه شيء؟ هو لا ينقصه شيء، نحن مقصرين فعلاً.. عندما قال: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ فهذه معناها كبير جداً، اقرأ باسم ربك، هذا هو المفتاح الذي سيفتح.. كل المعارف كلمة اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ هذه تشمل جميع المعارف وهذه علموها في أوروبا ونحن لم نقم بها، نحن نقرأ هكذا فقط، إنما كلمة اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ يعني أنت ستدخل على مجاهيل مهولة وتحتاج رحلة عظيمة جداً في المعارف، مدارج المعرفة كلها إذاً اسم ربك، أليس هو العليم؟ علم الله هذا ما مقداره وهو يبيحه لك علم الله مباح للذي يجتهد، لا يحجر على أحد، فنحن مقصرون دون شك، أعترف فعلاً بأن الأمة الإسلامية مقصرة.
عريف الحفل: الأخ مازن محمد الشهري يقول:
أنت من كبار العلماء فما هو رأيك ونظرتك في علم (النانوتكنولوجي) فبحسب نظرتك العلمية مما ترى أن هذا العلم علم متحقق في المستقبل القريب؟
 
الدكتور مصطفى محمود: والله هذا فرع لم أقرأ فيه جيداً في الحقيقة، ما هذا يا شمس..؟ ما حكاية النانوتكنولوجي هذه؟
أحد الحضور: علم التكنولوجيا الدقيقة جداً.
الدكتور مصطفى محمود: علم الدقائق يعني، يعني أنت تقصد النانو هنا يعني علم الدقائق نعم ممكن.. ممكن. يعني نحن طبعاً يجب للأسف أن نعترف أننا مقصرين يعني في أمر هذا العلم بالذات نحن مقصرين، فإن شاء الله نرجو أن يكون هناك همم تستحمل هذا الطريق الطويل إنه طريق ليس سهلاً.
عريف الحفل: الأخ وضاح أشرم يقول:
ما هي الروح وما خصائصها وما الذي توصل العلم إليه في الروح؟
 
الدكتور مصطفى محمود: هذا هو الذي لا نعرف فيه شيئاً أبداً، هذا ما نعرفه ولا يستطيع أحد أن يفتح فمه في هذا الجزء، نعم بدون شك الروح هذه لغز عظيم يعني بدون شك لا أحد يعرف شيئاً لا شرقاً ولا غرباً ولا أي شيء، هو قال: كلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، هذه هي الكلمة سر الكلمة، من يعرف هذه.. من هذه؟ سبحان الله لا.. لا نعرف شيئاً أبداً.
عريف الحفل: الأخ هتان يوسف طاشقندي يقول:
قال الله تعالى: وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي ءَادَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ الآية، كيف نربط بين هذه الآية وأن جميع البشر يتشابهون في الشريط DNA الوراثي بنسبة 99.9% ويختلفون في واحد من عشرة بالمائة؟
 
الدكتور مصطفى محمود: طبعاً نحن كلنا خلقنا الله على نمط واحد لكن المسألة تباديل وتوافيق في هذا الشريط، الأمر كله تباديل وتوافيق في الجينات التي يسمونها، فانظر أنت التباديل والتوافيق في كم حرف عندما تغير هذا قبل هذا، هذا بعد هذا، سينتج كل هؤلاء الخلق، كل الخلق تكون نتيجة تباديل وتوافيق في نفس الحروف التي نسميها الجينات والطيور والميكروبات والفيروسات هذه أشياء غريبة جداً، شيء غير معقول.
 
عريف الحفل: الطالب تركي بن عوض علوة يقول:
 
قرأت خبراً في إحدى أعداد صحيفة الأهرام بقلم الدكتور زغلول النجار (الآيات الكونية عن تفسيره وتحليله لسورة الطارق وقوله أن النجم المنزل من السماء يستأذن أهل الأرض قبل نزوله بطرقه ثلاث مرات، واستدل بذلك بقوله تعالى: وَالسَّمَآءِ وَالطَّارِقِ. وَمَآ أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ. النَّجْمُ الثَّاقِبُ فهل هذا الموضوع تطرق إليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأهل العلم من بعده؟ مع العلم بأني بحثت عن ذلك التحليل في كتب التفسير المشهورة ولم أستدل على شيء أرجو أن أجد لديكم تفسيراً.
 
الدكتور مصطفى محمود: والله هو طبعاً مختلف في هذه النقطة وأحسن التفسيرات التي تقول أن (الطارق) هذا هو النجم الذي يهوي إلى داخله فيتحول إلى ثقب أسود، يعني هذه التفسيرات المحتملة أنها هي الثقب الأسود ومصدره، وما قيل فيه أن أيضاً أمر الثقب الأسود هذا في الفلك لغز كبير يعني، فهذا هو الانهيار، انهيار النجوم.. تكون أحد سبل انهيار النجوم أن تنهار إلى الداخل فهذا هو الذي يقوله، إنما العلم عند الله، هذه كلها محاولات إنما لا يوجد شيء مؤكد.
عريف الحفل: الدكتور عبد الرحمن الكردي (مكة المكرمة) يقول:
المعروف أن السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هي تحية المسلمين وأتابعكم علماً منذ زمن بعيد في المسموع والمرئي ما أخطأتم قط بترديد تحية الإسلام وهنا تبدأون دائماً بقولكم مرحباً أهلاً، هل لذلك من تعليق؟
 
الدكتور مصطفى محمود: لا يمنع، نحن بالرغم من أننا نقول مرحباً نحن أيضاً نقول السلام عليكم ورحمة الله، يعني نقول هذا أيضاً.
عريف الحفل: الأخ أحمد خالد بخش يقول:
من المعروف أن ألوان الطيف التي مصدرها الضوء حينما تدخل في نطاق الكرة الأرضية من ثم تجذب الأجسام جميع هذه الألوان ما عدا لونها، فكيف تبدو الألوان في الفضاء وهل تحدث نفس هذه الظاهرة؟
 
الدكتور مصطفى محمود: لمَّا ذهبوا للقمر لم يجدوا ألوان أبداً، كل الذي وجدوه اللون الأسود واللون الأبيض للشمس، أما الذي يشرق المنطقة التي يشرق عليها الشمس القمر تكون مثل الشمس القادحة التي نعرفها، لكن الطرف الآخر يكون أسود تماماً الذي هو الوجه الآخر من القمر، ونفس الشيء أيضاً في الفضاء يعني أول ما الصاروخ يطلع يأخذ فترة في الجو الأرضي نفسه، فعندما ينتهي الجو الأرضي وبعد ذلك يدخل في الفضاء (Space) يعني هو ظلمة مطبقة، وأغطش ليلها هذه كلمة أيضاً أن الفضاء والسموات الله أغطش ليلها يعني جعله شديد السواد، شديد الحلكة، وأغطش ليلها هذا تفسير كلمة أغطش.
عريف الحفل: الأخ مجاهد خلدون الأحدب يقول:
أثبتت تجارب أمريكية وإيطالية أنه يمكن تسريع الضوء إلى ثلاثمائة ضعف على هذه التجارب، هل هذه التجارب ستضعف النظرية النسبية؟
الدكتور مصطفى محمود: والله نحن نقرأ كثيراً عن حكاية السرعة أكبر من سرعة الضوء معروفة في القرآن هذه السرعة، خمسين ألف سنة التي فيها الآية تَعْرُجُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ هذه لم يجدوا لها تفسيراً إلا السرعة أكبر من سرعة الضوء هذه عند الله فقط، إنما نحن لم نبلغ هذه المسألة أبداً، السرعة التي أكبر من سرعة الضوء، وإنها ذُكرت في القرآن.
عريف الحفل: الأخ مؤيد أحمد الفارسي من مكتب رعاية الموهوبين يقول:
نحن نسمع عن كوكب بلوتو.. نبتون، ولكن الشيء الغريب في الأمر أن هناك التقاء بين المدارين اللذين يسيران عليه، فهناك التقاء بين هذين المدارين في نقطة واحدة ولكن بفضل الله ثم الميل في هذا المحور هو السبب في عدم تصادمهما، ما مدى مصداقية هذا الخبر؟
 
الدكتور مصطفى محمود: والله أنا لي فعلاً حلقة عن بلوتو وعن نبتون تكلمت بالتفصيل عن هذا الأمر.
عريف الحفل: الدكتور مصطفى ما هي المعادلة التي مكنتك من الجمع بين العلوم الطبيعية والعلوم الدينية؟ سؤال من الأخ فراس إخوان.
 
الدكتور مصطفى محمود: والله المعادلة هي أنه لا غنى عنها، أنا وجدت أنني لست قادراً على فهم القرآن دون أن أفهم الفلك رغماً عني، يعني كان شيء ضروري، ليس هذا فحسب بل علوم الحياة نفسها أيضاً، لا يمكن فهمها إلا بالعلوم التي نأخذها بالبيولوجي وكل هذه الأمور، وطبعاً دراستي الطبية ساعدتني لأنها فتحت لي باباً في العلوم البيولوجية كلها، وأنني أستطيع أن أجد مراجع تتكلم عن هذه الأشياء سواء كان نبات أو حيوان إلى آخره.
عريف الحفل: الأخ أحمد طلال مختار يقول:
قرأت مؤخراً في شبكة الإنترنت عن بعض الاكتشافات الحديثة لوجود بقايا الإنسان وأدواته عمرها أكثر من أربعين إلى ستين ألف سنة تقريباً في ماليزيا وأستراليا، هل نستطيع أن نقدر أن هبوط آدم إلى الأرض يتوافق مع هذا الزمن أو هو قبله أو بعده؟ وأين كان الهبوط؟
 
الدكتور مصطفى محمود: والله هذا أيضاً لا أستطيع أن أجيب عليه، متى جاء آدم وكذا..، كلام لا زال.. مجهولاً يعني لا يوجد شيء مؤكد، نحن بالنسبة للتاريخ أبعد شيء وصلنا إليه الفراعنة وكانت منذ خمسة أو ستة آلاف سنة، وإنما مثلاً قوم عاد هؤلاء قوم لم نجدهم أبداً لم نجد مكانهم أبداً، وقيل: أنهم في الربع الخالي والله أعلم، خسف بهم الأرض، فهناك أشياء نقرأ عنها ولم نصل إليها لم نصل إطلاقاً إلى الآن أين كان قوم عاد، لأن الله خسف بهم الأرض ونسفهم تماماً، بحيث أننا لم نجد لهم أثراً.
عريف الحفل: الأخ حاتم محمود شاهين الأحول يقول:
على أي أساس حسبت الأرقام التي توضح عدد المجرات التي تسبح في الكون حيث تبلغ مائة ألف مليون مجرة؟ عدد النجوم في مجرة درب التبَّانة حيث تبلغ مائة ألف مليون نجم.
الدكتور مصطفى محمود: نعم هذا صحيح.
عريف الحفل: على أي أساس.
الدكتور مصطفى محمود: على أي أساس، يحسبونها على أساس حجمها كما تعلم نأخذ هذه الصور تجد أن هذه الصور في الإنترنت تأتي النجوم تكون نقط، فهي بتعداد النقاط يعدونها طبعاً العدد غير مضبوط كثيراً ولكن عدد تقريبي، يعني النجوم تعدها بالنقطة كل نقطة منهم شمس.
عريف الحفل: الأخ عبد الله الشريف يقول:
بين الطب والأدب والفكر قدم أستاذنا الدكتور مصطفى محمود الكثير مما يدفعنا لمتابعته
والإفادة مما يطرح، فما موقفه من الاجتهاد بالحكم الشرعي أصلي أو فرعي لمن يكون؟ وما هي أدواته في خضم ما يثار اليوم من اجتهادات كثيرة يصيب القليل منها، ويعتري الكثير منها الخطأ؟
 
الدكتور مصطفى محمود: والله الشريعة بالذات لها أهلها، يعني تحتاج إلى تخصص قائم بذاته، في علم الأزهر تعتبر الشريعة تخصص كبير فهم أعلم، نحن نتعلم على أيديهم.
عريف الحفل: الدكتور غازي زين عوض الله عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبد العزيز قسم الإعلام.
سؤالي للمفكر الكبير (ميتافيزيقي) عندما تنفصل أرواحنا عن أجسادنا هل نموت حقيقة؟ وما شكل هذا الموت؟ وعلى أي صورة تقوم حياتنا؟
 
الدكتور مصطفى محمود: هذا سؤال صعب جداً، لا حل إلا أن الواحد يتوفى فهو سيعرف الجواب، سيعرف أين سيذهب بدون شك، ولكن أنا في ذهني أن الجسم طبعاً هو الذي يموت إنما النفس لا.، النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُواْ ءَالَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ الله يتحدث عن آل فرعون، وهم ماتوا وأصبحوا عبارة عن مومياءات، لكن لا الله يقول شيئاً آخر تماماً النار يعرضون عليها غدواً وعشياً إذاً المومياء أمر آخر، المومياء أو الجثة شيء آخر انتهى. القبر هذا وحده..
وأيضاً هناك مبالغات في عذاب القبر لأن في عذاب القبر عندما تقرأ القرآن تجد أن الأمر يصبح فوراً لحظة الحشرجة قبل أن يذهب الواحد إلى القبر وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَراتِ الْمَوْتِ والْمَلاَئِكَةُ بَاسِطُوا أَيْدِيهِم يقول ماذا؟ في غمرات الموت يعني لم يموتوا، والْمَلاَئِكَةُ بَاسِطُوا أَيْدِيهِم أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ إلى آخره، فكأن العذاب يبدأ قبلها بكثير وفي الحشرجة، أول ما ستالين بدأ يتحشرج ابنته تحكي سفتلانا ستالين تحكي عن موته تقول: حينما بدأ أبي يتحشرج ظهر على وجهه رعب لم أره على وجه رجل في حياتي، فمعناها رأى عذابه..، هل تعلم أنه قتل خمسة ملايين فلاح كانوا قد رفضوا الاشتراكية قتلهم، فطبعاً ما رآه عرفه، بعد الموت لا ينتظر أمر عذاب قبر ولكن بعد أن يذهب المشيعون ويسيرون ولا أدري ماذا الأمر يبدأ فوراً.. فوراً في الحشرجة فتح الستارة هكذا الواحد يعرف مصيره كله.
أحد الحضور: يا دكتور مصطفى نص صريح قاطع قبل أن تنزع الروح في الكافر تعذب وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُواْ الْمَلاَئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ.
الدكتور مصطفى محمود: صح هل رأيت قبل القبر هذا الكلام الذي أقوله، قبل القبر أنظر كلمة سيفتلانا ستالين عن أبيها تقول: ظهر على وجه أبي رعب لم أره على وجه رجل في حياتي. لا هذا يكون والعياذ بالله يكون طبعاً موت الجبارين هذا مفاجأة، سيفاجأون بحكاية أنت تعلم مثل الجبارين من الملوك عندما يكونون نازلين من الطائرة وتستقبلهم البنات بالورد وكذا.. فهنا الاستقبال مختلف بالكفوف (والشلاليت، يا نهار أسود) هذا شيء رهيب والله، والله هذا هو الإقلاع الذي (يودي بداهية) الإقلاع. نعم الإقلاع إلى الآخرة الله يرحمنا فيه، لأنه ما منا إلا وله ذنب ولذلك قال الله: تُوبُواْ إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً، الله من رحمته فتح لنا أبواب التوبة في كل شيء.
عريف الحفل: الأخ صالح جريبيع يقول:
نحن المسلمين نؤمن ونثبت صفتي العلم الأزلي بما كان وما هو كائن وما سيكون وصفة العدل الذي لا يأتيه الخلل، فكيف يمكن التوفيق بين هاتين الصفتين فيما يتعلق بخلق الإنسان ثم مصيره إلى جنة أو إلى نار؟
الدكتور مصطفى محمود: طبعاً الله عادل في توزيع الأرزاق. لماذا خلق الله هذا سحنته بهذا الشكل، وخلق الثاني أعرج، وهذا لا أدري.. عنده تخلف عقلي، وهذا إلى آخره..، الله عنده الأسباب بلا شك، يجب أن نؤمن إيمان لا شك فيه أن الله يوزع الأرزاق بعدل، ليس فقط في عدل وأيضاً هناك (شوية بقشيش) يعطي (بقشيش).
عريف الحفل: الأخ ناصر عبد الحميد يقول:
ما رأي سعادتكم في ترجمة المؤلفات العربية إلى اللغة العبرية سواء بموافقة مؤلفها أو بدون موافقته؟
 
الدكتور مصطفى محمود: والله هم ملاعين (أولاد كلب) أنا عندما ذهبت إلى فرنسا اكتشفت أنهم يترجمون كتبي هذا الكلام كان منذ زمن بعيد قبل مشاكل إسرائيل اكتشفت أنهم يترجمون الكتب هذه.. وطبعاً هم حريصون أنهم يترجمونها دون أن تدري حتى لا يعطوك أي (مليم) هذه مسألة تجارة رابحة ونحن لا نريد منهم شيئاً.
عريف الحفل: الأخ هاني الفقي يقول:
هل من فائدة في المفاوضات الحالية أو المماطلات الحالية بين العرب واليهود؟ وهل تعتقد يوماً أن الصهاينة سوف يعطوننا السلام أو الأرض؟
 
الدكتور مصطفى محمود: لا والله أنا شخصياً أرى أننا ذاهبون إلى كارثة كبرى نحن نسير إلى حرب حتمية لا أحد يعرف.. هي تستدرجنا طبعاً إسرائيل تستدرجنا تحاول أن تسرع هذا الأمر، فهذه هي الفكرة فلا بد أن يبقى في ذهن الأمة العربية كلها هذا الاحتمال وارد فعلاً، لأن الذي يفعلونه هناك في فلسطين بشاعة، في لحظة واحدة صواريخ نازلة على البيوت تنظر وترى البيت يتحول إلى تراب والسيدة العجوز جالسة والأطفال يبحثون على اللعب وسط التراب مناظر.. غير ممكن، هي مسألة استفزاز واضح. لأنه عندهم طبعاً ما دام معنا أمريكا إذاً خلاص ننهي الحكاية، يريدون أن ينهوا الحكاية، لا أحد يدري أمريكا هذه ليست مضمونة ممكن أن تكون ضدنا، (فقال لك نلحق نخلص على المسلمين) فطبعاً يعني يجب أن يكون عندنا حكمة شديدة.
 
ومن حسن الحظ أن زعماء العالم العربي عندهم حكمة في رؤية الأخطار هذه كلها، إنما هذا وارد.. وارد.. وارد، ولكن يجب ألا ننزلق إلى حرب من غير استعداد ليس هناك كلام من هذا أبداً.. أبداً، بالعكس أنا أعتقد الحرب الوحيدة الممكنة هي حرب العصابات كما فعل (حزب الله) وهذه الأمور، يعني الاشتباك رجل لرجل، عندها اليهودي سيهرب فوراً سيهرب، لاَ يُقَاتِلُونَكُمْ إِلاَّ فِي قُرىً مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرِ نعم، فأنت لو دخلت لهم رجل لرجل سيجرون، فهذا هو الشيء الوحيد الذي أقوله وأكتبه أنه إذا لزم الأمر لا نعمل الحرب الواسعة النظامية، نتجنب الحرب النظاميّة، وتظل وسيلتنا هي حرب العصابات رجل لرجل فقط خلاص، إنما أكثر من ذلك ممكن أن تضيع الدنيا.. تكسر الدنيا تماماً وهم يريدون أن يكسرونا تماماً عندهم صواريخ ممكن أن تأتي بمدنا الأرض، فنحن لا يصح أن نمكنهم من هذا الكلام أبداً، لا يصح أن نمكنهم إلاّ أن يأذن الله، هناك اتفاق بين العرب كلهم واستعداد، وإذا لزم الأمر يكون مجرد مشاحنات بالأعصاب، يعني اشتباكات حرب عصابات.. حرب عصابات وليست حرباً نظاميةً يجب أن نتجنب الحرب النظامية لا بد أن نتجنبها إلى أن يأذن الله، بأننا نجتمع على كلمة وأن يكون عندنا استعداد.. وأن كل شيء بأوانه، أن تستدرج لشيء قبل الأوان لا خطأ.. خطأ. إنما هم لا ينوون على خير، إسرائيل لا تنوي على خير ولا على صلح ولا على سلام إطلاقاً، ما تفعله يدل على أنها تنوي على شر مطلق، فيجب أن نتحسب لهذه المسألة ونحاول أن نختار يوم اللقاء هذا، لا أن تختاره لنا هي.
عريف الحفل: الأخ محمد أبو الفتوح من القنصلية المصرية بجدة، يقول:
أنتم صاحب البصر والبصيرة، نرجو التكرم بتوجيه كريم من رؤياكم الكريمة لكيفية توحيد المذاهب والطرق والفرق الإسلامية المتنازعة في الفكر، ونحن في أَمس الحاجة إلى وحدة الصف والهدف، وهل هناك خطوات عملية لجمع كل هذه الفرق الإسلامية على كلمة سواء؟ لتخرج الأمة الإسلامية من ظلام الفرقة إلى نور التوحيد الخالص.
 
الدكتور مصطفى محمود: هناك محاولات لتوحيد المذاهب مكتوبة موجودة بالفعل، يعني الجماعة التي قبلنا عملوها.. موجودة، المحاولات تقريب المذاهب واردة وهناك كتب في الأزهر يدرسونها عن توحيد المذاهب.
عريف الحفل: الأخ محمد علي دولت يقول:
لقد تخلصتم تماماً ولله الحمد من آثار الماركسية التي أعجبتم بها في فترة من حياتكم، لكن عدداً ممن خاضوا هذه التجربة ثم تركوها إلى الإسلام لم يستطيعوا باعترافهم أن يتخلصوا من آثارها تماماً، ومنهم: جارودي وعبد الوهاب المسيري، فما هو السبب في رأيكم؟ وهل في الماركسية ذلك السحر الفكري الذي يطول تأثيره؟
 
الدكتور مصطفى محمود: لا.. الماركسية علم يرد عليه، يعني علم ناقص فعلاً لكن تستطيع أن تقول أن هناك أجزاء صح، يعني علاقة الاقتصاد المادي بالمجتمعات وهذه الأمور هناك أجزاء صح، لكن هي في كليتها خطأ، يعني خرجوا منها باستنتاجات خطأ، إنما لا يمكن أن تستبعد كل الذي عمله كارل ماركس إنما تستبعد النتيجة النهائية التي وصل لها. أما عن جارودي.. فجارودي أنا قابلته في كل زياراته لا أعتبره ماركسياً وكل ما في الأمر أنه يستفيد من الفكر الجدلي، والفكر الجدلي هذا فلسفة ليس لها دخل بالماركسية، الفلسفة موجود قبل أن تأتي الماركسية بزمن، فهو يستفيد من الفكر الجدلي وفيلسوف بطبيعته لكنه ليس ماركسياً، إنما كان قد بدأ فعلاً في بداية حياته كان ماركسياً صحيح.
عريف الحفل: الأخ وسام الشهري يقول:
أنتم نتاج نظام تعليمي قديم وكثير من العمالقة على مستوى عالمنا العربي الكبير ومصر على وجه الخصوص، هل تعتقدون أن الأنظمة التعليمية السائدة في البلاد العربية ستخرج لنا عمالقة في مستوى من سبقوهم؟ أم سيتجاوزونهم لتوافر إمكانات علمية ومادية لم تكن متوافرة في الماضي.
الدكتور مصطفى محمود: والله لا أستطيع أن أحكم على مجتمعات غير مجتمعنا هنا في مصر مثلاً، فهي في مصر مشكلة مصر كلها التعداد المهول، يعني التعداد وصل إلى خمسة وستين مليوناً بينما على زمني أنا عندما دخلت الجامعة كان كل مصر عبارة عن أربعة عشر مليوناً تفرق طبعاً، كيف توفر التعليم لستين مليوناً أو خمسة وستين مليوناً يعني هذه هي المشكلة، هي مشكلة اقتصادية بالدرجة الأولى، إنما من أجل ذلك لا أعتبر أنها موجودة في العالم العربي أبداً، يعني أنا بالعكس أرى أن النظام التعليمي في السعودية نظام ممتاز وفرصه أكثر، الحقيقة يعني، وكذلك كل الأقطار التي تعدادها قليل إنما مشكلة مصر هي الكثرة الموجودة هذه كيف ستوفر خمسة وستين مليوناً ليست مشكلة، إنما كل شيء له حل طبعاً عندما تنفرج الأزمة الاقتصادية سيكون هناك حلول.
عريف الحفل: السائل علي المنقري يقول:
 
كان هناك تصريح لشيخ الأزهر حسب ما ذكرته بعض الصحف قال فيه: إن تفسير القرآن الكريم بالنظريات العلمية مستبعد فما رأيكم حيال هذا التصريح؟
 
الدكتور مصطفى محمود: والله هو عموماً تصريح غامض ليس له معنى، ونحن لا نفسر لذلك استعملت كلمة (محاولة لفهم)، يعني بدل كلمة تفسير هي (محاولة لفهم)، ولماذا أقول فهماً عصرياً؟ لأن في آيات فهمت الآن لم تفهم من قبل، فالعصر ساعدنا بوسائله على فهم آية، مثل مثلاً الآية فَإِذَا اْنشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ العلوم زمان لم تكن تفسر هذا أبداً، إنما الآن فهمناها، فالقرآن كتاب عظيم جداً، يفصح عن معانيه قليلاً.. قليلاً عبر الزمن، ولن تنقضي عجائبه.
عريف الحفل: الأخ أحمد عايل فقيه يقول:
 
ما بين (شلة الأنس) و (يوميات نص الليل) و (رجل تحت الصفر) وما بين (رحلتي من الشك إلى الإيمان)، رحلة قطعها الدكتور مصطفى محمود في الكتابة والإبداع، أين هو اليوم من كل هذه التحولات؟ وماذا سيبقى منه وما رأيه فيما كتبه عنه الدكتور فؤاد زكريا؟
 
الدكتور مصطفى محمود: والله فؤاد زكريا هذا رجل ماركسي، هذا عدوي اللدود، يكتب ما يعجبه هذه مسألة أخرى، إنما أنا أين الآن أقول لك: أنا في القرآن لا أتجاوزه بالمرة يعني أقرأ فيه ليل نهار فقط، وأعتبر أن القرآن هو أكبر معجم علمي عظيم جداً ويحتوي على أشياء تفوق الوصف.
عريف الحفل: الدكتور هشام عبد القادر يقول:
رحلت بين الشك والإيمان فاهتديتم، فماذا ترى في حال أمتنا اليوم هل نحن في شك أم إيمان؟ وإذا كنا في إيمان فمتى نصر الله إن شاء الله؟
 
الدكتور مصطفى محمود: لا.. طبعاً في إيمان الحمد لله لا زالت غلبة الإيمان هي الظاهرة الواضحة.
عريف الحفل: الأخ عبد المجيد الزهراء يقول:
لماذا كلما اكتشف الغربيون اكتشافاً علمياً نسارع نحن فنحاول أن نثبت أن الإسلام قد عرف هذا من قبل؟ ولم نستطع حسب علمي أن نفعل العكس وما قولكم.
 
الدكتور مصطفى محمود: إنهم سبقونا ماذا نفعل؟ فهذا للأسف.. لا بد أن نعترف بهذا الأمر، هم سبقونا لو أنت ترى الأموال التي تنفق على البحوث وعلى المختبرات تذهل، مليارات.. مليارات تصرفها أمريكا من أجل البحوث، فهم سبقونا أنا معترف.
عريف الحفل: الأخ علي تركي الشهري يقول:
من خلال رحلتكم العملية ومع ثورة الكون المعلوماتية، كيف ترون أن يكون للعالم الإسلامي والعربي مكانة فاعلة، أقول مكانة فاعلة أمام هذا التحول المذهل في فلسفة القوة وتوظيفها في العالم الأول، بصراحة دكتور أين نحن وأين نسير وأين هي هويتنا وكيف نفعلها؟ وأتمنى منكم كلمة واضحة لمؤسسات التعليم ودوائر التربية والتعليم والإعلام في العالم الإسلامي والعربي؟
 
الدكتور مصطفى محمود: هذا هو أملنا الوحيد أنت لخصته هي مؤسسة التعليم بدون شك، يجب أن يكون لدينا مراكز بحثية على أعلى مستوى وننفق عليها فعلاً بسخاء بلا حدود بدون شك هذا الأمل الوحيد.
 
الشيخ عبد المقصود خوجه: في الحقيقة الأسئلة كثيرة ولو استمرينا إلى آخر الليل لن ننتهي منها، فأولاً رأفة بأستاذنا الكبير ومفكرنا العظيم الشكر للأخوة الذين تقدموا بأسئلتهم وفي ذات الوقت العذر لعدم اتساع الوقت، أحب أن أوضح أنني تلقيت أكثر من مداخلة بعدم الاتفاق كما قال أستاذنا الكبير، وهذه سنة طبيعية ووضع صحي لطرح الآراء ولكن جرت العادة في الاثنينية لئلا تكون الأمور تصادمية ألا تثير هذه المداخلات ونتركها بين الضيف والأخوة طارحي الأسئلة، أقدم باسمكم وباسمي جميعاً الشكر لضيفنا الكبير وأستاذنا القدير على رحابة صدره وعلى ما تفضل به علينا على بساط علمه وفكره ومعرفته ونتمنى له الصحة والسعادة الدائمتين، ولكم جميعاً ونتمنى أن نلتقي الأسبوع القادم وأنتم بخير وأترك الكلمة لزميلي عريف الحفل.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :603  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 75 من 85
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء التاسع - رسائل تحية وإشادة بالإصدارات: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج