شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة فارس الاثنينية الدكتور مصطفى محمود ))
يا أهلاً بكم، أنا أشكركم شكراً بلا حدود على هذه الصحبة أولاً، وعلى أنكم أعطيتموني سبباً لآتي إلى أطهر بقعة على الأرض، فهذا هو التكريم بحق، هذا المكان نفسه المملكة العربية السعودية وحيث توجد مكة والمدينة المنورة هو التكريم، لأن هذه هي أطهر بقعة في العالم على الإطلاق، فأنا أشكركم جداً على هذا الاختيار، نشكر كل الذين تكلموا بخصوصي، في الواقع وأنا جالس معكم يدور في ذهني شريط طويل عن العمر، وأنا بلغت الآن السن الثمانين.. سني ثمانين سنة وداخل في الواحد والثمانين.. زمن طويل أذكر الآن من الأحداث الكبرى في حياتي تماماً، مثل ما قال أخونا أن اللحظة التي فجرت في عقلي الشك وإعادة النظر هي اللحظة التي أعطاني فيها الشيخ التابع لجامع سيدي عز آيات قرآنية لطرد الحشرات أو لقتلها، فطبعاً كانت تلك أكبر خطأ في الدعوة هي أنك تستعمل القرآن في شيء لم يُخلق من أجله.
 
إن القرآن الله أنزله من أجل العقل البشري يفكر ويتفتح ويؤمن، فكلمة القرآن كلمة خطيرة جداً.. الحقيقة هذا الذي جعلني أفكر كثيراً في موضوع الإيمان خلقنا سبحانه وتعالى، وكالعادة فتحت باب الزوبعة عليَّ بكتابي الأول (الله والإنسان) وهو في الواقع بداية البحث عن الله سبحانه وتعالى.. وهو أول خطوة نحو الإيمان بالفعل بالنسبة لي، أبداً لم يكن إلحاداً بالمرة، لكن الزوبعة التي حصلت كانت شيئاً رهيباً، فأيامها أولاً هذا الكتاب استقطب أول ما استقطب الشيوعيين، الذين جعلوني (إماماً)، أصبحت إماماً! أيام محمود أمين العالم كتب مقالة عني قال: ظهر الإمام (بتاعنا) خلاص، لكن بين المقالات كلها وقفت عند مقالة واحدة لكامل الشناوي -الله يرحمه- رئيس التحرير والشاعر والرجل العظيم يومها كتب مقالاً في (الأخبار) قال: أنتم تقولون على الرجل أنه يلحد! أنا قرأت كتابه فرأيته يلحد راكعاً على سجادة!! فعجبت لإلهام هذا الرجل، فعلاً كلمة اختصر فيها الكتاب كله، إذا اعتبرتم أن في هذا الكتاب إلحاداً فهو إلحادٌ لرجل راكع على سجادة أي محب لله حب الجنون، أي لا يوجد في مخِّه شيء إلا الله سبحانه وتعالى، فكانت كلمة عجيبة طبعاً أيامها كان عبد الناصر والكتاب هذا أخرجه السادات كان مسؤول "دار التحرير" أيامها فطبعاً كيف خرج هذا الكتاب من ورائهم أو لم يقرأه أحد (ومش عارف إيه) عملوا لي محاكمة واختاروا أن تكون في شهر رمضان بالذات، حتى تكون المحاكمة قاصمة للظهر، أيامها اخترت محامياً يدافع عني اسمه الدكتور محمد عبد الله أخصائي جرائم النشر، فهو رجل الحقيقة كان مفكراً وعجيباً، فأيامها كان دفاعه شيئاً غريباً جداً، أولاً المحاكمة كان مغلق عليها ممنوع النشر ومغلقين المحاكمة في غرفة مغلقة جداً..، لا كاميرا تدخل ولا أحد يصور ولا أحد يتكلم وشيء سري مطلقاً، كانوا ينوون لي عملية قتل نهائي، فخط الدفاع كان عجيباً جداً، قال: أنا لا أفهم أنتم كيف تعتبرون هذا الرجل ملحداً، نسمع كلامه ونأتي بكلام المشايخ، وأتى بكلام المشايخ والصوفية والجماعة المفكرين وأصحاب الدين فقط، ويخرِّج كلامي من كتبهم نفسها من كل كتاب شيخ، بدأً حتى بمن؟ سيدي إبراهيم الدسوقي، سيدي الرفاعي، كل الأولياء والمشايخ..، فأيامها أحرج الهيئة المحلفين إحراجاً شديداً، لأنه أخرج كلامي هذا من داخل كتب المشايخ أنفسهم جملة جملة فعندما لم يجدوا طريقة غير أنهم يكتفون بمصادرة الكتاب، لم يقولوا حيثيات مع أنه كان لا بد أن يقولوا بناء على كذا لا.. خرج الحكم خالياً من الحيثيات تماماً، وأنهم قالوا يصادر الكتاب وهكذا بدأت الرحلة.
واستمر الطريق وفي طول الطريق لم يخلُ من زوابع باستمرار زوبعة بعد زوبعة، طبعاً أنا رددت على الشيوعيين بعنف وعرفوا بالضبط أنني لست إمامهم، أنا أخطر واحد على الشيوعية بالذات، لماذا؟ لأنني أنا كنت دارساً الماركسية تماماً، فأنا أعرف تماماً مزالقها والدجل في الفكر الماركسي، فلما بدأت أكتب ضد الماركسية كتبت كتابي (الإسلام والماركسية) والكتاب هذا تُرْجِمَ لكل اللغات فكان صدمة رهيبة لهم، لأني كشفت المذهب الماركسي كله وقلت إن هذا كله كلام فارغ وكله دجل، إنما المسألة كلها أنني فتحت على نفسي معارك من جميع الجبهات بدءاً من الجماعة الشيوعيين الذين كان لهم باع أيامها واشتراكية وهذه الأمور للجماعة المشايخ الذين هم يفكرون في حدود الشيء التقليدي، فلم تكن حياة سهلة أبداً ولم يكن طريق الكتابة مرصوفاً أبداً، لقد كان حقيقة أنه مرصوف بالشوك طول الطريق كله، لكن أنا كنت أعتبر دائماً رسالتي هي إيقاظ العقل، والعقل لا يمكن أن توقظه إلا بالصواعق الكهربائية هذه حتى تجعله يتفتح ويفكر ثانيةً.
وأنا أرى الفرق بيننا وبين أوروبا هي هذه النقطة، في أوروبا يفكرون وعلماء وعاكفين في مختبرات ونحن جالسون ونتصور أن الدين يأمرنا بذلك.. لا، الدين تَفَكُّرٌ وأنا بطبيعتي ربنا خلقني أفكر الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ والأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، فالتفّكر صفة وهي نعمة من نعم الله أنه خلقني دائماً أفكر بحكم طبيعتي، وهكذا بدأ الطريق من زوبعة إلى زوبعة ومن إشكالية لإشكالية ومن احتجاج إلى احتجاج شيء طبعاً.. لم يكن الطريق سهلاً لكن لا أستطيع أن أخون طبيعتي أبداً لا أستطيع أن أكون رجلاً آخر، فبالعكس أنا الآن متأكد أنه كان لا بد من (تثوير) القرآن، تثويره من الثورة يعني، لأن محتوى القرآن مهول.. شيء مهول فعلاً وحتى تعرف عظمة القرآن لا بد أنك تُثَوِّر هذه المعاني وتردها إلى أصولها، لأن القرآن من أعاجيبه أنه يأتي في كلمتين يلخص لك علوماً ليس لها أول ولا آخِر، يعني مجرد آية واحدة: بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ، كلمة هكذا عابرة وإذا بها كلمة خطيرة جداً، لأننا نكتشف بعد ذلك أن كل واحد هنا له بصمة ولا تتساوى بصمتان حتى التوائم، وأن هذه البصمة هي شخصية الواحد منا، فيعني ربنا يتحدى بها، بأن هذه ستعود ثانيةً، التشخص هذا سيعود ثانيةً، فلم نكن نتصور أنه معجزة، لكن البصمة معجزة بدون شك، البصمة معجزة، ثم اتضح بعد ذلك أنه ليس فقط بصمة الإصبع هناك بصمة كيميائية.
نحن نعلم أنه عندما تأتي وتُرَقِّع.. ترقيع الجلد مثلاً تأخذ جلد من أي أحد تأخذ وتضعه هكذا لا ينفع.. يقع، الترقيع يكون من نفس البني آدم، تأخذ قطعة من "وركي" أنا أضعه في ذراعي، العمليات التي قمت بها كانت بنفس الطريقة، قطعوا عروق من أقدامي من أجل القلب المفتوح عملية القلب والشرايين وهذه الأمور، من أين سيأتون بالشرايين؟ لو أتوا بها من شخص آخر تقع، إذاً هناك بصمة تشريحية وبصمة كيميائية وبصمة في الخلق نفسه (الخلية)، كل خلية عليها بصمة فلان، بشكل أنك لا تستطيع أن ترقع الجسم من جسم آخر أبداً، يجب أن تأخذ من الجسم نفسه ترقع به وإلا سَتُرفَض، انظر إلى أمر الرفض هذا شيء غريب، رفضه كما لو كان جسماً أجنبياً يعني كأن أمر البصمة هذا ليست فقط بصمة في إصبع لا إنها بصمة كيميائية وبصمة تشريحية وبصمة (anatomical) في كل عضو مختوم مكتوب عليه مصطفى محمود، وهكذا كل واحد عنده بصمة..، يوجد فقط ترقيع القرنية هذا من الممكن أن تأخذ عين شخص ميت أي عين لسبب بسيط، أن القرنية لا توجد فيها أوعية دموية أبداً هي عبارة عن شيء زجاجي شفاف فلا يوجد فيها أوعية دموية، لو كان فيها أوعية دموية كان استحالة.. سنحتاج أيضاً من نفس العين، فمن الممكن أن تأتي بميت منذ ساعتين ثلاثة تؤخذ القرنية ويحصل ترقيع لها فيما عدا ذلك لا يوجد أي مكان في الجسم تستطيع أن ترقعه أبداً.
 
فكأن هذا القرآن نبع كبير يعني الترقيع ليس أمراً بسيطاً، هذا الذي جعلني أبدأ قراءة القرآن مرة ثانية، وأفكر في الكتاب الثاني الذي هو: (القرآن محاولة لفهم عصري)، الذي أتكلم فيه عن اللمحات العلمية التي في القرآن، أيامها أنا خطر في ذهني أن آخذ رأي أحد من القدماء المحافظين المحترمين حتى لا أقع في هذه المشاكل التي أقع فيها كل مرة، فذهبت لِمن؟ لبنت الشاطئ، فقابلتني بترحيب وأعطيتها نسخة من الكتاب، وقرأت الكتاب وباركته وقالت لي: فقط غيِّر العنوان، كان العنوان على ما أذكر (محاولة لتفسير القرآن الكريم) أو شيء كهذا، قالت لي لا داعي (محاولة لتفسير)، قلت لها: إذاً ماذا تقترحين؟ قالت لي: (القرآن محاولة لفهم عصري) حتى لا تقلب عليك الدنيا، فقلت لها حسناً، فغيَّرتْ كما قالت، (والكتاب خرج من هنا وشتمتني شتيمة لم تحصل في التاريخ هي بنفسها، بهدلة، أربعمائة مقالة شتيمة)، في الأهرام مكانها بجانب المقالة التي أكتبها في الأهرام تقلب الصفحة تجد الشتائم مستمرة متواصلة، أربعمائة مقالة شتائم لي فأنا تعجبت (لقد كنت معك!)، تيقنت فعلاً أن هذه النفوس لا يمكن أن تعرفها، كيف ستعرفها؟ لم أرد على أي واحدة منهن، جلست أُشتم هكذا في هدوء (وخلاص)، شعرت كأنني فتحت دكاناً بجانبها في المادة التابعة لها وهي لا تطيق ذلك، فدخلنا في باب آخر تماماً باب المنافسة وهكذا.
 
وهذا غالباً كان سبب الضجة التي حصلت من الجماعة المتدينين الذين يعتقدون أن هذا القرآن لهم، وكيف ولماذا أدخل عليهم؟ فالقرآن حتى تدخل عليه يجب أن تكون حاصلاً على شهادة العَالَمِيّة ويجب أن تكون قد دخلت الأزهر والعِمة (عوجْتَها تمام خلاص تصير بتاعهم)، إنما أن يدخل شخص بطربوش عليهم فلا، فطبعاً ليسوا جميعهم هكذا هناك أناس يقدرون العلم، لكن أنا أتذكر نفسي في حكاية أيضاً، يعني عبد الحكيم عابدين وكان من الإخوان المسلمين كان هذا الكتاب في أيامه يوم ظهر وكنت (معزوم في عزومة ونزل فيَّ شتيمة وبهدلة) على هذا الكتاب (القرآن محاولة لفهم عصري)، هناك أناس متطوعين في الشتم دائماً، جاهزين كما لو كنت داخل في (الكار) التابع لهم، أنت من أين أتيت؟ رجل من الطريق تأتي هكذا تعمل في الدين، هذا الدين تابع لنا وأشياء مثل هذه..
 
فكانت عملية شاقة واستمرت عبر طريق حياتي كله حتى آخر كتبي، لكن هذا مصير أنا قبلته (خلاص) يعني لا يوجد مفر، لكل شيء ثمن، الواحد منا ماذا يعمل لكل شيء ثمن، إنما أنا كان هدف من أهدافي أنه لا بد من أن مضمون الدين ومضمون القرآن وهو مضمون عظيم، القرآن يحتوي على كنوز.. كنوز، عندما تقرأ: فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَآءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ، ماذا يعني هذا؟ أقرأ في كتب التفاسير لا يوجد أي شيء، غير فاهمين أبداً هم يقولون أي كلام، لكن آخذ من الإنترنت آخر الأخبار فأكتشف الآتي: شيء خطير جداً، أن النجوم التي تكون من نفس كتلة الشمس تموت بطريقة واحدة، تنفجر، تعرفون موت النجوم كيف يكون؟ أولاً كيف تولد النجوم؟ تولد من الدخان، ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَآءِ وَهِيَ دُخَانٌ، كأن الدخان ينكمش وترتفع درجة حرارته ويظل يرتفع حتى يتحول إلى نجم متألق، كيف تموت إذاً؟ الجرم النجمي هو عبارة عن هيدروجين فعندما يستهلك الهيدروجين ويبدأ في الانتهاء، عندها يبدأ موت النجم، لماذا؟ لأن ما يحدث هو أنه عندما ينتهي الهيدروجين ينتقل الاشتعال من الهيدروجين إلى الأثقل الذي هو ماذا؟ الأوكسجين، فيبدأ الأوكسجين يعمل له.. طبعاً التفاعل هنا نووي ليس كعود كبريت لا إنه تفاعل نووي، فينتقل الأوكسجين بعد ذلك عندما ينتهي الأوكسجين ينتقل للكربون، فكل هذه عناصر ثقيلة، فالنقلة من الهيدروجين إلى الأوكسجين ثم للكربون ستؤدي إلى ارتفاع في درجة الحرارة رهيب يؤدي إلى انفجار النجم، فطبعاً كل هذا (كوم)، إنما في أمر النجوم التي بمقدار الكتلة الشمسية دائماً تموت بطريقة واحدة بالانفجار وعندما تنفجر تتحول إلى وردة.
 
تأتي بهذا الكلام من أين؟ تأتي به من الإنترنت في موقع اسمه (ناسا)، وما يحدث أن الإنترنت هذا يأتي بالمعلومات من تليسكوب الذي رمته أمريكا في الفضاء، وليست أمريكا فقط التي فعلت ذلك، اليابان أيضاً رمت تليسكوب، الهند رمت تليسكوب، كل هؤلاء إذاً..، فاليابان عملت تلسكوب ورمته في الفضاء، والهند رمت تلسكوب في الفضاء، وكل هذا يدور ويلتقط أول بأول وبعد ذلك يتحول كله على الإنترنت، فنرى أخبار السماء أول بأول فعملوا هذا الباب (أستروميكال بيكتشر أوف ذا دي) وأيضاً تتكئ على هذه الأزرار فيظهر لك ماذا؟ من ضمن الأشياء انفجار عين القط، الذي هو (كاتس آي) هذا انفجر منه من مدة سنتين.. ثلاثة.. أربعة شيء من هذا القبيل، المهم تفاجأ بصورة عجيبة كثيراً، هذا النجم الذي هو (كاتس آي) عندما انفجر تحول إلى وردة ملأت السماء.
 
هناك أيضاً في أماكن أخرى ليست عندنا، (كاتس آي) هذا بعيد لكن الحكاية لم تعد (كاتس آي) فقط، اكتشفنا أن كل النجوم التي من كتلة الشمس تموت بطريقة واحدة، بأنها تنفجر وتتحول إلى وردة، يعني مثلاً من ضمن الأشياء التي انفجرت قريباً وردة أيضاً سموها (روزيتا) روزيتا من الروز يعني وردة، فأنا لما أحضرت تقرير وهذه الأشياء من الإنترنت استعجبت كثيراً أن الرجل الفلكي العظيم الأمريكي كان هو أول واحد يُخرِج صورة الـ (كاتس آي) هذه في انفجارها على شكل وردة، فقالوا له التلامذة وهم حوله الحقيقة هذا شيء عجيب جداً، قال لهم: والله شيء غريب أن أرى مستقبل شمسنا في هذا الانفجار، هذا مستقبل شمسنا أنها تنفجر على نفس الطريقة لأن لها نفس الكتلة، فطبعاً هم قالوا له نريد أن تفهمنا جيداً ما هي الحكاية بالضبط؟ فهو على طريقته قال أولاً يجب أن نفرقع قارورة (شمبانيا) لأن هذا مشهد أنا عمري لم أرى مثله.. طريقة الأمريكان.
 
لكن اتضح مثل ما قلت لكم إن كل نجم في حجم وكتلة الشمس ينتهي بأنه ينفجر على شكل وردة، مثل ما قلنا آخر واحد كان (روزيتا) أسموه هكذا، هذه الوردة ما حجمها؟ حجمها اتضح في (الكاتس آي) هذا إن حجم الانفجار هذا وحجم الوردة التي ظهرت في السماء ستمائة مرة عن حجم المجموعة الشمسية، هل تعرف هذا ما معناه؟ معناها تملأ السماء كلها، انظر الآية ماذا تقول: فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَآءُ فَكَانَتْ يتكلم عن السماء.. السماء كلها ستصبح وردة، انظر الدقة القرآنية الغريبة يعني شيء غريب، فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَآءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ إذاً كيف قيل هذا الكلام من ألف وأربعمائة سنة؟ النبي عليه الصلاة والسلام أحضر هذه الآية لم يفكر بها لا يعرف هو مثل ما ربنا نزل الآية قال، إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً الكلام الذي يأتيه يقوله.. من ألف وأربعمائة سنة القرآن تكلم بالتفصيل عن كيف تنتهي النجوم التي في حجم الشمس، إذاً هي مصيرنا نحن.. القيامة (بتاعتنا) ستقوم عندما تنفجر الشمس.
 
الآيات عندما تتكلم عن يوم القيامة فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَآءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ، فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُسْئَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلاَ جَآنٌّ التي هي في (سورة الرحمن، الآية 39) على ما أذكر، يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالأَقْدَامِ.. هذا يوم قيامة إذاً، هذا يوم القيامة، لما تحصل لنا هذه الحكاية فهي القيامة (بتاعتنا)، وبعدين انظر هنا الوصف الغريب يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ وبعد ذلك لا يسأل عن ذنبه أرأيت هذه الحكاية؟ يوم القيامة غريب جداً، الله يصف يوم القيامة توصيف خطير، فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُسْئَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلاَ جَآنٌّ فكأن الذي في ذهننا سوف يأتي شفيع ويتناقش وغرفة مداولة وأشياء لا.. هذا على طول لماذا؟ لأن الله قال وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً، اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً.. الحكاية انتهت ليس هناك جلسة محاكمة، الحكاية انتهت سوف تقرأ لا تقدر أن تتكلم أنت عملت هذه الأشياء فعلاً، أنت عملتها فعلاً.
 
فأنا عندما أبدأ الكلام عن الشفاعة كان نفس الموضوع أيضاً أن الشفاعة حق لا شك فيه، لا شك، لكن هي فقط معناها ما معناها: قُل لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ، الله يقول للنبي قل لله الشفاعة جميعاً، هنا واضح جداً، القرآن عندما تقرؤه كله، تجد أن شفيعك عملك، عملك هو شفيعك، الشفيع الحقيقي هو عملك، يعني هكذا المسألة ليس فيها مثل الدنيا وسائط أبداً، لا يوجد وسائط، فإذاً الأمر كبير جداً، حتى عندما فتحت هذا الموضوع (خانقوني حِتِّة خِنَاقَة وحِتِّة زوبعة وأخذت الكراسي على دماغي لمّا قلت بس)، والله يعني.. ماذا أفعل؟ الله يقول ذلك، أنا لا أقول هذا الكلام، الله هو الذي يقول: فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُسْئَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلاَ جَآنٌّ. فَبِأَيِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ. يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالأَقْدَامِ. ويرمونهم إلى جهنم، لا يوجد سؤال، لم يحصل سؤال أبداً والله قال عن المجرمين: يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً، كأننا سنصنف بالألوان، فالأمر بائن من غير كلام، شخص الله بعثه أزرق فتعرف من نظرة لا يوجد فيها نقاش، ماذا سيناقش؟ أنت معك كتابك ها هو الحمد لله: وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً، اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً، كفى بنفسك، فالأمر خطير جداً، كتاب عظيم وكلماته لها ثِقَل، إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً، فاعتبرتها رسالة أن أعود لقراءة القرآن بإخلاص شديد وأحاول أن أفهم.
 
اتضح أن القرآن عندما جاء من ألف وأربعمائة سنة جاءت فيه آيات عن نهايتها وحددها أيضاً، كيف ستنتهي؟ فلكياً كيف ستنتهي، فاتضح أن هذه الظاهرة ظاهرة فلكية مؤكدة، فالمسألة فتحت باباً كبيراً جداً أننا يجب أن نجتهد إذاً لا بد أن نجتهد، لن يحدث شيء أن نجتهد ونختلف لا يحدث شيء، ولكن المسألة أن الله وضع بين يدينا كتاباً عظيماً.. شيء خطير، من يتصور أن هناك حقيقة فلكية أتت من ألف وأربعمائة سنة وهي التي تحكم موت النجوم بالشكل الذي قال عنه الله تماماً فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَآءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ وطبعاً هي محسوبة لأن يومها ستنفجر الشمس وترتفع درجة الحرارة في الأرض لدرجة أنها (ستسيح) كل الأرض وتتبخر وانتهى فهي قيامة إذاً، لن تحصل بالتدريج (تك) مرة واحدة هكذا.
فالمسائل تستحق أن الواحد منا يجتهد لا بأس سيحدث صدمات، هذا لا يعجبه، وهذا يقول أني قرأت في التفسير الفلاني أن هذا الكلام غير صحيح، والله أنا أقول رأيي وخلاص، إنما المسألة تستحق أن الواحد منا يقاتل من أجلها، يقاتل لأن هذا الكتاب كتاب عظيم، عظيم.. خطير معجزة على جميع المستويات، يعني على المستوى السياسي.. المستوى الاجتماعي.. المستوى العلمي.. المستوى التشريحي.. المستوى الطبي، جميع الإعجازات التي تخطر على بالك شيء رهيب جداً، فأصبحت رسالة ملقاة على عاتقنا وللأسف هذا هو المصير فأنا ماذا أعمل إذاً؟ فهذا هو مصيري. وهل لديكم أسئلة كثيرة؟
 
طباعة

تعليق

 القراءات :465  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 74 من 85
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ خالد حمـد البسّـام

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.