شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الأستاذ الشاعر أحمد سالم باعطب ))
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.. فإن خير تحية يقدمها المسلم إلى أخوته المسلمين هي تحية الإسلام، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حبي للمغرب ينبع من قيام أبناء المغرب في القرن الثالث عشر الهجري ببناء جامعة إسلامية تحتضنهم، وتحتضن أبناء الكرة الثانية المجاورة لهم، وحبي للمغرب ينبع من حبي لطنجة لأنني انطلقت منها إلى جبل طارق أتذكر به أيام خلت، وعلى ذلك أعددت هذه القصيدة لعلي ألقى فيها استحسانكم، عنوان القصيدة (ليلة عرس في طنجة):
أتيتُ طنجة مشبوبَ الخُطا أشِرا
أتيتُ أقرأُ في أحداقها العِبرا
أتيتُ ألثمُ منها جبهةً وَلَمىً
وتستقي مهجتي من ثغرِها الصوّرا
أتيتُ أرسمُ شوقي في محاجِرها
وأسكبُ الليلَ في أجفانِها سَهَرا
أتيتُ أنقشُ في شطآنها حُلمي
وأحتسي من شذَا رَيحانِها سَكَرا
* * *
يا طنجة الحُسنِ طاب الليل فيك هوى
تيهي به فتنةً، تيهي به سَمرَا
في ناظريْك قرأنا الحبَ تضحيةً
ورقصةُ النصرِ غنَّتها العُلا وَطَرَا
شابتْ بساحتك الأيامُ مُنهكةً
وما شكوتِ الوَنَى يوماً ولا الكِبَرَا
عذراءَ باسمةً، حسناءَ فاتنةً
ثغراً ضحوكاً ووجهاً ساحِراً نَضِرا
أتيتُ أبصرُ أمسي فيك مفْخرةً
روضاً من الطُهرِ قدسيَّ الرؤى عَطِرا
أتيتُ من مَهبطِ القرآن من بلدٍ
على رباهُ تهادَى النورُ وانتشرا
* * *
يا طنجةَ الحبِ هل تدرين ما صنعتْ
بنا الليالي؟ تَداعَى الصرحُ واندثرا
وضيَّعَ الفارسُ المعتوهُ عُدَّتهُ
وباعَ معطفَه وانهارَ فانتحَرا
تغلغلَ الداءُ في الأحشاءِ يقرِضُها
يختالُ، يغتالُ منَّا السمعَ والبصرا
* * *
يا درةَ الساحلِ الغربيِّ هل لغَدي
من ناظريْك شعاعٌ للخلودِ سَرَى
ففي مُراكشَ ماضٍ مُشرقٌ عَبِقٌ
يضوعُ في قُبةِ الجوزاء مُفتخِرا
ما كانَ يوسفُ والمنصورُ في زمنٍ
جَنَّ الدُجى فيه إلا السمعَ والبصرا
جيشٌ تَدرَّعَ بالتوحيدِ معتصِماً
تُزَفُّ أعلامُه عَبرَ المدى غُررا
كنا الميامين في حربٍ وفي سَلَمٍ
أعزَّ جُنداً وأتقى في الهُدى نفرا
إذا هتفنا رأيتَ الناس مُصغيةٌ
لم تحملِ الأرضُ يوماً مثلَنا بَشَرا
ما بـالُ وُحدتنـا الكبـرى ممـرغةً
في الوَحلِ يُرضعُها أبناؤهـا الوَضَـرا
يرمونَ في غرفِ الموتى غلائِلَها
ويسرقونَ الضحى من عينِها سَحَرا
كؤوسنا بِخمورِ الذلِّ مترعةً
متى سنملؤها من عزمنا ظَفرا؟
متى سينتفضُ الطوفانُ ملتهباً
رُعباً ويغرقُ جيلاً فاسداً قذراً؟
بِعنَا المبادئ في الحاناتِ وانطفأتْ
فينا البطولة واعتلَّتْ بنا خَوَرَا
حتى مآذِنَنا جفَّ الأذانُ بها
وصاحتِ القدسُ من يُهدي لها عُمَرا؟
* * *
يا واقفاً عند جسرِ الصمتِ معذرةً
مضى القطارُ وما تنفكُّ مُنتظِرا
تُدمي جناحيك غربانٌ مشردةٌ
وأنت تَمضغُ مكدود القُوى العُمُرا
تُلَملمُ الصفوَ في الأدغالِ مغترباً
نفساً تئِنُ وقلباً مُثخناً نَخِرا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :424  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 53 من 85
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور زاهي حواس

وزير الآثار المصري الأسبق الذي ألف 741 مقالة علمية باللغات المختلفة عن الآثار المصرية بالإضافة إلى تأليف ثلاثين كتاباً عن آثار مصر واكتشافاته الأثرية بالعديد من اللغات.