شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الكاتب والأديب والصحفي العذب
الأستاذ السيد عبد الله الجفري ))
بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، في ليلة الاحتفاء بغارس المحبة أبداً، وبفارس من فرسان الكلمة حبيبنا الأستاذ "حمد القاضي" أسترجع حكايةً أجعلها استهلالاً لنبض المحب لحمد، والحكاية كانت على هامش معرض الكتاب في القاهرة قبل عامين، وفي أسمار الكُتَّاب العرب المتعارفين والمتصافحين حتى إشعار آخر. سألني شاعر عربي في استطراقه لجمع حصيلة عن الحركة الثقافية في وطننا المملكة قال: هل حمد القاضي صديق لك؟ ولم أحسب أن السؤال قد فاجأني، خاصة وأنني بادرته بإجابتي قائلاً: في مجتمعنا الأدبي والثقافي، وبكل أبعاد الجزيرة العربية، كلنا أصدقاء ما أمكننا ذلك، أما "حمد القاضي" وقد خصصتَ سؤالك عنه، فهو ليس صديقي إنه أخي الذي سميته: غارس المحبة.. فلاّح أرض المحبة، من يعرفه، لابد أن يحبه، بل لا بد أن يبادل "حمداً" الحب، ومن لم يعرفه لابد أن شيئاً هاماً وضرورياً ينقصه، عاد الشاعر العربي يسألني: وهل تعتقد أن في جيلنا هذا -وفي محيط الأدباء والمثقفين على وجه الخصوص- من يمتلك هذا المنجم من الحب الذي وجدته في "حمد" وأقصد به: منجم المحبة للناس، أجبته: سؤالك لا يتطلب إجابة -فيما يلوح- بقدر ما يفتش في أبعاد التأمل في عمق نفسية المثقف العربي، والمبدع عموماً، إذا ما تأثرت هذه النفسية بما حولها من أحداث العصر، والمتغيرات، والواقع الإنساني، وعندما نحتفي الليلة بالأديب "حمد القاضي" وكما عوّدنا الصديق/ عبد المقصود خوجه، الذي يقف بعمله الاحتفائي في (الاثنينية) وكما أصوّره: معمارياً، يشيد لِبناتٍ من الكلمات الحق، ومن الكلمات الصدق فإنما يأتي هذا الاحتفاء تمحيضاً لمن هم الأهل والأرومة للتكريم، وعرفاناً لهم بجهاد القلم، وبخدمة الوعي، وبنشر المعرفة، وهي مسؤولية وجد "عبد المقصود خوجه" فيها تعميقاً لهاجس الانتماء للوطن.
ونحن نلتف هذا المساء حول عطر حمد القاضي، أو حول خلطته العطرية من: الكلمة الفارسة، والمحبة الغارسة، والمعرفة الفارهة... إنما نجد نقطة الارتكاز في شخصية ضيفنا الليلة وهي نقطة المحبة التي نكاد نقول عنها بكل أسف إن المجتمع الأدبي/ الثقافي يكاد أن يخسرها بأسباب أثرت كما قلنا في النفسية، وعبثت في كثير من ضوابط الالتزام، والمثقفون هم مناهل للفكر والإبداع.
وإذن فإن مرتكز "حمد القاضي/ أبو بدر" الشخصي والإنساني، يقوم على المحبة للناس، ومَن تنهض شخصيتُه على هذه الركيزة المميزة، فلابد أن يستقطب محبة الناس له، وضيفنا ليس غريباً على مشاعر هذه المحبة، فهو إنسان يجرد كلماته حساماً في الدفاع عن الحق والحقيقة، وسيفاً يذود عن العدل والإنصاف.
الكتابة عند "حمد القاضي" تنفر تماماً من سناريو "التمسرح"، أو أنه لن يكون كاتباً مسرحياً، لأنه بطبيعته الإنسانية، لا ينسجم أبداً مع الفصول المتعددة في المسرحية، ولا مع بعض "الاستئناف" في تجريد الحدث أو حتى الواقعة... لكنه كاتب معبِّر قد يخسر معركته مع الآلة، أو مع آليات العصر، لكنه دائماً يكسب معركته الفكرية على الأقل مع المنطق... وهو الذي يقول لنا ضمن طرحه إن للمنطق سنابك غاضبة تسحق التجهيل والإفتئاب.
إن الكاتب "حمد القاضي" متخصص في التعبير أكثر عن الانتماء الناضج والمنتج، أو أن شغفه بتعميم الانتماء هو محبته لأهل وطنه من خلال ما يحاور عنه، كتابةً تأتي كلماته شفقاً وربما تميمة أحياناً... كما تأتي كلماته سهلاً تركض فيه خضرة الأمل، وخيول الأماني بكل دفقه الوجداني الشّفاف.
إنه كاتب يستقي بذور الإيمان في رسالته بالكلمة.. ويستنهض الطرقات الباسرة، فنجده يهمي كمطر الربيع منعشاً وراوياً.. وتجده من عشاق الجذور، كجذع شجرة شاهدة على العصر، إنه أول المدافعين في محاولات قتل الكلمة بتسخيرها... وهو آخر الذين يلقون عليها النظرة الأخيرة في حالة عدم جدواها.
إنه كاتب لا يخترق، لكنه يطوف كالفراشة حتى اكتمال الزهرة، ونحسب أن الكاتب "حمد القاضي" سيظل مرافقاً جميلاً ومؤنساً لأحلام الإنسان... فهو هذا "الفيء" الممتد حول شجرة معاناة الإنسان حتى شفق الشمس، وطلوع القمر.
و مرحباً "بأبي بدر" الليلة في رحاب كل هذا الحب.. وغيره كُثْر سيبدعون في تظهير كل صوره قوس قزح. شكراً.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :388  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 146 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

أحاسيس اللظى

[الجزء الأول: خميس الكويت الدامي: 1990]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج