شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة العلامة الشيخ أبو تراب الظاهري ))
الأستاذ أبو تراب الظاهري: الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على نبيه المصطفى وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً كثيراً، الدكتور زاهد وكتابه عن "الجواهري" في "إثنويةً" سعادة الشيخ عبد المقصود خوجه، تحية لذي الفضل الأسنى ولذي الكرم الأسمى الشيخ عبد المقصود خوجه الذي كان السبب في استحثاثي لهذه الكُلَيْمَةِ العجلى، في إثنويته المتألقة حرسه الله بعين عنايته.
الدكتور زاهد هو الشاعر الذي يجري الشعر على لسانه كالسلسال العذب الحالي، والنمير الدفوق المتلألئ، ويخرج من سنَّةِ قلمه وقَطةِ يراعه كأنه سبائك العسجد وقلائد الجُمان.
عرفَ زاهد الشعر معرفة من ارتوى من رحيقهِ، وبدغ ألباب فستقه ولوزه، واشتم أريجَ أزاهرهِ، وجال في راحتهِ حتى اختارَ منها اليوم أبسقَ دوحةٍ في العصر الحديث هي سرو "الجواهري" وشجرته المورقة، فكتب عن دراسة مسهبة في هيئة مجلدٍ كأنه شماريخ نخلة مجهودِ "زاهد" تهيَّأ له الأمر واستراض له المقاد، وجادت ديمُ فضله عليه، وطمى آذيُّ طَول لديه، وهطلت عليه زواخر سجله، ودرَّتْ عليه سحائب بذله.
ولعْمري إن بحثاً كهذا لم يكن لدى الدكتور أبيَّ الزمام، مُنيف الارتقاء، ولا اعتاص عليه ولا الخاص، فما أسمى همته، وأشمخ جدرانه، إذ جمع لكتابه ألفافه، وسحب عليه أفوافه، ولملمَ لترجمة "الجواهري" ولأعماله ما لا يتفصد لمثله إلا من أُوتي قوة الرقي من السُّلم، واشرأبَّ صدره لامتراء ضروع المصادر، وإنما كان مُنصبَّ تنقيبه عن "الجواهري" استرفادُه من شعره، واستجاشتُه معرفة جوانب حياته، وتنامى إليه كل ذلك فكانت النتيجة الباهرة الاستفاضة الزاهرة، فيما احْلَوْلَى من سيرة شاعر القرن، ولا مخالفَ له فيما أورد وأصدر، وعقد وأبرم، وهو كما قال ابن الرومي:
في كـفهِ قلمٌ ناهيـكَ منْ قِلَم
نَيلاً وناهيكَ منْ كفٍ بهِ اتشحا
 
وانبثق "زاهد" في كتابه هذا بالنوال، وانبعقَ بالعطاء، ولاحت بوارقُه ولمعتْ، وباحتْ مخائله وسطعتْ، ولو أن كتابَ الدكتور "زاهد" بُعِثَ به إلى جمهرة الباحثين لقضوا عجباً، إذ يصدر مثلُ هذا المجلد في الدراسة في فترة قصيرةٍ والمؤلف يعاني مرضاً فاتكاً نجّاه الله منه، وكأنَّ بيت المتنبي ينطبق عليه بقوله:
يـا منْ إذا وردَ البلادَ كتابُهُ
قبَل الجيوشِ ثَنى الجيوش تحيُّرا
 
أصافح الدكتور زاهد محيّياًَ ومُهنئاً بما تأشَّب إليه من المعلومات عن "الجواهري" وبما ضافره من التحليل لمضامين شعره، والولوج في سوادها وهي كوكبة كثيفة، وكِرْدَوْسٌ ضخم، وقد استحكم بُراها، وقَويت وطائِدُها، واشتدت عُراها وأواخيها لا يذهب لها فتلٌ ولا يعروها رَثٌّ. فيها زاهداً ليس بنا في نتاجك زهدٌ، ولا عن شعرك إعراض، وإنما نمسدهُ ونجذله، لتكون ارتساماته اللّطاف بالذهن ألصق، وبالقلب أنوط، والنفس تواقة إلى قريضك يشوقها إليه حلاوته، ويطيل ظمأها حُسنُ نظمه، وأنت ميمونُ النقيبة، محمودُ السليقة، حميدُ السجية، أسبغ الله عليك ثوب الصحة والعافية، ترفلُ فيه كلما ذرْ شارقُ، وشيم بارق. هذا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الدكتور محمد عبده يماني: ممكن نوزع الترجمة بعد الحفل إن شاء الله.
(يضحك الجميع).
الشيخ عبد المقصود خوجه: والله إنه من أعاجيب الزمن.
عريف الحفل: هذه كلمة مقطوعة نثرية، فعلاً عِطْرُ هذه الليلة، يبدو لي وكأن المتحدثين يريدون أن يعلقوا كلهم على هذه المقطوعة النثرية.
الشيخ عبد المقصود خوجه: من يستطيع أن يعلق يا جماعة، يا أمة، والله من يستطيع أن يعلق على أبي تراب؟ إنه فريد زمانه، ويغرف من بحر أو من بحور، يغرف من محيط.
عريف الحفل: نسأل إن شاء الله له طولة العمر، والصحة والعافية.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :629  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 122 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج