شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الأستاذ الصحفي والشاعر الأستاذ أحمد العرفج ))
السلام عليكم ورحمة الله:
أجـزني أبـا الشيمـاء فالـدرب هـا هنا
طويل وفي عينيك يشتعل الحِمَى
لأنك صوت الوقت جئتك واصفاً
شحوب الأماني الحالمات بـ (ربما)
سألتـك: كيـف الـحال؟ قلـت مطمئناً
– بخير – فأدركت السراب الملثما
لأنك نبض الصدق حفّتْكَ أحرف
تلوح كباقي الماء في صفحة الظما
 
أيها الصديق الكبير أذكر أنني سألتك عشية لقاء صحفي عن اسمك ألك فيه نصيب؟ فقلت: وألف نصيب وخاصة اللقب … فكيف تكون طيباً وأنت تستعصي عليَّ في هذه اللحظة، عصيَّ لأنك منذ ميلاد قصيدة النثر وحتى وفاتها في هذه الأيام وأنت تكتب دون أن تخون ذاتك، لم تمارس معها المجاملة، أو لنقل الملاطفة لهذا فأنت الصعبُّ لا الطيب، يا صديقي أراك وفياً لذاتك، وفياً لأفكارك لمبادئِك لأحبابك فهل لي أن أخـبر الأجـداد أن المستحيلات صارت أقلَّ عندما وجدنا الخِل الوفي المتجسد في طولك الفارع وأنت هكذا تقف مجرداً من الضعف والخنوع شيمتك الصبر. أما للملأ نهي عليك ولا أمر، يا صديقي عندما سألتك عن "لا" متى تقولها؟ قلت: لقد قلتها كثيراً وسأقولها، ولكن يبدو أنني سأتوقف قليلاً لأن الجميع يقولون "نعم" قوية مؤلمة "لا" هذه. أين أنت من الذي قال:
ما قـال "لا" قط إلا في تشهده
لولا التشهـد كانت لاؤه نعم
 
ألم أقل لك أنك صعب، عندما قبضت على الحبر لأمنحه لأخي الطيب تقاذفتني العواطف والأحاسيس وحاولت أن أصمت أمام باذخية هذا الرجل الكبير بقراءته وفضله وخلقه وأصالته وأهم من هذا وفائه لذاته وأحبائه. يقول الحكماء في الهند: الرجل الفاضل مثل شجرة العود تعطر بعبيرها كل ما حولها، وما أرى أبا الشيماء إلا هذه الشجرة المباركة، يهمني أنك خرجت بعد عملك الطويل وأنت تردد قول الشاعر القروي:
تذكرت أنواع الشراب فلم يسغ
بحلقي أشهى من حلال المكاسب
ونِمْتُ على ريش النعام ولم أجد
فراشاً وثيراً مثل إتمام واجبي
 
أحاول أن أمسك عصا البلاغة من الوسط وخير الأمور الطرف ولكنّ ربع قرن من العمل لا يمكن أن تجعلك محايداً لذا سأكتفي بألا أميل كلَّ الميل، عرفت أبا الشيماء وكلما لاقيته يخيل إليّ أن لا أراه بقدر ما أرى الواقع الذي يتحفز مختالاً في عينيه كأنه مفتون بانتظار شيء يضيء ويشرق في الغد القريب وكان عبر حديثه وإشاراته يحمل حزناً غائراً لم تفلح نظارته السميكة في إخفائه، فقد كانت مساحة الوطن فيه أكبر بكثير من مساحة الحزن الذاتي الذي يعيش فيه كأي إنسان من البشر استجابة لقوله تعالى لَقَدْ خَلَقْنَا اْلإِنسَنَ في كَبَدٍ كل ما في أبي الشيماء يقول إنه وفيّ ذاته في عالم لا يعلِّم إلا الجهل بالذات، ماذا يفعل إنسان مثل محمد سعيد طيب يحاصره العالم بقولهم: مت إن شئت أن تكون وفياً بذاتك وعليك إن شئت البقاء أن تخون نفسك أن تكذب عليها، أن تظل جاهلاً باسم العلم وعالماً باسم الجهل أن تعمل ما ليس بعملك، وتقول ما ليس من قولك أن، تكون شيئاً يصنّع تصنعه العلاقات الزائفة والأخلاق الرمادية، والثقافة الميتة، يا صديقي الكبير سوف أقول الحقيقة كلها فيما يخص المستقبل وأستفزك للكتابة حول ما تعرفه من ثرثرة الأدباء وبلاغة وقبل أن يأتيك آت ويقول لك كذا وكذا أقول إنك روائي من صنف فذ ولو كتبت رواية ستغّير خارطة توزيع المراتب في الرواية المحلية، لا أقول ذلك تخبطاً بل عن معرفة أتيحت لي وسوف أراهن الثقلين عليك، هل قلت شيئا ً؟ لا أظن، لم أقل لك أنك عصي عليّ هذه اللحظة؟
وشكراً لصاحب الاثنينية.
والسلام عليكم ورحمة الله...
 
طباعة

تعليق

 القراءات :709  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 92 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.