شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الأستاذ الدكتور عبد الله المعطاني ))
بسم الله الرحمن الرحيم، التحية الأولى أزفّها إلى مُكْرِمِ الأدباء والمثقفين الأستاذ عبد المقصود خوجه وجيهنا المعروف؛ أما التحية الثانية فإنني ألتقطها من بين ثنايا القِيم المتناثرة في مؤلفات الدكتور مرزوق بن تنباك وأستلها من تلك الأيام المشرقة البيضاء التي عشناها في الغربة، حينما أصدرنا الأعداد الأولى لمجلة الطالب، وقد جمعتْنا في تلك الديار الكلمة ووحدنا العلم وطلَبِه، الدكتور مرزوق بن تنباك رجل صدق مع نفسه ومع فكرهِ ومع مجتمعه، وكلنا يعلم هذا وخاصةً الذين هم قريبون منه، ومن هذا الصدق أنفُذُ إلى آرائه المطروحة عن الفكر العامي، هو ابن البادية وربيبها، ولكنه ينافح عن الفصحى ويذود عن حياضها، في تصوري أن هناك خلط كبير لمن يريد أن يحاكم فكر الدكتور مرزوق بن تنباك فهو ليس ضد جماليات الشعر الشعبي، ولكنه ضد الفكر العامي، وكلنا ذلك الرجل؛ الفكر الذي يشكِّلُ الأمة عامِيّاً أنا أتصور أنه مرفوض، لأن هذه الأمة سوف يكون ثقلها بفكرها العربي، بلغتها الممتدة في جذور التاريخ، المترامية في أطراف الحضارة هذه اللغة التي حملتِ القرآن الكريم، وحملتِ الإبداع الساحر، وحملتِ الثقافة والحضارة إلى جميع الأمة، إذن هناك فرق بين أن يدعو الإنسان للفكر العامي وبين أن يتلذذ بجمالية الشعر الشعبي أو النبطي، ولديَّ ملاحظة عِلْميّة هامة سوف أسوقها من خلال الاحتفاء الزميل الدكتور مرزوق وهو حريٌّ بهذا الاحتفاء، وهو السؤال المطروح الذي يصبغ كل الساحة الثقافية والعلمية في الخليج، لماذا هذا الجمهور الكبير للشعر النبطي أو الشعر العامي وليس هناك جمهور للشعر العربي؟ لأن الشعر العربي نفسه أفسح المساحة وأفسح الساحة للشعر النبطي أو للشعر العامي، الشاعر المتميز مثل المتنبي وأبي تمام وهؤلاء الشعراء الأفذاذ حتى نزار قباني لو جاء نزار قباني وعمل طبعاً (مات رحمه الله عليه) عمل أمسية لرأيت كما أقام في المغرب واستقبله أكثر من ثلاثين ألف معجب بشعره فالقضية يا إخواناً إن الشعر العربي تزحزح عن مكانه فأفسح المجال للشعر العامي، الناحية الثانية أو الملاحظة الثانية التي ألقيتها في مؤتمر الشعر العربي الأول في فاس العام الماضي هي ارتباط الشعر العامي بالغناء وانزواء أو انزياح الشعر العربي عن الغناء وحسان بن ثابت يقول:
تغن بالشعر إما كنت قائله
إن الغناء لهذا الشعر مضمار
انتشرت هذا الانتشار الكبير لأنها غنيت على الأرغون وغنيت في الشارع وتجاوزت وتمردت على كثير من تلك الحياة الأرستقراطية التي كانت موجودة. إذاً الغناء لو أنت لاحظت الآن الدكتور حمزة المزيني قال كلمة (قال في الملاعب) الملاعب ذكرها الصفدي في كتابه (توشيع التوشيح) ويبدو أن المعركة قد ابتدت أو النقاش قد ابتدى من هذه الكلمة، الصفدي في كتابه "توشيع التوشيح" قال عن الموشحات أنها "ملاعب"، وعندنا قي قبائل الحجاز سواءً في مكة أو في المدينة نحن نسمي الملعب "ملعبة"، إذن الدكتور مرزوق كما يبدو لي - وإذا كنت مخطئاً يصححن - هو ليس ضد جماليات الشعر الشعبي لأن الشعر الشعبي موجود من القرون القديمة من أزيال ابن قزمان وكان العمال في بغداد ينشدون الشعر الشعبي في بنائهم البناءون إلى أن جاء أبو العتاهية الذي قيل بأنه يخرج شِعرَهُ مِنْ كُمّهِ، وذلك لسهولة شعره الدكتور مرزوق أتصور أنه يوافقني، ولديَّ دليل مادي يقسم حجة الدكتور مرزوق إذا قال غير هذا حينما اشتركنا في مهرجان الشعر الخليجي للقصة والشعر الذي ذكر في سيرته عام 1408 وضعوني ناقداً للشعر العربي ووضعوا الدكتور مرزوق ناقداً للشعر الشعبي والسلام عليكم.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :755  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 23 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج