شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الأستاذ الدكتور عوض بن حمد القوزي ))
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
فحتى اللحظة التي دخلنا فيها إلى هذا المكان لم أكن أعلم أنني سأتحدث لعلمي بكثرة المتحدثين، وأصدقاء الدكتور مرزوق كثيرون، ولكن وجدت نفسي على هذه المنصة ولم أحضِّر حرفاً واحداً مكتوباً، وأظن أن المجال يتسع لأن أصارحكم وأصارح المحتفَى به أولاً: أقول للمحتفَى به هنيئاً لك بمحبيك وبمكرِّمك، وهنيئاً لنا بك في هذه الليلة وأشكر المضيِف على احتفائه بالعلم وأهله، والحديث أمام الأشخاص يجعل المرء بين نارين: إما أن يجامل؛ وإما أن يشطح كثيراً فمثلاً المدح في حضرة الممدوح شبيه إلى حد بغيبة الغائب، فالغائب لو ذُمَّ كان بهتاناً ولو قيل حقاً كان غيبة، وإن قلنا شيئاً من المدح في وجه الرفيق والزميل أو الصديق فقد يعد من المجاملة، فدعوني وهذا الأمر كله وسأتجاوز كل هذه الأشياء.
وأقول إني أدين للدكتور مرزوق بأمرين في حياتي وأدينه بواحد، الأمر الأول: يرجع إلى يوم قابلته في قسم اللغة العربية في جامعة الملك سعود بالرياض وكنا في أول دفعة بدأ التخصص فيها في قسم اللغة العربية من السنة الأولى، كان مدفوعاً إلى قسم الإعلام ببريق الإعلام ورغبته في التلفزيون، وكنت أصارع في الاحتفاظ بمجموعة من الزملاء يأتون إلى قسم اللغة العربية لُتفتح أول شعبة بثلاثة نفر يدرسون اللغة العربية في ذلك القسم، استطعت أن أقنعه وبدأنا المشوار وحصلنا معاً على البكالوريوس واصطحبنا من ذلك اليوم، هذه واحدة وأعلـم أنه لو انسحب لبقي اثنان فلو رسبا في القسم فهذا يعني أن الشعبة لن تُفتح وبالتالي لن أكون أحد طلاب قسم اللغة العربية في ذلك الزمان فهذه واحدة، أما الثانية فعندما ابتعثت إلى بريطانيا وكان قد سبقني إلى هناك لانشغالي بالماجستير في هذه البلاد واستعجاله لعمل رسالته هناك فاستوطن اسكتلندا وحضرت للدراسة وفي يوم من الأيام خرجت أتمشى في شوارع لندن ما وجدت إلا من يفسّح كلبه صباحاً، وهن العجائز فرجعت حزيناً إلى غرفتي قائلاً ومتمثلاً:
تركتُ محمداً وكذا علياً
وفارقت الأحبة والصحابا
وما كان الفراقُ هوىً لقلبي
ولا نفسي تطيقُ لهم غيابا
أأترك مهجتي وأعيش فرداً
بأرض الغرب كـي أرعـى الكـلابا
جلست فترةً أتردد بين البقاء وبين العودة؛ وبثثت أمري له ولزميلي أيضاً الدكتور أحمد الزيلعي وقلت أظن العودة أقرب، فوجدت منهما تشجيعاً كبيراً ومساندة على أن أبقى حتى استطاعا أن يقنعاني والحمد لله رجعت بما كان يتمنيانه لي.
أما الذي أدينه به فتصحيح اسمه (تنباك) كان ونحن ندرس البكالوريوس تارةً يكتب اسمه "تمباك"، وتارة يكتبه تنباك، فجلست وكاشفته الأمر وظننت أن هذا الاسم ربما صديقي لا يحبه، على أي حال لما بيننا من الصراحة والصدق قلت له هذه مسالة يدخل فيها علم الأصوات بل يدخل التجويد، إذا النون أدغمت في الباء فقلبت ميماً نلفظها تِمباك ولكن كتابتها تنباك واستمر كذلك، ولديّ وثائق بخط يده بالميم، هذه واحدة على أي حال سألتزم بالوقت الذي فرضته هذه اللجنة الصارمة ولديّ كثير، كثير من الأصدقاء يقول عندما يتحدث عن أصدقائه شهادتي في صديقي مجروحة، أنا شهادتي في صديقي ليست مجروحة لأني أعرفه تماماً، ولذلك فمن الآن أقول إن شهادتي صادقة وأجزم بذلك إن شاء الله، عرفت الدكتور مرزوق ونحن طلاب عرفت فيه خدمة الجماعة؛ فعندما كنا في إنجلترا كانت مبادرة منه أولية للتفكير في إنشاء نادٍ للطلاب السعوديين المبتعثين في بريطانيا، وناقشنا أنا والدكتور مرزوق اللائحة لهذه الأندية الطلابية في بلاد الغربة في "قست هاوس" وعلى مقربة من محطة فكتوريا بلندن، "القست هاوس" الغرفة منها بعشرة جنيه وناقشناها ثم عرضناها على المسؤولين ونجح صندوق الطلاب، وتفرعت منه مراكز في جميع المدن البريطانية التي يكثر فيها الطلاب السعوديون، وجدنا مدداً ورفداً من المسؤولين في هذه البلاد؛ وجدنا رعاية لنشاط الطلاب المبتعثين وسار قطارنا والله يرعاه، الدكتور مرزوق لم يترك هذا بل عندما عاد إلى الجامعة شرع في تكوين صندوق آخر هو صندوق التكافل الاجتماعي لخدمة بعض منسوبي الجامعة ونجح في ذلك ولا يزال، فضل هذا الصندوق يُعطىَ أو يصل إلى المحتاجين في الجامعة بسبب فكرة ناضجة نبعت من الزميل الكريم، أنا لا أريد أن استطرد فأثني؛ ولكن أود أن أقول للأخوة إن الثناء على المحتفىَ به ثناء في محله أرجو ألا يخجل من ثناء الزملاء وليسمح لي أن أحتفظ بما لديّ ولأن بيننا معروف كبير، وأقول لكم الآن وربما هو ينسى، أن دمعة هذا الرجل قريبة فهو يبكي ويثُار بسرعة، وأذكر موقفاً جئتـه معاتِباً فقابلني بالبكاء وتحجرتَ الكلمات في حنجرتي، فكلانا نبكي ولم نلبث أن تعانقنا ونسينا ذلك الموقف تماماً.
الدكتور مرزوق لديه أفكار جيدة ولديه اهتمام بالعربية وأهلها وعلومها، ولعلَّ النشأة التي نشأ عليها وسمعت طرفاً منها الليلة من المتحدثين الكرام أملت عليه أن يفكر في موسوعة تتعلق بالقيم ومكارم الأخلاق وهذه شُرفْتُ بالعمل معه فيها وأسال الله أن ترى النور قريباً، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عريف الحفل: الكلمة الآن لسعادة الإعلامي المعروف الدكتور عايد الردادي وكيل وزارة الإعلام المساعد.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :827  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 19 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج