شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الكاتب القدير والأديب الكبير عبد الله جفري ))
أيها الاخوة، والزملاء، وعشاق الكلمة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
إحترت.. من أين أبدأ لأتحدث عن رفيق مشوار طويل على درب الصحافة؟!
عبد الله عمر خياط: لا شك أنه "مانشيت" يطلع أحياناً: نارياً باللون الأحمر، وأحياناً عُشْبياً باللون الأخضر، وكثيراً ما يظهر هذا المانشيت كقوس قزح.. شكَّل ألوانه في سماء الصحافة كألوان الطيف، وترك على أعمدة (عكاظه) بصمات عديدة تُحسب له. وإن كان هناك من يفتش - بالضرورة - عن ما يُحسب عليه!
فكرة تكريم "عبد الله عمر خياط" الصحافي البصمة: تقدير من صاحب الاثنينية/ الشيخ "عبد المقصود خوجه".. وكان لا بد لي أن أكون في هذا الحفل بدور "المقيّنة" في زفة العريس، لولا ظرف السفر.
لكنَّ روحي حيث منابت عشب النفس!
وسيتحدث الاخوة في هذه الأمسية عن جوانب عديدة من شخصية الخياط.. بمعنى: أن لا أحد سيبقى لي شيئاً أنفرد به، إلاَّ أن يكون انفرادي بالخياط شخصياً!!
···
- روابطي بـ "أبي زهير" كانت كالبث المباشر. في أغلب ساعات النهار وردحاً من الليل: على الهواء، وجهاً لوجه.. كان يجمعنا (الإخاء) فوق الصداقة التي قد تُخدش. لكنَّ (الأخوة) أبداً تبقى كالمرآة الصقيلة!
مواقفه الجميلة معي محفورة، عميقة الغرس.. ولن أنسى أنه وقف بجانبي ومع أسرتي في محنتي، واستكتبني في (عكاظ) عندما كنت بلا وظيفة أو عمل، وتوّجني حتى أسرني معروفه.. وهذه شهادة عن عبد الله/ الإنسان. والصديق وقت الضيق، وتفاصيل المواقف لا تُروى بل تُسجّل!
كان "عبد الله خياط" يقوم بزيارتي وهو "رئيس تحرير عكاظ"، وأنا في الرياض.. ويأخذ مني مقالاً أسبوعياً لينشره، وأستفيد من مكافأته.
وسعى لإدخالي "مدرسة عكاظ" حتى جعلني (عريفاً) فيها، ومعلماً، وسكرتير تحرير مسؤول عن صفحات لا يقرأها هو كرئيس تحرير، بل وضع ثقته في تقديري للمادة بعد قراءتها.
ومن صفاته في العمل: أنه كان يتحمل على عاتقه وزر وأخطاء أسرة التحرير، بدءاً من مدير التحرير/ نائبه، وحتى المخبر الصحافي.. ويتلقى وحده العقاب، حتى آخر عقاب على خبر نشر في غيابه وكان مسافراً، فتحمل المسؤولية، ونُحّي من رئاسة التحرير.... وهذه هي صفات: رئيس التحرير/ الرُّبان الذي يقود سفينته، أي صحيفته.
···
- كانت بيني وبين "الخياط": نافذة، أو هي (فتحة) زجاجية في الجدار بين مكتبه ومكتبي... فإذا استمزج أن يسمع أحاديث من في غرفتي سحب الزجاج، وهو يقول لي: عندك الأمراء / محمد العبد الله الفيصل، بدر بن عبد المحسن، وعندك ناصر بن جريّد، وسراج عمر.... كلهم كانوا يشكلون مجلساً مسائياً من بعد صلاة المغرب في مكتبي.. وكان "الخياط" سعيداً بهذه الزحمة الدسمة - كما كان يسميها - ويقول:
- سأملأ غرفتي بزحمة أخرى من المسؤولين الكبار لنناقش أمور المجتمع، مثلما تناقش زحمتك أمور الفن والأدب والموسيقى.
تلك كانت (الروح) السائدة في أسرة تحرير "عكاظ" / الأصل. في عهد "عبد الله عمر خياط".. وهي الروح التي غذّت الجريدة بالنجاح، وصنعت لها الانتشار، فكانت الصحيفة اليومية الأولى بحيوية صفحاتها، وبجدية أخبارها، وتحليلاتها.
وكان لنا (خصوم) ممن كانوا يعتبروننا حسب تعبير شيخنا وأستاذنا الكبير/ أحمد السباعي - رحمه الله: (شبيبة)، والشبيبة لا بد لهم أن يبتدعوا من الإبداع، وأن يأتوا بجديد حتى لو كان مخالفاً لآرائهم، أو (لِدَقَّتِهم) القديمة.. ولاقينا - في هذا الإطار الذي وضعنا فيه - الكثير من العنت، والخصومات إلى درجة الحرب.... لكننا صمدنا، وكان "الخياط" -كرئيس تحرير- يقول لنا:
- طالما أننا نؤمن بما نفعله ويشكل قناعة فكر لدينا.. فلا نلتفت لما يثار حولنا من الغبار... فالغبار يُهيِّجه الآخرون في وجوه الناجحين !
- في زمالتنا (للعمدة) عبد الله خياط: تذوَّقنا طعم النجاح الصحافي، والكتابي.... وكانت (عُمُودِيَّته) الصحافية تُنضج الخبطات الصحافية، وكان حسه الصحافي: (يُشمشم) الأخبار الجديدة والهامة.... ولا يكتفي بذلك، بل عُرف عنه تفجيره للقضايا والأسئلة التي تلامس المجتمع، وتلتصق بمصالح معاشهم.. وأهم معاركه تلك: قضية الكهرباء المعروفة!
وكان مُحباً لتنويع صفحات الجريدة، وكانت "الصفحة السابعة" إحدى نغماته، أو هي (مازورة) من أجمل ما أبدع صحافياً.. كان يتحسس فيها التثقيف، والاطلاع، واختلاف الأذواق في القراءة والكتابة، وذلك من خلال إسناد مسؤولية هذه الصفحة "لمحررين" متعددين يتناوبون على إعدادها يومياً.
وكان شغوفاً بالإثارة الخبرية، أو لعلَّه هو الذي (وثَّقها) في صحافتنا المحلية.. ولكنها إثارة في حدود الفعل الصحافي!
···
 
- والمواقف كثيرة مع (العمدة)، وحافلة أيضاً بالشجون.. وحسبه أن يكتب هذه المواقف ضمن التاريخ الحديث في حلقاته أو مذكراته الصحافية عن تطور صحافتنا.
وشكراً لصاحب (الاثنينية) على هذه النافذة الأسبوعية لتكريم المميزين!
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :497  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 38 من 81
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.