شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الدكتور صالح باخريبه عميد كلية الهندسة
بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن))
 
- بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله رب العالمين.. والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.. أيها السادة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
ذكر صديقي الأستاذ عبد الله خياط أنه لا يحسن الحديث وراء الميكرفون.. مشكلتي أنني لا أحسن الحديث.. نقطة.. وإذا ارتج علي شيئاً فأرجو أن تعذروني لأنني أرى مدير مدرستي السابق الرجل المربي الفاضل والصارم أيضاً الأستاذ محمد عبد القادر علاقي.. ثم أستاذنا حسن عبد الحي قزاز رئيس التحرير الذي كنا نحبه ونهابه ولا نكاد نستطيع أن ننبس بكلمة في حضوره..
 
هاتفني قبل أيام الأستاذ عبد المقصود خوجه وأخبرني عن العمل الكريم الذي ينوي القيام به هذه الليلة لتكريم والدنا الأستاذ حسن قزاز.. وقال لي أنه شاهد عصر على عهد الأستاذ حسن قزاز في الصحافة..
 
أيها السادة.. أنا أيضاً شاهد عصر فاسمحوا لي أن أروي قليلاً مما شاهدته.
 
لقد ذكر المتحدث الأول الأستاذ عبد المقصود خوجه الكوكبة الكريمة من الرجال العظام الذين عملوا وتعاونوا مع الأستاذ حسن قزاز.. كان رجلاً قوياً ولم يكن يخشى أن يتعامل مع الأقوياء.. والقائمة التي ذكرها الأستاذ خوجه كانت عينة فقط.. ومن الناس الذين تعاون معهم: الأستاذ محمد حسين زيدان، السيد ياسين طه، الشاعر الأستاذ حمام.. وغيرهم كثير.. لقد أدخل هذا الرجل الصحافة السعودية إلى العصر الحديث.. دخل الصحافة محترفاً، وككثير من الرجال مثله الذين يعشقون مهمتهم ويعيشونها هاجساً في كل لحظة فتكون لهم الريادة ويكون منهم الإبداع وهكذا هو الأستاذ حسن قزاز أبدع في عمله وأجاده.. دخلها لا ليتاجر ولا ليربح وهو من أسرة لها باع طويل في التجارة، وإنما دخلها حباً فيها، لم يدخلها كموظف، ولكن كعاشق وكان له مستقبل واعد في الوظيفة الحكومية.. وأتاح فرصة للكثير، كنت واحداً منهم.. أخذني إليه أستاذي الفاضل الذي أدين له بالجميل الأستاذ محمد عبد القادر علاقي وكان أول شيء هو ما ذكره المتحدثون عدة مرات بأنه أول من دفع أجراً للكتاب.. كنت في السنة الثانية المتوسطة، وعلمت بالمنشور عن صدور جريدة أحد أعضاء هيئة التحرير فيها أستاذي، فهنأته.. فدعاني للكتابة، لا أذكر أنني أجبت عليه ولكني تقدمت له بعد أيام بشيء كنت أظنه قصة.. وفوجئت بنشرها.. مفاجأتي الكبرى أن دعاني للحضور إلى مقر الجريدة لاستلام مكافأة خمسين ريالاً في ذلك الزمن خمسون ريالاً مبلغاً ضخماً.. كان الخادم يعمل في المنزل بأقل منه أو بمثله.. وكان العامل يعمل بمائة وعشرين ريالاً.. فلكم أن تعرفوا مقدار هذا المبلغ.. ولم يكن يفرق بين كبير وصغير.. لم أكن الوحيد الذي أعانه وفتح له المجال، تعاونت معه بعد ذلك كطابع آلة في (عرفات) ثم انتقلنا للبلاد التي كان يود أن يسميها (جدة) ولكن لذلك قصة أخرى لعلَّه يرويها..
 
المتحدثون كثيرون ولن أطيل عليكم كثيراً، تلك فترة كانت فترة ثرة معطاءة أظلها برئاسته هذا الرجل الذي نكرمه الليلة فعمرها بالحب.. تكاد الدموع تطفر من عيني عندما أذكر تلك الفترة كما قال أولفرين الشاعر الفرنسي: أتذكر الأيام الخوالي فتكاد تطفر الدموع من عيني..
 
فترة خيرة لرجل خير.. أو كما قال شاعرنا المكي المبدع الأستاذ حسن عبد الله القرشي:
وأذكر من أيـام عمري حقبـة
هي العمر كل العمر فياضة الطهر
 
يا عم حسن..
إنني مدين لك بأكثر مما أستطيع من الشكر لك ولأستاذي محمد عبد القادر علاقي.. أكرر مع الشاعر:
فلو كـان للشكر شخص يبين
إذا مــا تمثـلـه النـاظـر
لمثلتــه لـك حتى تــراه
لتعـلم إني امرئ شـاكـر
 
جزاك الله عني خيراً.. وجزاك الله خيراً عن كل من ساعدته وهم كثيرون من الزملاء والأصدقاء.. وجزاك الله خيراً لما عملته لبلدك ووطنك..
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
···
 
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1127  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 8 من 81
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.