شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة لسعادة السفير محمد السيد عباس قنصل
مصر الشقيقة في المملكة ))
بسم الله الرحمن الرحيم، الحقيقة أنا حضرت لكي أستمع فقط ولم يكن في ذهني أنها آخر أمسية في ختام الموسم الثقافي استعداداً لأيام الحج المباركة وكل عام وأنتم بخير، وأحب أن أنتهز الفرصة لكي أحيي الاثنينية الأستاذ والأخ الصديق الأديب عبد المقصود خوجة وأنا شخصياً طوال الثلاث سنوات ونصف التي قضيتها في جدة سعدت واستمتعت بأمسيات رائعة ولقاءات فكرية متنوعة نهلنا منها الكثير، واستفدنا منها الكثير وأضافت إلى معلوماتنا ما نعتز به باستمرار، وأنتهز هذه الفرصة لكي أهنئه على هذا الجهد الرائع الذي بفضله أصبحت الاثنينية محفلاً ثقافياً من الطراز الأول مشهود به على مستوى العالم العربي ويؤمه الكثير من أدبائنا ومفكرينا من كافة الأقطار العربية... فشكراً للأستاذ عبد المقصود خوجة وشكراً خاصاً لما تفضل به من كلمات في شخصي أعتز بها دائماً وأدعو الله أن يوفقني أيضاً في موقعي الجديد إلى أن أساهم بجهدي المتواضع في تنمية وتوطيد أواصر المحبة والود بين الشعب المصري والبحريني مثلما حاولت أن أقوم به طوال السنوات التي قضيتها بين إخواني وأصدقائي وأهلي الذين لم أشعر يوماً واحداً أنني غريباً بينهم ويعلم الله أن هذا الكلام من قلبي وصادق فيه وإن شاء الله أتمنى أن يدوم أيضاً، ومن حسن حظي أن أكون في البحرين قريباً أيضاً من إخواني في السعودية لكي يدوم التواصل وتتبادل الزيارات باستمرار طوال فترة خدمتي القادمة. فشكراً للأخ والصديق الأستاذ عبد المقصود خوجة.
 
النقطة الثانية ليسمح لي ضيفنا العزيز أن أبدي بعض الملاحظات على ما تفضل به من آراء ونقاط، الحقيقة الصورة التي عرضها معاليكم عن الوضع الاقتصادي العربي والتكامل الاقتصادي العربي وإمكانيات هذا التكامل صورة مقلقة، ذكرتم معاليكم أن إمكانيات التكامل غير موجودة، الحقيقة بعد فترة عمل وخبرة من موقع المسؤولية الكبير الذي تقلدتموه من المؤكد أن لكم رؤية ثاقبة ولديكم من المعلومات الكثير والكثير ولكن لتأذنوا لي أن أشير لبعض الملاحظات وبعض المعلومات والتي أثق أن الكثير من حضراتكم على دراية وعلم بها، التكامل الاقتصادي العربي في تقديري مقوماته وعوامله متوفرة.. مصر بثقلها السكاني - ليس عدد فقط وليست مسألة كم - وإنما كيف.. وكما تعلمون فإن نسبة التعليم الجامعي في مصر عالية، لدينا 12 جامعة كل جامعة لديها عدد ما ما شاء الله من الكليات، التعليم الثانوي حوالي نصف مليون كل سنة وربما أكثر، التعليم الإعدادي أو المتوسط أكثر من هذا بكثير، القاعدة العلمية الحمد لله عندنا قاعدة متينة وواسعة ومتنوعة، فتعداد سكان مصر ليس عدد فقط وإنما كيف أيضاً.. كيف من الناحية العلمية والثقافية، وهناك الآلاف من العلماء المصريين في الولايات المتحدة وفي أوروبا يقودوا مشعل النهضة والحضارة في تلك البلاد مثلما يقودون به في البلاد العربية وفي مصر ذاتها.. هذا العنصر في تقديري عنصر هام جداً جداً متوفر في مصر وتحتاجه البلاد العربية وبالفعل تستفيد منه البلاد العربية في الماضي وفي الحاضر.
 
السوق المصري الضخم الذي يربو على 60 مليون، النهاردا احنا 61 مليون، والسوق المصري ليس فقط مصريين وإنما أيضاً عرب، يذهبون إلى مصر صيفاً وشتاءً للتسوق في مصر، سوق ضخم جداً تتوفر لديه قوة شرائية قوية وعالية فهذا السوق يمثل مصدر ومجال لتصريف المنتجات العربية وأقول العربية وليس المصرية فقط، ودون استطراد ودون الدخول في تفاصيل حتى لا آخذ الوقت الطويل من هذه الأمسية، أريد فقط أن أشير إلى جزئية بسيطة جداً على حسب علمي ومن موقعي هنا أقدر أقول وأؤكد هذا الكلام على سبيل المثال أن التجارة بين مصر والمملكة العربية السعودية ارتفعت خلال الخمس سنوات الأخيرة إلى خمسة أضعاف، فالصورة لا تدعو للتشاؤم، الصورة جيدة والحمد لله من سنة إلى أخرى يطَّرد هذا النمو التجاري، عام 97 وصل حجم التبادل التجاري بين مصر والسعودية - وهذه أرقام رسمية - اقتربت من اثنين مليار ريال سعودي، كانت من خمس سنين لا تتجاوز 400 مليون، نستورد من السعودية البتروكيماويات في المقام الأول وغيرها وغيرها ونصدر لها.. وليس هذا فقط بين مصر والسعودية وإنما بين مصر والعديد من البلاد العربية الأخرى، حجم التجارة البينية بين البلاد العربية - وهذا كان مصدر قلق ولا زال طبعاً - وكما تفضل معالي ضيفنا الكريم وأشار إلى أن حجم التبادل التجاري بالنسبة إلى دول شمال إفريقيا العربية 65% مع أوروبا، طبعاً هذا مصدر شكوى لنا جميعاً أن حجم التجارة البينية محدود، كان في بداية التسعينات 4% والآن وصل 8%، صحيح نخطو بخطواط محدودة ولكن المسيرة ماشية في الطريق السليم، مناطق التجارة الحرة التي تعمل الآن كنواة للسوق العربية المشتركة، والتي تنظر إليها أيضاً بنوع من التشاؤم، الحقيقة أنا أجد مؤشرات أمامي تدعو إلى التفاؤل ولا أريد أن أقول الصورة مشرقة 100% ولكن هناك مؤشرات إيجابية لا يجب أن تضيع وسط الظلام وأرجو مع الاستمرار أن يكون التفاؤل هو دليلنا وليأذن لي معالي الضيف في هذه الملاحظة.
 
الملاحظة الثانية وفيها أتفق مع معالي ضيفنا الكريم خاصة بقلقه بالنسبة للغة العربية وهذه ملاحظة أشاركه فيها الرأي تماماً وأنا أشعر بما تواجهه اللغة العربية من خطر يتهددها بالفعل من شيوع واتساع يستخدم من مصطلحات وألفاظ أجنبية في حياتنا اليومية حتى أصبح ذلك من علامات ما يستخدمه البعض كعلامة من علامات الرقي والتحضر، يستخدم عبارة باللغة الإنجليزية كدليل على ثقافته وقربه من الحضارة الغربية، وهذا نقطة قلق بالفعل أشارك معالي الضيف فيها وأشاركه أيضاً في القلق الكامن وراء هذا وأنها المسألة ليست مجرد كلمات نرددها وإنما ما وراء هذه الكلمات وإن العبرة ليست مجرد أن أتكلم عربي فقط أو أعرب الكمبيوتر أو التقنية الحديثة، هذا مجرد سطح وقشرة، وإنما ما وراء السطح أو القشرة هو العلم والتكنولوجيا، أين نحن مما يجري في العالم؟ أين نحن مما يجري من تطوير تكنولوجي مستمر يوماً بعد يوم؟ هنالك تلاحق مستمر وهنا يكمن الداء، وأتفق مع معالي الضيف في هذه الملاحظة.
 
نقطة أخيرة أستأذن أيضاً معالي الضيف في إبدائها فيما أشار فيه معاليه إلى معاناة العالم العربي من أزمة الغذاء والكساء، الحقيقة نحن كنا بالفعل - وأتكلم عن مصر - لأننا كنا نعاني من هذه المشكلة، ولكن أستطيع أن أقول إننا الآن بالنسبة للغذاء نصدر والحمد لله، ونصدر إلى دول الخليج ونصدر إلى أوروبا غذاء بمختلف أنواعه ونصدر الكساء وأحد المشاكل التي نواجهها أن عندنا منتجات في الملابس بكميات كبيرة جداً ونواجه منافسة شديدة جداً في تصريفها في الأسواق الأجنبية.
وشكراً لإتاحة الفرصة لي لإبداء هذه الملاحظات، ومرة أخرى أهنئ صاحب الاثنينية بهذا الجهد المتواصل وأرجو أن تتاح لنا في المستقبل فرص أن نواصل النهل من هذا المنبع ومن هذا المورد بكل التوفيق بإذن الله، والسلام عليكم ورحمة الله.
 
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :501  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 136 من 139
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور عبد الكريم محمود الخطيب

له أكثر من ثلاثين مؤلفاً، في التاريخ والأدب والقصة.