شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( الأسئلة الموجهة للضيف الكريم ))
- الأستاذ عبد الحميد الدرهلي: ماذا عن دور معهد البترول الفرنسي في باريس في مسيرة الكلية، هل أدارها الأخ الدكتور صالح أمبا بنجاح مما ميزها عن سائر الجامعات السعودية؟ وله سؤال آخر هل مستوى تعليم خريجيها أرقى من مستوى أقرانهم بالجامعات الأخرى؟
أولاً الجامعة كما قلت حاولت أن تقتبس وأن تستعين بالخبرات الأجنبية، ومن الخبرات التي استعنا بها خبرة معهد البترول الفرنسي، وهو معهد عريق ومشهور، وكانوا يعملون معنا ولكني بأمانة والحق يقال وكان التعاون موجوداً قبل ما أصير. أنا عميداً، ومنذ أن جئت اتضح لي أنهم في الواقع شحيحين، وبخيلين ولا يودون أن يفيدونا بأي شيء يذكر، كانوا يحاولون أن يصلوا إلى وزارة البترول والثروة المعدنية لأن الجامعة كانت تحتهم، وكان المعهد تنبثق منه شركات بترولية وأهم شركات أو كسراب وإيراب ما انبثقت وما زالت جزءاً من هذا المعهد، فهذا المعهد لم يقدم لنا في الواقع الكثير، ولكن استفدنا منه على أي حال.
الأخ الدكتور صالح أمبا كان هو العميد الأول للكلية، بالرغم مما ذكر في السيرة الذاتية من أني أول موظف سعودي وهذا فعلاً لأني توظفت في الكلية قبل مجيء د. صالح أمبا قبل تسعة شهور، ومعالي وزير البترول والثروة المعدنية الشيخ أحمد زكي يماني في ذلك الوقت أول ما تخرجت كمهندس عينت في وزارة البترول وكان جميع المهندسين أخوة من عرب الشمال بالأمانة يعني فلسطينيين، وللآسف لم أُقابل بترحاب بل بالعكس كنت أجد نفوراً ورُكنت إلى جانب، كنت لا يستعان بي، وطلبوا مني قراءة التقارير القديمة لشركة أرامكو فطلبت من معالي الشيخ أحمد زكي يماني الانتقال إلى أرامكو، وبعد محاولة طويلة معه وافق بشرط أن أعود إلى الوزارة عندما تحتاجني الوزارة، والحقيقة كان يتكلم هذا لأنه كانت فكرة كلية البترول والمعادن أُقرت ولكن لم يصدر النظام في ذلك الوقت، وفعلاً بعد أن صدر النظام اتصل بي معالي الشيخ أحمد زكي يماني في أرامكو وطلب مني المجيء، وقال الآن حان الوقت إنك ترجع لأنه عندنا كلية إلخ... وكنت أول موظف فيها فعلاً، وحسبي الله عليه كان راتبي حوالي 3000 ريال أعطاني راتب 1200 ريال، ولكني كنت سعيداً، وكنت ساكن في بيت ممتاز فسكنت في غرفة في فرع وزارة البترول في الدمام، كان مكتبي هو مكان نومي، وما في شك أن د. صالح أمبا لما جاء بالدكتوراه عين عميداً وعملت معه وكيلاً، وما في شك أنه كان له دور طيب، وعندما عينت عميداً كان عدد الطلاب 254 طالباً ولم يتخرج أحد من الكلية في ذلك الوقت أبداً، أما مستوى الخريجين فأنا قلت، ويعلم الله أني أقولها بكل إخلاص أن مستواهم متميز بدليل تهافت الموظفين عليهم والرواتب العالية، وشكراً للأخ عبد الحميد، وبالمناسبة الأخ عبد الحميد من الذين ساهموا في الجامعة ما في شك لأنه كان يشتغل في وزارة البترول.
 
- بين يدي سؤالان متشابهان في المضمون، الأول: في فترة إدارة معاليكم لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن اكتشف الفريق العلمي بجامعتكم المخزون المائي الكبير في الجزيرة العربية، والسؤال الآخر يقول القرن القادم سوف يكون قرن الصراع حول المياه وأزمات المياه. وربما حروب المياه، سبق لمعاليكم أن صرحتم قبل عام ونيف بوجود مخزون من المياه أو نهر مياه يفوق في ضخامته وحجمه كميات مياه نهر النيل، قرأنا تعقيباً ونقاشاً في الصحف وفي بعض وسائل الإعلام تقليلاً من إمكانية الاستفادة من المياه المخزونة لأنها مياه تحتاج إلى جهود كبيرة، السؤال الأول من الأخ علي محمد الشهري؟
أولاً أود أن أوضح للتاريخ، الملك فهد سلمه الله وأيده وأسبغ عليه نعمه، وهو الرجل الفذ والقائد، وهو الرجل الذي عمل على النقلة العظيمة التي انتقلتها المملكة في فترة زمنية وجيزة، وهو الذي راهن على المملكة وصرف بلايين البلايين مثلما صرف بلايين البلايين على الحرمين الشريفين أمام معارضة أنا أعرفها، معارضة من كثير، خاصة أنه أيام بناء الحرمين الشريفين كانت أزمة البترول، شرفني مرة بالعشاء في بيته، وهو في الحقيقة شرفني مرتين بالعشاء في بيته، وأثناء العشاء كان سيلتقي لقاء مع الطلاب فسألني عن موضوع المياه، كما أرسلنا له تقريراً، فذكرت له، ووجهني أن أطرح سؤالاً عن المياه، وقال سأحيله لك وأنت قل الحقيقة، فأنا هنا قلت في الواقع تحت توجيه سامي، أي تصور واحد تحت توجيه سامي ماذا يقول؟ يقول كلام حقيقي ولا ما يقوله؟ فعلاً نحن بأعلى وأدق ما هو معروف في العلم الحديث الكلام الذي قلته متحفظ وليس زائداً، أنا قلت إن هناك مياهاً جوفية في المملكة تعادل ما يجري بعد السد العالي في مصر لمدة 500 عام، وفي الواقع الرقم الحقيقي 637 عام، ولكني قلت 500 عام تحفظاً، هذا رقم مذهل ولكن هذه هي الحقيقة، هذا الرقم وصله العلماء الباحثون في الجامعة ولكن ليس الجامعة هي التي اكتشفته فقط، أجزاء منه اكتشفت بواسطة بيوت خبرة عالمية عملت لوزارة الزراعة قبلنا، لكن ما قط أحد وضع هذه المعلومات مع بعض وأبرزها إلا الجامعة، بعد ما وضعنا كل الأشياء هذه في ملف واحد، استدعينا وأرسلنا هذه الدراسات لأعظم خمسة بيوت عالمية خبرة في المياه الجوفية، وكلهم أشاد بهذه الدراسة وأيدها وهذا موثق وموجود ومن أراد أن يطلع عليه مطبوع، المهم كثر التشكيك في هذه الأرقام وأنا كنت أسمع حتى بعض "المتعلمين" ناس توَّهم متخرجين كانوا يتفكهون ويقولون مياه كذا كذا، وحتى بدأ ناس في اتهام الجامعة بأنها وراء تبديد المياه، الذي لم يعرفوه أنه بعد التصريح هذا كان هناك تقرير جاهز رفع للمقام السامي وفيه تحديد الكميات، وفيه تحديد وسائل الاستخراج، وفيه تحديد خطة كاملة لاستعمال هذه المياه، وكنا في ذلك الوقت ضد استعمال المياه كما كانت تستخدم في ري الحبوب والقمح وما زال هذا موثقاً، هذه المياه موجودة كلها ولكنها ليست كلها قابلة للاستخراج بالتقنيات الموجودة ولكنها قد تكون قابلة للاستخراج مستقبلاً، نحن قلنا هذا الموجود، القابل للاستخراج بالتقنيات الحديثة وبتحفظ يكفي حاجات المملكة لأكثر من 300 سنة، هذا أيضاً موجود في التقرير، المهم أن هذه هي قصة المياه، قبل حوالي شهرين المقام السامي طلب من مجلس الشورى أن يبحث الأمن المائي، واستدعى مجلس الشورى بعض الإخوة من الجامعة وعلى رأسهم مدير الجامعة الحالي لسؤالهم عن الدراسات وعن الأرقام التي سمعوها، وقال لي الزملاء لما جلسنا وجدنا 95% من الأعضاء متشككين، لأنهم سمعوا كلاماً يناقض تماماً قبل ما يجيء ما قيل من قبل الجامعة، لكن بعد أن شرحوا الدراسات وطلعوا لهم الوثائق وبينوا لهم الحقائق قالوا خرجنا ونحن واثقون أن أكثر من 905 من أعضاء مجلس الشورى مقتنعين، على كل حال هناك رجل مهم في هذه الدراسة هو الدكتور عبد الله الدباغ، مدير معهد البحوث السابق وهو الآن بعيد عن الجامعة في وظيفة أخرى يمكنكم الاتصال به وسؤاله، أو الاتصال بأي مطبوعة وستجدوا الكلام حقيقي ومبني على أسس علمية صحيحة، ما في نهر، المياه الجوفية عادة تأتي في طبقات مسامية، يعني أقول لكم باختصار خذ قطعة كبيرة من الإسفنج، وهذا يفسر أيضاً بعض المصاعب الموجودة في القصيم ويقولوا لو في هذا المياه ما كان جفت بعض الآبار.
لو تأخذ قطعة كبيرة من الإسفنج وتغرقها بالمياه ثم تنقلها وهي مليئة بالمياه وتأتي بمص مثل حق الببسي وتغرزه في وسط هذا ثم تمص، ايش تشوف؟ يجف الموضع الذي تمص منه لأن انتقال المياه عبر هذه المسام إلى مكان الحفرة أو البئر أو المص أقل من كمية الشيء الذي تشفطه، فيجف، هذا يسمونه جفاف موضعي وهذا الذي يحدث في القصيم، لأنهم يضخوا أكثر مما يأتي في المسام، لأنها ليست أنهر جارية، إلا في النادر بعض العيون الجارية في مناطق الصخور البركانية في الطائف أما في المناطق الكبرى في المملكة إما sandstone or Limestone والأردن أيضاً مياهها مسامية، فهذه هي طريقة المياه كما هي موجودة.
 
- معالي الدكتور أربع أسئلة كلها تنصب حول جامعة الملك فهد للبترول والمعادن هذا الأخ عجلان الشهري يقول لماذا لم تكن بقية الجامعات في المملكة على مستوى وكفاءة جامعة الملك فهد تنظيماً وإعداداً فضلاً عن تميز خريجيها ونظرة الغير لها؟
- سؤال آخر من الأخ محمد عبد الواحد يقول ترى لماذا لم يصنع من كان في الجامعة مثل ما صنعتم ويحققوا مثل ما حققتم من منجزات هامة ومتميزة في مجال التعليم العالي، الأخ محمد الفايدي يقول لماذا تميزت جامعة البترول عن الجامعات الأخرى هل هناك دعم خاص لا تحظى به الجامعات الأخرى؟ أما الأخ علي المجد فيقول نحن فخورون بما أنجزتم من أعمال جليلة نأمل أن تعطونا نصيحة لمن يسيرون على نفس خطاكم؟
أولاً لماذا لا تكون الجامعات الأخرى مثل جامعة البترول أو حتى أحسن منها أعتقد من الأسباب الرئيسية كما قلت إنه النموذج الأساسي الذي اقتبس، والذي ورثه من أتى كان نموذجاً في رأيي بكل إخلاص أقولها ما هو جيد، يعني نموذج جامعة الملك سعود الذي بدأت به، بدأت بنموذج مقتبس من مصر التي اقتبسته من بريطانيا بصرف النظر عن ملاءمته للبيئة، لأن هذا كان أقصى اجتهاد الإخوة في ذلك الوقت، أظن في ذلك الوقت لم يكن هناك دكتور سعودي واحد، فإذن لا نلوم الموجودين، ولكن الظروف هي التي خلقت هذا الوضع، وبالرغم من هذا لا أظن أن الجامعات السعودية رديئة بمعنى الرداءة، أبداً بالعكس هناك مجهودات كبيرة وتخرج ناس كثير متميزين من هذه الجامعات، ولكن أعتقد أنه ممكن تصير أحسن وستكون أحسن بإذن الله.
لماذا لا يعمل البقية مثلي مرة أخرى أرجو عدم التركيز على الشخص والإجابة الأولى تكفي، هل هناك دعم خاص تحظى به، أقول لكم عن أمور ربما لا تعرفوها، أقل ميزانية في المملكة تعطى لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، هل تعرفون هذا؟ مع أنها إلى وقت قريب كانت الجامعة الوحيدة التي فيها مدينة جامعية وتقدم مساكن لكل هيئة التدريس، إلا في دعم ما حد يعرفه الحقيقة الملك فهد الله يسلمه كان ولا زال مهتماً بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وكان هناك دعم معنوي كبير وكنت أتجرأ وألجأ إلى حضرته الكريمة حينما تدلهم الأمور، وسبق طلبنا عوناً وعرض الأمر على مجلس الوزراء الذي شكل لجنة وزارية وكان ميولها عدم الموافقة على ترسية المشروع لأنه في ذلك الوقت كانت أول سنوات الطفرة وكان وزير التخطيط في ذلك الوقت الأستاذ هشام ناظر مهتماً بعدم إضافة تضخم وكان وزير المالية أيضاً ضد الصرف، كل وزراء المالية ما يحبوا الصرف، وكان عضو اللجنة الثالث الشيخ حسن قال لي أنا واحد وهما إثنين، روح أقنع واحد منهم، في هذا الظرف المظلم ذهبت إلى خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وهو كان في ذلك الوقت ولي العهد، وأقتنع على طول لما شرحت له الأمر وقال يكون خير وفعلاً في خلال أسبوع صدر قرار مجلس الوزراء بترسية المشروع وأمر باعتماد المبلغ، ولولا هذه الخطوة من خادم الحرمين الشريفين في ذلك الوقت كان يمكن ما تبنى المدينة الجامعية وكان يمكن مجتمع النخبة الذي مكننا من التميز ما تحقق وما كان في إمكانية نجتذب أساتذة متميزين لأن هذه الخطوة مكنتنا من بناء مساكن ممتازة، ونوادي للأساتذة، وحتى لزوجاتهم وأطفالهم ومدارس، هذا ما أذكره للتاريخ ولم أذكره أثناء الحديث، لأني أعلم أن الملك فهد يحفظه الله أسمى وأعلى من أن أضيف إلى مزاياه هذه المنة، أو هذه الميزة، الحقيقة الدعم الخاص الذي كان موجوداً كان من الملك فهد، وأعتقد أن هذا الدعم موجود للجامعات الأخرى لكن ربما لسبب أو لآخر نتمكن نحن بطريقة أسرع من الباقين فهو رجل التعليم الأول وبالتالي فإن الدعم ليس خاصاً للجامعة ولكن ربما كنا أقدر على الوصول بسرعة.
هل من نصيحة لمن يسير على خطاكم الخ... أعتقد أن القصد في كل الجامعات، وأنا زميل وأعتقد أن الموجودين أقدر مني ما في شك ولكن أكتفي بالقول أنه كما قلت في البداية أن لا ترضى بأن تكون أقل من أفضل شيء، وحتى إن لم تتمكن ولم تكن عندك الإمكانيات حاول وجاهد دائماً أن تصل للأفضل، ولكني أود أن أقول بكل إخلاص وأمانة أن الجامعات الآن خاصة جامعة الملك عبد العزيز وجامعة الملك سعود مكتظة بالطلاب بشكل كبير جداً، وجامعة أم القرى أيضاً.. وهناك أولويات.. ربما أولويات الجامعات الآن في المملكة هي كيفية استيعاب هذه الأعداد الهائلة والتي أتمنى أن يتمكنوا من التغلب عليها وأن ينطلقوا في مجال التطوير والتقدم.
 
- الأخ عبد الرزاق الغامدي يقول: فتحت بعض الأقسام في الجامعات مثل كلية علوم الأرض وغيرها وقد فوجئ كثير من خريجي هذه الكليات بعدم توفر فرص وظيفية للخريجين فلماذا فتحت في الأساس؟
هذا سؤال ممتاز.. أنا من الناس الذين يؤمنون بأن التدريب والتعليم في الجامعات يجب أن يكون موجهاً للتنمية، للسوق، يعني التعليم لغرض التعليم لست ضده، لكني مائة في المائة مع التعليم لغرض المشاركة في عملية التنمية ووجود وظائف، أنا وزملائي في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن من زمان نمارس هذا، مثلاً فتحنا قسماً للتعدين وفوجئنا عندما بدأ يتخرج الطلاب أنه ما في سوق لهم، بينما كان المفروض يكون هناك سوق، تأخرت عملية التعدين، فأغلقنا القسم وألغيناه، جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ليس فيها قسم تعدين، وأنا أقول إذا كان هناك أقسام أو كليات ليس لخريجيها سوق أن يتبنوا ما تعمله جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وهي ترك الحرية التامة للطلاب في تغيير التخصص، نحن عندنا في وقت من الأوقات الهندسة المدنية كانت 70 - 80% من طلاب الهندسة فيها، ثم تدنى العدد إلى 10% وبالتالي كلها انكمشت، أترك الطالب يختار وهو أحسن من يختار، وأحسن من يعرف السوق أحسن من الجامعة، وهو يعرف أكثر ويهتم أكثر، فجوابي أن يترك للطلاب قدر الإمكان حرية الانتقال من تخصص لتخصص، ولكن لا بد أن يكون هناك تنظيمات معينة لإنجاز هذا وقد لا تكون موجودة ولكني أرجو أن تتحقق في المستقبل.
 
- الأستاذ يعقوب إسحاق يقول: أولادنا وبناتنا الذين يستعدون للتخرج من المدارس الثانوية إنهم مقبلون على مستقبل غامض وخاصة بعد رفع نسبة الدرجات لدخول الجامعات، ماذا تقول لهم وماذا تقول لأولياء أمورهم؟
أولاً هل المستقبل الغامض لعدم دخول الجامعة أم لعدم وجود وظائف بعد التخرج؟ أنا أعتقد فكرة أنه في بطالة في المملكة فكرة غريبة، أجد أنه غريب جداً أن تكون هناك بطالة في بلد يعمل فيه حوالي 6 ملايين أجنبي، ويعمل فيه مئات الآلاف من خريجي الجامعات الأجانب، كيف يصير في بطالة ونحن عندنا ملايين من الأجانب يستغلون، قد يكون السبب عدم مناسبة تأهيل الخريجين إما في التخصص أو حيث المستوى، وأنا أضرب مثلاً، يقولون هناك بطالة في خريجي التاريخ، طيب، لو في بطالة ليش نحن نرغم الطلاب على دخول قسم التاريخ والبقاء فيه، يجب أن يغلق أو يسمح للطلاب بالانتقال إلى أقسام أخرى.. المشكلة الثانية عدم القبول في الجامعات هي مشكلة ليست جديدة لكنها ربما زادت لأن بالمملكة أعلى نسبة نمو في العالم، حوالي 4% أو أكثر وفي أوروبا 1% وفي تونس 1،5% مثلاً، مصر التي يضرب بها المثل في النمو 2،5% عدد سكان المملكة يتضاعف كل حوالي 24 سنة، في حياة معظمنا سنرى سكان المملكة يقترب من 40 مليون نسمة، هذا يعني أن المرافق العامة في المملكة وليس التعليم فقط يجب أن تتوسع بسرعة حتى تستوعب هذه الأعداد الكبيرة جداً، وأعتقد أن الدولة على علم بهذا وأنهم يعملون بجد وأمانة ولا أود أن أروي كثيراً لكن متأكد أنه على أعلى المستويات يعملون المشكلة ويخططون لحلها حلاً جذرياً خاصة البنية التحتية مثل الكهرباء الخ..
 
- الأخ محمد علي السريع يقول: أرجو الإفادة عن نقلكم من ميدان التعليم الجامعي إلى السلك الدبلوماسي؟
الحقيقة كانت نقلة من وظيفة أستاذ إلى وظيفة تلميذ لأني كنت أستاذاً في الجامعة وعندما جئت للحياة الدبلوماسية صرت تلميذاً، لا أعرف فيها شيئاً بالمرة، فكان علي أن أتعلم المهنة الجديدة وفعلاً كعادة كل أستاذ قلت أحسن شيء أروح للمراجع، ورحت للمراجع وقرأت عن الدبلوماسية والحياة الدبلوماسية إلخ.. ولكني وجدت أني أقرأ كلاماً عاماً، حتى حاولت أن أعرف تعريف الدبلوماسية ما هو؟ بالأمانة.. ما وجدت تعريفاً مقنعاً.. وطورت التعريف الخاص بي، قلت الدبلوماسية هي القدرة على إقامة العلاقات الاجتماعية والشخصية مع الشخصيات المؤثرة في البلد الذي يمثل فيه الدبلوماسي بلده حتى يستطيع تحقيق المطلوب منه خاصة في مجال زيادة وتنمية العلاقات التجارية والثقافية والسياسية الخ.. وحل المشاكل. هذا التعريف الذي وصلت إليه، وأذكر أن الأمير سعود الفيصل، وهو بالمناسبة رجل فذ، وتعرفوه وقد زاملته عندما كان عضواً في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن لسنوات طويلة عندما كان وكيل وزارة البترول. المهم لما زرته بعد أن ذهبت إلى تونس بعد شهرين تقريباً حيث قال لي بعد شهرين تعال نتكلم، جلسنا نتكلم عن التجربة وقلت له بالنسبة للدبلوماسية ما وجدت حلاً ثم تجرأت وعملت هذه الصياغة حتى أكون على هدى وأحدد الهدف، أنا أؤمن بتحديد الهدف ثم أعمل الوسائل لتحقيق الهدف، لما قلت له التعريف قال لي أنا أوافقك 300%، وعليه انتقلت من مرحلة أستاذ إلى مرحلة طالب ولكني أعتقد أني بدأت أتخرج من مرحلة الطالب الآن، وما وصلت مرحلة أستاذية.
 
أعتقد ولله الحمد أنه تمكنا الآن والإخوة في تونس يمكن يعلموا مثلاً كان هناك توجه سلبي في وسائل الإعلام التونسية نحو المملكة، كان لا تخلو الصحافة التونسية من همز ولمز وغمز في المملكة ورموزها برغم المعونات الكثيرة التي تقدمها المملكة وقد اقتربنا من هذه المشكلة بافتراض أن هناك سوء فهم، جهل بما تقدمه المملكة لتونس، وجهل بدور المملكة الحقيقي، وبما يقوم به رموز المملكة نحو العالمين الإسلامي والعربي وعملنا برنامجاً تعليمياً تثقيفياً لرجال الإعلام منها زيارات قاموا بها للمملكة وزيارات مرتبة ترتيباً تاماً وبعيدة عن وسائل الإعلام، وزاروا صرحاً مثل جامعة الملك فهد للبترول والمعادن والتي يخرج منها الزائر بتمام الرضا.
 
وأقول لكم مثلاً جورج بوش عندما كان نائب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية كان في زيارة للمملكة وكان عنده موعد مع الملك فهد سلمه الله وكان الملك فهد في المنطقة الشرقية وانشغل وجاء توجيه لنا باستضافته للغداء وأن يزور الجامعة حتى لا ينتظر وفعلاً زار الجامعة، وهذا شيء مثبت في دفاتر معهد البحوث الذي يرأسه د. صالح باخريبه الآن، بعدما رأى الجامعة كتب أن الذي يستطيع أن يبني هذه المؤسسة لا يمكن أن يصنف بأنه دولة نامية، صحيح، فيعني مجمل الكلام أنه من الممكن الوصول إلى أهداف كبيرة جداً إذا أخلصنا النية، رغم العوائق كلها التي تواجهنا.
- الأخ رأفت محمود زيني يقول: ابنكم خريج جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، عقب تخرجي رغبت في إكمال دراستي في إحدى جامعات المملكة الحبيبة عندما بدأت إجراءات القبول والتسجيل فوجئت بالبون الشاسع في الإجراءات الإدارية والتنظيمية والمنهجية بين تلك الجامعة وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ولكن تلك الأنظمة كانت تشهد تغيرات وتعديلات جوهرية لتشابه مثيلاتها في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ولكن بعد سنوات طوال، كنت ولا زلت أتساءل عن سبب وجود هذه الفجوة، وعدم تبادل الخبرات بين الجامعات وهل لاحظتم هذا الشيء ابان تواجدكم بالجامعة وهل كان لكم محاولات لتسويق خبرة الجامعة في العديد من المجالات لشقيقاتها من الجامعات، ولكم جزيل الشكر؟
أولاً أقول وربما لا أحد يصدق، في مجال التسجيل في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن سبقنا الجامعات الأمريكية في الأتمتة (أتوماتيكية العمل)، كان في بعض الجامعات الأمريكية فيها ولكن معظم الجامعات ما كان فيها، جامعة الملك فهد للبترول والمعادن سبقت هذه الجامعات، الآن حسب علمي، وقبل أن أتخرج صار هذا الشيء، أولاً التسجيل في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن يأخذ يوم واحد فقط، بينما يأخذ أسابيع في بعض الجامعات العربية ويأخذ أياماً عديدة في الجامعات الأمريكية، صحيح العدد أقل عندنا لكن ما هو السبب في العدد، السبب الأساسي إداري، بالنسبة للعملية، الآن في الجامعة يستطيع الطالب أن يسجل من بيته بالتلفون لأنه يقدر يشوف على الكمبيوتر كل الأقسام مفتوحة ويشوف الأساتذة ويستطيع أن يسجل وهذا أقصى ما وصل له نظام الإدارة والتسجيل، في الجامعات العالمية موجود لدينا وغير موجود في بعض الجامعات الأمريكية فإذا كان غير موجود كما يقول الابن في الجامعات السعودية فهذا ليس دليلاً على تخلف ولكن الإخوة القائمين على التسجيل عندنا جزاهم الله خيراً سبقوا غيرهم.
مسألة نقل خبرة الجامعة أعتقد الذي ألح على نقل خبرة الجامعة إليها هي جامعتان جامعة البحرين وجامعة قطر، جامعة البحرين من إصرارهم كلفني ولي عهد البحرين بعد أن استأذنت وجاءت الموافقة أني أتممت نظام جامعة البحرين وأنا الذي كتبت نظام جامعة البحرين، وطبقوه كما كتبته بدون أي تحوير وأعتقد أن جامعة البحرين الآن ماشية في مسيرة متميزة، بالنسبة لجامعة قطر فقد دعوني وجلست سنوات طويلة عضو مجلس الأمناء هناك، وكانوا يستعينون بخبرتنا، ومن الجامعات السعودية جامعة الملك عبد العزيز، الحقيقة حاولت ونحن نقلنا لها الكثير من الأشياء التي نعرفها ولا أعتقد أن جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في الماضي أو الحاضر ولا أستطيع أن أتكلم باسم الزملاء مع أنهم زملائي وإخواني الموجودين الآن ولكن الذي أعرفه أنهم مستعدين ليشاركوا الخبرة وينقلوها، ومشاركة الخبرة بالمناسبة عن طريقين وليس طريق واحد، أنا متأكد أنه في جامعة أم القرى وجامعة الملك عبد العزيز وجامعة الملك سعود أشياء تستفيد منها جامعة الملك فهد للبترول والمعادن لو تنفتح القنوات ويتم التبادل.
 
- الأستاذ الدكتور محمود حسن زيني يقول: تحية طيبة لك من والد لأبنائه الذين تخرجوا من جامعتنا الفريدة وموجودين في هذه الاثنينية المباركة، وأتمنى منكم أن تسلطوا الضوء على منتجكم العلمي الفريد في نوعه معهد البحوث العلمية وما هي أهم المشروعات العلمية التي أفادت منها الدول الأجنبية قبل أن تفيد منها المملكة؟ ولكم خالص الشكر؟
معهد البحوث هو تجربة فريدة ليس في المملكة العربية السعودية، ولكن في العالم العربي كله، فهو حسب علمي أول معهد بحوث تعاقدي، يعني معهد البحوث مرغم أن يتوجه نحو ليس البحث التطبيقية فقط ولكن البحوث التطبيقية المطلوبة في البيئة المحلية، ما في شركة أو مؤسسة تدفع فلوس للمعهد إلا وهي ستستفيد من البحث، وعمله طبعاً لا ينحصر في البحوث التعاقدية بل هناك بحوث أساسية كثيرة تطويرية حتى تصل إلى مرحلة الإنتاجية مثل ما الواحد يؤسس شركة يمضي سنوات في التأسيس إلى أن يصل إلى مرحلة الإنتاج التجاري، فهذه موجودة. من هذه البحوث الأساسية التي وصلت واستفادت منها الجامعات العالمية هذا الدكتور صالح باخريبة يدري عنه ولكن دعني ألقي خلفية لأنه كان عميداً لكلية الهندسة وقبلها كان الأمين العام، كما قلت لكم في البتروكيماويات، الحوافز الكيماوية، تذكروا في البداية قلت الصناعة البتروكيماوية تعتمد على الحافز الكيميائي، أو المحفزات الكيماوية التي تسارع بالتفاعل وبالتالي يزيد الإنتاج من نفس المرافق وبنفس القوى العاملة، يعني يقلل تكاليف الإنتاج، فبدأنا برنامج منذ أحد عشر سنة هدفه كسر ستار الظلام الذي يحيط به الغرب هذه الحافزات التي يبيعوها لسابك بملايين الدولارات ويأتون بها في صناديق ويمنعوا موظفي سابك إلى الآن من أنهم حتى يمسكوها، هم بنفسهم يضعوها في أماكن مخصصة ومتفقين مع سابك ما حد يوصل لها، بعد ما تنتهي مدة صلاحيتها يأخذونها ويأتوا بغيرها، ففي هذه الصناديق المظلمة السوداء إيش فيها؟ اقتربنا من هذا الموضوع ومن الأشياء التي كان الملك فهد الله يسلمه ويشفيه، يكرمني بها أن كانت لي عادة أقدم له اسم أو اسمين كل سنة، نطلب فيهم تجنيس بعض العلماء وكان الله يطول عمره يتجاوب، فكان عندنا عالم فريد متميز باكستاني، اسمه د. حليم سيد علي رأيت فيه شيئاً فريداً أخوه مثلاً عالم كبير في أمريكا وأعطوه الجنسية الأمريكية، فطلبت له الجنسية، وجاءت وقلت له مقابل الجنسية هذا المشروع، تكسر الحاجز هذا وفعلاً بدأ بجدية وبسرية يشتغل وبدأنا نصل إلى نتائج جيدة، وقبل خروجي من الجامعة طلبت من المقام السامي أن نزور اليابان، اليابانيين أيضاً كان عندهم توجه نحو هذا الموضوع، واليابانيين من الناس الذين يجب أن يأخذوا قبل أن يعطوا، وبعد أن رأوا الذي عندنا تمكنا من توقيع اتفاقية تعطي بموجبها اليابان لمعهد البحوث عشرات الملايين من الدولارات بدون أي مقابل من عندنا على هيئة أساتذة ومعدات إلخ.. ليشاركوا معنا في بحث موضوع الحافزات الكيماوية والآن موجود في معهد البحوث بعض العلماء اليابانيين الذين يعملون جنباً إلى جنب مع العلماء السعوديين وبدون مقابل على حساب حكوماتهم للوصول إلى هذا المنتج العظيم الذي نحن نحتاجه أكثر مما يحتاجون هم، وحسب علمي وأنا متابع الموضوع نحن الآن على وشك الوصول أو وصلنا معرفة كيفية إنتاج هذه المحفزات أو بعضها وما عندي شك إذا وصلنا إليه ستستفيد اليابان وسنستفيد نحن بالتأكيد منه.
مثل ثاني أن أول من عرّب كمبيوتر، الجامعة عندنا، ونتيجة هذا التعريب أقيمت شركة الكمبيوتر السعودية موجودة في جدة ويرأسها رجل ثقة، وأنتجوا الكمبيوتر العربي المعرب ولكن سرعان ما وصلت الـ IBM إلى نفس النتيجة وبدأوا يعربوا وتفوقوا في الواقع والمصنع لا زال يمر بظروف صعبة شوية، وإذن هناك أشياء ملموسة خرجت من البحوث في المملكة ليس فقط بحوث المياه ولكن بحوث أخرى، المملكة مثلها مثل أي دولة في العالم تستورد أجهزة الأمان من الدول الخارجية مثلاً في السفارات والاستخبارات والديوان الملكي إلخ.. الرسائل يجب أن تكون مشفرة، تعرفوا من أسباب الهزيمة الكبيرة التي حلت بالعرب في حرب 67م أن الإسرائيليين استطاعوا أن يفكوا شفرة الجيش المصري في سيناء، وبدأوا على نفس الشفرة يرسلوا رسائل لمختلف الوحدات بحيث صارت بعض الوحدات المصرية تضرب وحدات مصرية أخرى ويروح لهم أوامر انسحبوا والجيش الإسرائيلي يتقدم، واحتلوا سيناء كلها ولم يخسروا غير حوالي 200 جندي مقابل عشرات الآلاف، فالجامعة تمكنت من تطوير اتصالات مؤمنة تعادل أو تفوق ما هو موجود لدى حلف الأطلسي وأكثر بكثير مما هو متقدم، وكنا نستورده من العالم الغربي وبأقل من عشر التكاليف ثم بعد هذا التطوير انتقلت بكاملها هذه الصناعة إلى المصانع الحربية في الخرج وتنتج ومنها الآن في سفاراتنا ما نسميه جهاز الأمين وطبعاً هذا ما هو سر، والعالم الذي نتعامل معه يعرف أن المملكة تنتج هذه الأجهزة، هذا أيضاً نتيجة للبحوث العلمية وطلع أيضاً من معهد البحوث.
 
- الأخ محمد الفال: الحقيقة نفس الموضوع لكن يضيف هل معاليكم راضي عن ميزانيات الإنفاق على البحث العلمي؟
إذا أي باحث أو مدير جامعة يقول لك هو راضي عن الشيء الذي يأتيه عشان يتطور فأعزله، لازم دائماً يحاول يأخذ أكثر ويتطور أكثر ويتقدم أكثر، ما في شك ولكن في الظروف التي نمر بها وتعرفون أن المملكة رغم التطور الكبير الذي تمر به لا زالت تعتمد لحد كبير على البترول، وكما ترون البترول طالع نازل والآن دخله في مستوى منخفض جداً ففي هذه الظروف أعتقد أن الميزانيات المخصصة للتعليم بصفة عامة في المملكة كبيرة جداً جداً، وأعتقد إذا كان هناك بعض القصور يكون العبء يقع على العاملين، ويجب أن يتكيفوا قدر الإمكان، كما أن القطاع الخاص يجب أن يحل بعض المشكلة كما أشار إلى ذلك زميلي الدكتور خضر القرشي، طبعاً أخي الحبيب الأخ محمد صلاح الدين سمعني أقول في محاضرة إنه من الغريب أن البنوك الأجنبية والتي هي الحقيقة مسعودة الآن تحصل على أرباح عجيبة وعوائدها قد تكون 100% في كل سنة يطلعوا رأس مالهم وعمرك ما سمعت عن بنك يعطي الجامعة وغيرها يعني إلى متى نكون خجولين إلى هذه الدرجة ما نقول للشركات والمؤسسات الخاصة والرابحة منها على وجه الخصوص نقول لها أيضاً عليكم مسؤولية، أعتقد أنه قد آن الأوان أن القطاع الخاص ولا أعني إرهاق القطاع الخاص ولكن القطاع الخاص الذي يستطيع أن يشارك في المشاريع الخيرية وبالخير في البلد أن يتوجه إلى هذا التوجه وأعتقد أيضاً أنه قد آن الأوان لوضع حوافز لهم لهذا العمل والحوافز التي يمكن عملها كثيرة.
 
- الدكتور زهير السباعي يقول: إلى أي مدى تعتقد أن تعريب العلوم يمكن أن يسهم في توطين التقنية وتنميتها؟
الدكتور زهير السباعي رجل خبير وصديق وحبيب، وهذا سؤال ملغم لأنه من أنصار تعريب الطب، أنا أعتقد التعريب في رأيي يعتمد على وجود الأساتذة، أكثر مما يعتمد على أي عامل آخر، الأساتذة والعلماء المحليين أو العرب، وإذا توفر هؤلاء فإن التعليم باللغة العربية أفضل بمراحل وبمئات المرات من التدريس باللغة الأجنبية، في مجال الطب بالذات أنا قرأت المقالات التي كتبها الأخ الدكتور، أنا عندي بنت في الامتياز في الطب هذه السنة وعندي فكرة عن برامج الطب إلخ.. وجزء كبير من نجاح الطبيب يعتمد على قدرته على فهم المريض والوصول إلى أعماقه والتعامل معه على الأقل على نطاق الأخذ والعطاء، وإذا كان الطبيب خلفيته كلها لغة إنجليزية قد لا يستطيع إنجاز هذا الشيء، فالمستوى نفسه في العلاج يكون أقل، لهذا أنا أؤيد البدء بتعريب الطب وأعتقد أنه متوفر إلى حد كبير أساتذة في هذا المجال، لكني لا زلت أعتقد أنه لا توجد أعداد كافية في مجالات أخرى خاصة التقنية المتغيرة والمتطورة في العالم العربي، مثلاً الهندسة الإلكترونية وهندسة البتروكيماويات، أو غيرها هذه متغيرة باستمرار ولا أعلم إذا عربناها كيف نستمر في الوقت الحاضر، التطور والبقاء مع العالم فيها، لكن في الوقت الذي نستطيع أن نطور فيه معاهد بحوث جيدة وأعداداً كافية من الأساتذة فأنا مع التعريب.
- الأخ عبد الله خوجه يقول: القدرة المالية العظيمة للمملكة العربية السعودية كانت من أقوى الأسباب التي مكنتنا من نقل وشراء التكنولوجيا من دول متقدمة، كيف ترون إمكانية المحافظة على هذه القوة المالية وزيادتها إن أمكن وحتى لا نقع في مشاكل مالية ضخمة مثل تلك التي تحدث في دول أخرى؟
أولاً المبالغ المالية الضخمة هي عامل ضروري ولكن ليس كافٍ، وأنا أضرب مثلاً بليبيا التي عندها مبالغ ضخمة جداً هل طورت؟ روحوا شوفوا، العراق أغنى منا في الواقع، العراق أغنى من المملكة لأنه عنده بترول في حقل مجنون وحده 30 بليون برميل، عندهم أكثر من 120 أو 130 بليون يعني حوالي نصف ما عند المملكة بالإضافة إلى الزراعة إلخ.. هل وجه إلى الصناعة والتنمية؟ لا وجهت إلى الحرب، يعني لا يكفي المبالغ وأعتقد أن القيادة الصالحة هي ضرورية، وأعتقد أن من حسن حظ المملكة أنها حظيت بهذا، القيادة الصالحة التي وجهت التنمية، ووجهت القطاع الخاص وشجعته وضخت مبالغ للاستثمار، دعني أقول لكم حاجة، رقم مذهل هذا الحقيقة رقم لا تقللوه، تعرفوا أن الآن دخل المملكة من القطاع الصناعي غير البترولي تجاوز 6 آلاف مليون دولار؟ تعرفوا أن مصر كلها، كل إنتاجها الزراعي والصناعي من تصديرها لم يزد عن 2.5 بليون؟ فإذن هذا نجاح.. إضافة مصادر دخل لا تتأثر بتقلبات البترول، نحن الأزمات التي تجينا تقلبات سعر البترول، الآن البترول بـ 12 والميزانية ما أدري إذا عملت على أساس 14 أو أكثر فإذن الفرق هذا معناه عجز، إذن هناك قطاع خاص ناجح جداً في المملكة، والدولة تشجعه ورجال القطاع الخاص يشهدون بذلك، وأنا من الذين استفادوا من الفرص، فهناك قروض بدون فوائد وهناك تسهيلات كبيرة تعطى لهم وأعتقد أنها في محلها وأنا متفائل جداً أنه إن شاء الله الثغرات التي تصير في الإيرادات سوف تنكمش مع الزمن.
 
- كنا نود أن نختم الأسئلة الموجهة لمعاليكم ولكن هبط علينا سؤال من تونس من الأخ حسن ابن البشير يقول رجاء أن تحدثونا ولو بكلمات يسيرة عن التقنية في تونس ومدى تطورها مقارنة بسائر الدول المغاربية ولكم الشكر؟
نتحدث فقط عن التنمية، متوسط دخل الفرد التونسي كان قبل حوالي سنتين ألفي دولار للشخص الآن صار 1800 لأنه ارتفعت قيمة الدولار بالنسبة للدينار، لكن متوسط دخل الرجل في المغرب نصف هذا أو أكثر من النصف، متوسط دخل الذي في الجزائر نفس الشيء متوسط دخل الذي في ليبيا أكثر بكثير لكن في الواقع تونس أنا في رأيي هي الآن أكثر دول المغرب العربي تقدماً في التنمية أو في حياة الناس، ولأضرب لكم مثلاً الآن، الإنسان يذهب إلى الجنوب التونسي ويرى القرى، ويرى أنابيب المياه وأسلاك الكهرباء ممتدة للقرى الصغيرة النائية والخدمات الأساسية وطرق الإسفلت وعندما يعبر إلى ليبيا الحدود تنعدم هذه، بينما ليبيا دولة بترولية وهذه غير بترولية، فعلاً تونس أعتقد أنها من ناحية التنمية قد تكون أكثر دول المغرب العربي تقدماً، ونتمنى لها إن شاء الله دوام التقدم وأود أن أبشر الأخ التونسي أن السفارة السعودية تزيد كثيراً واليوم بعد الظهر اجتمعت مع الأخ الدكتور عبد الله باسودان رئيس شركة النمر البترولية السعودية، وهذا شيء مفخرة الآن في شركة بترول سعودية تقوم بأعمال البترول في مختلف أنحاء العالم، في أمريكا الجنوبية وفي الجمهوريات السوفيتية وفي البلاد العربية إلخ.. وهي الآن على وشك بدء الحفر في منطقة تونسية ليبية وحسب ما رأيت من المعلومات السرية أعتقد أنهم بإذن الله سيجدوا بترولاً، وبالتالي سيزيد دخل تونس من هذه الناحية، قد لا يكون كثيراً لكن في تحسن وهذه إن شاء الله بشرى نشاركها ونحتفل بها قريباً.
والسلام عليكم ورحمة الله.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1064  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 85 من 139
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج