شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة الأستاذ عبد الله آل طاوي))
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي لا يفتتح بأفضل من اسمه كلام، الحمد لله علام الغيوب، ومن بيده أزمّة القلوب، الخبير بما تخفي الضمائر، وتكن السرائر، العالم بما تفضي إليه الأمور، وبخائنة الأعين وما تخفي الصدور، والصلاة والسلام على النبي محمد خير من افتتحت بذكره الدعوات، محمد نبي مبعوث، وأفضل وارث وموروث، صلى الله عليه وسلم، وصلى الله على كاشف الغمة عن الأمة، الناطق فيهم بالحكمة، الصادع بالحق، الداعي إلى الصدق، القائل: إن لله عباداً اختصهم بقضاء حوائج الناس أحببهم للخير وحبّب الخير إليهم، أولئك الناجون من عذاب يوم القيامة.
حضورنا الكريم..
لقد أصبحت ما تقوم به اثنينية الشيخ عبد المقصود خوجه منبراً من منابر الأدب والثقافة والفكر على المستوى الإقليمي بصفة عامة، وعلى مستوى أرجاء مملكتنا الحبيبة بصفة خاصة، منذ بزوغ فجرها في العام 1403هـ .
أضحت علامة فارقة في هذا الميدان، ونبراساً يحتذى به على اختلاف المستويات، وغدت منبراً يتهافت إليه الرواد والرموز في تلك المجالات، ومنهلاً يرتوي منه كل متعطش للأدب والثقافة الحقيقية، ولا ضير أن أصفها بالجامعة الثقافية.
السادة الكرام، حضورنا الأعزاء..
إن الحديث عن الرّيادة وعن تاريخ عريق يحير العقول ويميت الحروف لصعوبة سرد الأحداث وللخوف من ضياع بعض الحقائق وعدم القدرة على إعطاء تلك الريادة ما تستحقه في توصيف الإنجازات وتوضيح البصمات التي خلّدتها في مسيرتها الطويلة، في عطاء متدفق لأكثر من ستين عاماً، أُسست على أيدي أوائل من قاموا بتنظيم العمل التطوعي الخيري في إطارها الرسمي وتحويله من عمل اجتهادي إلى عمل مؤسسي من خلال هذه الجمعية العريقة، التي تأسست عام 1371هـ، والتي أُدرجت في سجلات وزارة الشؤون الاجتماعية بتاريخ 11/8/1403هـ، جمعية البر بمكة المكرمة التي أصبحت خير مثال يمكن أن يُحتذى به، وخير برهان في مجال العمل الخيري المؤسساتي حيث أصبحت علامة بارزة ومهمة وفارقة في هذا الميدان، وقد امتدّت جذورها لأكثر من ستين عاماً.. نعم.. إنها ستون عاماً من العطاء.. ستون عاماً من البذل والسخاء.. ستون عاماً في تطوير العمل الخيري، وإن أخي وزميلي رئيس مجلس إدارة هذه الجمعية المباركة الأستاذ الدكتور طارق بن صالح جمال هو الفارس الذي سوف يوضح الدور التفصيلي الذي تقوم به هذه الجمعية.
الأخوة الأعزاء..
لقد اتخذ العمل الخيري منذ القدم أشكالاً مختلفة، حيث بدأ بالجهود الفردية ثم العائلية فالقبلية، وعندما أنشئت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية عام 1380هـ لم يكن العمل الخيري حديث العهد، إذ إن الوزارة عند إنشائها قامت بتنظيم صناديق البر الخيرية الموجودة وسجلتها كجمعيات خيرية وفق لوائح نظمت عملها وإجراءات تأسيسها، حيث صدرت لائحة لتنظيم العمل بها عام 1395هـ ثم صدرت لائحة الجمعيات والمؤسسات الخيرية بقرار مجلس الوزراء رقم "107" في 25/ 6/1410هـ مشجعة الاستمرار والتوسع في هذا المجال.
ينطلق العمل الخيري في المملكة العربية السعودية من مبادئ الدين الإسلامي الحنيف وتعاليمه، وقد حظي بدعم الدولة وتشجيعها ورعايتها، وبتضافر الجهود الحكومية والأهلية، وقد أصبح للعمل الخيري مكانته في خطط التنمية وبرامج حكومة خادم الحرمين الشريفين، التي ركّزت على أن يكون الإنسان السعودي وسيلة التنمية وغايتها وبما توفر لهذا النشاط من مناخ إيجابي يساعد على سرعة نموه على مختلف الأصعدة.
وقد دعم هذا النشاط عبر إنشاء الإدارة العامة للمؤسسات والجمعيات الأهلية لتنظيم جهود الأفراد والجمعيات من خلال الجمعيات نفسها على اختلاف أنواعها، فهناك جمعيات بر وهناك جمعيات صحية وجمعيات توعوية وجمعيات اجتماعية _ ونفخر أن يكون في منطقة مكة أول جمعية للشباب للعمل التطوعي (جمعية شباب مكة للعمل التطوعي)_، بالإضافة إلى جمعيات تهتم بالبيئة كما أن هناك مؤسسات خيرية ينشئها الفرد وأسرته وتسجل بهذه الوزارة وتدعم من خلال الإشراف على هذه الجمعيات والمؤسسات وتقدّم أشكال الدعم الفني والمالي والرقابي كافة، ومن أشكال الدعم والإعانات التي تقدمها وزارة الشؤون الاجتماعية هي:
- إعانة تأسيسية تصرف بعد تسجيل الجمعية رسمياً.
- إعانات سنوية تصرف للجمعية بعد انتهاء سنتها المالية وقد تصل هذه الإعانة إلى 80% من إجمالي المصروفات.
‌- إعانة إنشائية تصرف لمساعدة الجمعية لتنفيذ مشروعات المباني التي تساعد الجمعية على تأمين مقرات مناسبة لبرامجها المختلفة، وتصل هذه الإعانة إلى 80% من إجمالي تكاليف البناء.
- إعانة فنّية تتمثل في تحمل تكاليف تعيين موظفين فنيين للعمل بالجمعيات أو مدّها بالخبراء والمختصين لدراسة أوضاعها وتقديم الاقتراحات اللازمة للنهوض بها، أو انتداب بعض موظفي الوزارة للعمل لديها لمدد محدودة وعند الحاجة.
‌- إعانة عينية وفقاً للحاجة لمساعدة الجمعيات في أداء رسالتها وتنفيذ برامجها على خير وجه بما في ذلك منح كل جمعية خيرية قطعة أرض بمساحة 1500 متر لإقامة مقر عليها.
وهناك إعانات أخرى تتمثل في:
– إعانات طارئة تُمنح في الحالات الاستثنائية لدى مواجهة الجمعيات صعوبات أو أزمات مالية.
- تمنح الجمعيات الخيرية حاجتها من الأراضي لإقامة منشآتها الخيرية عليها وفقاً لقرار مجلس الوزراء رقم 127 في 8/6/1406هـ .
- معاملة الجمعيات الخيرية معاملة الأسر الحاضنة وصرف مخصصات الحضانة لها في حالة قيامها برعاية الأطفال من ذوي الظروف الخاصة، وكذلك شمولها للإعانات الخاصة برعاية ذوي الحاجات الخاصة إذا تولت رعايتهم وذلك وفقاً للقرارات الرسمية الصادرة بهذا الشأن.
- النظر إلى الجمعيات الخيرية على أنها جهات يمكن تدريب المعوقين لديها وشمولها بالمبالغ المخصصة لذلك.
وغيرها الكثير والكثير من الأمور التي تقوم بها الوزارة تجاه جمعية البر الخيرية بمكة المكرمة من دعم وخدمات وتسهيلات لا يمكن اختزالها في هذا المقام.
وبفضل الله وبحمده بلغ عدد الجمعيات الخيرية المسجلة لدى وزارة الشؤون الاجتماعية 639 جمعية، ولمنطقة مكة المكرمة نصيب الأسد من ذلك حيث يبلغ عدد جمعيات مكة المكرمة الخيرية 125 جمعية مسماة على النحو التالي:
93 جمعية بر، 4 جمعيات توعوية، جمعية بيئة، 4 جمعيات زواج، جمعيتان تعنى بذوي الاحتياجات الخاصة، 11 جمعية صحية، جمعية بر ومعاقين، 4 جمعيات بر وإيواء، جمعية مراكز الأحياء، جمعية شباب مكة للعمل التطوعي، جمعية حماية، جمعية أيتام، جمعيتا أسر منتجة لتحويل الأسر من معول إلى عائل.
وبلغت الإعانات المقدمة من وزارة الشؤون الاجتماعية للجمعيات الخيرية على مستوى المملكة من الإعانات النقدية والإعانات العينية للثلاث سنوات الأخيرة (1434-1433-1432هـ) عمّا يزيد عن اثنين مليار ريال، مع العلم أن وزارة الشؤون الاجتماعية تصرف شهرياً أكثر من مليار ومائتي مليون ريال لمستفيدي الضمان الاجتماعي على مستوى المملكة العربية السعودية، وأن هذه الوزارة تقدّر جهود الجمعيات الخيرية في دعم الحركة الاجتماعية بالمنطقة وتعدّ جمعية البر بمكة المكرمة في مصاف الجمعيات التي أسهمت بدور كبير في علاج الكثير من المشاكل الاجتماعية للمحتاجين.
واسمحوا لي أن أذكر هذا الموقف لهذه الجمعية، فعندما كانت تحتضن أكثر من 54 عائلة في مبنى يعود لجمعية البر وكان هذا المبنى من ضمن المباني التي تم عليها الإزالة في مكة المكرمة، طلب من الجمعية أن تُسكن هذه العوائل في سكن يليق بها، فاستطاعت أن تسكن 54 عائلة خلال ثلاثة أسابيع بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية، من هنا، ألا يحق لي أن أفخر بهذه الجمعية وأفخر أنني واحد من أعضائها.
لقد تطورت خدمات هذه الجمعيات والمؤسسات من مجرد تقديم المساعدات المالية إلى توفير الخدمات المباشرة وغير المباشرة، التي تساعد الأفراد على الاعتماد على النفس من خلال تنمية مهاراتهم عن طريق برامج الأسر المنتجة والتأهيل. وتحرص وزارة الشؤون الاجتماعية على هذا البرنامج لأنه يسهم مساهمة كبيرة في القضاء على الفقر، فبعدما كانت العائلة تعتمد على المعونات صارت تعتمد على نفسها؛ فتتحول من معول إلى عائل، كما تحرص وزارة الشؤون الاجتماعية على تشجيع المواطنين على تأسيس المزيد من الجمعيات والمؤسسات الخيرية لتنتشر في مختلف مناطق المملكة وتعمل على دعمها مادياً وفنياً وإدارياً استثماراً لطاقات الخير الكامنة في نفوس أبناء هذا الوطن، وتحقيقاً للتكافل الاجتماعي، الذي يحرص عليه الدين الإسلامي الحنيف.
ختاماً، أقول بقلب صادق إلى كل من أسهم وشارك في هذه “الاثنينية”:
شكراً أيها الرجال الأوفياء... شكراً بحجم الكون وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ عبد المقصود خوجه: والآن الكلمة للأكاديمي والكاتب المعروف الدكتور مازن عبد الرزاق بليلة.
 
طباعة
 القراءات :210  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 139 من 216
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج