شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة المستشار الاجتماعي الأستاذ إحسان بن صالح طيب))
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي دعانا للبر والعمل الصالح وأسلم على الرحمة المهداة سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد بن عبد الله أجود الخلق وأفضلهم وأكرمهم، وبعد.
أصحاب المعالي والسعادة والحضور الكرام من السيدات والسادة، سلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
الحمد لله الذي وفق شيخنا المفضال الأستاذ عبد المقصود محمد سعيد خوجه على إقامة هذا الملتقى والديوان الرائع، الذي أصبح أحد معالم مدينة جدة والمملكة العربية السعودية للاحتفاء بنفائس إنتاج هذه الأمة في مختلف ضروب الثقافة والعمل الإنساني النبيل.
في هذا المساء البهيج لا يحتفي هذا الملتقى بالفرد وإنما يحتفي ويكرم الجماعة والمجتمع والعمل الإنساني المنظم ممثلاً في جمعية البر بمكة المكرمة، التي أتشرف بأن أكون متحدثاً وممثلاً عن أعضاء جمعيتها العمومية، ومن جانب آخر يجدر لي أن أذكر جزءاً يسيراً عما أعرفه عنها بحكم الاختصاص والعمل السابق كمسؤول في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، وقد يسر الله لي خلال تلك المدّة شرف المشاركة في العديد من المؤتمرات والندوات وورش العمل على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، وكنت دائم الاعتزاز بتاريخ هذه الجمعية المباركة وعملها منذ بدايتها حيث كانت بمسمى هيئة صندوق البر وذلك في بداية السبعينات الهجرية وشاركتُ خلالها في المؤتمرات الأربعة التحضيرية لمؤتمر قمة الأرض في الأمم المتحدة بنيويورك ومؤتمر قمة الأرض، الذي عقد في جوهانسبيرج بجنوب أفريقيا عام 2003م في أكبر تظاهرة إنسانية في تاريخ الأمم المتحدة، إذ شاركت فيه معظم دول العالم وكان من ضمنها وفد المملكة، الذي تشرفتُ بأن أكون أحد أعضائه الستة والخمسين عضواً، ممثلين عن الوزارات والقطاعات في هذا المؤتمر، الذي حضره معظم رؤساء دول العالم وطرح خلال أيام جلساته عدد من القضايا المهمة المتعلقة بالتنمية المستدامة (الفقر وكيفية معالجته –الإصحاح البيئي– الحوكمة وغيرها من القضايا). خرج المؤتمر ببرنامج عمل لمسيرة الألفية ومجموعة من القرارات الصادرة عنها منها: قضايا معالجة الفقر. وقد ذكرت لهم خلال المداولات والمناقشات أن هناك جمعية خيرية في مدينة مكة المكرمة تحدثت عن أهم أهدافها وحددتها، ومنها بعض ما خرج منه المؤتمر كتوصيات قبل أكثر من نصف قرن من تاريخ هذا المؤتمر في جوهانسبيرج عام 2003م، كما ذكرت لهم الأهداف التي قامت عليها هذه الجمعية واستعرضتُ نموذجاً مما ورد في التقرير السنوي الأول الصادر عن السنة المنتهية في 30/3/1374هـ في الوقت الذي لم تُنشأ فيه آنذاك وزارة العمل والشؤون الاجتماعية؛ لأن الوزارة أنشئت في بدايات 1381هـ وكانت هذه الجمعية تسمى قبل نشأة الوزارة وتغيير مسماها باسم (هيئة صندوق البر بمكة المكرمة)، ويسرني أن أستعرض في هذا المساء الجميل ما ورد في التقرير عن الأهداف:
أغراض الصندوق:
حسب ما ورد في التقرير السنوي الصادر عن الجمعية آنذاك.
- مواساة منكوبي الحوادث من حرق أو هدم أو موت عائل بمجرد وقوع الحادث للتخفيف من وقعه على النفوس. وأرجو أن تلتفتوا إلى الآخرين بمجرد كلمة، أو مجرد الإحساس في كيفية التّعامل مع ذلك الحدث مباشرة، وهو ما تسعى إليه جميع المنظمات المحترفة والدولية ويذكر هذا الكلام قبل 54 سنة.
- مساعدة الأسر التي فقدت عائلتها وليس لها مورد رزق، ولا يوجد من ينفق عليها والأفراد الذين أقعدتهم الشيخوخة أو المرض عن السعي في طلب العيش.
(وأعتقد من دون تعليق أنّ هذا الجزء هو من برامج الضمان والرعاية الاجتماعية والعمل المؤسسي، ولكن في الآونة الأخيرة، سبقتهم الجمعية منذ وقت كبير في هذا الشأن).
- مساعدة طلبة المدارس الذين اضطرتهم ظروفهم إلى قطع الدراسة في سبيل الحصول على لقمة العيش ما يساعدهم على الاستمرار في الدراسة، لذا، أكرّر وأقول في تعليقي أنّ هذه عبارة عن رعاية وتأهيل وتنمية مستدامة بالمفاهيم الحصرية الحديثة.
- مساعدة المرضى الذين لا يملكون مصاريف العلاج وثمن الدواء.
- مكافحة التسول بإنشاء ملاجئ لاستيعاب المتسولين العاجزين عن العمل وإتاحة الفرصة لهم للحياة الكريمة وتعليمهم بعض الحرف البسيطة، وقد جمعت في هذا الأسلوب وفي هذه المادة خصوصًا وفي هذا الغرض بين أساليب (الرعاية، والتأهيل، والتنمية).
- السعي إلى الصلح بين الناس والاستعانة بالعمداء والعلماء وكبار الشخصيات، وهو عبارة عن (إصلاح اجتماعي، وخدمة اجتماعية).
والمطلع على الأهداف الشمولية والدّارس لها، يدرك حقيقة سعة فكر القائمين على أمر هذا الصندوق –الجمعية فيما بعد– وتدبرهم، وامتلاكهم الفهم العميق والرؤية الصائبة لمعالجة قضايا المجتمع ومشكلاته، محققة جميع أبعاد فلسفة الخدمة والرعاية والتأهيل الاجتماعي مع البعد التنموي والتعليمي والاقتصادي، الأمر الذي يحقق ما تدعو إليه المجتمعات المعاصرة لأخذ مناهج التنمية المستدامة في تغيير المجتمعات وتطويرها، ولا غرابة في ذلك فيكفي أن أدلل باختصار شديد في هذه العجالة لأحد قرارات هذا المجلس أو إدارة هيئة الصندوق الذي يعكس لنا نوعية فكر الرجال، الذين كانوا يمثلون مجلس إدارة هذا الصندوق، ومن أهمها:
القرار رقم (4): تدرس الهيئة (هيئة الصندوق) اقتراحاً بتشغيل أموال البر في مشروع مضمون الربح ذي فائدة مزدوجة وذلك بإنشاء صيدلية كبرى باسم (البر)، الغرض منها مد الجمهور بالأدوية بأسعار محدودة بربح بسيط لمعاونة الفقراء على شراء الدواء بأسعار معقولة، والله المسؤول أن يوفّق الجميع لما يحبّه ويرضاه، وقد وقّع على هذا القرار كل من: أمين الصندوق: أ. حامد مطاوع، السكرتير: أ. صالح جمال، رئيس الهيئة: أ. عبد الله عريف، أعضاء الهيئة: أ. عبد العزيز ساب. – أ. عبد الرزاق بليلة. – أ. أحمد محمد جمال. – أ. عمر عبد الجبار.
أسأل الله في هذا الموقف الجليل وهذه الساعة المباركة ومواطن الاستجابة أن يغفر لهؤلاء الرواد ويرحمهم رحمة واسعة وأن يجزيهم عما قدموه بما هو أهلٌ له، وأن يطرح البركة في عملهم وذرياتهم إنه سميع مجيب، وأن يجعل ذلك في ميزان حسناتهم، وبكل التقدير والحب تستمر المسيرة المباركة لهذه الجمعية بقيادة البروفيسور/ طارق جمال وأعضاء مجلس الإدارة والمنتسبين لها وأن يجزيهم الله خير الجزاء، وإذا كان لي من إشارة إلى هؤلاء الرواد في حبهم لمصلحة مكة والشأن العام، فاسمحوا لي بأن أعرج في عجالة على موقف يرسم صورة هؤلاء الرجال السابقين في موقف أذكره لواحد منهم مع الشيخ/ صالح جمال يرحمه الله. عندما كنت مديراً للرعاية والتوجيه الاجتماعي بالوزارة في الرياض قدمتُ في جولة تفقدية لوضع دار الرعاية الاجتماعية بمكة المكرمة عام 1412هـ وعلى ما أذكر في شهر شعبان، إذ زرت الشيخ صالح في مكتبه بجمعية البر وتحدثت معه عن معاناة أسر بعض الأطفال وذوي الحاجات الخاصة من أهل مكة المكرمة والموجودين في مراكز التأهيل في كل من (الأردن والرياض ومصر وبعض المناطق الأخرى) وبعضهم مسجلون على قوائم الانتظار في المراكز الموجودة في الرياض وهم في بيوتهم، بسبب عدم وجود مركز إيوائي لهم وليس معتمداً في ميزانية تلك السنة إنشاء مركز للتأهيل أو افتتاح مركز للتأهيل لوكالة الوزارة للرعاية الاجتماعية، التي كانت تشرف آنذاك على الدور الاجتماعية ومراكز التأهيل، فحينما قمت بالجولة التفقدية وجدت مشروعاً لمبنىً جديد للرعاية الاجتماعية للمسنين في مخطط الأمير طلال بن منصور بحي النزهة، وأخبرت الشيخ/ صالح يرحمه الله أنه وبوجاهته ومكانته كرمز من رموز المجتمع المكي أن يكتب لمعالي الوزير عن حاجة مكة لمركز لتأهيل ذوي الحاجات الخاصة، فما كان منه إلا أن شرع وأخرج قلمه وخط بيده رسالة كريمة وجهها إلى معالي وزير العمل والشؤون الاجتماعية آنذاك الأستاذ/ محمد علي الفايز أمدّ الله في عمره، طالباً منه المسارعة في افتتاح مركز التأهيل في المباني الجديدة المنشأة لدار الرعاية أصلاً حيث أن مبنى دار الرعاية الموجودة فيه جيد ويغطي احتياجاتها، وتكمن الأولوية لحاجة الأهالي في مكة لهذه الخدمة وحملتُ الرسالة وسلمتُها لمعالي الوزير، الذي اطّلع على الرسالة الموضحة لمعاناة الأهالي في مكة، وعندما قرأ الرسالة قال حرفيًّا: " هذا رجل فاضل يسعى إلى المصلحة العامة ونحن معه فيما يرفع معاناة الناس وأهل البلد الحرام خصوصًا". ووجه وكيل الوزارة المساعد لشؤون الرعاية الاجتماعية آنذاك الأستاذ/ محمد المالك أمرًا بتجهيز المبنى وتأثيثه وتشغيله وأن لا يأتي عام1413هـ إلا وهو يعمل ويستقبل حالات من ذوي الحاجات الخاصة الموجودين في المراكز الأخرى، وعلى الرغم من أنه كان غير معتمد في ميزانية الوكالة لهذا العام، إلا أنّه دبّرت وظائفه من خلال جهات متعددة وافتتح في شهر جمادى الأولى عام 1413هـ.
هذه هي نوعية الرجال السابقين في خدمة مجتمعهم لمجالس إدارات الجمعية، وقد استمرت هذه الكوكبة من الرجال الذين تعاقبوا عليها في مجالس إداراتها وجمعياتها العمومية لتحظى بهذا الشرف في هذا العرس الجميل الذي يرعاه صاحب "الاثنينية" المفضال الشيخ عبد المقصود خوجه الذي كرَّم العمل المؤسسي المنظم ليُرسّي قواعد جديدة في التكريم وفقه الله وسدد إخواننا أعضاء مجلس إدارة الجمعية، وبارك الله كل يد تعمل لصالح هذا الوطن شاكراً ومقدراً جميلكم وحسن إنصاتكم لهذه اللمحة اليسيرة من ملحمة العمل الخيري التطوعي في المملكة العربية السعودية، معتذراً عن الإطالة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ عبد المقصود خوجه: الكلمة الآن للأستاذ عبد الله آل طاوي، مدير عام الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكة المكرمة.
 
طباعة
 القراءات :299  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 138 من 216
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور عبد الكريم محمود الخطيب

له أكثر من ثلاثين مؤلفاً، في التاريخ والأدب والقصة.