شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة الأستاذ الدكتور عبد المحسن القحطاني))
بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم أيها الحاضرون والحاضرات ورحمة الله وبركاته، أما بعد.
بنى الدكتور إبراهيم السعافين خيمة نقدية وجعل أوتادها الشعر وأطنابها الرواية، هذا كان في مقتبل حياته حينما سجل رسالة الماجستير والدكتوراه، وبعد ذلك أخذ يركض ولا يتثاءب أبداً، بدليل أنكم لو قرأتم منجزه الثقافي والبحثي لعرفتم أن السنة لم يهمل فيها يوماً واحداً من غير بحث، هذا الرجل أظن أنه من بقايا الموسوعيين؛ لأنه لم يتكئ على الرواية وينسى الشعر، ولم يتكئ عليهما وينسى التعليم، ولم يتكئ أيضاً على كل ذلك وينسى تحريك منجز هذه الأمة، فتجده يتتبع في مشروعه الثقافي الذي قال وأنا أشفق عليه من ذلك المشروع، وأرجو أن تكون أعمدة الخيمة وأطنابها وأوتادها تمسك ذلك حتى ينهي مشروعه، هذه البحوث تتلقفك حيناً بعمق، وحيناً يريد أن يذهب للتعليم فيخفض نسبة هذا العمق ليرفع من الطالب إلى الوصول ثم بعد ذلك يعطيه جرعات من البحث الأكاديمي العميق، تلاميذه كُثر ولعل بينهم هذا المساء من حضر وليست التلمذة هي الجثو على الركب وإنما على القراءة، قراءة هذا المنجز وأنا على يقين أن فيكم من قرأ الدكتور إبراهيم السعافين قراءة مستوعبة، علي شلش وضع ريادته في القصة لأنه ربطها بجذر التراث فقط في هذه المسألة، وتلاميذه كلهم كتبوا عنه. ترك العلم جانباً ووصف الأخلاق لأن الخلق هو ميسم الإنسان، بأي شكل، بتلوناته، فهو هادئ، دمث الخلق، طيب، لا أقول متسامحاً وإنما يرغب في أن يأتي الطالب إليه، هذا هو الدكتور إبراهيم.
الدكتور إبراهيم السعافين تحدث عن الشللية وتحدث عن النجم، وأُعجبت بما قاله عن النجم في لقاءاته وفي كتبه بأن بعض الأدباء لا يريدون إلا أن يكونوا أنجماً وكفى، من غير أن يقدموا عملاً عميقاً لهذه الأمة التي تقرؤه بعناية وبعمق، ثم بعد ذلك في الكتاب، وأنا قضية النجم بحثت فيه كثير جداً وأنا أتفق معه في قضية النجم أنه الذي عطّلنا لأننا أصبحنا مقلدين لهذا النجم، وأجمل ما جاء في قضية المعيار وتحدث عنه، هو الوصف الرقم الأولومبي الذي خُلق ليُكسَّر ويُهشّم ولا يُتَّبع، أما النجم فجاء ليُتّبع وهنا الفرق بين الحالتين، حينما سُئل عن زمن الرواية وجُلّ دراساته في الرواية لم يقل إنها سيدة البيت، ولا الشعر بل قال إنهما يمران بأزمة، ومن قال إنه زمن الرواية فهذا حلم وطموح، هذا ما قاله الدكتور إبراهيم، قضية الكتاب وعشقه له، حينما تحدث عن الكتاب أتعرفون أنه جاء على رائحة الكتاب وماذا تصنع بالإنسان؟ هذه الرائحة ذكرتني بأحمد عبد الغفور عطار -رحمه الله-، حينما يجد من بعض أولاده من يضع كتاباً ليرفد به الباب فيصيح بأعلى صوته غضباً ويقول: اقطعوا يدي وارفدوا بها الباب وجنّبوا الكتاب ذلك الموقف، هذا هو الدكتور إبراهيم السعافين أيضاً من حرصه على الكتاب والسعي وراءه، أنا حقيقة أريد أن أتحدث كثيراً ولكني أحببت أن أقتصر هذه الكُليمة المرتجلة في حق الأستاذ الدكتور إبراهيم، فلتحيّوا معي هذا الرجل الأديب الأريب، الذي يستحي حتى من ظله، وصفقوا له معي.
عريف الحفل:شكراً للأستاذ الدكتور عبد المحسن القحطاني والكلمة الثانية لسعادة الناقد والكاتب المعروف الأستاذ حسين بافقيه، رئيس تحرير جريدة "أم القرى" سابقاً، مدير الأندية الأدبية في وزارة الثقافة والإعلام، تفضل.
 
 
طباعة
 القراءات :288  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 121 من 216
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج