شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه))
بسم الله الرحمن الرحيم، أحمدك اللهم كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، وأصلي وأسلم على سيدنا، وحبيبنا، وقدوتنا محمد بن عبد الله وعلى آل بيته الطاهرين الطيبين، وصحابته أجمعين.
الأستاذات الفاضلات.
الأساتذة الأكارم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نرحب أجمل ترحيب في هذه الأمسية، بضيف كريم، قدم خصيصاً لاثنينيتكم من الأردن الشقيق، يحمل في حقيبة الإبداع، شعراً، ونقداً، ورواية، وأدباً، ترك بصماته الواضحة في مسيرته العملية والعلمية، التي شملت العالمين العربي والغربي، رافداً المكتبة العربية بأكثر من ثلاثين مؤلفاً قيّماً، الحائز على جائزة الملك فيصل العالمية، مناصفة مع الأستاذ الدكتور منصور إبراهيم الحازمي، الذي كرمته “الاثنينية” بتاريخ 29/4/1410هـ - 27/11/1989م، الأكاديمي الأستاذ الدكتور إبراهيم عبد الرحيم حسين السعافين، فأهلاً وسهلاً، ومرحباً به بين محبيه وعارفي فضله.
أيها الإخوة، شكلت التجربة النقدية لضيفنا الكريم، واحدة من أهم المراحل النقدية العربية، إذ جمعت بين النظرية والتطبيق، وتتبع الإبداع العربي الروائي، خصوصاً عبر حقب عديدة زمنية وجغرافية، فجاءت إنجازاته مهمة ممثلة في مؤلفاته، التي أهلته لنيل جائزة الدولة التقديرية عام 1424هـ - 1993م.
ضيفنا الكريم أيها الإخوة، صاحب مشروع نقدي، تمحور حول قراءة النص الأدبي العربي، من خلال المنجز الحضاري العربي التراثي، الذي يمثل اتصالاً زمنياً، يشكل بعداً ممتداً منذ بواكير التراث العربي وحتى عصرنا الحاضر، ساعده على تلك الرؤية التكاملية المتجذرة في عمق التاريخ، تكوينه الأكاديمي في مرحلة الدراسات العليا، فعمل على قراءة التراث قراءة شاملة وعميقة، ما أتاح له الفرصة الجيدة لرؤية المنجز الأدبي والثقافي الحديث، من خلال متابعته المنجز الحضاري العربي، والمنجز الغربي الذي لم ينقطع عن التعرف إليه، كما أنه عمل على الربط بين نشأة الفنون القصصية، والمنجز الحضاري العربي، من خلال دراسة الرواية، والقصة، والمسرحية، والمقامة، فضلاً عن دراسة حركة الإحياء بتنوعاتها واتجاهاتها المتداخلة، مكّنته من متابعة مسيرة النص الأدبي، من خلال ارتباطه بالجذور الثقافية وحركة المثاقفة معاً، ضمن حركة المجتمع بتجلياتها ومؤثراتها المختلفة، وهو مشروع يرمي إلى إيجاد علاقة قائمة على نحو ما بين النص الحديث والمنجز الحضاري العربي.
أما عن شخصية ضيفنا الكريم الأكاديمية، فهو متمرس حاذق، يجيد التعامل مع طلابه، بما يتيح لهم تأسيس أطروحة أدبية مكتملة الأركان، وكثيراً ما يثير غرائزهم البحثية بما يضعه من علامات الاستفهام، أو علامات التعجب، مولداً لديهم الرغبة في المزيد من البحث والتقصي باقتراحاته العلمية، وتعليقاته وأحياناً اعتراضاته، فهو ليس مستعداً لقبول الحد الأدنى من المعايير المنضبطة للبحث العلمي، لذا نجده في كثير من تعليقاته يميل إلى تركيز الفكرة، واستخدام العرض الأمثل، الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى فهم واع لمدلول البحث، الذي يفتح آفاقاً أوسع بالمصادر والمراجع المهمة، بعيداً عن الحشو والتطويل، الذي تتسمّ به بعض البحوث الجامعية، ما يضع طلابه أمام شخصيته المتميزة بالصبر، والصرامة، والأناة، لأنه يرى أن الإشراف على الأطروحات الجامعية مسؤولية وأمانة ينبغي أن تؤدى بكثير من الحرص، والجدية، والدقة، في زمن كثرت فيه الدرجات العلمية المبنية على أسس تخرج عن المألوف، سعياً وراء الشهرة، أو الجاه، أو الوجاهة الاجتماعية.
ضيفنا الكريم ذو شاعرية مميزة، نشر باكورة إنتاجه الشعري عام 1384هـ- 1963م، فهو أيضاً صاحب رؤية شعرية متجذرة، تنهض بالتأمل في مسيرة المكابدة التي عاشها منصهراً في أبناء وطنه وأمته، الذين يتأثرون بما يجري حولهم، فندب نفسه لمجابهة الانهيارات التي تكالبت على الأمة، فهو فلسطيني الغربة، والحزن، والأمل نجدها ممثلة في عناوين مجموعة قصائد ديوانه "أفق الخيول" المسكونة بالهم الجمعي، تدفعنا أكثر للإحساس بأنه شاعر مجروح بمآلات الأمة، وما يكتنفها من تشرذم وضعف وإحباط، ولكنه كعادته يرى ضوءاً في آخر النفق عله يزيح العتمة عن الصدور. فمعظم قصائده من الشعر الحديث المتعدد الأوزان والقوافي لكن في بعض القصائد الحافلة بالغنائي والغنائي المحزن، يختار القصيدة العمودية، التي تنسجم مع فكرة النص، وقد يلجأ أحياناً إلى موسيقى الشعر الصاخبة أو الهادئة حسب اللفظ الذي يراه مناسباً لبث همومه وشجونه. فهو شاعر، لازمه الحلم الجميل بالعودة للوطن، لم تثنه الظروف القاتمة عن البوح بما في ضميره بنفس طويل وأمل ممدود، شاعر وطني، يمتاز بصدق العاطفة، والهم الجمعي من خلال ديوانه "حوار الحكايات"، الديوان الثاني لضيفنا الكريم، بعد ديوان (أفق الخيول 1426هـ - 2005م)، الصادر عن المؤسّسة العربيّة للدراسات.
أرحب مرة أخرى بسعادة ضيفنا الكريم، على أمل الالتقاء بكم الأسبوع القادم لتكريم الشاعرة، والكاتبة والصحافية، الأستاذة زينب غاصب، التي أحيت الكثير من الأمسيات الشعرية، داخل الوطن وخارجه، بإلقائها الشعري المميز، كما أجريت حول أشعارها الكثير من الدراسات النقدية، ونالت استحسان الأوساط الأدبية والثقافية، آملاً الالتفاف حولها لنستمع إلى تجربتها الشعرية التي ولدت ناضجة. طبتم وطابت لكم الحياة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عريف الحفل: شكراً لسعادة الشيخ عبد المقصود خوجه، مؤسس “الاثنينية” في كلمته الترحيبية التي تحدث بها عن ضيفنا الكريم. أودّ أيها الإخوة أن أشير إلى أنه كالمعتاد بعد أن نستمع إلى ضيفنا الكريم ستتم محاورته من قِبَلكم عن طريق الأسئلة التي تُطلب عن طريق الوريقات التي تصلنا هنا على المنصة ونحن نطلب من السائل والسائلة أيضاً في قسم السيدات أن يلقي السؤال بنفسه على أن يكون سؤالاً واحداً مختصراً، لإتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن، قبل أن نستمع إلى ضيفنا الكريم هناك كلمات سيتحدث فيها مقدموها عن ضيفنا الكريم، نبدأها بكلمة للأكاديمي المعروف سعادة الأستاذ الدكتور عبد المحسن القحطاني، رئيس النادي الأدبي بجدة سابقاً، مؤسس الأسبوعية الثقافية بجدة، فليتفضل.
 
 
طباعة
 القراءات :317  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 120 من 216
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.